خيمت حالة من الغموض في وقت مبكر صباح الخميس على أعداد الوفيات بفيروس كورونا المستجد في ألمانيا، ليعلن بعدها "روبرت كوخ" أن عدد الوفيات إثر الإصابة بالفيروس بلغ مستوى قياسيا. وتسببت الجائحة في انكماش الاقتصاد.
إعلان
أوضح معهد "روبرت كوخ" لمكافحة الأمراض المعدية في ألمانيا اليوم (الخميس 14 يناير/ كانون الثاني 2021) أن مكاتب الصحة في ألمانيا سجلت 1244 حالة وفاة جديدة إثر الإصابة بالفيروس في غضون 24 ساعة، فضلا عن 25 ألف و164 حالة إصابة جديدة.
وخيمت حالة من الغموض في وقت مبكر صباح الخميس على أعداد حالات الوفاة إثر الإصابة بالفيروس التي يسجلها معهد "روبرت كوخ" يوميا في ألمانيا.
وظهر ذلك في أن الصفحة المعروفة باسم "لوحة معلومات معهد روبرت كوخ" - وهي صفحة تعرض نظرة عامة على أعداد الإصابة بالعدوى- عرضت صباح اليوم بلوغ حالات الوفاة إثر الإصابة بالفيروس التي سجلها المعهد في غضون 24 ساعة إجمالي 1244 حالة وفاة. ولكن بعد ذلك اختفى من على الموقع لبعض الوقت بعض القيم والأعداد- ومن بينها أعداد حالات الوفاة هذه.
يذكر أن أعلى مستوى قياسي لحالات الوفاة بفيروس كورونا في ألمانيا تم بلوغه قبل ذلك في الثامن من يناير كانون الثاني الجاري، بإجمالي 1188 حالة وفاة. وكان تم تسجيل أعلى مستوى لحالات الإصابة الجديدة بالفيروس خلال يوم واحد في 18 ديسمبر/ كانون الأول الماضي بإجمالي 33 ألف و777 حالة إصابة.
وبشكل أساسي لا يزال من الصعب بعض الشيء في الوقت الحالي تحليل البيانات؛ نظرا لأن تم اكتشاف حالات إصابة بكورونا وتسجيلها وتوصيلها للمعهد بشكل متأخر في فترة أعياد رأس السنة.
وأوضح المعهد أن إجمالي عدد الإصابات بفيروس كورونا منذ بدء تفشي المرض في ألمانيا في ربيع العام الماضي وصل إلى مليون و978 ألفا و590 حالة إصابة، وبلغ إجمالي حالات الوفاة 43 ألفا و881 حالة وفاة. وبلغ عدد المتعافين من الفيروس في ألمانيا نحو مليون و620 ألفا و200 شخص.
من جهته ناشد رئيس معهد "روبرت كوخ" الألماني المواطنين في بلاده الاستغناء عن السفر غير الضروري في ظل الأنواع الجديدة لفيروس كورونا المستجد. وقال لوتار فيلر بالعاصمة برلين: "إذا لم تكن مضطرا لذلك لضرورة، فإنه يتوجب عليك ألا تسافر في الوقت الحالي. وأشار إلى أن جميع الحالات المعروفة مؤخرا التي ثبت إصابتها بالأنواع
المتحورة الجديدة من كورونا تم جلبها من قبل مسافرين إلى ألمانيا. وأضاف أنه لا يمكنه حتى الآن تقدير مدى تأثير هذه الأنواع المتحورة على الوضع في ألمانيا، وقال: " لكن يمكن أن تنتشر هنا أيضًا وتؤدي إلى المزيد من الحالات في وقت أقل"، لافتا إلى أن هناك احتمالية أن يسوء الوضع، وأكد أنه لهذا السبب يكون من المهم الالتزام المستمر بالتدابير
وإجراءات الوقاية.
انكماش الاقتصاد بسبب كورونا
وفي سياق آخر أعلن المكتب الاتحادي للإحصاء اليوم الخميس أن الاقتصاد الألماني انكمش بنسبة 5% في عام 2020 في ظل أزمة كورونا مقارنة بالعام الذي يسبقه. وخلفت أزمة كورونا بذلك على الاقتصاد الألماني، أكبر قوة اقتصادية بأوروبا، أثارا كبيرة، وأدخلته في واحدة من أسوأ فترات الركود في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية ، وأحدثت فجوات عميقة في الميزانية الوطنية. يذكر أن إجمالي الناتج المحلي بألمانيا كان قد انكمش بنسبة 5,7 % في الأزمة الاقتصادية العالمية في عام .2009
ص.ش/أ.ف (د ب أ)
بسبب قواعد كورونا.. مدن ألمانيا في "الحجر الصحي"
لم يسبق أن كانت مراكز المدن في ألمانيا فارغة بهذا الشكل قبل عيد الميلاد. ففي جميع أنحاء البلاد تنطبق قوانين كورونا المتشددة. قواعد الحجر الصحي المفروضة بسبب كورونا تقدم صورة غير مألوفة للحياة في ألمانيا.
صورة من: Kay-Alexander Scholz/DW
شارع كورفورستندام أو "كودام" خال في برلين
كورفورستندام أو "كودام": شارع التبضع وشارع التجوال في برلين الذي كان يعج عادة بالمتجولين خال تماما في هذا العام. لأنه هنا منذ أن فُرضت قيود واسعة لمكافحة جائحة كورونا ظلت غالبية المتاجر مغلقة.
صورة من: Kay-Alexander Scholz/DW
بريق خافت في عيد الميلاد
وغير بعيد عن كورفورستندام يوجد عادة سوق عيد الميلاد في ساحة برايتشايد في الأثناء مع إجراءات أمنية مشددة. لأن نقطة اللقاء هنا في وسط برلين الغربية سابقا تعرضت لكارثة شديدة في عام 2016 حين توفي 12 شخصا على إثر هجوم ارهابي.
صورة من: Paul Zinken/dpa/picture alliance
الاكتفاء بالنظر إلى الواجهة
متجر الغرب على امتداد شارع كورفورستندام يُعتبر المتجر الشهير في ألمانيا. فعلاوة على جناح المواد الغذائية الشهير، كل شيء متوفر هنا. وتجارة التجزئة الألمانية ستحصل على تعويضات ـ لكن الكثير من التجار يترقبون مساعدات ديسمبر التي وعدت الحكومة بتقديمها.
صورة من: Sean Gallup/Getty Images
حزن يخيم على مدينة هامبورغ
والوضع غير مختلف في ثاني أكبر مدينة ألمانية أي هامبورغ. ففي وسط المدينة حول شارع مونكبيرغ يسود فراغ تام. وحتى هنا تتوقع تجارة التجزئة بسبب الحجر الصحي الثاني تراجعا قويا في المبيعات ـ بشرط أن تنتهي تلك القيود كما هو مخطط في العاشر من يناير.
صورة من: Bodo Marks/dpa/picture alliance
إجراءات مراقبة الشرطة في فرايبورغ
فرايبورغ في منطقة برايزغاو تُعد مدينة محبوبة لدى الكثيرين ويجوبها سيل من الماء على هامش الغابة السوداء. هنا أيضا على غرار جميع المواقع في ولاية بادن فورتمبيرغ تسود قيود حظر تجول مشددة، وذلك منذ الـ 12 من ديسمبر/ كانون الأول. ولا يمكن مغادرة المنزل إلا لأسباب وجيهة وفي الليل تٌعتمد قوانين أكثر شدة من فترة النهار.
صورة من: Antonio Pisacreta/ROPI/picture alliance
استعراض موسيقي عسكري في ميونيخ
هنا عاصمة بافاريا ميونيخ. فحول ساحة ماريا شتاخوس يقف في العادة في مثل هذه الأوقات حشود من الناس لشرب النبيذ الساخن. وهذا لا يمكن فعله هذه السنة بسبب إجراءات كورونا وحظر تناول الكحول في الأماكن العامة.
صورة من: Sachelle Babbar/Zumapress/picture alliance
سبات بافاري طويل
كما هو الوضع هنا في حي الصليب بميونيخ تمر ولاية بافاريا التي ضربها الفيروس بسبات عميق. ورغم القيود المتشددة يساند 69 في المائة من الألمان ما يُسمى بالحجر الصحي الثاني ـ هذا ما تمخض عنه استطلاع للرأي لصالح القناة الأولى في التلفزة الألمانية في هذا الأسبوع.
صورة من: Matthias Schrader/AP Photo/picture alliance
بقعة وباء ساكسونيا
في ولاية ساكسونيا تبقى نسبة العدوى مرتفعة أكثر من أي مكان آخر: أكثر من 700 عدوى جديدة مقابل 100.000 نسمة في غضون أسبوع واحد، كما أعلنت عن ذلك دائرة باوتسن. وفي شارع رايشن، الشارع الحقيقي لمدينة باوتسن يبدو هرم عيد الميلاد في حلة حزينة.
صورة من: Sebastian Kahnert/dpa/picture alliance
بالكمامة أمام كنيسة دريسدن
وحتى في عاصمة الولاية دريسدن تسود منذ مدة طويلة إلزامية وضع الكمامة. وتعليمات كورونا في ولاية ساكسونيا تم تشديدها في نهاية الأسبوع: فالمتاجر يحق لها بيع حاجيات اللوازم اليومية فقط. والألبسة والكتب أو الألعاب يتم سحبها بغية عدم جلب الزبائن والتخفيف من الاحتكاك.
صورة من: Sebastian Kahnert/dpa/picture alliance
صورة وكأنها من التاريخ
الساحة أمام بوابة براندنبورغ لم تكن خالية من البشر على هذا النحو منذ وجود جدار برلين أي حتى عام 1989. ولا ينقص فقط السياح ـ بل حتى الاحتفال بليلة رأس السنة الأكبر في البلاد والألعاب النارية التي تُنقل فعالياتها إلى جميع أنحاء العالم ألغيت هذه السنة. على الأقل الساعة الشهيرة لحساب الدقات حتى منتصف الليل ستكون تماشيا مع كورونا رقمية وتُنقل عبر التلفزيون. إذن سنة جديدة سعيدة!