لطالما اجتهد الخبراء من أجل تطوير مبيدات حشرية قوية للقضاء على الصراصير، التي تعيش في أماكن قد يصعب الوصول إليها، لكن علماء اعتمدوا على كيفية تسلق هذه الحشرات من أجل تطوير تقنية جديدة. فما هي هذة التقنية؟ وكيف تعمل؟
إعلان
توصل فريق من الباحثين من جامعات كاليفورنيا، وهارفارد وبنسلفانيا في الولايات المتحدة إلى تقنية جديدة، لتعليم الروبوتات كيفية تسلق الجدران على غرار "الصراصير". ومن المعروف أن حركة الروبوتات في العالم الحقيقي، تعتمد على الكثير من البرمجيات والشفرات والأوامر الحوسبية المعقدة، ولكن الباحثين توصلوا إلى فكرة الاعتماد على تقنية أخرى، أكثر بساطة مستوحاة من طريقة حركة الصراصير، وهي أن الصرصار يبادر تلقائيا إلى تسلق الجدار الذي يقابله، بمجرد أن يصطدم به برأسه، حيث تقوم الأذرع برفع رأس وجسم الحشرة إلى أعلى مع استمرار الأرجل في الدفع للأمام، مع العلم أن هذه الخطوة لا تستغرق أكثر من 75 مللي ثانية.
بدأت بعض مراكز الرعاية اليابانية اختبار روبوتات جديدة
01:31
وأفاد الموقع الإلكتروني "فيز دوت أورغ" المتخصص في الأبحاث العلمية، أنه عند التفكير المبدئي في صناعة روبوت قادر على تسلق الجدران، كان بعض الباحثين يرون ضرورة وضع مجموعة من الشفرات المعقدة، والتجهيزات الميكانيكية لإتمام هذه الخطوة. ولكن فريق البحث في الولايات المتحدة كان يبحث مدى إمكانية تصميم روبوت، على شكل صرصار يمكنه أن يبدأ التسلق بمجرد أن ترتطم رأسه بالجدار.
وقام فريق البحث بتصوير الصراصير في المختبر وهي تتسلق الجدران، ثم عكف على ابتكار روبوت على نفس النهج على شكل علبة بسيطة صغيرة الحجم وخفيفة الوزن، يمكن وضعها في كف اليد. وتم تجهيز هذه العلبة بخطم مخروطي وستة أرجل، يمكنها أن تستمر في الدفع للأمام بصرف النظر عن العقبة التي تعترض الروبوت. وتبين من خلال التجربة أن الروبوت الجديد، يمكنه الانتقال من الحركة على السطح الأفقي إلى السطح الرأسي، بزاوية تسعين درجة بدون أي تعديلات برمجية بمجرد أن يصطدم بالجدار أمامه.
ر.م/ط.أ ( د ب أ)
هل يحلق البشر يوماً مثل الصقور؟
قبل أكثر من مائة عام، راقب أوتو ليلينتال حركة تحليق الطيور من أجل التوصل إلى تقنية الطيران. أما في أيامنا هذه فيقوم باحثون في جامعة ميونخ بمراقبة الصقور في محاولة لاستلهام أساليب أفضل تستخدم في تقنيات الطيران.
صورة من: picture alliance/dpa/S. Hoppe
يحرك الصقر جناحيه بسرعة ويطير ويحلق في لمح البصر، حتى في الاتجاه المعاكس لحركة الرياح. يتابع الباحثون في جامعة ميونخ هذه الحركات جميعها عبر عشر كاميرات عالية السرعة، بحيث تسجل هذه الكاميرات جميع حركات الصقر.
صورة من: picture alliance/dpa/S. Hoppe
تتيح الكاميرات متابعة حركة الصقر بكل دقة، إذ أن الكاميرا الواحدة قادرة على تسجيل ألف صورة في الثانية الواحدة، ما يوفر صوراً مفيدة للباحثين في معهد الميكانيكا والديناميكا الهوائية بجامعة الجيش الألماني في ميونخ.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Hoppe
يقوم العلماء بتحليل بيانات حركة الطائر عن كثب، وهو ما يمكّن بالتالي من الحصول على معلومات قيمة حول بناء الطائرات وكيفية تطوير كفاءة أجسام الطائرات الصغيرة، مثل الطائرات بدون طيار. لذلك يعتبر الصقر الطائر المثالي للمراقبة.
صورة من: picture alliance/dpa/S. Hoppe
تعتبر الصقور من أسرع الطيور في العالم. ففي حين يبلغ وزنها حوالي كيلوغرام واحد وعرضها متر واحد مع فرد الجناحين، يمكن للصقر الوصول إلى سرعات مذهلة، إذ تصل التقديرات العلمية لسرعته في الجو إلى نحو 300 كيلومتر في الساعة.
صورة من: Hannes Lenhart
في بداية محاولات الطيران البشري، كان تقليد الطيور مهماً، فالتاريخ حافل بمحاولات العالم الأندلسي عباس بن فرناس والعالم أوتو ليلنتال، الذي حاول الطيران من جبل فليغه بيرغ في برلين.
يرى الباحثون أن طبيعة الريش الخاص بالصقور، التي تساعده على الحركة الانسيابية، تجعل منه النموذج الأمثل بالنسبة للمراقبين والعلماء.
صورة من: picture alliance/dpa/S. Hoppe
بالنسبة للباحثين في ميونخ وجامعة الجيش الألماني، فإن مراقبة حركات الطيور ستستغرق أعواماً عديدة قبل أن يتم نشر نتائجها.