رواج موسيقى الراب والهيب هوب في قطاع غزة
٢٢ أكتوبر ٢٠١٠ثقافة الهيب هوب في قطاع غزة نوع جديد من المقاومة السلمية، تعبر عن الرفض لمشاكل داخلية وخارجية لها علاقة بالشباب وهمومهم وحياتهم اليومية، وبشؤون اجتماعية واقتصادية كالبطالة والمشاكل العائلية والعادات والتقاليد.
لكن المجتمع يرفض هذه الثقافة بحجة أنها دخيلة وتقليد للغرب، ولا تحترم العادات والتقاليد الفلسطينية، ولاتنتمي للاسلام، وبالتالي يجب نبذ ومحاربة هذه الثقافة والتصدي لها، حسب الرافضين لها.
ولكن هناك من يؤيد هذه الثقافة ويعمل على نشرها بين الشباب، فباتت الآن أكثر رواجاً وقبولاً لدى قطاع واسع من الشباب الفلسطيني، بل إن الناس باتوا يتفهمون ويتقبلون ثقافة الهيب هوب، بشكل أكبر وبصدر أرحب بكثير من السابق.
هذا ويعود رفض البعض لثقافة الهيب هوب إلى عدم معرفته بهذه الثقافة وربطها بأنماط سلوكية معينة وما تعرضه القنوات التلفزيونية من فيديو كليب وموسيقى وأغانٍِ ذات ايقاع سريع تردد كلماتها بسرعة تجعل فهمها صعباً على الكثيرين، لذا تحاول فرق الراب في قطاع غزة توضيح كلماتها وشرحها للجمهور.
انتشار ثقافة السلم وموسيقى الراب
أما بداية ثقافة الهيب هوب فتعود إلى عام 1970 وجاءت كرد فعل على ما تعرض له الأفارقة الأمريكيون من تمييز عنصري، الذين أرادوا تقديم ثقافة وفن مستقل خاص بهم يعبرون من خلاله عن أنفسهم ومشاكلهم الاجتماعية كالفقر والبطالة.
وبدأت هذه الثقافة تنتشر بين الشباب الفلسطيني في قطاع غزة مع انتشار ثقافة السلام واللاعنف بينهم وتأسيس أول فرقة راب في القطاع عام 2002 تدعى (Palestinian Rapparz- PR). الآن وبعد مضي نحو عقد على تأسيس هذه الفرقة يتجاوز عددها الآن الـ 12 فرقة في القطاع.
وفي لقاء مع دويتشة فيلة يقول أيمن مغامس منسق مشروع مركز الفنون الاجتماعية ومغني الراب في فرقة PR:" نحن نتفق مع غزة بالهوية والدفاع عن نفس القضية، وحب العيش بسلام". وتابع مضيفاً بأنهم يختلفون "في كل شيء فني، إذ أن الفن في غزة شعبي، وموسيقى الراب شيء مختلف تماماً، فهي غربية مبتكرة، غريبة على الشارع الفلسطيني".
أما سهيل نفار من فرقة DAM التي تنشط بين شباب عرب إسرائيل فيقول عن هدفهم وسبب اختيارهم لموسيقى الراب: "نحن نغني لنروح عن أنفسنا ونطلق طاقاتنا، ونشير إلى الخطأ بشكل مباشر"، ويضيف في حديث له مع دويتشه فيله بأن فرقته بصدد تسجيل أغنية جديدة عن جرائم الشرف وقتل الفتيات بحجة "غسل العار". ويعتبر سهيل نفار فرقة Public Enemy الأمريكية قدوة له ولفرقته في غناء الراب السياسي، والتي كانت تناصر قضايا الأفارقة الأمريكيين خلال العقود الماضية.
مساهمة الفتيات في الترويج للهيب هوب
ولا تقتصر ثقافة الهيب الهوب وموسيقى الراب على الشبان فقط، وإنما تلقى رواجاً بين الفتيات أيضاً. إذ هناك فرقة كل أعضائها من فتيات عرب إسرائيل تطلق على نفسها اسم "دمار"، وتقول أماني تطور، وهي عضو فيها، بأن الفرقة تنتقد ظلم الفتيات في المجتمع من خلال أغانيها، وتضيف في حوارها مع دويتشه فيله: "إننا هنا لكي نبني مستقبل جيل جديد".
وتقول أماني بأنها محظوظة كون أسرتها تشجعها على الغناء وتقديم موسيقى الراب من خلال فرقة "دمار"، وهي تحاول مع فرقتها الترويج لهذه الموسيقى وتقبل المجتمع لها من خلال المواضيع التي يتم التطرق لها ونصوص الأغاني: "إننا نغنى عن المدرسة وعن الجيل الجديد والوعي السياسي بين جيلنا والجدار العازل، ونعبر عن احتجاجنا عن طريق الموسيقى".
وإذا كانت أماني محظوظة لدعم أسرتها لها، فإن تمام أبو سلامة من قطاع غزة تتمنى أن تحذو حذوها، ولكن المجتمع المحافظ يحول دون ذلك، إذ يعتبر "صوت الفتاة عورة" كما قالت تمام في حوار لها مع دويتشه فيله، وتضيف بأنها تواجه رفضاً صارماً من المجتمع، ولكنها لن تستلم لذلك: "يجب أن تعرف كل فتاه في غزة بأن حقها مهضوم ويجب أن تحارب، وأنا أحارب ولكن لا أجد كثيراً من المحاربات معي من أجل التغيير الاجتماعي والانفتاح الثقافي. وطبعا الحصار الإسرائيلي ساهم في عرقلة الحركة الثقافية في قطاع غزة".
الكاتب: ماجد أبو سلامة
مراجعة: عارف جابو