1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

رفضًا للحرب وبحثًا عن الأمان.. معارضون روس يغادرون إلى تركيا

١٦ يوليو ٢٠٢٢

عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، اضطر كثير من الناشطين والمعارضين الروس، والذي ينتقدون الحرب على أوكرانيا، إلى مغادرة بلادهم. قصد العديد منهم تركيا حيث وجدوا في إسطنبول الملاذ الآمن، لكنها بالنسبة لبعضهم محطة توقف مؤقتة.

مثل مئات الروس، قرر الزوجان أنيليا غاريفولينا وروسلان بوبريك الرحيل إلى تركيا
مثل مئات الروس، قرر الزوجان أنيليا غاريفولينا وروسلان بوبريك الرحيل إلى تركياصورة من: Burcu Karakas/DW

 

أمام متجر متخصص في بيع الحلويات الشهية في الشطر الآسيوي من إسطنبول، تقف الروسية إيرينا جيسينا بعد أن أنجزت أوراقها في مكتب الهجرة بعد أشهر من مغادرتها روسيا في مطلع مارس / آذار الماضي. ولم يكن قرار جيسينا بالرحيل سهلا حيث تركت وراءها في روسيا أطفالها الثلاثة وزوجها، لكن نشاطها السياسي كان السبب الرئيسي وراء شد الرحال إلى تركيا.

وقد جرى انتخاب جيسينا في مجلس بلدية مدينة سانت بطرسبرغ الروسية عام 2019 عن حزب "يابلوكو" المعارض الروسي فيما شاركت في مسيرات عدة  دعما للمعارض الروسي البارز أليكسي نافالني ووقعت على عرائض ضد الحرب بعد قرار بوتين  بالتوغل العسكري في أوكرانيا.

وفي مقابلة مع DW، قالت إن  آخر مظاهرة شاركت فيها كانت في نهاية فبراير/ شباط ، مضيفة "لم اُعتقل لكن أُلقي القبض على بعض أصدقائي. استيقظت صباحا وطالعت في الصحف لأقرأ أنه جرى اتهام الموقوفين بالقيام بأنشطة إرهابية." وقالت "تعرضت منازلهم للمداهمة وكنت أنا التالية".

وأشارت إلى أن زوجها وافق على البقاء مع الأطفال الثلاثة ونصحها بمغادرة روسيا، مضيفة أنها في اليوم التالي استقلت طائرة تابعة للخطوط الجوية التركية متجهة إلى مدينة إسطنبول بسبب أنها كان لديها صديقة صحافية من نفس مدينتها الروسية تعيش في المدينة التركية.

ولم تكن زيارتها لتركيا الأولى إذ زارتها جيسينا عدة مرات في السابق كسائحة قبل الحرب.

وفور وصولها تركيا، توجهت جيسينا إلى ملجأ في منطقة الفاتح في الجانب الأوروبي من مدينة إسطنبول، تديره مجموعة تُعرف باسم "الفلك" تدعم الروس الفارين من بلادهم بعد الحرب. وفي ذلك، قالت "انسجمت مع الأشخاص في هذا الملجأ بسبب أننا نتشارك الآراء السياسية ذاتها ومن الجيد أن نظل على اتصال بأشخاص يهتمون بنفس القضايا ويتحدثون نفس اللغة".

تنتظر جيسينا مغادرة أسرتها روسيا ومن ثم لم شمل الأسرة في تركيا مجدداصورة من: Burcu Karakas/DW

وتعاني جيسينا من أزمة مالية بسبب توقف عمل بطاقات الائتمان إلى حد ما لأن الشركات المالية العالمية أوقفت عملياتها ونشاطها في روسيا، لكنها كانت سعيدة الحظ إذا استطاعت فتح حساب مصرفي في تركيا وعثرت على شقة وتنتظر حاليا قدوم زوجها وأطفالها من روسيا.

قالت "لقد حصلت على تصريح إقامة لمدة عام ونريد  الانتقال إلى أوروبا وتحديدا ألمانيا ، افتقد وجود أصدقائي، لكن للأسف البعض غادر روسيا والبعض بات الآن قابعا في السجن، إنه شيء محزن".

بيد أن جيسينا تأمل في العودة إلى روسيا عندما تنتهي الحرب ويغادر بوتين منصبه.

الروس يرغبون في الانتقال إلى أوروبا

المصورة وعالمة أنثروبولوجيا الروسية إيفا رابوبورت هي الأخرى تعيش في تركيا وتساعد مئات الروس ممن فروا إلى هذا البلد. ومنذ مارس/ آذار الماضي، تعمل لصالح منظمة "الفلك" التي توفر المأوى المؤقت والدعم النفسي في عاصمة أرمينيا يريفان وإسطنبول.

وفي مقابلة مع DW، قالت "نطلب من الناس ملء استمارة تقدم عبر الإنترنت للتأكد من خلفياتهم السياسية حيث يتعين علينا ضمان سلامة الجميع ممن يعيشون في الملجأ والتأكد من أن لا أحد منهم لديه أجندة سرية".

وشددت رابوبورت على أنها قررت الرحيل عن روسيا عام 2020 عندما شعرت أنها لن تتمكن من المضي قدما في عملها، مضيفة "لم يعد لدي مستقبل في روسيا".

تساعد رابوبورت الروس الذين يهربون من روسيا بعد وصولهم تركياصورة من: Burcu Karakas/DW

وقدرت رابوبورت عدد الروس الذين انتقلوا إلى تركيا منذ الحرب بقرابة ثلاث آلاف شخص العديد منهم يخطط إلى مغادرة تركيا قريبا بسبب المشاكل المالية. وفي ذلك، قالت "يرغب المعظم في التوجه إلى أوروبا لتقديم طلب لجوء سياسي خاصة أنه من الصعب الحصول على فرصة عمل في تركيا، وقضية الاندماج هنا تعد بالغة الصعوبة".

حياة جديدة في تركيا

وبعد الحرب، أصبحت جورجيا وأرمينيا وتركيا الوجهات الرئيسية للمنشقين والسياسيين المعارضين الروس حيث يتواصل الكثير منهم مع بعضهم البعض لتبادل الخبرات حول كيفية بناء حياة جديدة في تركيا بما في ذلك العثور على سكن وفتح حساب مصرفي.

من بين الروس الذين قرروا الرحيل الزوجان أنيليا غاريفولينا وروسلان بوبريك حيث قصدا إسطنبول بعد الحرب التي عجلت بقرارهما بمغادرة روسيا. وقالت غاريفولينا وهي عارضة أزياء ومدونة إن الوضع "كان يزداد سوءا ولم يعد المستقبل مشرقا. عندما بدأت الحرب لم نكن نرغب في أن تصبح عالقين في روسيا. كنت أخشى أيضا أن يتم تجنيد روسلان في الجيش."

وصل الزوجان إلى المطار حيث كانت غاريفولينا على كرسي متحرك بعد أن تعرضت للكسر وعندما سُئل الزوجان عن واجهتهما في المطار قالا إنهما سيغادران لتلقي العلاج في تركيا. وقالت غاريفولينا إن الإجراءات الأمنية في المطار كانت شديدة للغاية، مضيفة "أمن المطار كان يفحص الهواتف وما دفع المسافرين إلى حذف الرسائل والتعليقات والمنشورات على منصات التواصل الاجتماعي." وأضافت "لم نعد نشعر بالأمان في روسيا بسبب تردي حرية التعبير، إذ كان من الخطر قول أي شخص أنه يعارض الحرب وضدها".

وحصل الزوجان على مسكن في منطقة شيشلي التجارية وسط إسطنبول، ويدرسان الآن اللغة التركية. وقالت غاريفولينا "عندما انتقلنا إلى شقة جميلة، شعرنا وكأننا في الوطن، فزوجي وكلابي هنا أيضا. أشعر بالأمان. لا أريد العودة إلى روسيا إلا إذا حدثت تغيرات كبيرة، لكن لا أرى أي احتمالية لحدوث ذلك في المستقبل القريب".

وقال الزوجان أنهم لم يتعرضا لمواقف صعبة كرعايا روس عندما كانا يبحثان عن مسكن في تركيا، حيث لم يؤثر عليهما ارتفاع معدل التضخم في تركيا بسبب أنهما اعتادا على العيش في ظل ارتفاع الأسعار منذ مارس / آذار. وقال بوبريك الذي يعمل في المجال الرقمي وفي العقد الرابع من العمر إن الأزمة الاقتصادية "دفعته لكي يدخر بعض الأموال للمستقبل. مدخراتنا أنقذتنا." وتتفق معه في هذا الرأي غاريفولينا.

"سعيدة لمغادرة روسيا"

ألمانيا: معارضو بوتين في المنفى

03:02

This browser does not support the video element.

من بين الروس الذين شدوا الرحال إلى تركيا أوليسيا بيسميلتسيفا التي تدرس هندسة تقنية المعلومات والأدب الألماني وكانت تقيم في سانت بطرسبرغ حيث حصلت على وظيفة جديدة، لكن لسوء الحظ كان ذلك قبل يومين من اندلاع الحرب.

وعلى وقع الحرب، شعرت بيسميلتسيفا البالغة من العمر 36 عاما بالاكتئاب وسادها شعور بالرغبة في مغادرة روسيا بسبب الوضع السياسي المتدهور فضلا عن أعمالها الفنية التي طالما انتقدت من خلالها بوتين جعلت من الصعب عليها كسب أي أموال. وكان مارس / آذار الماضي موعد رحيلها عن روسيا، حيث كانت تركيا وجهتها بصحبة صديق وهو أيضا ناشط سياسي أصبحت حياته في روسيا في خطر.

وقالت بيسميلتسيفا "بمجرد وصولي إلى المطار، التقطت صورة لأوكد لأصدقائي أنني بخير بالفعل ومن الممكن أن أشعر ببعض التحسن، لقد غمرتني سعادة بتمكني من مغادرة روسيا".

وعلى خلاف الروس الذين يعيشون في المنفى، تخطط بيسميلتسيفا للبقاء في تركيا وترفض العودة إلى روسيا، مضيفة "تدمر الحروب حياة الكثيرين، إذ لم يكن بمقدورك إنقاذ حياة الآخرين، فيمكنك إنقاذ نفسك ومن ثم المضي قدما في مساعدة المحتاجين".

بوركو كاراكاش (م.ع.)

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW