روسيا تتحدث عن "هدنة إنسانية" يومية في الغوطة الشرقية
٢٦ فبراير ٢٠١٨
دون الإشارة إلى القرار الأممي حول وقف إطلاق النار في سوريا، أمر الرئيس بوتين قواته بتنفيذ "هدنة إنسانية يومية" في الغوطة الشرقية. في المقابل طالب الأمين العام للأمم المتحدة بتطبيق قرار مجلس الأمن حول سوريا فورا.
إعلان
أفادت وكالات أنباء روسية بأن الرئيس فلاديمير بوتين أمر بإعلان "هدنة إنسانية" يومية اعتبارا من يوم غد الثلاثاء في منطقة الغوطة الشرقية بسوريا المستهدفة بغارات يشنها النظام السوري، كما أفادت وكالات أنباء روسية الاثنين (26 شباط/ فبراير 2018).
وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو كما نقلت عنه الوكالات الروسية "بأمر من الرئيس الروسي وبهدف تجنب الخسائر في صفوف المدنيين في الغوطة الشرقية، سيتم إعلان هدنة إنسانية يومية اعتبارا من 27 شباط/فبراير من الساعة 9,00 وحتى 14,00".
وأضاف شويغو أن "ممرات إنسانية" ستقام لإفساح المجال أمام إجلاء المدنيين، مشيرا إلى أن تفاصيلها جاهزة وستعلن في وقت قريب جدا. بيد أن شويغو لم يشر إلى أن أمر الرئيس بوتين يدخل ضمن تنفيذ القرار الأممي الذي اتخذه مجلس الأمن الدولي بالإجماع يوم السبت، والذي دعا إلى وقف إطلاق النار في عموم سوريا لمدة 30 يوما.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش قد طالب في وقت سابق اليوم بتطبيق قرار مجلس الأمن وقف إطلاق النار في سوريا لمدة 30 يوما "فورا" فيما يواصل النظام السوري قصف الغوطة الشرقية، آخر معاقل الفصائل المعارضة قرب دمشق.
وشدد غوتيريش خلال افتتاح الدورة السابعة والثلاثين لمجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في جنيف، على ضرورة تطبيق القرار "لكي يمكن إيصال المساعدات والخدمات الإنسانية فورا ولكي نتمكن من تخفيف معاناة الشعب السوري". واكد أن الأمم المتحدة "مستعدة للقيام بكل ما يترتب عليها" مضيفا أن "الغوطة الشرقية خصوصا لا يمكنها الانتظار. لقد آن الأوان لإنهاء هذا الجحيم على الأرض".
وتواصل القصف المدفعي والغارات على الغوطة الشرقية الاثنين ما أسفر عن 17 قتيلا مدنيا بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان المحسوب على المعارضة. فيما اتهم الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الاثنين فصائل المعارضة في الغوطة الشرقية "باحتجاز السكان المحليين رهائن" واصفا الوضع في تلك المنطقة بانه "متوتر جدا".
ويشار إلى أن موسكو كانت أعلنت هدنة أحادية الجانب في حلب في 2016 لإفساح المجال أمام إجلاء مدنيين وسحب مقاتلين قبل أن يستعيد النظام المدينة بالكامل.
أ.ح/ع.ش (أ ف ب، رويترز)
الغوطة الشرقية.. أطراف الحرب وضحاياها من المدنيين
في وجه الهجوم الشرس للنظام السوري وحلفائه تستميت فصائل المعارضة في الغوطة الشرقية في الدفاع عن آخر معاقلها قرب العاصمة. ما هي أبرز أطراف النزاع على الجانبين؟ وما حجم معاناة السكان هناك؟
صورة من: Getty Images/AFP/H. Al-Ajweh
"جيش الإسلام"
يعد "جيش الإسلام" أبرز فصائل المعارضة في المنطقة، والذي أسسه وتولى قيادته زهران علوش عام 2013 إلى حين مقتله إثر غارات جوية روسية عام 2015. وتكون "جيش الإسلام" نتيجة اتحاد أكثر من 45 فصيلاً من "الجيش الحر". ويضم قرابة 10 آلاف مقاتل ويسيطر على نصف مساحة منطقة الغوطة الشرقية وتحديداً مدينة دوما ومحيطها.
صورة من: Getty Images/AFP/A.AlmohibanyGetty Images/AFP/A.Almohibany
"فيلق الرحمن"
يعد "فيلق الرحمن" ثاني أكبر الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية، بعد "جيش الإسلام". وتأسست نواته الأولى التي كانت تسمى بـ"لواء البراء" في آب/ أغسطس 2012، وتغير اسم الجماعة المسلحة مع تزايد أعداد أفرادها إلى فيلق "الرحمن". وتضم الجماعة ما يقرب من تسعة آلاف مقاتل وتسيطر على ما يسمى بالقطاع الأوسط الذي يضم مدناً عدة أبرزها عربين وحموريه، بالإضافة إلى أجزاء من حي جوبر في شمال شرق دمشق.
صورة من: Getty Images/AFP/A.Eassa
"حركة أحرار الشام"
تنفرد "حركة تحرير الشام" بالسيطرة على أجزاء من مدينة حرستا ومحيطها على أطراف الغوطة الشرقية. وخاضت إلى جانب "هيئة تحرير الشام" عدة معارك ضد قوات النظام في المنطقة، رغم الخلاف الكبير بينهما.
صورة من: Getty Images/AFP/B. al-Habibi
"هيئة تحرير الشام"
تضم "هيئة تحرير الشام"، والتي كانت تُعرف سابقاً بجبهة النصرة (فرع القاعدة في سوريا)، مئات المقاتلين إلى جانب عدد كبير من المقاتلين الأجانب. ويترأسها في الغوطة المدعو بالشيخ أبوعاصي. وتقتصر سيطرتها على بعض المراكز المحدودة في القطاع الأوسط في الغوطة.
صورة من: Rami Al-Sayed/AFP/Getty Images
النظام السوري وحلفاؤه
على الجانب المقابل يخوض جيش النظام السوري وحلفاؤه من ما يُطلق عليها "القوات الرديفة" معارك شرسة ضد قوات المعارضة. ولا يعرف على وجه الدقة من هي المجموعات والميلشيات التي تساند الأسد في الحرب في منطقة الغوطة. هذا ويتم الحديث عن مشاركة ميلشيات تابعة لإيران وأخرى عراقية وحزب الله اللبناني.
صورة من: Reuters/O. Sanadiki
واشنطن تتهم وموسكو تنفي
نفى الكرملين ضلوع روسيا في القصف على الغوطة الشرقية. وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين "إنها اتهامات لا أساس لها" بعدما اتهمت الخارجية الأميركية روسيا بأنها "مسؤولة" عن هذه الهجمات.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sputnik/E. Shtukina
المدنيون يدفعون الثمن دائماً
يعيش في المنطقة المحاصرة من الغوطة الشرقية قرابة 400 ألف شخص، وهي منطقة مؤلفة من مدن وبلدات ومزارع تحاصرها قوات النظام والميليشيات الموالية لها منذ 2013. وتعد الغوطة الشرقية آخر معقل لمقاتلي المعارضة قرب دمشق. ولاقى منذ بداية الغارات الجوية والقصف، الذي يشنه النظام السوري على الغوطة الشرقية، لحد الآن أكثر من 417 مدني حتفه، من بينهم نحو مئة طفل، وأصيب مئات آخرين بجروح.
صورة من: picture alliance/abaca/A. Al Bushy
تفاقم الوضع الإنساني
ولليوم السادس على التوالي قصفت طائرات حربية الغوطة الشرقية. وذكرت منظمات خيرية طبية إن الطائرات أصابت أكثر من عشرة مستشفيات الأمر الذي يجعل مهمة علاج المصابين شبه مستحيلة. وصرحت منظمة "أطباء بلا حدود" أن القصف أدى إلى هدم وتدمير 13 مشفى وعيادة تدعمها. إعداد: إيمان ملوك