اكتسبت عبوات المساحيق الغذائية الصغيرة التي قدمتها شركة اوتكر شهرة واسعة في العالم كله باعتبارها طريقة عملية وسريعة لإعداد الطعام، حتى أصبحت خلا وفيا لربة البيت عندما لا تجد وقتا كافيا للتسوق، إذ يكفي إضافة محتوى العبوة إلى قليل من الماء الساخن حتى تصبح الوجبة جاهزة. يعود الفضل في تأسيس الشركة إلى د.اوجست اوتكر، الذي استطاع عام 1891 في مدينة بيليفيلد ابتكار طريقة لتعبئة خميرة الخبز في عبوات صغيرة، بعدها استطاع تطبيق نفس الطريقة على المواد الغذائية المختلفة، مثل الكريم المخفوق والحلويات والجيلي وكافة انواع الشوربات.

وفي عام 1944 تولى رودولف-اوجست اوتكر، حفيد مؤسس الشركة، رئاستها واستطاع قيادتها بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية لتصبح مؤسسة اقتصادية عملاقة لا تقتصر فقط على المساحيق الغذائية المجففة وإنما تمتد لتشمل صناعة البيتزا والبيرة والمشروبات الروحية بالإضافة إلى قطاع الملاحة البحرية.

توسيع أعمال الشركة

عمل رودولف-اوجست اوتكر على توسيع نشاط الشركة ليشمل قطاعات إضافية، وبذلك نجح في تجنب مخاطر الاعتماد على قطاع واحد. ومن هنا نشأت مجموعة شركات اوتكر كما نعرفها اليوم، والطريف أن معظم أرباح الشركة في الوقت الحالي تعود إلى قطاع الملاحة البحرية، وليس قطاع الأغذية الذي بدأت به الشركة.

استمر رودولف-اوجست اوتكر رئيسا لمجموعة اوتكر حتى عام 1981، بعدها استقال من منصبه مفسحا المجال لابنه اوجست اوتكر ليخلفه في قيادة المجموعة العملاقة. وفي عام 2002 أوقف رودولف-اوجست اوتكر جزءا كبير من ثروته على متابعة الاستثمار في المجموعة لتحتفظ بمركزها كمؤسسة اقتصادية مستقلة.

في عام 1976 تعرض رودولف-اوجست اوتكر إلى عملية ابتزاز كبرى، حيث تم اختطاف ابنه البالغ من العمر آنذاك 25 عاما وطالب المختطفون بفدية مقدارها 21 مليون مارك (10 مليون يورو) نظير إطلاق سراحه. ويعد حادث الاختطاف هذا الأضخم من نوعه في تاريخ جرائم الخطف المتعلقة برجال الصناعة.

وعي بالحفاظ على البيئة

تولي مجموعة اوتكر اهتماما خاصا بالحفاظ على البيئة. وتحرص على تطبيق المعايير الألمانية الصارمة المتعلقة بالحفاظ على البيئة في كافة مصانعها الخارجية. وتقديرا لجهود رودولف-اوجست اوتكر في هذا المجال حصل عام 1995 على لقب أفضل مدير صديق للبيئة. يذكر أن مجموعة اوتكر تقدم منذ عام 1994 تقريرا سنويا حول أنشطتها المتعلقة بالبيئة.

وتساهم أسرة اوتكر في العديد من النشاطات الاجتماعية. فقد تبرعت ببناء قاعة رودلف اوتكر للمناسبات الاجتماعية بمدينة بيليفيلد. كما يعود تأسيس خط السكة الحديد في المدينة إلى الأسرة. إضافة إلى ذلك تحمل مؤسستان خيريتان اسم اوتكر، كلاهما تدعمان المشاريع الفنية والثقافية والعلمية وغيرها من المشاريع الاجتماعية.

من ناحية أخرى تتعرض مجموعة اوتكر لانتقادات المؤرخين بسبب انتفاعها من العمالة القسرية أيام الحكم النازي. حيث استطاعت شركة الأغذية آنذاك بفضل تلك العمالة تثبيت أقدامها في السوق. يذكر أن المعتقلين من اليهود وغيرهم اُجبروا في العهد النازي على العمل القسري في بعض الشركات الألمانية ومصانع الأسلحة دون مقابل وفي ظروف شديدة السوء.

توفي رودولف-اوجست اوتكر عام 2007.