اتهم المركز الروسي لمراقبة وقف إطلاق النار في سوريا من وصفهم بـ"متشددين" بشن هجوم واسع على مواقع النظام السوري غرب حلب. تزامن ذلك مع دخول القوات الحكومية السورية الحدود الإدارية لمحافظة الرقة.
إعلان
قال المركز الروسي لمراقبة وقف إطلاق النار في سوريا اليوم السبت (الرابع مع حزيران/ يونيو 2016)، إن أكثر من ألفي متشدد بدؤوا هجوما على مواقع للجيش السوري جنوب غربي مدينة حلب السورية. وأضاف المركز في بيان نقلا عن من وصفهم بـ" مدنيين" في حلب أن "جماعات مسلحة تضم جنودا أتراكا ظهرت شمالي المدينة". بيد أنه لم ترد ردود فعل تركية على هذه الاتهامات حتى ساعة إعداد هذا الخبر.
وأضاف المركز الروسي في بيانه أن "جماعات يطلق عليها ’معارضة معتدلة’ متمركزة في منطقة الشيخ مقصود". كما نقلت وكالات إعلام روسية عن المركز الروسي قوله إن أكثر من 40 شخصا قتلوا وأصيب نحو مئة في قصف نفذته جبهة النصرة بمدينة حلب السورية، لكن لم ترد تأكيدات من مصادر مستقلة حول هذه المعلومات.
تقدم في الرقة
في سياق متصل قال المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم السبت إن الجيش السوري عبر الحدود الإدارية لمحافظة الرقة، بعد تقدمه في هجوم كبير على تنظيم "الدولة الإسلامية" بدعم من روسيا. وهجوم الجيش السوري هو ثالث هجوم كبير على معاقل التنظيم في سوريا والعراق في الأيام الأخيرة بعد محاولات من القوات العراقية لاقتحام مدينة، وبعد تقدم مقاتلي المعارضة في سوريا بدعم أمريكي.
وأضاف المرصد أن تقدم الجيش يعني أنه يبعد الآن نحو 40 كيلومترا عن منطقة يشن فيها مقاتلو المعارضة المدعومين من الولايات المتحدة هجوما لعزل معاقل المتشددين في شمال حلب، عن الأراضي التي يسيطرون عليها شرقي نهر الفرات حيث تقع مدينة الرقة. وكانت ضربات جوية روسية عنيفة استهدفت أراضي خاضعة لسيطرة التنظيم المتشدد في مناطق بشرق محافظة حماة، قرب حدود محافظة الرقة أمس الجمعة، ووصل الجيش إلى حدود الرقة.
ع.أ.ج/ أ.ح (رويترز)
حلب تدفع الثمن... ولا نهاية للدمار
بعد خمس سنوات على تفجر الصراع في سوريا ما زالت حلب محورا أساسيا للمعارك التي تسببت حتى الآن في مقتل 250 مئات الآلاف وتشريد الملايين بين نازحين ولاجئين. الصور التالية تكشف عن آثارالمعارك التي دمرت المدينة بالكامل.
صورة من: Reuters/A. Ismail
تبرر دمشق وموسكو تكثيف العمليات العسكرية على حلب بوجود جبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، وهي غير مشمولة باتفاق وقف إطلاق النار، مثلها مثل تنظيم "الدولة الإسلامية". فيما تتهم المعارضة الحكومة بتعمد استهداف المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرتها لإخراجهم منها.
صورة من: Reuters/A. Ismail
28 نيسان/أبريل 2016 لقي 30 مدنيا على الأقل، بينهم ثلاثة أطباء، حتفهم إثر قصف جوي استهدف مستشفى القدس في القطاع الذي تسيطر عليه المعارضة في مدينة حلب. ولم يتسن التعرف على هوية الجهة التي نفذت الهجوم.
صورة من: Reuters/A. Ismail
أصيبت ست مستشفيات على الأقل في قصف في الجهتين الشرقية والغربية لحلب خلال الأيام الأخيرة، ما دفع بمجلس الأمن إلى مطالبة جميع الأطراف المتحاربة إلى حماية المستشفيات والعيادات الطبية.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Alhalbi
أسفر التصعيد العسكري في شطري حلب المقسمة بين النظام والمعارضة خلال عشرة أيام عن مقتل أكثر من 250 مدنيا بينهم نحو 50 طفلا، بحسب حصيلة للمرصد السوري.
صورة من: Reuters/A. Ismail
على الرغم من اتفاق وقف الأعمال العدائية بين الأطراف المتحاربة، أشار المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا إلى أنه خلال المعارك الأخيرة قتل في حلب كل 25 دقيقة أحد المواطنين.
صورة من: picture-alliance/AA/B. el Halebi
الأطفال هم الضحيا الأوائل في المعارك الدائرة في سوريا، كما أن طبيب الأطفال الأخير في حلب قتل في القصف الذي استهدف أحد مستشفيات المدينة.
صورة من: Reuters/A. Ismail
هذه الصورة تعود إلى 2013، وقد نشرتها منظمة العفو الدولية وهي تظهر احد أحياء مدينة حلب قبل وبعد بدء الصراع في سوريا
صورة من: US Department of State, Humanitarian Information Unit, NextView License (DigitalGlobe)
الآثار التاريخية تشكل ضحية أخرى للصراع الدموي الدائر في حلب، فقد تعرض الجامع الأموي بحلب عدة مرات للقصف وذلك منذ بدء الصراع، كما دمرت في السنوات الماضية مئذنته التاريخية التي تعود إلى عهود قبل 1000 عام ، بالإضافة إلى تدمير مئذنة جامع العمرى الذي يعتبر أقدم مسجد في العالم.
صورة من: Getty Images/AFP/D. Dilkoff
بالرغم من المعارك الدائرة في حلب، مازال آلاف المدنيين داخل المدينة المدمرة، وهم يأملون في أن يتمكن المجتمع الدولي من إجبار الأطراف المتحاربة على الالتزام بوقف الإعمال العدائية، على الأقل لالتقاط الأنفاس وتفقد بيوتهم المدمرة.