رمز مهم بالسنغال - بناء مقر جديد لمعهد غوته حول شجرة باوباب
٢٢ فبراير ٢٠٢٢
حول شجرة باوباب كبيرة سيتم تشييد مبنى جديد لمعهد غوته في العاصمة السنغالية داكار. وسيستخدم المهندس المعماري المعروف، فرنسيس كيري، مواد بناء تقليدية صديقة للبيئة تستخدم منذ مئات السنين في المنطقة، فما هي هذه المواد؟
إعلان
تبريد طبيعي من خلال الرياح والخشب والطين كمواد أساسية لبناء البيوت التي تم تشييدها في انسجام مع مسار الشمس لتوفير دفء وظل طبيعيين. فبدلا من الإفراط في استغلال الطبيعية، يعول جيل جديد من المهندسين المعماريين في منطقة جنوب الصحراء الأفريقية علىموارد ومواد بناء صديقة للبيئة وتحميها.
أحد هؤلاء المهندسين المعروفين، هو فرنسيس كيري، المولود في بوركينا فاسو والذي يعيش في برلين، يقول في هذا السياق لـ DW "من أجل مستقبل أفضل لنا جميعا، ليس في أفريقيا فقط وإنما على كل كوكب الأرض، من المهم العودة إلى الوراء واستخدام المواد التي منحتنا إياها الطبيعة وعدم الإفراط في استغلالها بعد الآن".
وحاليا يعمل كيري على تطوير مبنى جديد لمعهد غوته في العاصمة السنغالية داكار. إنه حجر الأساس، فهي المرة الأولى في تاريخ المعهد الألماني التي يتم فيها تشييد مبنى بهذه الطريقة والمواد في جنوب الصحراء الأفريقية. "إننا سعيدون جدا، أن فرنسيس كيري تولى تصميم هذا المبنى. كان الأمر واضحا دائما بالنسبة إلينا، أنه يجب أن يكون هناك تعاون بين الجهات الفاعلة في ألمانيا والسنغال أو جنوب الصحراء الأفريقية" يقول فيليب كوبرس، مدير معهد غوته في داكار. وخلال زيارته للسنغال في (21 شباط/ فبراير 2022) وضع الرئيس الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، حجر الأساس للمبنى الذي من المقرر الانتهاء من بنائه وافتتاحه العام القادم.
هناك الكثير من مواد البناء الطبيعية والتي لا تضر البيئة
01:38
مواد تقليدية في مظهر جديد
سيستخدم المهندس فرنسيس كيري، مواد بناء تقليدية محلية مثل الطين والتربة الصلصالية الاستوائية "لاتريت". والجدار سيكون عبارة عن طبقتين من الطوب.
ويستخدم كيري، الطين بسبب تركيبته وخصائصه المنظمة لدرجات الحرارة والذي يستخدم منذ مئات السنين في البناء هناك. ونهجه في البناء تقليدي وحديث في نفس الوقت، ومعظم أعمال البناء سينفذها عمال محليون. ويقول لـ DW "البناء مهمة كبيرة، وتحتاج للعمل والتعاون بين كثير من الأشخاص، الذين لديهم خبرة طويلة ينقلونها للجيل التالي". ويضيف "ويعني هذا أنه (البناء) ثمرة عمل مشترك، وقد التزمت بذلك بشكل جيد جدا في مشاريعي".
المهندس المعماري المشهور، فرنسيس كيري، رغم نجاحه العالمي لم ينس أصوله، حيث نشأ وترعرع في قرية صغيرة في بوركينا فاسو. ومن أجل الذهاب إلى المدرسة كان عليه الانتقال إلى المدينة والعيش لدى أقاربه هناك. وفي ثمانينات القرن الماضي حصل على منحة دراسية ألمانية للتأهيل المهني في برلين، حيث تعلم مهنة النجارة، وبعد ذلك درس الهندسة المعمارية في جامعة برلين التقنية. وخلال دراسته وهو لا يزال طالبا نفذ مشروعه الأول في بلده بوركينا فاسو والذي كان عبارة عن مدرسة ابتدائية تم بناؤها في قرية غاندو، ولهذا حصل عام 2004 على جائزة آغا خان للهندسة المعمارية، وهي الأولى من بين الجوائز التي حصل عليها. وكان سيقطع دراسته لولا إلحاح أساتذته وإقناعهم له بضرورة إتمام دراسته الجامعية. في عام 2005 أسس مكتبه الخاص للهندسة المعمارية في برلين. وفي الأثناء حقق نجاحا عالميا، وقد ساهم في تحقيق شهرته من خلال تصميمه "قرية أوبرا أفريقيا" في بوركينا فاسو بمبادرة من المخرج الألماني الراحل كريستوف شلينغنزيف.
أما المبنى الجديد لمعهد غوته في داكار فمن المقرر أن يتسع لـ 600 طالب وسيتم تزويده بالتقنيات الحديثة، حيث ستكون هناك قاعات لمؤتمرات الفيديو والدورات عبر الانترنت، حسب مدير المعهد فيليب كوبرس. كما سيكون هناك ستوديو في المكتبة لتوثيق وتسجيل المعارف الشفهية المحلية بشكل رقمي. ويرى كوبرس أن دور معهد غوته في داكار ومنذ تأسيسه عام 1978 هو تشجيع الحوار بين الناس وتعزيز التفاهم بينهم.
رمزية كبيرة جدا لشجرة باوباب
شجرة باوباب ستتوسط المبنى الجديد، حيث أن "هذه الشجرة لها رمزية (قيمة معنوية) كبيرة جدا جدا لدى السنغاليين. إنها مكان لاجتماع أهل القرية، ولكبار السن الذين يجتمعون في ظلها ويناقشون الأمور الهامة، وربما كانت بمثابة قاعة لمحكمة محلية صغيرة أيضا لفض النزاعات أو غير ذلك" يقول كوبرس.
وبعد تأجيل البدء في تنفيذ المشروع بسبب جائحة كورونا، يتوقع المسؤولون أن تنتهي أعمال البناء ويتم افتتاح المبنى الجديد لمعهد غوته في داكار في صيف عام 2023.
راينر تراوبه/ فيلي شومان/ ع.ج
معهد غوته.. 70 عاما على تأسيس "سفير" لغة ألمانيا وثقافتها
تأسس معهد غوته الألماني في 9 أغسطس/ آب 1951، لكنه سرعان ما تطور ليصبح سفيراً للغة ألمانيا وثقافتها في جميع أنحاء العالم.
صورة من: Michael Friedel/Goethe-Institut
الإنطلاقة من ميونيخ
بعد ستة أعوام من نهاية الحرب العالمية الثانية، تم تدشين معهد غوته بشكل رسمي ليحل محل الأكاديمية الألمانية. وفي البداية ركز معهد غوته جهوده بشكل كبير على تدريب معلمين الألمانية الأجانب. وتُظهر هذه الصورة طلاب يتعلمون اللغة الألمانية من غانا وهم يتنزهون مع عائلة تستضيفهم في مدينة مورناو ببافاريا.
صورة من: Michael Friedel/Goethe-Institut
نقل صورة إيجابية عن ألمانيا
وخلال السنوات الأولى من تأسيسه، كان معهد غوته يرمي إلى نقل صورة إيجابية عن ألمانيا بعد الحرب. تم تقديم دورات لتعليم اللغة الألمانية داخل ألمانيا وخارجها. وفي عام 1952، تم افتتاح أول فرع لمعهد غوته في أثينا. تم تلى ذلك افتتاح فروع أخرى مثل معهد غوته في مومباي (كما يظهر في الصورة). وفي ألمانيا، تم تقديم دورات تعليم اللغة الألمانية في أماكن شاعرية في مدن مثل باد ريتشنهول ومورناو وكوتشيل.
صورة من: Michael Friedel/Goethe-Institut
بديل لـ؟"مركز التجسس والدعاية النازية"
وسياسيا، كان تأسيس معهد غوته بمثابة محاولة من ألمانيا لبدء صفحة جديدة وطي صفحة الماضي، إذ كانت الأكاديمية الألمانية التي تأسست في 1925 ليست سوى أداة للدعاية النازية. وفي 1945، قامت القوات الأمريكية المحتلة بحل وتفكيك الأكاديمية الألمانية لاعتقادها بأن المنشأة كانت مركزا "للدعاية والتجسس" لصالح النازية. (في هذه الصورة طلاب يتعلمون اللغة الألمانية في شايبيش هال الألمانية في سبعينيات القرن الماضي).
صورة من: Goethe-Institut
مركز لموسيقى الجاز باسم غوته
في السنوات التالية، تم افتتاح فروع لمعهد غوته في العديد من دول العالم على سبيل المثال في شمال أفريقيا وغربها في خمسينات القرن الماضي وستيناته، حيث نالت الكثير من الدول الإفريقية استقلالها. كذلك انتشرت فروع لمعهد غوته في آسيا ونالك شهرة كبيرة. تظهر هذه الصورة عازف ساكسفون الألماني الشهير كلاوس دولدينغر وهو يعزف موسيقى الجاز في باكستان مع عدد من الموسيقيين المحليين.
صورة من: Goethe-Institut
غوته حول العالم
وكانت معامل اللغة هي أحدث وسيلة لتعليم اللغة الألمانية في ثمانينات القرن الماضي. ومنذ ذلك الوقت، عمد معهد غوته على إعادة تأسيس نفسه بشكل استراتيجي. فمنذ 1960، انضم المعهد إلى عدد من المؤسسات الثقافية الألمانية لتشكيل شبكة واسعة النطاق. اليوم، أصبح هناك 157 معهدا لغوته في 98 دولة حول العالم تنشر الثقافة واللغة الألمانية والمعلومات عن ألمانيا.
صورة من: Michael Friedel/Goethe-Institut
أزمة الملابس الداخلية في إيران
في عام 1987، تسبب رودي كاريل - مقدم هولندي لأحد البرامج الحوارية على قناة ألمانية – في أزمة عندما عرض رسما يُظهر بعض الناس وهم يرمون حمالات صدر نسائية وسراويل داخلية على زعيم الثورة الإيرانية في ذاك الوقت آية الله الخميني. وعلى إثر ذلك، قامت إيران بطرد الدبلوماسيين الألمان وألغت الرحلات الجوية إلى ألمانيا وأغلقت معهد غوته.
صورة من: Dieter Klar/dpa/picture alliance
التوجه نحو شرق أوروبا
عقب انهيار "الستار الحديدي" الذي كان يقسّم أوروبا، بدأ معهد غوته في الانتشار في دول شرق أوروبا. وكان يتعين على مؤسسي الفروع الأولى لمعهد غوته في البلدان الشيوعية السابقة العمل كثيرا. وفي عام 1992، افتتح وزير الخارجية الألماني في حينه كلاوس كينكل معهد غوته في موسكو. لم تنتشر معاهد غوته خارج ألمانيا فقط وإنما أيضا داخل "جمهورية ألمانيا الديمقراطية" سابقا.
صورة من: Goethe-Institut
تعزيز السلام والتفاهم
دفعت هجمات الحادي عشر من سبتمبر / أيلول عام 2001، معهد غوته إلى التركيز على تعزيز الحوار بين الثقافات وإنشاء جسور من التفاهم بين دول العالم وتصدر ذلك أولويات المعهد. والآن يركز غوته على تعزيز دور منظمات المجتمع المدني وأيضا منع اندلاع الصراعات. تظهر هذه الصورة مشروع فني وموسيقى نُظم في العاصمة الكورية الجنوبية سيول على تحت اسم "ديسكو الفن" (Kunstdisco".
صورة من: Goethe-Institut
الرقص مع الروبوتات
في عام 2016، أطلق معهد غوته مهرجانKultursymposium Weimar لجذب مفكرين من كافة أنحاء العالم لمناقشة القضايا الملحة في عصرنا. وفي عام 2019 نُظمت نسخة المهرجان تحت عنوان "يجرى حاليا إعادة حساب الطريق" حيث ناقش المشاركون قضايا التكنولوجيا وآثارها على المجتمع. وتظهر هذه الصورة المخترع التايواني هوانغ يي بصحبة الروبوت كوكا.
صورة من: Goethe-Institut
الصورة الكاملة عن ألمانيا
يُنظم معهد غوته بشكل منتظم حدثا كبيرا أُطلق عليه اسم Deutschlandjahr أو "عام ألمانيا" بالتعاون مع وزارة الخارجية الألمانية. ويهدف البرنامج إلى تقديم صورة كاملة وشاملة عن ألمانيا. وفي عام 2018 -2019 نُظم هذا الحدث في الولايات المتحدة واستقطب أكثر من مليوني ضيف خلال 2800 حدث جرى تنظيمها. وقبل ذلك بعام، تم اختيار المكسيك لتشهد انطلاق هذا الحدث بحضور المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل.
صورة من: Goethe-Institut
تاريخ ممتد لـ 70 عاما
دفع وباء كورونا معهد غوته إلى الاعتماد على التکنولوجيا الرقمنة. بمشاركة رئيسة معهد جوته كارولا لينتز والأمين العام لمعهد غوته يوهانس إيبرت، يخطط المعهد في نوفمبر / تشرين الثاني 2021 للاحتفال بمرور 70 عاما على تأسيسه. وسيشهد الاحتفال اصدار كتاب من تأليف كارولا لينتز، فيما سيتم إطلاق موقع تفاعلي للقراء لعرض تاريخ معهد غوته الحافل بالأحداث. إعداد شتيفان ديغه/ م.ع