في موقف قد يضعه في مواجهة مع المتشددين، طالب الرئيس الإيراني حسن روحاني بالإفراج عن جميع الطلاب الذين اعتقلوا خلال الاحتجاجات. من جانبها أعربت السلطات القضائية عن رغبتها في حظر وسائل التواصل وهو ما يعارضه روحاني.
صورة من الأأرشيف لجانب من الاحتجاجات في جامعة طهران.صورة من: Getty Images/AFP
إعلان
قال وزير العلوم الإيراني منصور غلامي اليوم الأربعاء (العاشر من كانون الثاني/يناير 2018) إن الرئيس حسن روحاني طالب بالإفراج عن جميع الطلاب الذي تم اعتقالهم خلال التظاهرات المناهضة للسلطة في إيران. وأضاف الوزير أنه بعد اجتماع وزاري "وبعد مشاورات مع وزير الداخلية ورئيس جهاز الاستخبارات، طالب الرئيس بالإفراج عن جميع الطلاب خلال 24 إلى 48 ساعة".
ويشار إلى أنه يعتقد أنه تم إلقاء القبض على 3700 متظاهر عقب المظاهرات التي اجتاحت مدن في أنحاء إيران. ولم يعرف بالتحديد عدد الطلاب بين المحتجزين، ولكن تقارير غير مؤكدة قالت إن عددهم يزيد على مائة طالب.
في غضون ذلك، أعربت السلطات القضائية عن رغبتها في حظر وسائل التواصل الاجتماعي، بعدما اتهم أعضاء بالحكومة والمؤسسة الدينية قوى أجنبية بأنها وراء الاحتجاجات الأخيرة. ويستهدف القرار بوجه خاص تطبيقين من تطبيقات الرسائل لم يتم حظرهما في إيران وهما تلغرام وأنستغرام.
وقال نائب المدعي العام عبد الصمد خورام عبادي "وسائل الإعلام هذه لا توزع فقط محتوى ضد الأمن الداخلي للبلاد، ولكن أيضا ضد القيم الإسلامية". وأضاف في حوار مع موقع ميزان الإخباري الإلكتروني أنه بما أنه لا يمكن السيطرة على هذه التطبيقات، فيجب حظرها بالكامل. يشار إلى أن الحكومة تعارض هذه الخطوة، ولكنها ليس لها القول الفصل في هذه المسألة.
وقد نظم المتظاهرون باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي مظاهرات في مختلف أنحاء إيران منذ 28 كانون أول/ديسمبر الماضي احتجاجا على الأوضاع الاقتصادية وسياسات طهران في الشرق الأوسط والمؤسسة الدينية في البلاد. وقتل نحو 18 متظاهرا في الاحتجاجات، كما تم إلقاء القبض على 3700 آخرين.
واتهم ساسة إيرانيون ومنهم المرشد الأعلى أيه الله على خامنئي أعداء إيران، ومن بينهم الولايات المتحدة وإسرائيل بإثارة الاحتجاجات. ويريد المتشددون في النظام الإيراني السيطرة التامة على شبكة الإنترنت، في حين تعارض بشدة حكومة الرئيس الإصلاحي حسن روحاني هذا الإجراء.
ز.أ.ب/أ.ح (د ب أ)
في صور.. نظام آيات الله في مواجهة الشارع من جديد
دخلت الاحتجاجات في إيران منعطفاً خطيراً بتأكيد مقتل 12 شخصاً. لكن التأمل في التاريخ الإيراني، وتحديداًَ منذ الثورة الإسلامية عام 1979، يبيّن أن البلد شهد الكثير من المظاهرات، وصلت حدّ الهتاف ضد المرشد الأعلى للدولة.
صورة من: AP
قتلى وجرحى
تبدأ إيران عامها الجديد على وقع اضطرابات واحتجاجات أدت إلى مقتل 12 شخصاً على الأقل وجرح العشرات. ورغم التدخل الأمني وتحذيرات السلطات، إلّا أن المحتجين لا يزالون يتبادلون منشورات للمزيد من التظاهر. بدأت الاحتجاجات أولاً في مدينة مشهد، ثاني أكبر مدن إيران من حيث الكثافة السكانية، وانتقلت المظاهرات بعد ذلك إلى جلّ أنحاء البلاد، كشاهين وسنندج وكرمنشاه وتشابهار وإيلام وإيذه والعاصمة طهران.
صورة من: Getty Images/AFP/STR
"يسقط الدكتاتور"
بدأت الاحتجاجات بشكل عفوي ضد ارتفاع الأسعار وارتفاع نسبة البطالة، لكنها بدات بعد ذلك بأخذ منحى سياسي. وصلت الاحتجاجات درجة انتقاد المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، عبر شعارات كـ "يسقط الدكتاتور" و"اترك البلاد وشأنها يا خامنئي"، بينما هتف البعض بحياة محمد رضا بهلوي، آخر شاه حكم إيران قبل أن تطيح به الثورة الإسلامية، فيما مزق آخرون صورة قائد "فيلق القدس" قاسم سليماني.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
تهديد ووعيد
أكد الرئيس حسن روحاني على حرية الاحتجاج، لكنه حذر من خرق النظام العام وإثارة القلائل. اعتقلت قوات الأمن المئات واستخدمت مدافع المياه. واتخذت الحكومة قراراً بالحدّ من استخدام تطبيقي تلغرام وانستغرام، فيما قال نشطاء إن الانترنت الجوال قُطع في بعض المناطق. وصرّح المدعي العام بطهران أن اعتقال بعض المحتجين أتى بسبب إضرامهم النار في مبانٍ عامة، متحدثاً عن أن إيران لن تعود إلى عهد "الظلام لحكم بهلوي".
صورة من: picture-alliance/Iranian Presidency Office
الباسيج.. اليد الطولى لسحق أي احتجاج
وُجهت اتهامات لقوات "الباسيج"، وكذا لجماعة أنصار حزب الله، وهي ميليشيات مسلحة تدعمها الدولة لـ"حماية الثورة"، بالتدخل في حق الطلبة في احتجاجات عام 1999.
صورة من: picture-alliance/dpa
انتفاض طلاب جامعة طهران عام 1999
خرجت مظاهرات من جامعة طهران في 9 تموز/يوليو 1999 بسبب إغلاق جريدة تقدمية تحمل اسم "سلام". تدخلت قوات شبه عسكرية في حي جامعي قتل خلالها رسمياً طالب (يقول الطلبة إن عدة طلبة قُتلوا) ممّا أدى إلى تطوّر الاحتجاجات على مدار ستة أيام اعتقل خلالها أكثر من ألف طالب، وقتل خلالها 3 أشخاص على الأقل. رفع المتظاهرون شعارات ضد المرشد الأعلى. صدرت أحكام بالإعدام والسجن في متظاهرين.
صورة من: Tasnim
الطلبة من جديد عام 2003
مرة أخرى، احتج الطلبة في تموز/يونيو 2003 ضد قرار ضد خصخصة عدة جامعات. تطور الاحتجاج بعد دخول قوات الأمن للحي الجامعي في جامعة طهران، وشارك فيه إثر ذلك الآلاف بعدة مدن. وُجهت الشعارات ضد الوجوه الدينية العليا في البلد وضد الرئيس محمد خاتمي. وجه علي خامنئي لوما قاسيا للطلبة، واتهمهم بجذب المخرّبين. اشتهرت هذه الاحتجاجات بقيام بعض الإيرانيين بإحراق أجسادهم في باريس ولندن احتجاجاً على التعامل الأمني.
صورة من: AP
"الثورة الخضراء" في 2009
في أخطر احتجاجات تشهدها إيران منذ الثورة الإسلامية، قُتل 36 شخصاً على الأقل واعتقل أكثر من ألف في احتجاجات حزيران/يونيو 2009 التي عرفت باسم "الثورة الخضراء". السبب الرئيسي كانت نتيجة اتهامات المعارضة للسلطات بتزوير الانتخابات الرئاسية التي انتهت لصالح ولاية ثانية لمحمود أحمدي نجاد. أعلن المرشد العام فتح تحقيق في اتهامات المعارضة، وتدخلت مرة أخرى قوات الباسيج وجماعة أنصار حزب الله ضد المحتجين.
صورة من: AP
نظرية المؤامرة
اتهم خامئني أطرافاً خارجية بتحريض المواطنين على الاحتجاج عام 2009، متحدثاً عن أن هذه الأطراف وجهت المظاهرات دون علم المعارضة، فيما دخل مثقفون في إضرابات عن الطعام للاحتجاج على التدخل الأمني. عُرفت الاحتجاجات بـ"ثورة تويتر" نتيجة استخدام هذا الموقع في التواصل بين النشطاء. من تداعيات الحدث، فرض الإقامة الجبرية على قائدي المعارضة مير موسوي ومهدي كروبي.
صورة من: Atta Kenare/AFP/Getty Images
فقيه بصلاحيات واسعة
المرشد الأعلى في إيران هو هرم السلطة، فهو القائد الأعلى للقوات المسلحة وللحرس الثوري وقوى الأمن، وهو من يعين ويعزل نصف أعضاء مجلس صيانة الدستور، وهو رئيس السلطة القضائية ومؤسسة التلفزيون والإذاعة، كما يمكنه إقالة رئيس البلاد وتوجيه عمله. يتم انتخابه من قبل مجلس الخبراء، ويستمر في مهامه مدى حياته عكس الرئيس الذي ينتخب لأربع سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة. إعداد: إسماعيل عزام