على عكس الترحيب الغربي، قوبل اقتراح وزيرة الدفاع الألمانية بإنشاء منطقة في شمال سوريا بإشراف دولي برفض روسي قاطع. في غضون ذلك توجهت القوات الروسية إلى الحدود السورية التركية تنفيذا للاتفاق التي توصلت إليه أنقرة وموسكو.
إعلان
ذكرت وكالة ريا نوفوستي للأنباء اليوم الأربعاء (23 تشرين الأول/ أكتوبر 2019) نقلا عن وزارة الشؤون الخارجية الروسية أن روسيا لا ترى حاجة لإقامة منطقة آمنة تحت إشراف دولي في شمال شرق سوريا وهو اقتراح طرحته وزيرة الدفاع الألمانية أنغريت كرامب-كارنباور.
وكانت كرامب-كارنباور، وهي زعيمة الحزب المسيحي الديمقراطي الذي تنتمي إليه المستشارة ميركل، قد اقترحت إقامة منطقة آمنة تشارك فيها تركيا وروسيا تحت إشراف دولي وهي أول مرة تقترح فيها برلين بعثة عسكرية في الشرق الأوسط. ورحبت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي بهذا الاقتراح اليوم الأربعاء.
وأبرمت روسيا وتركيا أمس الثلاثاء اتفاقا ينص على نشر قوات سورية وروسية في شمال شرق سوريا لإبعاد مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية وأسلحتهم من منطقة الحدود السورية التركية، كما نص أيضا على أن موسكو وأنقرة ستشتركان في مراقبتها.
ومن جهته أشاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالاتفاق ووصفه بـ"النجاح الكبير". وكتب ترامب على تويتر "نجاح كبير على الحدود بين تركيا وسوريا. تم إنشاء منطقة آمنة. وقف إطلاق النار صمد والمهمات القتالية انتهت ... الأكراد آمنون وعملوا بشكل جيد معنا. أسرى داعش المسجونون تم تأمينهم". مضيفا أنه سيعطي تصريحا حول ذلك من البيت الأبيض.
البرلمان الأوروبي يرفض "المنطقة الآمنة"
وفي ستراسبورغ ندد نواب البرلمان الأوروبي اليوم الأربعاء بالهجوم التركي الذي يستهدف إقامة "منطقة آمنة" في شمال شرق سوريا، مما يمهد الطريق أمام فرض عقوبات مالية أوروبية جديدة على أنقرة. ويطالب مشروع قرار من المتوقع أن يقره البرلمان غدا الخميس باتخاذ "إجراءات اقتصادية مناسبة ومحددة ضد تركيا".
ويدعو مشروع القرار لتجميد المعاملة التفضيلية للصادرات الزراعية التركية لدول الاتحاد الأوروبي. كما يحث على تعليق الاتحاد الجمركي للاتحاد الأوروبي مع أنقرة، وهو إجراء من شأنه أن يؤثر بالسلب على حجم التبادل التجاري السنوي بين 28 دولة عضو في الاتحاد الأوروبي وتركيا والذي تقدر قيمته بمبلغ 200 مليار يورو.
وجاء في نص مشروع القرار، الذي اطلعت رويترز على نسخة منه، أن المجلس "يرفض بشكل قاطع" طموحات تركيا بشأن المنطقة الآمنة ويحث أيضا على فرض عقوبات على مسؤولين أتراك نسبت إليهم انتهاكات لحقوق الإنسان في إطار الهجوم التركي على شمال سوريا. ويطالب النص كذلك مجلس الأمن الدولي بإصدار قرار بإنشاء منطقة أمنية في شمال سوريا بموجب تفويض من الأمم المتحدة.
تقويض حكم الأقلية الكردية
في غضون ذلك توجهت القوات الروسية الأربعاء إلى الحدود مع تركيا لضمان انسحاب القوات الكردية، غداة التوصل إلى الاتفاق بين أنقرة وموسكو. وأفادت وكالة أنباء تاس الروسية وشبكة "روسيا24 " الأربعاء أن وزارة الدفاع الروسية أعلنت أن الشرطة العسكرية الروسية عبرت نهر الفرات ظهرا (09,00 ت غ) "وتتقدم باتجاه الحدود السورية التركية".
ويوجب نص الاتفاق إتمام هذه العملية في غضون 150 ساعة. وستسيّر روسيا وتركيا بعد ذلك دوريات مشتركة في منطقتين حتى عمق عشرة كيلومترات شرق وغرب المنطقة التي سيطرت عليها تركيا في عمليتها التي أطلقت عليها "نبع السلام"، والممتدة على طول 120 كيلومترا وبعمق يبلغ 32 كيلومترا بين بلدتي رأس العين وتل أبيض.
ص.ش/أ.ح (رويترز، أ ف ب)
اجتياح تركيا للشمال السوري – تنديد دولي ونزوح الآلاف وسط تزايد العنف
فيما نددت أغلب دول العالم باجتياح الجيش التركي لمناطق شمال سوريا وسط تزايد العنف ونزوح السكان، أعلن وزير الدفاع القطري تأييده للعملية، كما نقلت وكالة الأنباء التركية.
صورة من: Getty Images/AFP/B. Kilic
أدانت السعودية التدخل التركي العسكري في شمال سوريا في إطار عملية "نبع السلام" قائلة إن المملكة "تدين العدوان الذي يشنه الجيش التركي على مناطق شمال شرق سوريا في تعدٍ سافر على وحدة واستقلال وسيادة الأراضي السورية". وجاء رد أروغان سريعاً باتهامات للسعودية بقتل المدنيين في اليمن.
أما وزارة الخارجية المصرية فشددت على أن العملية العسكرية "تمثل اعتداءً صارخاً غير مقبول على سيادة دولة عربية شقيقة"، محذرة في بيان لها "من تبعات الخطوة التركية على وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية". لكن رد أروغان كان بوصف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بـ "القاتل".
صورة من: Getty Images/AFP/A.Altan
في هذه الأثناء أعلن برنامج الأغذية العالمي عن نزوح أكثر من 70 ألفا من سكان "رأس العين" و"تل أبيض" حتى الآن وسط تصاعد العنف في سوريا، وذكرت منظمة أطباء بلا حدود أن العملية العسكرية التركية أدت إلى إغلاق بعض المستشفيات الرئيسية هناك.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP
أعلن وزير الدفاع القطري خالد بن محمد العطية عن دعم بلاده لعملية "نبع السلام" وفقاً لما أوردته وكالة الأناضول التي تحدثت عن اتصال هاتفي بين العطية ونظيره التركي خلوصي أكار.
صورة من: picture-alliance/dpa/Presidential Press Service
أما الرئيس الأمريكي ترامب المتهم بالتخلي عن حلفائه الأكراد في سوريا فقد كلف دبلوماسيّين أميركيّين التوسّط في "وقفٍ لإطلاق النّار" بين أنقرة والأكراد. كما أعلن عشرات من النواب الجمهوريين عن طرحهم قراراً لفرض عقوبات على تركيا رداً على هجومها العسكري على القوات الكردية في سوريا.
صورة من: Reuters/T. Zenkovich
نددت وزارة الخارجية الإماراتية بالهجوم التركي قائلة: "هذا العدوان يمثل تطوراً خطيراً واعتداءً صارخاً غير مقبول على سيادة دولة عربية شقيقة بما يتنافى مع قواعد القانون الدولي ويمثل تدخلاً صارخاً في الشأن العربي".
صورة من: picture-alliance/Photoshot
أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فعبَّر عن تضامنه مع الأكراد في تغريدة، وكتب: "تدين إسرائيل بشدة التوغل التركي في المناطق الكردية في سوريا وتحذر من تطهير عرقي ضد الأكراد من تركيا ووكلائها... إسرائيل مستعدة لتقديم المساعدات الإنسانية للشعب الكردي الشجاع".
صورة من: Getty Images/AFP/D. Souleiman
أعرب وزير الخارجية الألماني هايكو ماس لنظيره التركي مولود تشاووش أوغلو عن تحفظ برلين تجاه العملية العسكرية التي تشنها أنقرة ضد المليشيات الكردية، وعبّر ماس عن مخاوف بلاده والاتحاد الأوروبي من "العواقب السلبية لهذا الهجوم، والتي قد تصل إلى تعاظم نفوذ تنظيم "داعش" في سوريا مرة أخرى" وذلك "رغم تفهم المصالح الأمنية التركية".
صورة من: picture-alliance/dpa/XinHua
لم يتمكن أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة من التوصل إلى أي خطوات بشأن العملية العسكرية في الاجتماع الذي انعقد أمس الخميس، بيدْ أن التوقعات برسم خارطة طريق دولية كانت منخفضة قبل الاجتماع نظراً لانقسام المجلس منذ عدة سنوات، لا سيما حول قضايا الشرق الأوسط.
صورة من: picture-alliance/dpa/Xinhua/L. Muzi
أبدى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "قلقه البالغ" إزاء استمرار الهجوم التركي، مضيفاً في مؤتمر صحافي في كوبنهاغن: "في الوقت الراهن، ما علينا القيام به هو التأكد من نزع فتيل التصعيد. أي حل للنزاع يجب أن يحترم سيادة الأرض ووحدة سوريا". ج.أ