اجتمع وزراء خارجية دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) ونظيرهم الروسي في بروكسل الخميس (8 ديسمبر / كانون الأول 2011 ) في محاولة لتهدئة التوترات المتزايدة حول منظومة الدرع الصاروخي التي يريد الحلف نشرها في أوروبا. وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فوغ راسموسن إنه لم يتم بعد التوصل لأرضية مشتركة مع روسيا حول نظام الدفاع الصاروخي الأوروبي المقترح. وهو ما يثير توقع بسباق تسلح جديد في أوروبا.

"الدرع الصاروخي لا يستهدف روسيا"

وقال راسموسن عقب الاجتماع: "فيما يتعلق بنظام الدفاع الصاروخي، لم نتفق بعد. ولكننا نتفق جميعا على أهمية تكرار المحاولة، ومواصلة الحديث والإنصات". وأكد راسموسن مجددا على أن الدرع الصاروخي الذي يعتزم الحلف نشره في أوروبا لا يستهدف روسيا، رغم مخاوف موسكو. وأضاف أنه ما زال متفائلا بوجود فرصة للتوصل لاتفاق سياسي مع روسيا في الوقت المناسب، وذلك خلال قمة الحلف في شيكاغو بالولايات المتحدة في مايو/ أيار المقبل، والتي تتزامن مع إعلان "القدرة التشغيلية المرحلية" للدرع الصاروخي.

وقال وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله قبيل الاجتماع في بروكسل: "لن تنعم قارتنا بالأمن إلا مع روسيا، وليس ضد روسيا". واعترف فيسترفيله بأن هناك "أخطاء" ارتكبت في بداية المناقشات بشأن الدرع الصاروخي، حيث كانت "مشاركة روسيا قليلة للغاية في المناقشات"، وأكد على أهمية التعاون مع روسيا. من ناحيته، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ: "سنواصل مناقشة (هذه القضايا) بصبر وهدوء"، وأضاف: "عرض الناتو مطروح على الطاولة أمام روسيا، ونريد أن نرى تعاونا فعليا بشأن المضي قدما في تنفيذ نظام الدفاع الصاروخي". وكان وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه أعرب الأربعاء عن أمله في تحقيق الهدف مع مواصلة المحاولات.

روسيا تريد ضمانات

ومع ذلك، شكا وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قبل يوم واحد من الاجتماع من أن "المطالب المشروعة (لبلاده) لا توضع في الحسبان". وترغب روسيا في الحصول على ضمانات بأن الدرع - الذي يهدف لصد التهديدات الصاروخية من الشرق الأوسط - لن يُستخدم ضد صواريخها وأنه سيجري إشراك موسكو في التخطيط. وحذر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الخميس من أن بلاده "سترد بصورة مكافئة" إذا لم يتعامل حلف شمال الأطلسي بجدية مع المخاوف الروسية بشأن الدرع الصاروخي الذي يعتزم الحلف نشره في أوروبا، مضيفاً: "نحن بحاجة إلى ترتيبات ملزمة قانونا".

وأضاف لافروف: "نريد ضمانات واضحة. لأن النوايا الحسنة تأتي وتذهب، ولكن القدرات تظل العسكرية كما هي". وأوضح: "مالم تؤخذ المخاوف الروسية في الحسبان، فسنرد بصورة مكافئة في كل مرحلة من مراحل التنفيذ"، دون توضيح. وكان الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف عزز الضغط الشهر الماضي عندما أمر قادة جيشه بالاستعداد لنشر صواريخ باليستيّة في جيب مجاور لليتوانيا وبولندا لمواجهة الدرع الصاروخي التي ينشرها الناتو، وذلك في خطوة وصفها هيغ بأنها "مخيبة للآمال". وقال أمين عام حلف الأطلسي أندرس فوغ راسموسن في مستهل الاجتماع اليوم الخميس "نظرا لأننا نواجه التهديد نفسه، ينبغي أن نتعاون في صده". وأضاف: "الشراكة الاستراتيجية بين الناتو وروسيا ليست أمر مفضل بل إنها أمر ضروري".

(ع.م / د ب أ ف ب)

مراجعة: منصف السليمي