1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

القطيعة مع إيران: عرض أمريكي إماراتي لرفع العقوبات عن الأسد؟

٢ ديسمبر ٢٠٢٤

نقلت رويترز عن "خمسة مصادر مطلعة" أن الولايات المتحدة والإمارات ناقشتا إمكانية رفع العقوبات عن النظام السوري إذا نأى بنفسه عن إيران وقطع طرق نقل الأسلحة لحزب الله اللبناني. النقاشات جرت قبل سيطرة فصائل المعارضة على حلب.

.(19/03/2023) زيارة رئيس سوريا بشار الأسد إلى أبوظبي، أرشيف
نقلت رويترز عن "مصادر مطلعة" أن الولايات المتحدة والإمارات ناقشتا إمكانية رفع العقوبات عن الأسد إذا نأى بنفسه عن إيران.صورة من: SANA/dpa/picture alliance

كشفت رويترز أن تلك النقاشات تزايدت في الأشهر القليلة الماضية مدفوعة بقرب انتهاء أجل عقوبات أمريكية صارمة (قانون قيصر) على سوريا في 20 ديسمبر/ كانون الأول الجاري وبحملة إسرائيل على جماعات مدعومة من طهران كحزب الله اللبناني وحركة حماس وأهداف إيرانية في سوريا.

وجرت تلك النقاشات قبل أن تجتاح جماعات معارضة مناهضة للأسد حلب الأسبوع الماضي في أكبر هجوم لهم منذ سنوات. وتقول المصادر إن تقدم فصائل المعارضة بمثابة مؤشر دقيق على مواطن الضعف التي اعترت تحالف الأسد مع إيران وهو ما تسعى المبادرة الإماراتية والأمريكية لاستغلاله. لكن إذا قبل بشار الأسد بمساعدة إيرانية لتنفيذ هجوم مضاد، تقول المصادر إن ذلك قد يعقد أيضا جهود إبعاد الرئيس السوري عن طهران.

ومن أجل هذه القصة، تحدثت رويترز مع مصدرين أمريكيين وأربعة مصادر سورية ولبنانية ودبلوماسيين أجنبيين قالوا إن الولايات المتحدة والإمارات تريان فرصة سانحة لدق إسفين بين الأسد وإيران. وساعدت إيران الرئيس السوري على استعادة السيطرة على مساحات شاسعة من سوريا خلال الحرب الأهلية التي اندلعت في 2011.

وذكرت وسائل إعلام لبنانية أن إسرائيل اقترحت رفع العقوبات الأمريكية على سوريا. لكن لم ترد تقارير عن مبادرة الإمارات والولايات المتحدة من قبل. وطلبت كل المصادر عدم ذكر أسمائها ليتسنى لها مناقشة ما يجري في الكواليس الدبلوماسية.

ولم ترد الحكومة السورية والبيت الأبيض على أسئلة من رويترز للتعليق. وأحالت الإمارات أسئلة رويترز لبيان صدر عن محادثة بن زايد الهاتفية مع الأسد.

ولعبت الإمارات دورا كبيرا في تحسين علاقات الأسد مع الدول العربية، واستضافته في عام 2022 في أول زيارة يقوم بها لدولة عربية منذ بدء الحرب قبل أن تعيد الجامعة العربية عضوية سوريا فيها.

وقالت المصادر إن الإمارات تأمل منذ وقت طويل في إبعاد الأسد عن إيران وتريد بناء علاقات تجارية مع سوريا لكن العقوبات الأمريكية تعيق تلك الجهود.

وقال دبلوماسي كبير في المنطقة مطلع على مواقف طهران لرويترز إن إيران بلغها أن "جهودا تجري خلف الكواليس من دول عربية لعزل إيران (...) من خلال إبعاد سوريا عن طهران". وأضاف الدبلوماسي أن تلك الجهود مرتبطة بعروض لتخفيف محتمل للعقوبات من جانب واشنطن.

مصادر: حزب الله لا ينوي حاليا إرسال مقاتلين دعما للأسد

ذكرت ثلاثة مصادر مطلعة على تفكير حزب الله اللبناني لرويترز اليوم الاثنين (الثاني من ديسمبر/ كانون الأول 2024) أن الجماعة لا تنوي حاليا إرسال مقاتلين إلى شمال سوريا لدعم الجيش السوري هناك.

وقالت المصادر إن حزب الله لم يُطلب منه التدخل بعد وإنه "ليس مستعدا لإرسال قوات إلى سوريا في هذه المرحلة". ولم يرد حزب الله على طلب للتعليق بعد.

يشار إلى أنّ حزب الله سحب في الأشهر الماضية مقاتلين من سوريا بما في ذلك من الشمال من أجل التركيز على قتال إسرائيل في جنوب لبنان.

وأشار مسلحون اجتاحوا حلب هذا الأسبوع إلى أن انسحاب حزب الله كان من بين العوامل التي جعلتهم يواجهون مقاومة ضعيفة من جانب القوات الحكومية.

وتعتبر دول عديدة حزب الله، أو جناحه العسكري، منظمة إرهابية من بينها الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا ودول أخرى. كما حظرت ألمانيا نشاط الحزب على أراضيها في عام 2020 وصنفته كمنظمة إرهابية.

"العصا والجزرة"

وقال مصدر أمريكي مطلع إن مسؤولي البيت الأبيض ناقشوا مبادرة بهذا الشأن مع مسؤولين إماراتيين، وأرجعوا هذا إلى اهتمام الإمارات بتمويل إعادة إعمار سوريا إلى جانب "ضعف موقف الأسد" بعد الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحزب الله.

وقال المصدر الأمريكي إن احتمال تخفيف العقوبات على الأسد، بالتزامن مع استهداف إسرائيل لحلفاء إيران، يخلق "فرصة" لتطبيق "أسلوب العصا والجزرة" لكسر تحالف سوريا مع كل من إيران وحزب الله.

"قانون قيصر"

فرضت الولايات المتحدة عقوبات على سوريا بعد أن شن الأسد حملة صارمة ضد الاحتجاجات التي خرجت ضد حكمه في عام 2011، وجرى تشديد العقوبات مرارا على مدى سنوات الحرب. وأقر الكونغرس في عام 2019 العقوبات الأشد صرامة على الإطلاق والمعروفة باسم قانون قيصر.

وتنطبق عقوبات قيصر على قطاعات الأعمال السورية وعلى أي فرد يتعامل مع سوريا بغض النظر عن جنسيته وعلى أولئك الذين يتعاملون مع كيانات روسية وإيرانية في سوريا.

ووصفالأسد هذه العقوبات بأنها بمثابة حرب اقتصادية وحمّلها المسؤولية عن انهيار العملة السورية وتدني مستويات المعيشة.

ومن المقرر أن ينتهي أجل تنفيذ العقوبات في 20 ديسمبر/ كانون الأول ما لم يقم المشرعون الأمريكيون بتجديدها.

وقال المصدر الأمريكي وثلاثة من المصادر السورية إن جزءا من المناقشات الأمريكية الإماراتية في الآونة الأخيرة يركز على السماح بانتهاء عقوبات قيصر دون تجديد.

وذكر أحد المصادر السورية أن الإمارات طرحت مسألة السماح بانتهاء أجل العقوبات مع مسؤولي البيت الأبيض قبل شهرين، بعد أن حاولت دون جدوى تخفيف العقوبات عن الأسد لعامين على الأقل بعد زلزال فبراير/ شباط 2023 الذي أسفر عن سقوط قتلى.

وقال محمد علاء غانم وهو ناشط سوري في واشنطن العاصمة يعمل لمنظمة "مواطنون من أجل أمريكا آمنة وسالمة" لرويترز إن المنظمة تعمل من أجل تمديد عقوبات قيصر وأن تقييماتها تشير إلى الحصول على دعم من الحزبين للقيام بذلك.

وأضاف "نجري محادثات بهذا الشأن منذ شهرين، لكن بطبيعة الحال لا يمكن ضمان نتيجة سياسية بنسبة 100 بالمئة في مدينة مثل واشنطن".

"مكافأة عربية للأسد"

ولدى الدول العربية وسائل أخرى لمكافأة الأسد مقابل الابتعاد عن طهران. وقال دبلوماسي أجنبي مقيم في الخليج لرويترز إن الإمارات والسعودية عرضتا في الأشهر القليلة الماضية "حوافز مالية" على الأسد للابتعاد عن إيران، مضيفا أنه لم يكن من الممكن تقديمها دون التنسيق مع واشنطن.

وذكر مصدر مطلع لرويترز أن سوريا، من بين أزمات أخرى في المنطقة، كانت على جدول المناقشات خلال زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للإمارات أمس الأحد.

وقال مصدر لبناني إن الإمارات تعهدت أيضا بتقديم أموال لمساعدة سوريا في إعادة إعمار البنية التحتية التي دمرتها الحرب في محاولة "لإبعاد الأسد عن إيران".

ع.ش/ أ.ح (رويترز)

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW