رموز نازية محظورة في ألمانيا..واستثناءات تسبب إرتباكا!
٣١ أغسطس ٢٠١٨
الصليب المعقوف وتحية هتلر وأغاني نازية: استخدام الرموز النازية وترويجها محظور في ألمانيا بل يعاقب عليها القانون. إلا أن عددا من القواعد الاستثنائية تتسبب في ارتباك.
إعلان
للوهلة الأولى يبدو الوضع القانوني واضحا: علامات ورموز المنظمات المعادية للدستور غير مسموح بها. وطبقا للفقرة 86 في القانون الجنائي يشمل ذلك أعلاما وأوسمة والزي الرسمي وعبارات وأغانٍ وتحيات. وهذا الحظر يطال حتى رموز المنظمات والأحزاب الشرعية التي تشبه الأحزاب والاتحادات المعادية للدستور.
ويتقدم لائحة الرموز النازية المحظورة الصليب المعقوف وصورة هتلر وتحية هتلر. وفي 1983 انضم إلى هذه القائمة بسبب تشابهه "تحية المقاومة" "لجبهة عمل الاشتراكيين القوميين.
وتشمل هذه القائمة حسب جهاز الاستخبارات الداخلية رموز وشعارات مثل صليب "حركة ألمانيا الاشتراكية الشعبية/ حزب العمل" ومثلث "اتحاد البنات الألمانيات" ورمز الموت للاتحادات النازية والعلم الحربي النازي وشارة الذراع بالصليب المعقوف والخنجر النازي وشعارات حليقي الرؤوس.
وبين 1980 و 2015 صنف جهاز الاستخبارات الداخلية 46 منظمة وناديا بأنها معادية للدستور، بينها "الاشتراكيون القوميون في كيمنيتس" الذين تم حظرهم في 2014 من قبل وزارة الداخلية في ساكسونيا. وحتى رموزهم لا يجوز تداولها علناً على الرأي العام. والقائمون بخروقات يمكن ملاحقتها بعقوبة الحبس التي قد تصل إلى ثلاث سنوات أو بغرامة مالية.
كثير من الحظر وكثير من الاستثناءات
وبالرغم من أن الحظر واضح للوهلة الأولى، تتسبب في الغالب الكثير من القوانين الاستثنائية في حصول ارتباك، لأن الرموز النازية ليست محظورة عندما تُستخدم بغرض " التنوير المدني ومواجهة التطلعات المعادية للدستور والعمل الفني أو العلوم والبحوث أو التعليم والتغطية الإعلامية حول التاريخ أو أغراض مشابهة".
ومن المسموح به قطعا حسب القانون هو استخدام شارات الذراع الشعبية التي يكون فيها الصليب المعقوف مخفيا والعلم النازي للفترة بين 1867 و 1921.
هاتف نقال بالصليب المعقوف
وفي الغالب ما يكون تفصيل تافه يقرر ما هو محظور و ما هو مسموح به. فالمواطنون لهم الحق في ألمانيا في امتلاك أغراض بها صليب معقوف أو رموز نازية أخرى معادية للدستور، لكن ما داموا يضمنون أن عددا محدودا من الناس فقط ينتبه إليها. فمن الشرعي مثلا امتلاك هاتف نقال يحمل رموزا نازية.
وحتى حظر بيع بضاعة برموز نازية به ثغرات، إذ لا لوم من الناحية القانونية على من يبيع في سوق الخردة خوذة نازية قديمة. في المقابل يكون بيع النسخ المماثلة النازية الجديدة محظورا.
السخرية بإمكانها كل شيء
ومن بين الحالات الاستثنائية المسموح بها رسميا "التشويه السخري أو الفني" للرموز النازية. فأحد البرامج التلفزيونية الساخرة في القناة الثانية للتلفزة الألمانية عرض الصليب المعقوف على فيسبوك مع شعار للانتخابات المرتقبة في النمسا. والادعاء العام لم يتدخل.
وحتى الصليب المعقوف المشطوب مسموح به عندما يوحي ذلك بمحاربة الإيديولوجية النازية. وهذا قررته المحكمة العليا في 15 مارس 2007، وعللت المحكمة قرارها بالقول إن الصليب المشطوب يعبر "بشكل واضح عن العداء لمنظمة ومحاربة أيديولوجيتها".
والتخفيف الأخير في التعامل مع الرموز النازية حصل الأسبوع الماضي خلال فعاليات معرض ألعاب الكمبيوتر „Gamescom" في كولونيا حيث تقرر أنه من المسموح به إظهار الرموز النازية مثل الصليب المعقوف ليس فقط في الأفلام بل حتى في ألعاب الفيديو والكومبيوتر بألمانيا.
أستريد برانغه/ مارا بيرباخ/ م.أ.م
مظاهر متعددة للتطرف في شرق ألمانيا
رغم أن اليمين المتطرف ظاهرة لا تقتصر على بلد معين، إلا أن الحكومة الألمانية أعربت مؤخرا عن قلقها من تنامي كراهية الأجانب ومعاداة الإسلام في الولايات الألمانية الشرقية. جولة مصورة في مظاهر التطرف اليميني بشرق ألمانيا.
صورة من: Getty Images/AFP/R. Michael
أعربت الحكومة الألمانية عن قلقها إزاء تنامي كراهية الأجانب والتشدد اليميني في شرق ألمانيا، محذرة من أنهما يشكلان تهديدا على السلم الاجتماعي وينفر المستثمرين الأجانب. الإحصائيات الأخيرة تؤكد هذه المخاوف: ففي عام 2014 مثلا سجل 47 من الاعتداءات ذات الدوافع العنصرية في شرقي ألمانيا، على الرغم من عدد السكان فيها لا يشكل سوى 17 بالمائة من إجمالي سكان البلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Balk
فمثلا، على الرغم من أن نشاط النازيين الجدد لا يقتصر على ألمانيا فحسب، بل سجل في عدد مناطق من العالم على غرار أمريكا والنرويج، إلا أن حزبهم "حزب ألمانيا القومي الديمقراطي" لم ينجح حتى الآن في الدخول إلى البرلمانات المحلية والمجالس المحلية إلا في شرقي ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Bimmer
شكلت مدينة دريسدن، بولاية سكسونيا شرقي ألمانيا، مهد ومعقل حركة "أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب" (بيغيدا) التي تتظاهر منذ أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2014 ضد الإسلام والمسلمين وتواجد الأجانب في ألمانيا. وقد بلغت هذه الاحتجاجات ذروتها مع تدفق سيل اللاجئين، وأغلبيتهم من سوريا، على ألمانيا العام الماضي.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Stratenschulte
خلال احتجاجاتهم الليلية التي تنظمها حركة "أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب" (بيغيدا) لم يتوان اليمينيون المتطرفون عن التعبير عن رفضهم لقدوم اللاجئين إلى ألمانيا. في إحدى المظاهرات حمل أحدهم لافتة تصور أناسا في قطار – وذلك في إشارة إلى أن أغلبية اللاجئين قدموا إلى ألمانيا في القطارات انطلاقا من المجر والنمسا – وقد كتب عليها بالإنجليزية: "اللاجئون غير مرحب بهم، عودوا بعائلاتكم إلى أوطانكم".
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Schutt
اليمين المتطرف يرفضو أيضا التعددية الثقافية في إشارة إلى المهاجرين، الذين يعيشون في ألمانيا منذ عقود، ويعتبرونها دخيلة على الثقافة الألمانية. في الصورة أحد المتظاهرين في احتجاجات نظمتها حركة بيغيدا في مدينة دريسدن وهو يحمل لافتة كتب عليها "يجب وقف التعددية الثقافية. وطني (يجب) أن يبقى ألمانيّا".
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Burgi
كثيرا ما شهدت مدن شرق ألمانيا احتجاجات متكررة ضد اللاجئين وتنديدات بالمستشارة ميركل التي يتهمونها بفتح الأبواب على مصراعيها أمام "من هب ودب" دون أن تعير اهتماما لمخاوفهم ومشاكلهم. وفي الواقع، فقد شهد حزب المستشارة، الحزب الديمقراطي المسيحي، تراجعا في الانتخابات البرلمانية المحلية لعدد من الولايات الألمانية، وليس في شرق ألمانيا فقط.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Meyer
إضرام الحرائق في مآوي اللاجئين أو في البنايات المخصصة لإيواء اللاجئين أحداث - وإن لم تقتصر على ولايات شرق ألمانيا - تحسب على اليمين المتطرف وعلى كارهي الأجانب بصفة عامة واللاجئين بصفة خاصة. الصورة تظهر بناية خصصت لإيواء اللاجئين في بلدة باوتسن وهي تحترق. كما أظهرت التحقيقات فيما بعد أن الحريق كان بفعل إجرامي.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Löb
بعدما سمع اليمنيون المتطرفيو أن طائفة الأحمدية تريد أن تبني مسجدا بمنطقة نائية في إيرفورت بولاية تورينغن، شرقي ألمانيا، حتى سارعوا للاحتجاج رغم أن الأمر لم يتعد طور التخطيط. ورغم أن هذا المسجد الذي لايزال مجرد حبر على ورق هو الأول من نوعه في الولاية بأسرها والثالث في شرقي ألمانيا (باسثناء برلين)، إلا أن حزب "البديل من أجل ألمانيا" الشعبوي يرى فيه مشروعا بعيد المدى لأسلمة ألمانيا.
صورة من: Getty Images/AFP/R. Michael
الاحتجاج على بناء المساجد من قبل البعض في ألمانيا ليس بالأمر الجديد. بيد أن البعض استخدم وسائل أخرى للتعبير عن احتجاجه: ففي عام 2013 ومع انطلاق أشغال بناء أول مسجد في مدينة لايبتسغ وثاني مسجد على الإطلاق في شرق ألمانيا (باستثناء برلين) قام مجهولون بوضع رؤوس خنازير دامية على أرضية المبنى. حادث مماثل تكرر بعدها بثلاث سنوات عندما وضع مجهولون خنزيرا صغيرا ميتا أمام مسجد في المدينة ذاتها.
صورة من: picture-alliance/dpa
لأكثر من 10 سنوات ويمنيون متطرفون، ينشطون في إطار ما يسمي بالخلية النازية السرية انطلاقا من مدينة تسفيكاو بشرق ألمانيا، يقتلون أناسا في مختلف أنحاء ألمانيا. والمتهمون هم أوفه موندلوز، أوفه بونهارت (في الصورة – في الوسط) وبيآته تشيبه. ضحاياهم: ثمانية أتراك ويوناني وشرطية. دافعهم في ذلك هو كراهيتهم للأجانب. وإلى حدود عام 2011 كان الرأي العام يجهل هوية هؤلاء وأن القتلة هم من اليمينيين المتطرفين.