روسيا تضع شروطاً للمفاوضات مع أوكرانيا ومؤتمر دولي يدعم كييف
١٣ ديسمبر ٢٠٢٢
قال الكرملين إن أي مفاوضات مع أوكرانيا لابد أن تنطلق من تنازل كييف عن الأراضي التي ضمتها روسيا إليها. جاء ذلك في الوقت الذي أعلن مؤتمر دولي لدعم أوكرانيا جمع هبات بحوالى مليار يورو لمساعدة السكان الأوكرانيين.
إعلان
أكد الكرملين الثلاثاء (13 ديسمبر/كانون الأول 2022) أن على أوكرانيا التنازل عن الأراضي التي أعلنت روسيا ضمها قبل الشروع في أي مفاوضات دبلوماسية، في رده على اقتراح فولوديمير زيلينسكي بتنظيم "قمة صيغة السلام العالمي".
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف خلال مؤتمره الصحافي اليومي إن "على الجانب الأوكراني أن يدرك الحقائق التي جرت في الميدان"، وأوضح أن "هذه الحقائق تظهر أن روسيا الاتحادية تملك أراض جديدة"، مشيراً إلى "استحالة أي تقدم" دبلوماسي طالما أن كييف "لا تأخذ هذه الحقائق في الاعتبار".
يذكر أنه في نهاية أيلول/سبتمبر، أعلنت روسيا ضم أربع مناطق أوكرانية بشكل يخالف القانون الدولي، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها بالفعل في عام 2014، دون بسط سيطرتها الكاملة عليها، في قرار رفضه المجتمع الدولي على نطاق واسع. وتطالب أوكرانيا، من جانبها، روسيا بسحب قواتها وإعادة جميع الأراضي التي تحتلها.
وأشار بيسكوف إلى أن سحب روسيا لقواتها من أوكرانيا قبل عيد الميلاد أمر "غير وارد"، في رده على طلب آخر قدمه زيلينسكي الاثنين خلال مداخلة عبر الفيديو أمام مجموعة السبع.
وجدد الرئيس الأوكراني الاثنين خطته للسلام المكونة من 10 نقاط والتي قدمها في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر وتتناول استعادة وحدة الأراضي ومصير السجناء والأمن الغذائي.
ويعمل الجيش الأوكراني على صد القوات الروسية منذ عدة أشهر. ولمواجهته، أعلنت موسكو عن تعبئة 300 ألف جندي احتياطي لتعزيز صفوفها.
مليار يورو هبات أوروبية لأوكرانيا
وفي سياق متصل أتاح مؤتمر دولي لدعم أوكرانيا استضافته باريس، جمع هبات بحوالى مليار يورو لمساعدة السكان في تحمّل فصل الشتاء بعد أن دمرت الضربات الروسية منشآت الطاقة فيها، وفق ما أعلنت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا الثلاثاء.
وقالت كولونا في مستهلّ المؤتمر إن قيمة "المساعدات تبلغ وحتى تفوق مبلغ 800 مليون يورو" الذي طلبه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينكسي. وأضافت في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال "في الواقع أنا سعيدة لإعلان أننا نتجاوز هذا الرقم ونقترب من المليار يورو".
وأوضحت الوزيرة الفرنسية أن من أصل مبلغ المليار يورو، ستُخصص 415 مليونًا لقطاع الطاقة و25 مليونًا للمياه و38 مليونًا للغذاء و17 مليونًا للصحة و22 مليونًا لوسائل النقل فيما لم يتمّ تقسيم المبلغ المتبقي ويبلغ 493 مليونًا، مضيفةً أنها ذلك يشمل تبرّعات عينية أو نقدية.
من جانبه، صرّح شميهال أن "بلدنا لن يغرق في الظلام"، مشيدًا بـ"مؤشر قويّ" على دعم أوكرانيا أرسله "العالم المتحضّر"، وأضاف: "نحن ممتنّون لكافة الدول التي لا تزال حليفتنا في هذه الأوقات المظلمة"، واعداً مرة جديدة بأن أوكرانيا ستستعيد سيادتها ووحدة أراضيها.
المؤتمر الذي شارك فيه 70 وفداً من دول ومنظمات دولية، يهدف إلى "مساعدة الأوكرانيين على الصمود خلال هذا الشتاء"، وفق ما قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مفتتحاً الاجتماع.
وتركّز القوات الروسية ضرباتها منذ تشرين الأول/أكتوبر على البنى التحتية المدنية ومنشآت الطاقة، ما يحرم ملايين السكان من التدفئة والمياه. وتدخل الحرب في أوكرانيا في نهاية كانون الأول/ديسمبر، شهرها الحادي عشر.
ع.ح./ع.ج.م. (أ ف ب)
من فظائع روسيا في أوكرانيا: اغتصاب وإعدامات وقنابل عنقودية
بعد مرور أكثر من تسعة أشهر على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، رصدت كييف وحلفاؤها الغربيون وهيئات تابعة للأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية آلاف الحالات التي يشتبه بأنها تشكل جرائم حرب.
صورة من: Valentyn Ogirenko/REUTERS
منشآت الطاقة
في 29 تشرين الثاني/نوفمبر، اعتبر وزير العدل الألماني ماركو بوشمان أن الضربات الروسية التي "تدمر بشكل منهجي امدادات الكهرباء والتدفئة" قبل أبرد أشهر الشتاء تشكل "جريمة حرب رهيبة". وأشار بوشمان إلى أن السلطات الأوكرانية سجلت حتى الآن نحو 50 ألف حالة جرائم حرب مفترضة. كما اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن "أي ضربة ضد المنشآت المدنية تشكل جريمة حرب ولا يمكن أن تبقى بدون عقاب".
صورة من: Gleb Garanish/REUTERS
تهجير وفصل أطفال عن أسرهم
في تشرين الثاني/نوفمبر، أفادت منظمة العفو الدولية أن روسيا ربما تكون ارتكبت جرائم ضد الإنسانية بإجبارها المدنيين في المناطق التي تحتلها على الانتقال إلى مناطق أخرى، مع فصل الأطفال عن عائلاتهم في انتهاك للقانون الإنساني الدولي. ويأتي هذا التقرير لمنظمة العفو بعد تقرير آخر في آب/أغسطس أغضب كييف لاتهامه أوكرانيا بتعريض حياة المدنيين للخطر من خلال إنشاء قواعد عسكرية في المدارس والمستشفيات.
صورة من: Dimitar Dilkoff/AFP/Getty Images
اغتصابات
في 14 تشرين الأول/أكتوبر، دانت الممثلة الخاصة للأمم المتحدة جرائم الاغتصاب والاعتداءات الجنسية التي تتهم القوات الروسية بارتكابها في أوكرانيا، معتبرة أنها تمثل بشكل واضح "استراتيجية عسكرية" و"تكتيكاً متعمداً لتجريد الضحايا من إنسانيتهم". وطالبت السيدة الأوكرانية الأولى أولينا زيلينسكا بـ"رد عالمي" على استخدام العنف الجنسي كسلاح حرب قائلة إن مدعين في كييف يحققون بأكثر من مئة جريمة محتملة.
صورة من: Vuk Valcic/ZUMA Press Wire/ZUMAPRESS/Picture alliance
إعدام أسرى
في 27 أيلول/ سبتمبر، قال مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في إن القوات الروسية والجماعات المسلحة التابعة لها تُخضع أسرى أوكرانيين لعمليات إعدام خارج نطاق القضاء وعنف جنسي وانتهاكات أخرى. وقالت ماتيلدا بوغنر، رئيسة بعثة الأمم المتحدة لمراقبة حقوق الإنسان في أوكرانيا، "إنهم يتعرضون لمعاملة قاسية ومهينة من قوات الأمن الروسية والجماعات المسلحة التابعة لها بدت أنها منهجية".
صورة من: picture alliance / ASSOCIATED PRESS
أربع مناطق
وفي 23 أيلول/سبتمبر، اتهم محققو الأمم المتحدة موسكو بارتكاب "جرائم حرب"، عارضين تقريراً يخالف الاحتراس الذي أبدته المنظمة الدولية بهذا الصدد حتى ذلك التاريخ. في المقابل، اعتبر المحققون أنه لا يزال مبكراً جداً الحديث عن ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، بخلاف ما تؤكده أوكرانيا ومنظمات غير حكومية.
وحسب التقرير، وقعت الانتهاكات في مناطق كييف وتشيرنيغيف وخاركيف وسومي.
صورة من: Oleksii Chumachenko/ZUMA/IMAGO
خيرسون
في 18 تشرين الثاني/نوفمبر، خلص باحثون من جامعة ييل في تقرير مدعوم من وزارة الخارجية الأمريكية إلى أن المئات اعتقلوا أو فُقدوا في منطقة خيرسون وأن العشرات ربما تعرضوا للتعذيب. وقال التقرير إن 55 على الأقل من حالات الاعتقال أو الاختفاء تضمنت مزاعم بالتعرض لمعاملة يمكن أن ترقى إلى التعذيب وفقاً للقانون الدولي، مثل الضرب والإيهام بالإعدام والروليت الروسي والصدمات الكهربائية وتعذيب الأقارب.
صورة من: Igor Burdyga/DW
خاركيف
في حزيران/يونيو، اتهمت منظمة العفو الدولية روسيا بارتكاب جرائم حرب من خلال الهجمات على خاركيف التي استُخدِمت في كثير منها قنابل عنقودية محظورة أدت إلى مقتل مئات المدنيين. وقالت منظمة العفو إنها كشفت عن أدلة في خاركيف على الاستخدام المتكرر من جانب القوات الروسية للقنابل العنقودية 9N210 و9N235 والألغام الأرضية المتناثرة وكلها محظورة بموجب الاتفاقات الدولية.
صورة من: Sofia Bobok/AA/picture alliance
إيزيوم
في أيلول/سبتمبر أعلنت السلطات الأوكرانية العثور على "450 جثة لمدنيين تحمل آثار موت عنيف وتعذيب" مدفونة في غابة عند مشارف إيزيوم في منطقة خاركيف في شمال شرق أوكرانيا. وتمكن مراسل لفرانس برس في الموقع من مشاهدة جثة واحدة على الأقل مكبلة اليدين بواسطة حبل. إثر ذلك دعت الرئاسة التشيكية للاتحاد الأوروبي إلى إنشاء محكمة دولية خاصة بجرائم الحرب في أوكرانيا.
صورة من: Goktay Koraltan/Depo/abaca/picture alliance
بوتشا
أضحت مدينة بوتشا، إحدى ضواحي شمال غرب كييف، في نظر الغرب رمزاً لـ"جرائم الحرب" الروسية في أوكرانيا. وعثر في أوائل نيسان/أبريل الماضي على مئات الجثث في بوتشا بعد انسحاب القوات الروسية. وتم اتهام جنود روس بارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين هناك.
إعداد: خالد سلامة