رفات رهينة تصل إسرائيل وسيول تغرق غزة ومباحثات لتثبيت الهدنة
٢٥ نوفمبر ٢٠٢٥
في ظل هدنة هشة ومفاوضات شاقة، تسلّمت إسرائيل رفات رهينة من غزة عبر الصليب الأحمر بينما تغرق المخيمات الفلسطينية في سيول الأمطار. وتبحث القاهرة مع الوسطاء عن صيغة لتثبيت وقف إطلاق النار والوصول للمرحلة الثانية من الهدنة.
قامت هيئة الصليب الأحمر بتسليم إسرائيل جثث رهينة من غزة ولم يتضح حتى الآن ما إذا كانت الرفات تعود لأحد الرهائن الثلاثة المتبقين في القطاع الفلسطيني (صورة من الأرشيف)صورة من: Mahmoud Issa/REUTERS
إعلان
أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء الثلاثاء (25 نوفمبر/ تشرين الثاني 2025) أن إسرائيل تسلمت رفات رهينة في غزة عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، دون تأكيد ما إذا كانت تعود لأحد الرهائن الثلاثة المتبقين في القطاع.
وأوضح البيان أن النعش سُلّم للجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن الداخلي (الشاباك)، وسيُنقل إلى إسرائيل لإقامة مراسم استقبال عسكرية قبل التعرف على الهوية في المعهد الوطني للطب الشرعي.
جزء من اتفاق هش لوقف إطلاق النار
وجاءت عملية التسليم في إطار اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/تشرين الأول بعد أكثر من عامين من الحرب في غزة.
ورغم استمرار الهدنة، تبادلت إسرائيل وحماس الاتهامات بانتهاكها، فيما أسفرت العمليات العسكرية الإسرائيلية عن مقتل أكثر من 300 فلسطيني منذ سريانها، بحسب وزارة الصحة في غزة، التابعة لحماس.
يشار إلى أن حركة حماس هي جماعة إسلاموية فلسطينية مسلحة، تصنف في ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية.
اتهامات متبادلة وتهديدات إسرائيلية
وبدورها، اتهمت إسرائيل المسلحين في غزة بالمماطلة وهددت باستئناف العمليات العسكرية أو حجب المساعدات إذا لم تتم إعادة جميع الرفات، معتبرة التأخير "انتهاكًا لوقف إطلاق النار".
ومن جانبها، تقول حماس إن بعض الجثامين مدفونة تحت أنقاض القصف الإسرائيلي المستمر منذ عامين.
أزمة إنسانية تتفاقم بسبب الأمطار
وفي الوقت نفسه، ضربت أمطار غزيرة قطاع غزة، ما أدى إلى سيول غمرت خيام آلاف النازحين. وأكدت هيئة الدفاع المدني الفلسطينية أن آلاف الخيام تضررت أو جُرفت بالكامل، فيما اضطر مستشفى ميداني لتعليق عملياته.
ومن جهتها، تعمل الأمم المتحدة على إدخال إمدادات الشتاء، لكن القيود الإسرائيلية على دخول المساعدات تحد من الاستجابة، بينما تنفي إسرائيل أي عرقلة وتتهم وكالات الإغاثة بعدم الكفاءة.
أفادت هيئة الدفاع المدني الفلسطينية في غزة بأن آلاف الخيام التي تؤوي العائلات النازحة غمرتها مياه الأمطار أو تضررت بفعل عواصف مطرية غزيرة خلال الأسبوع الماضي. (مخميم اليرموك في غزة أرشيف 14/11/2025)صورة من: Hamza Z. H. Qraiqea/Anadolu Agency/IMAGO
اجتماع القاهرة لبحث المرحلة الثانية من الهدنة
وسط هذه التطورات، اجتمعت وفود من مصر وقطر وتركيا في القاهرة لمناقشة المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، بمشاركة الولايات المتحدة.
وتشمل تلك المرحلة نزع سلاح حماس وإقامة سلطة انتقالية ونشر قوة دولية لحفظ الاستقرار في غزة.
وأكد الوسطاء مواصلة التنسيق مع مركز المراقبة العسكري المدني الذي أنشأته واشنطن وحلفاؤها في جنوب إسرائيل.
ص.ش/ع.ش (أ ف ب، رويترز، د ب أ، أب)
الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني.. سلسلة طويلة من محاولات تحقيق السلام
تسعى الدول العربية لوضع خطة واقعية لمستقبل غزة في مواجهة ترامب الذي يدعو لطرد الفلسطينيين إلى مصر والأردن. جولة مع أبرز مبادرات السلام منذ حرب 1967، التي احتلت فيها إسرائيل الضفة الغربية والقدس الشرقية وسيناء وغزة.
صورة من: Oded Balilty/AP Photo/picture alliance/dpa
1967 - قرار مجلس الأمن رقم 242
في أعقاب الحرب العربية الإسرائيلية الثالثة والتي وقعت في حزيران/ يونيو 1967 وأسفرت عن هزيمة الجيوش العربية واحتلال إسرائيل لمناطق عربية جديدة، أصدر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في نوفمبر/ تشرين الثاني قراره رقم 242. ودعا القرار إلى "انسحاب القوات المسلحة الإسرائيلية من الأراضي التي احتلتها في الصراع في الآونة الأخيرة" مقابل احترام جميع الدول لسيادة بعضها البعض وسلامة أراضيها واستقلالها.
صورة من: Getty Images/Keystone
اتفاقية كامب ديفيد - 1978
اتفقت إسرائيل ومصر على إطار عمل ضمن اتفاقية كامب ديفيد أدى في 1979 إلى معاهدة برعاية الولايات المتحدة تلزم إسرائيل بالانسحاب من سيناء. وكانت هذه أول اتفاقية سلام بين إسرائيل ودولة عربية.
صورة من: BOB DAUGHERTY/AP/picture alliance
مؤتمر مدريد للسلام - 1991
حضر ممثلو إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية مؤتمرا للسلام بمشاركة الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي، في محاولة من قبل المجتمع الدولي لإحياء عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية من خلال المفاوضات. ولم يتم التوصل إلى أي اتفاقات مهمة، لكن المؤتمر فتح الباب أمام إمكانية اتصالات مباشرة بين الطرفين.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Hollander
اتفاقات أوسلو - 1993-1995
توصلت إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية إلى اتفاق في محادثات سرية بالنرويج بشأن اتفاق سلام مؤقت يعترف فيه كل طرف بحقوق الآخر. ودعا الاتفاق إلى انتخابات فلسطينية وحكم ذاتي لمدة خمس سنوات، وانسحاب القوات الإسرائيلية، ومفاوضات لتسوية دائمة. تعتبر اتفاقية أوسلو التي تمَ توقيعها في 13 سبتمبر/ أيلول 1993، أوَّل اتفاقية رسمية مباشرة بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية.
صورة من: Avi Ohayon/GPO
اتفاق إسرائيل والأردن - 1994
أصبح الأردن ثاني بلد عربي يوقع معاهدة سلام مع إسرائيل. لكن المعاهدة لم تحظ بشعبية، وانتشرت المشاعر المؤيدة للفلسطينيين على نطاق واسع في الأردن.
صورة من: Wilfredo Lee/AP Photo/picture alliance
قمة كامب ديفيد - 2000
في هذه القمة تباحث الرئيس الأمريكي بيل كلينتون ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك ورئيس السلطة الفلسطينية آنذاك ياسر عرفات. وقد عقدت القمة في الفترة من 11 إلى 25 تموز/ يوليو 2000 وكانت محاولة لإنهاء الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني. لكن القمة انتهت بدون اتفاق. واندلعت انتفاضة فلسطينية أخرى في 28 أيلول/ سبتمبر 2000 ولم تتوقف فعليا إلا في 8 شباط/ فبراير 2005 بعد اتفاق هدنة عقد في قمة شرم الشيخ.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/R. Edmonds
مبادرة السلام العربية - 2002
في عام 2002 قدمت المملكة العربية السعودية خطة سلام مدعومة من جامعة الدول العربية، تقضي بانسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية، وتأسيس دولة فلسطينية. مقابل ذلك، تعرض الدول العربية تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
صورة من: Courtney Kealy/Getty Images
قمة أنابوليس – 2007
فشل الزعماء الفلسطينيون والإسرائيليون مرة أخرى في التوصل إلى اتفاق في قمة أنابوليس للسلام في الشرق الأوسط الذي عُقد في الولايات المتحدة في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2007، ورغم المساعي الكبيرة للتوصل إلى اتفاقية سلام وإحياء خارطة الطريق بهدف قيام دولة فلسطينية، إلا أنه لم يكلل بالنجاح، لتندلع بعدها حرب غزة في 2008.
صورة من: AP
اتفاقيات أبراهام - 2020
اتفق زعماء إسرائيل والإمارات والبحرين على تطبيع العلاقات في أيلول/ سبتمبر 2020. وفي الشهر التالي، أعلنت إسرائيل والسودان أنهما ستطبعان العلاقات، وأقام المغرب علاقات دبلوماسية مع إسرائيل في ديسمبر/ كانون الأول من العام نفسه. سميت اتفاقيات أبراهام بهذا الاسم نسبة إلى إبراهيم الذي تنتسب إليه الديانات الثلاث: الإسلام والمسيحية واليهودية، للإحالة إلى الأصل المشترك بين اليهود والمسلمين.