1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

روبوت لسبر أغوار البحار في خدمة الإنسان والعلم

٨ مايو ٢٠١١

أثبتت عملية البحث عن حطام طائرة "إير فرانس" التي سقطت قرب سواحل البرازيل استحالة إرسال بشر للغوص على عمق كيلومترات. وهنا يبرز دور الآلة في تحقيق ما يعجز اللحم والدم عن تحقيقه، سواء في مجال الإنقاذ أو مجال البحث العلمي.

هذا الروبوت يستطيع الغوص إلى أعماق لا يتحمل ضغطها جسم الإنسانصورة من: IFM Geomar

لأول مرة في تاريخ عمليات البحث عن الطائرات المتحطمة يتم استخدام روبوتات متخصصة للبحث عن حطام طائرة تابعة للخطوط الجوية الفرنسية "إير فرانس" تحطمت أثناء القيام برحلة بين البرازيل وفرنسا في شهر يونيو/ حزيران عام 2009. أحد هذه الروبوتات يمتلكه معهد كيل الألماني لعلوم البحار.

ويختلف هذا الروبوت المائي عن الغواصات المأهولة وغير المأهولة في كونه قادراً على الغوص إلى عمق يقدر بستة آلاف متر، وعلى فحص مساحات كبيرة من قاع البحر، وذلك عن طريق برمجته مسبقاً ومن ثم إطلاقه ليسلك طريقاً محدداً في البحث.

وتتمثل طريقة الفحص التي يقوم بها الروبوت في أن يبقى على بعد 20 إلى 25 متراً من قاع البحر، ليبدأ بتخطيطه باستخدام ما يسمى بالسونار الفاحص الجانبي، الذي يرسل نوعين من الموجات فوق الصوتية على شكل مروحة، ومن ثم ترجمة الارتداد الصوتي لتكوين صورة ثلاثية الأبعاد لقاع البحر. من جانبه يضيف الباحث بيتر هيرتزيغ من معهد كيل أنه ومن خلال هذه الصور "لا يمكننا معرفة نوع الصخور التي تم فحصها، لكن يمكننا أن نحدد ما إذا كان الانعكاس الصوتي صلباً أم ليناً، وهذا يمكننا من التفريق ما بين الصخور وقطع المعدن".

آلة سريعة وتتصرف كالأسماك

بواسطة تقنية فائقة الدقة يستطيع الروبوت تحليل مساحات كبيرة من قاع البحر في وقت قصيرصورة من: IFM Geomar

ويستطيع هذا الروبوت الغواص جمع وتفسير البيانات بشكل أسرع من الغواصات المأهولة وغير المأهولة، التي يتوجب عليها العودة إلى السطح لتسليم البيانات من أجل تحليلها. إضافة إلى ذلك يمكن للروبوت العمل في قاع البحر لمدة تصل إلى 24 ساعة متواصلة، قبل أن يعود بشكل أوتوماتيكي إلى السفينة. ويعتبر هذا الروبوت جديداً من نوعه، إذ يؤكد هيرتزيغ أنه لا يوجد منه سوى ثلاثة نماذج حتى الآن في العالم.

وفي مهمة البحث عن حطام الطائرة الفرنسية تم استخدام الروبوتات الثلاث بشكل متزامن، وذلك نظراً لقدرتها على التواصل مع بعضها البعض والتصرف كجزء من سرب واحد، مثلها مثل الأسماك. وبالتالي فهي قادرة – مثلاً – على تحديد المسارات التي يسلكها كل منها دون أن يتعارض أي مسار مع الآخر. ويوضح الباحث الألماني أنه "من خلال هذه الخاصية يمكن للروبوتات تغطية مساحة أوسع بشكل فعال". وبالفعل فإن الروبوتات الثلاث نجحت في تفتيش حوالي 2000 كيلومتر مربع قبالة السواحل البرازيلية في السنتين الماضيتين، بدقة تصل إلى 20 سنتيمتراً.

من منطقة مأساة إلى جنة لعلوم البحار

يقول العالم الألماني بيتر هيرتزيغ إنه لا يوجد من هذا الروبوت سوى ثلاثة نماذج في العالمصورة من: DW

ويتابع بيتر هيرتزيغ بالقول: "هذه المساحة تعتبر الآن من أدق القيعان البحرية تخطيطاً في العالم. في العادة لا يمكننا الحصول على خرائط لقاع البحر بمثل هذه الدقة، لكننا نستطيع الآن تمييز البراكين والرواسب والمقذوفات". ويؤكد عالم البحار الألماني أن الأجيال اللاحقة من العلماء ستستفيد من المعلومات التي تم جمعها في السنتين الماضيتين.

فالمنطقة التي تم تخطيطها بدقة قبالة سواحل البرازيل قد تتحول إلى كنز للجيولوجيين وعلماء البحار في كل أنحاء العالم. وبغض النظر عن السبب المؤسف لبدء تخطيط المنطقة، ألا وهو البحث عن بقايا طائرة "إير فرانس"، إلا أن بيتر هيرتزيغ واثق من أنها ستتحول إلى "جنة للبحث العلمي، يمكن للعلماء فيها إجراء دراسات شاملة ودقيقة". ومن أجل تحويل هذا الحلم إلى حقيقة وإثارة اهتمام العلماء حول العالم، ينوي معهد كيل لعلوم البحار نشر المعلومات التي تم الحصول عليها من الروبوتات الغواصة في المستقبل القريب.

فابيان شميدت/ ياسر أبو معيلق

مراجعة: طارق أنكاي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW