بعد فترة قصيرة من تولي مهام تدريب فريق بايرن ميونيخ لكرة القدم، بدأت الاختلافات تظهر بوضوح بين أنشيلوتي وغوارديولا، رغم تعهد المدرب الإيطالي بمواصلة نهج سلفه الإسباني وعدم حدوث "ثورة" في ميونيخ.
إعلان
"لست هنا لإحداث ثورة"! كان هذا أهم ما أدلى به الإيطالي كارلو أنشيلوتي في أول مؤتمر صحفي عقده نادي بايرن ميونيخ قبل أسابيع قليلة لتقديم مدربه الجديد. وذلك في إشارة من أنشيلوتي بأنه لن ينهي ما بناه بيب غوارديولا طيلة السنوات الثلاث التي قضاها مع بايرن، وإنما سيعمل على تطويره.
رغم تصريح أنشلوتي الواضح، إلا أن بوادر الاختلافات بين المدربين بدت تظهر للعيان بعد مدة قصيرة. وقد يبدو ذلك منطقيا بالنظر إلى الاختلافات الموجودة أصلا بين طبيعة الرجلين: أنشيلوتي الهاديء الذي لا يظهر مشاعره إلا قليلا وبين غوارديولا المنفعل الذي يثور ويتحرك دون انقطاع على أطراف الملعب.
كارل هاينز رزمينيغه وعقب المباراة الودية التي جمعت بين البافاري وفريق ليبشتات (دوري الدرجة الثالثة) السبت الماضي، صرح بأن "بايرن تعاقد مع مدرب رائع" وليحذر مباشرة أنه "لا يجب على الإطلاق الاستهانة به بدعوى ما يشعه من هدوء ودفء، خاصة في ما يتعلق بالطموح... وهو مهتم جدا بنيل لقب دوري أبطال أوروبا". ولم ينس رومينيغه أيضا التذكير بأن هذا اللقب بقي عصيا على غوارديولا طيلة فترة تدريبه لبايرن.
وما لاحظه أيضا المتابعون الرياضيون، هو أن الحصص التدريبية بقيادة أنشيلوتي أصبحت أكثر سلاسة من السابق ولا يتخللها الكثير من الاستراحات. ويبدو أن المدرب الإيطالي عكس سلفه يراهن على تبسيط طريقة اللعب مع التركيز على الجانب الدفاعي بدرجة أعلى من سلفه؛ لكنه يراهن ايضا على تطوير خطة لعب واضحة ومنظمة.
أما همّ أنشلوتي في هذه المرحلة فهو تقوية روح الفريق، وهذا لا يعني أن بايرن يعاني من تصدعات بين عناصره، إطلاقا. لكن المدرب الجديد يريد تقوية اللحمة البافارية ليري لاعبيه كما يتمنى "كل يركض ويسعى إلى مساندة الآخر، لأن مفتاح النجاح هو البنيان". وهنا يكمن الفارق الكبير بين أنشيلوتي وغوارديولا الذي لا يعتمد في فلسفته كثيرا على روح الفريق والعلاقة بين اللاعبين، حسب ما يستخلص الصحفي مايك روسنر من موقع الشبكة الإعلامية الألمانية (ZDF).
الانضباط في المقدمة
ومن بين الأمور الجديدة التي يصر أنشيلوتي على إدراجها مع فريقه الجديد هو تقييم خاص به للاعبين وذلك بشكل دوري خصوصا النجوم منهم، وفق ما صرح به الأخير في حوار مع موقع شبورت بيلد الألماني. وقال أنشيلوتي "أنتظر من اللاعبين الكثير. وبعد كل مباراة نجريها أقوم شخصيا بتقييم أدائهم، وهو تقييم لا يراه أحد قط غيري، حتى اللاعبين لا يمكنهم الاطلاع عليه".
وهذا التقييم كما يوضح المدرب الإيطالي عبارة عن معدلات يوزعها على اللاعبين تتفاوت درجاتها من 1 (جيد جدا) إلى 10 (سيء جدا)، وذلك على غرار المعايير المتبعة من قبل صحيفة "لا غازيتا ديلو سبورت" الإيطالية والتي تمنحها بشكل دوري للاعبي الكالشيو.
وليس هذا فقط، بل إن أنشيلوتي وضع الانضباط على راس أولوياته، ويضيف: "أنا لا أحب (على سبيل المثال) أن يتأخر اللاعبون عن المواعيد، وهذا يسري على جميع عناصر الطاقم الفني أيضا. ولكنني لا أحبذ كذلك أن يقوم المدرب بمعاقبة اللاعبين، لأن المدرب يضع القوانين وعلى اللاعبين أنفسهم تولي آليات المراقبة".
ويعني هذا أن مهمة المراقبة سيتولاها قائد الفريق فيليب لام الذي عليه "أن يطلب من كل لاعب حضر متأخرا دفع غرامة مالية للخزانة العامة للاعبين". تجدر الإشارة إلى أن طريقة أنشلوتي هذه أقرها في العديد من الأندية السابقة في مسيرته التدريبية، وبايرن ميونيخ سيصبح ساحة أنشيلوتي الجديدة لتطبيق سياساته الصارمة.
وفي حواره مع موقع "شبورت بيلد" لم ينس أنشيلوتي التعقيب على الإشاعات المتعاقبة حول انتقال المهاجم روبيرت ليفاندوفسكي إلى ريال مدريد الإسباني. حيث فند كلّ الأخبار الواردة في الإعلام الألماني والإسباني حول الانتقال المرتقب، مؤكدا أن النادي الملكي يزخر بعدد من المهاجمين من الطراز الرفيع على غرار كريم بنزيمة وغاريث بيل وكريستيانو رونالدو، ومن تمّ "لا يحتاج للملكي ليفاندوفسكي" يقول أنشلوتي، مستدركا أنه "حتى وإن رغب الريال في ضمّ ليفاندوفسكي لن يوافق بايرن ميونيخ على الإطلاق".
أبرز مشاهد الدوري الألماني في موسم 2015/2016
انتصار وانكسار، صعود وهبوط خاسرون وفائزون، في هذه الجولة نتعرف على لحظات مهمة في مسيرة الموسم الـ 53 من الدوري الألماني لكرة القدم (بوندسليغا) لعامي 2015/2016
صورة من: picture-alliance/dpa/K.-F. Hildenbrand
لم يسبق أن حقق أي فريق لقب الدوري الألماني لأربع مرات متتالية، لكن الجيل الحالي في بايرن ميونيخ استطاع هذا الموسم كتابة تاريخ جديد بالفوز بالبوندسليغا لرابع مرة على التوالي. وكان دورتموند منافسا قويا هذا الموسم حيث لم يحسم بايرن اللقب الـ26 له رسميا إلا في المرحلة قبل الأخيرة من البطولة.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Gebert
الأرميني هينريك مخيتاريان أظهر معدنه النفيس ولعب أفضل مواسمه مع دورتموند، بعدما تولى المدرب توماس توخل تدريب الفريق خلفا ليورغن كلوب. استطاع مخيتاريان أن يجذب الأنظار بشدة من خلال تسجيله 11 هدفا وتمريراته الحاسمة (أسيست). وسجل هذا الموسم رقما شخصيا في هاتين الناحيتين.
صورة من: imago/Jan Huebner
بعد حصولهم الموسم الماضي على المركز الثاني في الدوري وفوزهم بكأس ألمانيا كانت هناك توقعات بأن يصبح "ذئاب" فولفسبورغ منافسين بقوة للاعبي بايرن. لكنهم خيبوا الآمال لا سيما ماكس كروزه ونيكلاس بينتنر، اللذين وقعا في فضائح. المدرب ديتر هيكينغ والمدير الرياضي كلاوس ألوفس حائران ومن المتوقع أن تتم إعادة هيكلة للاعبي الفريق.
صورة من: picture-alliance/dpa/P.Steffen
في مباراة أمام دورتموند كرر مدرب بايرليفركوزن روجر شميت اعتراضه على الحكم فليكس تسفاير، فما كان من الحكم إلا أن طرده من الملعب، لكن روجر عاند ولم يرد الصعود للمقصورة، إلا بعد النقاش مع الحكم. رفض الحكم وأخذ زملائه ودخل كابينة الحكام، وبعد 12 دقيقة، تم استئناف اللعب بدون روجر، الذي عوقب الإيقاف ثلاث مباريات.
صورة من: Getty Images/AFP/P. Stollarz
القناص البولندي روبرت ليفاندوفسكي مهاجم بايرن ميونيخ كان علامة في الدوري الألماني هذا الموسم. ففي مباراة الفريق أمام فولفسبورغ دخل ليفاندوفسكي بديلا في الشوط الثاني واستطاع خلال عشر دقائق فقط تسجيل خمسة أهداف، ليكتب تاريخا في البوندسليغا. وحصل في النهاية على لقب هداف البطولة برصيد 30 هدفا، وهو رقم لم يتحقق منذ 39 عاما.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Gebert
يوليان ناغلسمان بوجهه الطفولي هو أصغر مدرب في تاريخ البوندسليغا على مر العصور. وكان من المفترض أصلا أن يبدأ صاحب الـ28 عاما تدريب فريق هوفنهايم الموسم المقبل، لكن استقالة المدرب هوب ستيفنز بسبب المرض جعلته يتولى المسؤولية هذا الموسم وينجح في البقاء مع فريقه في البطولة.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Dedert
لو كان المدرب توماس شاف يعلم ما كان ينتظره في هانوفر لما قبل تولي مسؤولية تدريب الفريق. في إياب الموسم تولى المهمة لينقذ الفريق من الهبوط فخسر تسع مباريات وفاز في واحدة، فتمت إقالته لكن ذلك لم يمنع هانوفر من الهبوط. وتعرضت صورة المدرب، الذي كان أيقونة في فيردر بريمن، للكثير من الضرر.
صورة من: Getty Images/Bongarts/S. Franklin
كان الأحد أول مايو/ أيار 2016 هو "عيد العمال"، وكانت هناك مظاهرات ومسيرات يجب على الشرطة تأمينها. ولأن المباريات لا تقام بدون حماية الشرطة، تمت إقامة مباراة بريمن مع شتوتغارت يوم الاثنين في موقف لم يحدث منذ 16 عاما. واستطاع بريمن الفوز بـ6-2، وفي النهاية هبط شتوتغارت للدرجة الثانية للمرة الثانية منذ 41 عاما.
صورة من: Getty Images/S.Franklin
مباريات الديربي هي مثل الملح في الطعام، لكن المؤسف هو أن تستغل بعض الجماهير مباراة ديربي من أجل ارتكاب سلوك خاطيء كما حدث في مباراة فرانكفورت مع دارمشتات، حيث أحرقت أعلام ورايات وانهالت الجماهير على بعضها بالضرب في المدرجات. وقد تم حرمان جمهور فرانكفورت من حضور مباراة العودة، لكن الشغب تكرر وقوعه ولم يتوقف.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Roessler
قبل الجولة الأخيرة من البطولة احتفل الوافد الجديد دارمشتات بالبقاء في الدوري الألماني، رغم أنه لم يفز على ملعبه سوى مرتين. أما خارج ملعبه فقد حصد 26 نقطة ليكون بذلك رابع أنجح فريق خارج ملعبه هذا الموسم. ويقول لاعب خط وسط الفريق مارسيل هيلر إن هذا هو عجيبة الدنيا الثامنة. ومعلوم أن ميزانية الفريق ضعيفة جدا بالمقارنة مع الفرق الأخرى.
صورة من: Getty Images/Bongarts/A. Grimm
شهد هذا الموسم إقالة عدد من المدربين، مثل توماس شاف مدرب هانوفر، وأرمين فيه مدرب فرانكفورت. لكن أغرب حالة لإقالة مدرب هو ما فعله شالكه مع أندريه برايتنرايتر، الذي أقاله شالكه قبيل انطلاق صافرة البداية لآخر مباراة له هذا الموسم، والتي كانت أمام هوفنهايم. ومن الغريب أن شالكه فاز في هذه المباراة 4-1.
صورة من: Getty Images/P.Stollarz
كانت هناك أخطاء تحكيمية فادحة من أهمها هدف الفوز لهانوفر على كولونيا في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، والذي سجله ليون أندريسن بذراعه. وقد أطلق يورغ شماتكه المدير الرياضي لكولونيا على حكم تلك المباراة باستيان دانكرت لقب "حكم كرة اليد".
صورة من: imago/T-F-Foto
بعد ثمانية أعوام ونصف من التواجد في دورتموند اتخذ ماتس هوملس، قائد بوروسيا دورتموند، قرارا صعبا بالعودة إلى فريقه القديم بايرن ميونيخ. ولم تقف إدارة النادي في طريقه، وبهذا يكون هوملس هو ثالث لاعب مهم بعد ماريو غوتسه وروبرت ليفاندوفسكي ينتقل من دورتموند إلى ميونيخ. إعداد: أندرياس شتن-زيمونس/ صلاح شرارة