رغم وضعها الحرج .. ميركل تتلقى دعماً من نواب حزبها
١٤ يونيو ٢٠١٨
ذكرت مصادر نيابية أن المستشارة ميركل حظيت بدعم نواب من حزبها في خلافها مع وزير داخليتها زيهوفر حول الهجرة واللجوء. يأتي ذلك في ظل تفاقم الخلاف بين الجانبين ما وضع مستقبل المستشارة والتحالف المسيحي على المحك.
إعلان
حظيت المستشارة أنغيلا ميركل بدعم من نواب حزبها في خلافها مع وزير داخليتها هورست زيهوفر والحزب الاجتماعي المسيحي البافاري في ملف الهجرة واللجوء. هذا ما كشفه بعض المشاركين في الاجتماع الذي عقدته كتلة حزبها المسيحي الديمقراطي الخميس (14 حزيران/ يونيو 2018).
فبعد جلسة استغرقت حوالي أربع ساعات لنواب الحزب الذي تتزعمه ميركل، أعرب معظم المتحدثين عن تبنيهم لموقف المستشارة في هذا الملف. وحسب ما تسرب من الاجتماع، فإن معظم نواب حزب ميركل وجهوا انتقادات لموقف وزير الداخلية الاتحادي زيهوفر ونواب الحزب البافاري الذين رفضوا الحل الأوروبي لمشكلة اللاجئين وفق ما تطرحه ميركل.
وكان رئيس المجموعة البرلمانية للحزب البافاري ألكسندر دوبرينت قال في وقت سابق اليوم إن الخطة الرئيسية لوزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر تقع في إطار المسؤولية المباشرة له، لذا لابد من تنفيذها دون انتظار التوصل لاتفاق على مستوى الاتحاد الأوروبي، وذلك في إشارة إلى رفض ميركل للخطة ما تسبب في تأجيل الإعلان عنها.
وجاءت هذه التصريحات بعد مشاورات منفصلة لنواب حزبي الاتحاد المسيحي بالبرلمان الألماني "بوندستاغ". وكان الخلاف قد تفاقم بين ميركل وحلفائها المحافظين حول سياسة الهجرة واللجوء الخميس بعد فشل مفاوضات داخلية.
وفي حدث نادر، علق البرلمان الألماني "البوندستاغ"، جلسته ظهرا لإفساح المجال أمام عقد اجتماعات أزمة لدى الكتل البرلمانية المحافظة ولا سيما الاتحاد المسيحي الديموقراطي بزعامة ميركل من جهة، والاتحاد المسيحي الاجتماعي البافاري بزعامة وزير الداخلية زيهوفر من جهة ثانية، وهما الطرفان الرئيسيان في هذه المواجهة السياسية من الوزن الثقيل.
ويعود السبب إلى القرار الذي اتخذته المستشارة الأحد بوقف مشروع لمراجعة سياسة اللجوء عرضه وزير الداخلية على أنه "خطة رئيسية" من 63 نقطة. ويريد الوزير إعادة اللاجئين الذين يصلون إلى ألمانيا وقد سبق أن تسجلوا في بلد آخر في الاتحاد الأوروبي. وفشلت المفاوضات حول نص التشريع مساء الأربعاء.
وترفض ميركل هذا الإجراء باسم القانون ومبادئ التضامن الأوروبية التي تدافع عنها. وطلبت من معسكرها إعطاءها بعض الوقت للتفاوض من أجل التوصل إلى حلول خلال قمة الاتحاد الأوروبي المقررة نهاية حزيران/ يونيو الجاري. ولكن حلفاءها البافاريين في الائتلاف الحكومي الهش مع الاشتراكيين الديموقراطيين رفضوا الأمر.
أ.ح/ ع.غ (د ب أ، أ ف ب)
في صور.. محطات وضعت مصير ميركل السياسي في مهب الريح
خلال 12 عاماً من حكمها حققت المستشارة ميركل نجاحات مذهلة، وخصوصاً على صعيدي الاقتصاد والاتحاد الأوروبي. والآن تتجه الأمور كي تبقى ميركل مستشارة لولاية رابعة، ولكنها تعرضت قبل ذلك لهزات عنيفة وظروف صعبة.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. von Jutrczenka
"الباب المفتوح" بداية النهاية؟
بعد نجاح منقطع النظير خصوصاً في المجال الاقتصادي، منذ انتخابها مستشارة لألمانيا للمرة الأولى عام 2005، حلمت أنغيلا ميركل بالبقاء مستشارة لألمانيا لولاية رابعة. لكن "أقوى امرأة في العالم" دخلت الانتخابات الجديدة في 24 سبتمبر/ أيلول 2017، وهي في موقف صعب بسبب سياسة "الباب المفتوح"، التي طبقتها في مواجهة موجة اللجوء الكبرى في عام 2015.
صورة من: picture-alliance/dpa/Bernd von Jutrczenka
حزب "شعبوي" يحقق مفاجأة مدوية
كان حلفاؤها في "الحزب المسيحي الاجتماعي"( البافاري) يطالبون بوضع "حد أعلى" لعدد اللاجئين الذين يمكن أن تستقبلهم ألمانيا سنوياً، لكن ميركل لم تتراجع عن توجهها. ولذلك برز سخط لدى شرائح عريضة من المواطنين، خصوصاً في شرق البلاد. والنتيجة هي صعود "حزب البديل" اليميني الشعبوي للبرلمان الألماني كثالث قوة، في سابقة لم تحدث منذ الحرب العالمية الثانية.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Bockwoldt
الاشتراكيون الديمقراطيون يتركون ميركل وشأنها
ورغم أن الاتحاد المسيحي بحزبيه الديمقراطي بقيادة ميركل والبافاري بقيادة زيهوفر، فاز في الانتخابات بالحصول على 32 في المائة من أصوات الناخبين، إلا أنه كانت تعد أسوأ نتيجة لتحالف المسيحي، منذ عام 1949. لكن حليفهما في الحكم، الحزب الاشتراكي، سجل أكبر خسارة في تاريخه بالحصول على 20.5 في المائة. وقرر الحزب الجلوس في مقاعد المعارضة بدلاً من مواصلة التحالف مع ميركل.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
"جامايكا".. حلم أُجْهِضَ قبل الولادة
ولهذا اتجهت ميركل للتفاوض مع "حزب الخضر" والحزب الديمقراطي الحر" (الليبرالي) لتشكيل ما يعرف بـ"ائتلاف جامايكا". ورغم الاختلاف "الأيديولوجي" بين الأحزاب الأربعة إلا أنه كانت هناك آمال معلقة على التقارب وتقديم تنازلات بعد أربعة أسابيع من المفاوضات الشاقة. غير أن الحزب الليبرالي انسحب مع الساعة الأولى من صباح الإثنين (20 نوفمبر/ تشرين الثاني).
صورة من: Getty Images/AFP/J. MacDougall
مستشارة للمرة الرابعة؟
تراجع الاشتراكيون عن موقفهم وقبلوا بالدخول في مفاوضات. وبعد محادثات صعبة جدا وتنازلات مؤلمة، نجحت ميركل في الوصول بمفاوضات تشكيل الائتلاف الحكومي إلى بر الأمان. وبهذا ستبقى ميركل على الأرجح مستشارة لألمانيا، لتكون الولاية الرابعة لها، ما لم تحدث مفاجأة. حيث يجب أن يصوت أعضاء الحزب الاشتراكي على اتفاقية الائتلاف الحكومي. وينتظر أن ينتهي التصويت مطلع آذار/مارس القادم. (صلاح شرارة)