فيما اعتبر الرئيس الإيراني روحاني في مقابلة مع قناة أمريكية أن القوى الكبرى تقبل ببقاء الرئيس السوري الأسد في منصبه، فإنه ألمح أيضاً إلى إمكانية مبادلة سجناء أمريكيين في إيران مقابل إيرانيين تحتجزهم الولايات المتحدة.
إعلان
قال الرئيس الإيراني حسن روحاني الأحد (27 سبتمبر/ أيلول 2015) إنه يرى قبولاً واسعاً بين القوى الكبرى على بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في منصبه. وصرح روحاني لشبكة "سي إن إن" الأمريكية: "أعتقد اليوم أن الجميع يوافقون على بقاء الرئيس الأسد في منصبه حتى نتمكن من قتال الإرهابيين".
وتابع الرئيس الإيراني، الذي يزور نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، أنه "في سوريا، عندما يكون هدفنا الأول طرد الإرهابيين ومحاربتهم لإلحاق الهزيمة بهم، فليس هناك من حل سوى تعزيز السلطة المركزية والحكومة المركزية في هذا البلد كدعائم أساسية للسلطة". وقال إنه "لا توجد محادثات مباشرة حول سوريا بين الولايات المتحدة وإيران"، إلا أن طهران تحاور الأوروبيين وغيرهم ممن يقيمون علاقات مع واشنطن، حسب قوله.
ورأى روحاني دوراً مستقبلياً للمعارضة السورية، إذ اعتبر أنه بمجرد "أن يبلغ التحرك مستويات مختلفة من النجاح وتبدأ عملية طرد الإرهابيين على أساس خطوة تلو الأخرى، يمكننا عندها تنفيذ خطة عمل لسماع آراء المعارضة أيضاً".
من جهة أخرى، أكد الرئيس الإيراني أن طهران ستعمل على الإفراج عن ثلاثة أمريكيين من سجونها إذا أطلقت الولايات المتحدة سراح سجناء إيرانيين.
وأضاف في لقائه التلفزيوني: "إذا اتخذ الأمريكيون الخطوات المناسبة وأفرجوا عنهم، فإن الأجواء ستكون مهيئة حتماً لكي نبذل ما في وسعنا ضمن صلاحياتنا لإطلاق سراح الأمريكيين المحتجزين في إيران".
توازنات المصالح قد يحسمها الوفاق الإيراني الدولي
بعد سنوات من الجدل والمفاوضات الحثيثة، تتفاوض ايران في فينا عاصمة النمسا مع مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين +ألمانيا) في محادثات يفترض أن تنتهي مهلتها في 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2014.
صورة من: Reuters
تصاعدت حدة التوتر في فيينا خلال المفاوضات حول الملف النووي الإيراني . روسيا ومنذ بداية التسعينات أمدت إيران عبر شركاتها بمكونات مفاعلاتها النووية، موظفة كل الملف لتحقيق مكاسب على حساب الغرب .
صورة من: tabnak
مع تراجع شعبيته إلى أدنى مستوياتها في استطلاعات الرأي، وتحقيق خصومه الجمهوريين فوزا واضحا، في مجلس الشيوخ، بات الرئيس الأمريكي باراك أوباما يبحث عن انطلاقة جديدة، وهو يأمل في تحقيق نتائج ملموسة حول الملف النووي الإيراني فيما توعدت المعارضة الجمهورية بإفشال أي اتفاق قد يكون "ضعيفا وخطيرا".
صورة من: Reuters/Bourg
مفاعل أراك النووي الذي يعمل بالماء الثقيل ، والذي لايزال قيد الإنشاء. تسعى إيران من خلال امكاناته الى الحد من كمية البلوتونيوم المستخدم في التخصيب النووي، بينما يريد الغربيون أن تتخلى إيران عن المشروع بشكل كامل.
صورة من: picture-alliance/dpa/Forutan
التوصل لاتفاق يعد تأكيدا للدور الألماني الذي دعا مرارا إلى التفاوض لإنهاء الأزمة، وتأكيدا للبيان الذي أطلقته ألمانيا والدول الخمس دائمة العضوية، والذي ينص على السعي لحل القضية النووية الإيرانية من خلال المفاوضات داعيا دائما إيران إلى قبول "حزمة الحوافز" المقدمة دوليا.
صورة من: picture alliance/dpa
إبرام اتفاق بين ايران والمجموعة الدولية و رفع الحظر عن النفط الإيراني سيؤدي إلى إنعاش اقتصاد هذا البلد وسيفتح الطريق أمام تطبيع العلاقات بين إيران والغرب ويتيح لإيران إمكانية الوصول إلى مبالغ ضخمة من الأرصدة المجمدة وإمكانية ممارسة التجارة بحرية مع العالم.
صورة من: Reuters/Leonhard Foeger
احتمالية الوصول إلى اتفاق قد توجه ضربة شديدة الى السياسة السعودية الإقليمية، فالسعودية تخشى كما يرى بعض المحللين أن الاتفاق سيكون مقدمة لرفع الضغوط السياسية والاقتصادية عن إيران، وإعادة تأهيلها إقليمياً، ما يعني اختلالا في التوازن السياسي لصالح إيران، وإطلاقا ليدها في كل من العراق وسوريا ولبنان.
صورة من: STR/AFP/Getty Images
يرجّح المراقبون أن انتخاب حسن روحاني رئيسا لإيران، قد عزز من فرص انهاء المفاوضات ايجابيا ،كما أن حجم الأعباء التي ألقتها العقوبات الغربية بانكماش الاقتصاد وارتفاع معدلات البطالة، ساهمت في تليين مواقف الجانب المتشدد في إيران والذي رفض باستمرار أي تسوية سياسية.
صورة من: jamnews
حذرت الحكومة الإسرائيلية من "اتفاق سيئ" مع إيران وأكدت الاحتفاظ "بجميع الخيارات" للدفاع عن نفسها إزاء تهديدات القدرات النووية الإيرانية. والواضح أن نتنياهو يستهدف الضغط باتجاه تجريد إيران من قدرات التخصيب في الاتفاق النهائي بشكل كلي.
صورة من: AFP/Getty Images/G. Tibbon
يبقى الباب مفتوحا أمام تعاون إيراني - صيني متجدد بسبب الحاجة الصينية المستمرة للطاقة، وتتعزز هنا أهمية إيران كونها رابع أكبر منتج للنفط وثاني أكبر منتج للغاز الطبيعي في العالم، من هنا دابت الصين على الاعلان عن تأييدها لحق إيران في الحصول على مفاعل نووي لأغراض سلمية. الكاتب: علاء جمعة