1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

رقمنة عيد الفطر للتغلب على الغربة وكورونا

١٣ مايو ٢٠٢١

انتهى شهر الصيام، وها هو عيد الفطر يزور العائلات المسلمة حول العالم، وفي ألمانيا يصبح استمرار العادات التقليدية أكثر تحدياً، وذلك بسبب إجراءات كورونا، والبعد عن الأهل، ولكن التكنولوجيا تتدخل لإنقاذ الأواصر العائلية.

Deutschland Fastenbrechen
مهاجر عربي يعايد على والدته من خلال الاتصال عبر مكالمة فيديو.صورة من: Hassan Al-salem

”العيد فرحة، وأجمل فرحة"، نردد كلمات هذه الأغنية فيما نتناول الحلويات مع فنجان القهوة العربية السادة، ونقدم ”العيدية" للأطفال المتحمسين، ويزور أفراد العائلة بعضهم البعض، في جو اعتدنا عليه منذ الصغر، ولكن ماذا يحدث لو كنت تعيش في زمن تحكمه قيود كورونا، وفي الغربة بعيداً عن عائلتك الممتدة والأصدقاء؟

بالطبع، ستختلف العادات، وقد تحاول بناء عادات جديدة مع عائلتك في الغربة، أو تتبنى عادات أهلك ولكن بطريقة مختلفة قليلا. وربما سوف تتوقف عن الاحتفال بالعيد تماماً، ومن الممكن أن تعمل على رقمنة عاداتك.

كعك إلكتروني

هناك أمر يجعل من عيد الفطر مميزاً في أغلب الدول العربية، محببا لقلب الجميع، وينتظره الكبير قبل الصغير.

 بالطبع، نتحدث عن حلويات العيد! سواء كنت تسميها "كعكاً أم كحكاً أم معمولاً"، فهي جميعها مناسبة لتقديمها للضيوف، ولإنهاء شهر رمضان بطعم حلو اشتاق له الصائمون.

وفي الغربة ورغم أوضاع كورونا، إلا أن العائلات العربية في ألمانيا، تحاول أن تبقي على هذا التقليد مستمراً، كما تفعل عائلة دعاء حمص، والتي كانت سعيدة بمشاركة صورة للبرازق والكعك الحمصي؛ التي أعددنها شقيقاتها ووالدتها، مع قراء DW عربية.

حلويات العيد صنعتها عائلة دعاء حمص.صورة من: Doha Homes

صناعة الحلوى منزلياً ليست الوسيلة الوحيدة للحصول عليها، فمع إغلاق المحلات وتوجه الناس للشراء عبر الإنترنت، فإن تطبيقات بيع الحلويات والأطعمة العربية أصبحت منتشرة وأكثر شعبية بين المجتمعات العربية في ألمانيا، كما يذكر صاحب تطبيق ”بلدنا" لبيع الأغذية؛ صهيب مكي. مشيراً إلا أن هناك ارتفاعاً ملحوظاً في نسب الطلب خلال فترة جائحة كورونا، إذ أن ”قيود الإغلاقات كان لها دور كبير في إنجاح عمل بيع المنتوجات عبر الإنترنت بما يتفوق على سنوات من الجهد"، على حد تعبيره.

شركة ”بلدنا" السورية لم تكن الوحيدة التي توجهت إلى الفضاء الإلكتروني لبيع المنتجات، إذ كانت الجائحة سبباً في نجاح العديد من شركات التجارة الإلكترونية العربية الرائدة في ألمانيا، من بينها شركة الأردني ”عمار فارع"، والتي تستهدف بشكل أساسي الفلسطينيين والأردنيين بمنتجاتها، لاسيما ”الجميد" الذي تشتهر به المدن الأردنية، ويكون دوماً حاضراً في الولائم سواء خلال شهر الصيام أم في العيد.

ورغم أن شركة عمار لا تبيع الحلويات، إلا أنها تتميز بتركيزها على القهوة العربية التي لا تخلو منها طاولة في عيد الفطر، إذ أكد لـDW عربية، أن هناك ازديادا مضطرداً في أعداد الزبائن بسبب سهولة التسوق مقارنة مع المحلات التقليدية.

ورغم أن اقتناء الأطعمة أو الألبسة في العيد عبر الإنترنت يعد سهلاً في ظل الظروف الحالية، إلا أن المصري مؤمن عبد العظيم يفضل اصطحاب أطفاله إلى محلات الهدايا والألبسة قبيل العيد، فقوانين مدينة هانوفر، التي يقطن فيها، لاتزال تسمح بالتسوق مع التزام قواعد التباعد الاجتماعي، خلافاً عن دعاء التي تعيش في مدينة كولونيا المغلقة حالياً، وتتجه هي وشقيقاتها لاقتناء جميع المستلزمات عبر مواقع الشراء الإلكترونية.

ينتظر الجميع عيد الفطر ليتناولوا كعك العيد الذي اعتادوا عليه.صورة من: Nour Albassri

هذا التوجه لم يقتصر فقط على التسوق في الفضاء الافتراضي، بل إن برامج الطبخ وصناعة الحلويات عبر فيسبوك، أصبحت جزءاً لا يستهان به البتة، إذ تحول المغتربون إلى متابعتها، لعدم توفر برامج باللغة العربية في معظم القنوات التلفزيونية في أوروبا، ولصعوبة الاشتراك في القنوات العربية أحياناً، كما تشرح التونسية فوزية بيلاجي لـDW عربية. 

كاميرا الهاتف تجمع الأحبة

صلة الرحم هي أول ما يتبادر للذهن حينما يتم ذكر الأعياد الإسلامية، فهي تهدف لجمع الناس، وتقريبهم من بعضهم البعض، ولكن في الغربة يصبح الأمر أكثر صعوبة، وبناء نسيج اجتماعي ليس ممكناً في كثير من الأحيان، ولكن لهذا وجدت التكنولوجيا التي تسمح بلقاء الأهل بكبسة زر فقط.

إن هذا الحل الحديث، هو بمثابة حبل إنقاذ لكثير من المهاجرين العرب الذين يعيشون وحدهم، مثل الشاب عبد الله عقاد، الذي يبدأ يوم العيد بالصلاة في مسجد مدينة بون، مع التزام قواعد التباعد، ويعود مسرعاً للمنزل ليهنئ عائلته عبر فيديو واتساب، فرغم وحدته، إلا أن التكنولوجيا هي أداته للحفاظ ولو قليلاً على جو عائلي في الغربة، كما يذكر.

تحرص نور على أن يتحدث طفليها بشكل مستمر مع الأقارب باستخدام مكالمات الفيديو.صورة من: Nour Albassri

بيد أن الأجواء اختلفت لبعض المهاجرين بشكل جذري بعد قدومهم إلى ألمانيا، وتغيرت عاداتهم كثيراً، كما حدث مع عمار فارع، والذي يعيش في قرية صغيرة مع زوجته الألمانية وطفله، ”اضطررت إلى تجاهل العيد رغماً عني، فقد تغيرت طباعي، فالعيد لا يعني لزوجتي كما يعني لي"، مضيفاً أنهم لا يحتفلون عادة بالأعياد  الإسلامية نهائيا"، ومع ذلك؛ فإنه يرى في التكنولوجيا أداة ساهمت بشكل كبير في زيادة أواصر العائلة، ”بعض الأقارب ممن لم أكن أعرفهم بشكل جيد، أصبحت أتواصل معهم أكثر، وبدأت بالتعرف عليهم بشكل أعمق"، فالوحدة في ظل الغربة وكورونا زادت من شعور تقديس العائلة لدى عمار.

ويحرص الكثير من المهاجرين على استمرار علاقات أطفالهم مع العائلات والأقارب خلال الاحتفالات الإسلامية، كما تفعل السورية نور البصري، والتي التحقت بزوجها إلى ألمانيا منذ نحو 4 سنوات، "من المهم جداً ان يبقي أطفالي على تواصل مع كل الأقارب، فهذا سيشعرهم دوماً أن لديهم عائلة لم يبتعدوا عنها". 

طفلا نور يتحدثان مع أحد أقاربهما عبر مكالمة فيديو.صورة من: Nour Albassri

أما بالنسبة لدعاء؛ ففرحة العيد توقفت منذ ١١ عاماً، حينما غادرت مدينتها حمص مع عائلتها، كما تقول، فالشوق للقاء صديقاتها صباح العيد والتجول في زقاق المدينة، يغلب على مشاعرها دوماً، إذ أن المشهد الحالي في الغربة اختلف كثيراً، وأصبح التواصل مع الأحبة والأقارب يتم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، رغم محاولة عائلتها خلق أجواء تقليدية. وفي هذا العيد بالتحديد؛ اختلفت الأمور، إذ رغم اعتيادهم على استقبال الضيوف من أصدقائهم في ألمانيا، إلا أن إجراءات كورونا جعلت من الأمر أكثر صعوبة، ولكن مرة أخرى جاءت التكنولوجيا لتكون حلاً لا يمكن الاستغناء عنه، كما تؤكد دعاء.

وسائل التواصل الاجتماعي التي تتعرض دوماً للهجوم كونها ”تشغل" الناس عن عائلاتها، قد بدأت مع الجائحة تصبح سبباً لتقريب الناس من بعضها البعض، وربما زادت أواصر العلاقات العائلية وجعلتها أكثر متانة.

مرام سالم

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW