روبيو يدرس تشكيل قوة دولية بغزة ويلوح بنزع سلاح حماس بالقوة
٢٤ أكتوبر ٢٠٢٥
أكد وزير الخارجية الأمريكي روبيو خلال مؤتمر صحفي جنوب إسرائيل أن الجهود الدولية تتواصل لتشكيل قوة حفظ سلام متعددة الجنسيات في غزة، مشددا على ضرورة نزع سلاح حماس وتهيئة ظروف تضمن الأمن والاستقرار بعد وقف إطلاق النار.
أكد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بحث تشكيل قوة حفظ سلام لغزة، مشددًا على نزع سلاح حماس وضمان الاستقرار الأمني.صورة من: Nathan Howard/Pool Reuters/picture alliance/dpa
إعلان
استعرض وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو مسألة تشكيل قوة حفظ السلام الخاصة بقطاع غزة، خلال مؤتمر صحفي في مبنى مركز التنسيق المدني العسكري الأمريكي الإسرائيلي في مدينة كيريات جات بجنوب إسرائيل، وأشار إلى أنها "تضم أكثر من 24 دولة، من بينها دول إسلامية تعهدت بألا تكون غزة تحت سيطرة حركة حماس".
ويعمل في المركز حوالي 200 فرد بالقوات الأمريكية إلى جانب الجيش الإسرائيلي ووفود من دول أخرى، حيث يخططون من أجل استقرار غزة وإعادة إعمارها. ورأي مراسل وكالة أنباء أسوشيتد برس (أ ب) اليوم الجمعة قوات دولية مع أعلام قبرص واليونان وفرنسا وألمانيا وأستراليا وكندا.
وأضاف روبيو، "إذا رفضت حماس نزع سلاحها، فسيعد ذلك انتهاكا للاتفاق، وسيتم إرغامها على ذلك بتطبيق الإجراءات اللازمة"، وفقا لصحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية. وتابع: "إسرائيل تفي بالتزاماتها. نأمل في خلق ظروف تمنع سيطرة حماس، وهذا لن يحدث الأسبوع المقبل، لكننا نريد أن يشعر الناس بالأمان بعيدا عن الخوف من حماس".
إسرائيل يجب أن تكون "مرتاحة" للمشاركين في القوة الدولية
وفيما يتعلق بمشاركة تركيا، قال وزير الخارجية الأمريكي إن القوة الدولية ستتألف من "دول تحظى بقبول إسرائيل". ووصف روبيو، تنسيق وقف إطلاق النار في غزة بأنه "مهمة تاريخية"، قائلا إن واشنطن وشركاءها يعملون على الحفاظ على الهدنة، وإيصال المساعدات، والتحضير لدخول قوة الاستقرار الدولية، وهي قوة حفظ سلام متعددة الجنسيات، إلى القطاع.
وأضاف: "لكنني أعتقد أن لدينا أسبابا كثيرة للتفاؤل الإيجابي بشأن التقدم المحرز". وأوضح أنه للوصول إلى المراحل التالية من خطة وقف إطلاق النار، يركز مركز التنسيق المدني العسكري الأمريكي الإسرائيلي على ضمان نجاح المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار.
واستطرد أنه "على الجانب الآخر من الخط الأصفر"، في مناطق غزة التي انسحب منها الجيش الإسرائيلي بموجب شروط وقف إطلاق النار، "لا تزال هناك جماعة إرهابية مسلحة، وقد رأيناها تتخذ إجراءات ضد سكانها"، في إشارة إلى حماس.
ويذكر أن حركة حماس، وهي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
إعلان
روبيو: الأونروا لن تلعب دورا في قطاع غزة
وقال روبيو: "لقد عبرنا عن قلقنا تجاه السلطة الفلسطينية التي تحتاج إلى إصلاح. نحن نناقش أخطاء وإرهابا امتد على مدى ثلاثين عاما". وأضاف: "نحن في اليوم الثاني عشر فقط من الاتفاق.
وبالنسبة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل الفلسطينيين (الأونروا) ثال روبيو إنها لن تتمكن من لعب أي دور في قطاع غزة، ستكون هناك ثماني إلى عشر مجموعات مشاركة، لكن الأونروا لن تكون من بينها."
وشدد روبيو على أنه "لا يمكن أن تكون هناك صواريخ وأنفاق تهدد إسرائيل." كما أكد أن "ضم الضفة الغربيةسيشكل تهديدا للعملية السلمية برمتها."
وكان قد تم تطبيق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل والإفراج عن رهائن أحياء وسجناء فلسطينيين وتبادل جثث بين الطرفين بموجب خطة الرئيس الأمريكي ترامب في العاشر من الشهر الجاري.
ع.ش/ع.ج.م (د ب أ/أب، أ ف ب)
غزة.. حين يصدح العود يصمت ضجيج الحرب لوهلة
وسط أنقاض غزة وخرائبها يتمسّك الموسيقيون الشباب بآلاتهم ويجدون بين الجوع والخوف والفقد لحظةً من الأمل والكرامة، تولد من بين أنغام الموسيقى.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
معا للتغلب على الخوف
صف في مدرسة كلية غزة.. الجدران مخرقة بندوب الشظايا وزجاج النوافذ تناثرت أشلاؤه مع عصف القذائف. في إحدى قاعاتها الصغيرة، تجلس ثلاث فتيات وصبي في درس في العزف على الغيتار، أمام معلمهم محمد أبو مهدي الذي يؤمن الرجل أن للموسيقى قدرة على مداواة أرواح أهل القطاع، وأن أنغامها قد تخفف من وطأة القصف، ومن مرارة الفقد ومن قسوة العوز.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
مواصلة الدروس
في مطلع العام الماضي كان أحمد أبو عمشة، أستاذ الغيتار والكمان، ذو اللحية الكثّة والابتسامة العريضة، من أوائل أساتذة المعهد الوطني للموسيقى "إدوارد سعيد" وطلابه الذين شردتهم الحرب لكنه بادر إلى استئناف تقديم الدروس مساءً لنازحي الحرب في جنوب غزة. أمّا اليوم، فقد عاد ليستقرّ مجدداً في الشمال، في مدينة غزة.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
"الموسيقى تمنحني الأمل"
"الموسيقى تمنحني الأمل وتخفف من خوفي"، تقول ريفان القصاص، البالغة من العمر 15 عاما وقد بدأت تعلم العزف على العود في ربيعها التاسع. وتأمل القصاص في أن تتمكن يوما ما من العزف في خارج القطاع. القلق كبير بين الناس من أن يتم اقتلاعهم مرة أخرى بعد قرار مجلس الوزراء الإسرائيلي في 8 أغسطس/ آب السيطرة على مدينة غزة.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
ظروق قاسية
أمام خيمة مدرسي الموسيقى تقع مدينة غزة وقد استحالت إلى بحر من الحطام والخراب. يعيش معظم السكان في ملاجئ أو مخيمات مكتظة، وتشح المواد الغذائية والمياه النظيفة والمساعدات الطبية. ويعاني الطلاب والمعلمون من الجوع ويصعب على بعضهم الحضور إلى الدروس.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
شيء جميل بين الموت والحياة
الفلسطيني يوسف سعد يقف مع عوده أمام مبنى المدرسة المدمر. لم تنج من القتال سوى قلة قليلة من الآلات الموسيقية. يوسف البالغ من العمر 18 عاما لديه حلم كبير: "آمل أن أتمكن من تعليم الأطفال الموسيقى، حتى يتمكنوا من رؤية الجمال رغم الدمار".
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
افتخار وكبرياء في القلب
من الطبيعي أن يتم عرض ما تعلمه الطلاب من العزف على الآلات الموسيقية في ظل الظروف الكارثية أمام الجمهور. في خيمة يعرض طلاب الموسيقى ما يمكنهم فعله ويحصدون تصفيقا حارا. المجموعة الموسيقية متنوعة. وتقول طالبة للعزف على الغيتار تبلغ من العمر 20 عاما: "أحب اكتشاف أنواع موسيقية جديدة، لكنني أحب الروك بشكل خاص. أنا من عشاق الروك".
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
سعداء ولو للحظة!
ولا يغيب الغناء عن المشهد، فتناغم أصوات الأطفال على خشبة مرتجلة يتناهى كنسمة مُرهفة، يخفف من وقع إيقاع الانفجارات القاتلة. تلك الانفجارات التي لا يدري أهل غزة إن كانوا سيفلتون من براثنها عند الضربة التالية أم سيكونون من ضحاياها.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
الموسيقى في مواجهة الألم
يعزف أسامة جحجوح على آلة الناي وهي آلة موسيقية المستخدمة في الموسيقى العربية والفارسية والتركية. يقول: "أحيانا أعتمد على تمارين التنفس أو العزف الصامت عندما يكون القصف شديدا. عندما أعزف، أشعر أنني أستعيد أنفاسي، وكأن الناي يزيل الألم من داخلي".
أعده للعربية: م.أ.م