تعتقد الشرطة في نيوزيلندا أن مسلحا واحدا فقط هو منفذ الهجوم الإرهابي على المسجدين في كرايستشيرش. وبدا القاتل الأسترالي "عاقلا" وقرر أن يدافع عن نفسه بدلا من محاميه. ورفضت محكمة إطلاق سراح شاب بث الجريمة على الانترنت.
إعلان
رفضت محكمة في نيوزيلندا اليوم الاثنين (18 مارس/ آذار 2019) الإفراج بكفالة عن شاب في الثامنة عشرة من عمره بعد أن وجهت له اتهامات متعلقة بنشره لبث حي لإطلاق النار على المسجدين في كرايستشيرش الجمعة الماضية، الذي نفذه متطرف أسترالي وأسفر عن مقتل 50 مصليا، حسبما ذكرت صحيفة "نيوزيلاند هيرالد"
واعتقلت السلطات الشاب في نفس يوم الحادث لكن الشرطة تقول منذ ذلك الحين إنها لا تعتقد أن له علاقة مباشرة بالهجوم على المسجدين. وقالت الصحيفة إنه متهم بنشر البث الحي الذي يصور المسلح وهو ينفذ الهجوم ونشر صورة على الانترنت لأحد المسجدين المستهدفين مع عبارة "هدف تم تنفيذه" ورسائل أخرى تم وصفها بأنها "تحض على العنف الشديد". ومن المقرر أن يمثل مجددا أمام القضاء المرة التالية في 8 نيسان/ أبريل. ووجهت في البداية للشاب اتهامات بنشر مواد تتضمن إهانة لأعراق وأجناس أخرى لكن تلك الاتهامات سحبت واستبدلت باتهامات جديدة اليوم الاثنين.
وبدا الأسترالي برينتون تارنت منفّذ الاعتداء على المسجدين في كرايستشيرش "عاقلا" وقرر أنّه سيدافع عن نفسه، على ما أفاد محاميه السابق وكالة فرانس برس الاثنين. وتارنت البالغ 28 عاما متهم بتنفيذ مذبحة مروعة على مساجد النور ولينوود وقتل 50 شخصا وجرح العشرات. وقال المحامي ريتشارد بيترز، الذي عينته المحكمة لتمثيل تارنت أثناء جلسة استماع أولية في المحكمة، لوكالة فرانس برس إنّ تارنت "أشار إلى أنه لا يريد محاميا". وتابع "هو يريد أن يمثل نفسه في القضية"، مقللا من مزاعم أن تارنت ربما لا يكون لائقا عقليا للمثول أمام المحكمة. وأكّد أن "الطريقة التي قدمها كانت عقلانية و(تنبيء عن) شخص لا يعاني أي إعاقة عقلية. هكذا ظهر. بدا أنه يفهم ما الذي يحدث" حوله.
والسبت، مثل مدرّب اللياقة البدنيّة السّابق والناشط اليميني وهو مكبّل اليدين ويرتدي قميصاً أبيض يلبسه المعتقلون أمام المحكمة. وهو لم يتقدّم بطلب للإفراج عنه بكفالة، وسيظلّ في السجن حتّى مثوله مجدّداً أمام المحكمة في 5 نيسان/أبريل.
ومن جهته قال قائد الشرطة في نيوزيلندا الاثنين إن السلطات متأكدة من أن مهاجما واحدا فقط نفذ الهجوم على المسجدين في كرايستشيرش يوم الجمعة الماضي. وأضاف مفوض الشرطة مايك بوش في مؤتمر صحفي "أريد أن أؤكد أننا نعتقد أن مهاجما واحدا فقط هو المسؤول عن هذا الحادث الشنيع". وقال "هذا لا يعني استبعاد إمكانية أن يكون أناس آخرون قدموا الدعم له، وهذا لا يزال جزءا مهما للغاية من تحقيقنا".
ومن جانبها وافقت حكومة نيوزيلاندا "مبدئيا" الاثنين على تشديد قوانين ضبط الأسلحة بعد أيام فقط على الهجوم الذي أدى إلى مقتل 50 شخصا. وقالت رئيسة الوزراء جاسيندا أرديرن إن تفاصيل هذه الاجراءات ستطرح قبل اجتماع الحكومة الاثنين المقبل مؤكدة أنه "يجب التحرك الان". وأعلنت أيضا عن بدء تحقيق في الهجوم الذي أثار تساؤلات حول كيفية افلات مطلق النار المشتبه به، من مراقبة وكالات الاستخبارات.
ص.ش/هـ. د (رويترز، أ ف ب، د ب أ)
في صور .. 36 دقيقة من الإرهاب تقلب حياة مسلمي نيوزيلندا
36 دقيقة من الإرهاب كانت كافية لجعل نيوزيلندا في بؤرة اهتمام الرأي العام الدولي، محررة إياها من موقعها الجغرافي في أقصى جنوب الأرض. DW عربية أعدت ألبوم صور عن الجالية المسلمة ومعاملة السكان لها وقوانين السلاح هناك.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Hunter
نصف ساعة هزت الصورة
لطالما افتخرت نيوزيلندا بالأمن وقلة عدد الجرائم، إذ لم يسجل في عام 2017 سوى 48 جريمة حسب الشرطة، التي لا يحمل أفرادها عادة أسلحة أثناء خدمتهم. ويأتي البلد ثانياً بعد آيسلندا في مؤشر السلام العالمي. لكن في 36 دقيقة فقط من بعد ظهر الجمعة (15 آذار/مارس 2019)، قتل إرهابي عنصري 49 مسلماً في مسجدين في كرايست تشيرش، وهو رقم أكبر من ضحايا كافة حوادث القتل المسجلة العام الفائت.
صورة من: picture-alliance/dpa
هجرة مبكرة
تعود بدايات حركة هجرة المسلمين إلى نيوزيلندا إلى نهايات القرن التاسع عشر. وفي النصف الأول من القرن العشرين فرّ إلى البلد مسلمون من طغيان النظم الشمولية في ألبانيا ويوغسلافيا السابقة ودول أخرى. وبعد ذلك جاءت موجة هجرة كبيرة من جزر فيجي في تسعينات القرن العشرين.
صورة من: picture-alliance/empics/PA Wire/D. Lawson
قرابة خمسين ألف مسلم
تبلغ نسبة المسلمين في نيوزيلندا حوالي 1% من مجموع عدد السكان البالغ 5 ملايين نسمة. وينحدر حوالي نصفهم من شبه القارة الهندية ومن الشرق الأوسط. ويتمركز المسلمون في مناطق ومدن أهمها أوكلاند وكريست تشيرش. وبنى المسلمون أول مسجد في سبعينات القرن العشرين في مدينة أوكلاند.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Hunter
"جنة" المهاجرين على الأرض
البلد مقصد للمهاجرين الباحثين عن عمل وفرص النجاح من كل أصقاع العالم. وحسب السلطات الرسمية كانت الغالبية العظمى من مهاجري 2018 من الصين والهند وبريطانيا وأستراليا والفلبين. يصف المهاجرون نيوزيلندا بأنها بلد "منفتح وودي" تجاههم. في المقابل هناك تقارير عن حوادث عنصرية وأخرى معادية للمهاجرين تحدث بين الفينة والأخرى، لكنها لا تلفت انتباه وسائل الإعلام لأنها لا تمثل التيار السائد في البلاد.
صورة من: Reuters/R. Ben-Ari
معاداة المسلمين؟
في السنوات الأخيرة بدأ الكلام عن "معاداة" ما للمسلمين في البلد. ففي 2015 أورد تقرير لصحيفة New Zealand Herald أن المسلمين يجدون صعوبة في الحصول على عمل، على الرغم من أنهم أكثر تأهيلاً مهنياُ وأكاديمياً من المجموعات الدينية الأخرى. دراسة لجامعة فيكتوريا النيوزيلندية كشفت أن المهاجرين من دول مسلمة كباكستان وإندونيسيا يتعرضون للرفض من السكان الأصليين أكثر من الصينيين أو الفلبينيين.
صورة من: Reuters/SNPA/M. Hunter
1.5 مليون قطعة سلاح
يمكن لمن تجاوز 16 عاماً اقتناء السلاح. وصرحت الشرطة العام الفائت أن معظم الأسلحة لا تتطلب تسجيلاً بموجب قانون البلاد وأن الشرطة لا تعرف "عدد قطع السلاح لدى المواطنين في نيوزيلندا". خبير في قوانين الأسلحة يذهب إلى أن عددها يقدر بنحو 1.5 مليون قطعة سلاح.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/M. Baker
وعود بتشديد القوانين
وتعهدت رئيسة الوزراء جاسيندا أرديرن بعد الاعتداء الإرهابي بتشديد قوانين حيازة السلاح، التي لم تتغير منذ 1992، بعدما تبين حصول المهاجم على رخصة لحيازة الأسلحة وأنه استخدم خمسة أنواع اثنان منها شبه آلية.
إعداد: خالد سلامة
صورة من: picture-alliance/AP Photo/New Zealand Prime Minister Office