تمكن باحثون من تصنيع روبوت على شكل صرصور يستفيد من شكل جسمه لاختراق بيئة مكتظة بكثافة والتحرك خلالها. ويأمل الباحثون أن يلهم ابتكارهم التصميمات المستقبلية للروبوت ليستخدم في مراقبة البيئة وعمليات البحث والإنقاذ.
إعلان
صمم فريق من الباحثين في جامعة كاليفورنيا في بيركلي روبوت على شكل صرصور حتى يتمكن من القيام بمناورات حركية مستديرة ويتسلل من خلال الثغرات وبين عقبات أفقية دون الحاجة إلى مجسات أو محركات إضافية. ونشرت النتائج المبدئية للروبوت أمس الثلاثاء (23 يوينو/حزيران) في دورية "بيوانسبيريشن آند بيوميميتكس" المتخصصة في الاستلهام والمحاكاة الحيوية.
وأمكن من قبل تطوير روبوت قادر على تفادي العقبات لكن القليل منها فقط يملك مهارة تخطي هذه العقبات. واستخدم الباحثون كاميرات فائقة السرعة لدراسة حركة الصرصور "بلابيروس ديسكويداليس" الشبيه بالقرص وهو يتحرك على مسار مليء بالعقبات منها عوارض أفقية بينها فراغات صغيرة. ولأن هذا الصرصور يعيش في غابات مطيرة مدارية فهو يواجه مجموعة متنوعة من العوائق المتراكمة منها حواف الحشائش الحادة والشجيرات وأكوام من أوراق الأشجار وجذوع الأشجار والفطريات.
أطباق لذيذة من الحشرات!
توصل الباحثون إلى اكتشاف أنواع من الحشرات قد تشكل مصدرا غذائيا مهما للبشر في المستقبل، وذلك لغناها بالبروتينات وقابليتها للتكاثر بشكل سريع.
صورة من: picture-alliance/dpa
شهية طيبة
هناك الكثير من الأمور التي تشجع على استهلاك الحشرات كوجبة طعام، فهي تتوالد بكثرة ولا تحتاج لأكل كثير بالمقارنة مع الأغنام والأبقار والدواجن الأخرى، كما أنها لا تحتاج للمراعي ولا تسبب الاحتباس الحراري. علاوة على ذلك فإن مذاق الحشرات قد يكون فعلا لذيذ.
صورة من: picture-alliance
مذاقها جيد وفوائدها كثيرة
تعتبر الصراصير والعقارب والبق من الوجبات اللذيذة في آسيا، كما أن لها فوائد صحية. فالحشرات وخاصة اليرقات غنية بالبروتينات.
صورة من: picture-alliance/Christoph Mohr
الحشرات غنية بالفيتامينات
ويحتوي على سبيل المثال مائة غرام من النمل الأبيض على 610 سعرة حرارية، وهو ما يفوق السعرات الحرارية التي تحتوي عليها الشكولاتة، بالإضافة إلى 38 غرام من البروتين و46 غرام من الدهون.
صورة من: picture-alliance/Wildlife
اليسروع وجبة شعبية في إفريقيا
يفضل الناس في الكثير من البلدان وخاصة في آسيا وإفريقيا وأمريكا الجنوبية أكل الحشرات. وعلى سبيل المثال تعتبر حشرة اليُسروع ( الذي تظهر في الصورة) وجبة شعبية ومحبوبة في جنوب القارة الإفريقية، حيث تستهلك إما مطبوخة أو مشوية.
صورة من: picture-alliance/africamediaon
طبق من العناكب
في أوروبا وأمريكا يُنظر إلى الخنافس واليرقات والصراصير بأنها مثيرة للاشمئزاز، مما يجعل مجرد التفكير في أكل مثل هذه الحشرات أمرا مقرفا.
صورة من: picture-alliance/dpa
أطباق الحشرات في المطاعم العالمية
وجبات من الحشرات حاضرة أيضا في المطاعم العالمية. وعلى سبيل المثال، تلقى أطباق الديدان إقبالا كبيرا في المطاعم المكسيكية. وفي ألمانيا أيضا تم فتح أول مطعم متخصص في وجبات الجراد واليسروع، لكن زبائن هذا المطعم هم فقط ممن يملكون الشجاعة في اكتشاف وتذوق أنواع جديدة من الطعام.
صورة من: AP
مفيدة للصحة ومحافظة على التوازن البيئي
.هناك قرابة 1000 نوع من الحشرات التي تصلح للأكل، من بينها أيضا النحل. وهذه الحشرات هي أيضا مصدرا دائما للسلسة الغذائية ومفيدة للصحة، بالإضافة لغناها بالبروتينات والفيتامينات، كما أن مذاق جزء كبير منها جيد. لذلك تدعو منظمة الأغذية والزراعة العالم إلى اكتشاف هذا النوع الطعام
صورة من: picture-alliance/dpa
وجبة الخنافس
ألمانيا أيضا كانت تعرف في السابق إقبالا كبيرا على استهلاك الكثير من أنواع الحشرات. وإلى حدود منتصف القرن العشرين ظلت حساء الخنفساء وجبة مفضلة في ألمانيا، حيث يُشبه مذاقها مذاق شربة سرطان البحر. كما كانت الخنافس في ألمانيا تقدم في كعك بعد أن يتم تحليتها بالسكر. وللإشارة فإن التجارب تؤكد أن مذاق الحشرات التي تقدم مع الشكولاتة لذيذ جدا.
صورة من: picture-alliance/WILDLIFE
8 صورة1 | 8
وبعد دراسة الصراصير أجرى الباحثون تجربة على روبوتهم الصغير وكان مستطيل الشكل ذو ستة أرجل لمعرفة ما إذا كان سيتمكن من اختراق مسار مشابه مليء بالعقبات. ووجدوا أنه بجسمه المستطيل الشكل لم يتمكن الروبوت في كثير من الأحيان من تجاوز العوارض الشبيهة بالحشائش كما كان كثير الاصطدام بالعوائق ليعلق في وسطها في نهاية المطاف.
وحين زودوا الروبوت بقوقعة ملساء أصبح أكثر قدرة على تجاوز المسار المليء بالعقبات بعد أن لجأ إلى مناورات مستديرة الحركة مثل الصرصور. وحدث هذا التطور السلوكي دون إدخال تعديل على برمجيات الروبوت مما يظهر أن التغير للأفضل حدث نتيجة القوقعة.
ويقول لي "خطوتنا التالية هي دراسة تضاريس وأشكال حيوانية مختلفة لاكتشاف أشكال أكثر قدرة على الحركة على الأرض. هذه المفاهيم الجديدة ستمكن الروبوتات الأرضية من السير وسط بيئة مكدسة متنوعة بأقل قدر من المجسات وبقدر بسيط من التحكم والتوجيه."