روسيا تعترف بالتقهقر شمالي باخموت.. ورئيس فاغنر: هزيمة نكراء
١٢ مايو ٢٠٢٣
أقرت موسكو بأن قواتها تراجعت للوراء شمالي مدينة باخموت بعد هجوم أوكراني جديد، وهو الانسحاب الذي وصفه رئيس مجموعة "فاغنر" الروسية الخاصة بأنه هزيمة نكراء. يأتي ذلك فيما قررت بريطانيا إمداد أوكرانيا بصواريخ "ستورم شادو".
إعلان
اعترفت موسكو اليوم الجمعة (12 مايو/ أيار 2023) بأن قواتها تراجعت للوراء شمالي مدينة باخموت بعد هجوم أوكراني جديد، في انسحاب وصفه رئيس "مجموعة فاغنر" الروسية الخاصة بأنه هزيمة نكراء.
وتشير الانتكاسة الروسية، التي جاءت في أعقاب تقارير مماثلة عن تقدم القوات الأوكرانية جنوبي المدينة، إلى حملة منسقة تقوم بها كييف لتطويق القوات الروسية في باخموت، التي تمثل الهدف الرئيسي لموسكو منذ شهور خلال أكثر المعارك دموية في الحرب.
ويعني هذا أن كلا الجانبين يتحدثان الآن عن أكبر مكاسب تحققها أوكرانيا في ستة أشهر، على الرغم من أن كييف لم تكشف سوى القليل من التفاصيل، وقللت من شأن تقارير تفيد بأن هجوما مضاداً واسع النطاق جرى التخطيط له منذ فترة طويلة قد بدأ رسمياً.
زيلينسكي يشيد بالعمليات
من جانبه، قال الرئيس الأوكراني فولوديميرزيلينسكي اليوم إن الجنود الأوكرانيين استعادوا أرضاً بالقرب من مدينة باخموت
وذكر زيلينسكي على تطبيق تلغرام، بعد اجتماع مع هيئة الأركان العامة للجيش، أن "الجهود الكاسحة " للقوات الأوكرانية أدت إلى توقف الجانب الروسي أو حتى "انسحابه" في بعض القطاعات . وأضاف أن الوضع تحت السيطرة في أجزاء أخرى من خط الجبهة.
وقالت نائبة وزير الدفاع، هانا ماليار، على تلغرام إن "مدافعينا تقدموا كليومترين في قطاع باخموت". وأضافت أنه "لم يتم التخلي عن أي مواقع في المدينة نفسها خلال الأسبوع، وأن العدو الروسي تكبد خسائر كبيرة".
روسيا تقر بالخسائر.. وقائد فاغنر غاضب!
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف إن أوكرانيا شنت هجوماً شمالي باخموت بأكثر من ألف جندي وما يصل إلى 40 دبابة، وهو مستوى من التجهيز سيكون، في حالة تأكيده، أكبر هجوم أوكراني منذ نوفمبر/تشرين الثاني.
وأضاف كوناشينكوف أن الروس صدوا 26 هجوماً لكن القوات في إحدى المناطق تراجعت لإعادة تجميع صفوفها في مواقع أكثر ملاءمة بالقرب من خزان بيرخيفكا شمال غربي باخموت.
إلا أن يفجيني بريغوجن رئيس مجموعة فاغنر العسكرية التي قادت الحملة في المدينة قال في رسالة صوتية "ما وصفه كوناشينكوف للأسف يسمى 'هزيمة نكراء' وليس إعادة تجميع".
وفي رسالة أخرى بالفيديو، قال بريغوجن إن الأوكرانيين استولوا على أرض مرتفعة تطل على باخموت وفتحوا الطريق السريع الرئيسي المؤدي إلى المدينة من الغرب. وأضاف: "خسارة خزان بيرخيفكا - خسارة هذه الأراضي التي انسحبوا منها - بلغت خمسة كيلومترات مربعة، وقد حدث هذا اليوم فقط".
ومضى قائلاً: "حرر العدو طريق تشاسيف يار-باخموت بالكامل والذي كنا قد أغلقناه. أصبح العدو الآن قادرا على استخدام هذا الطريق، وثانيا سيطر على منطقة مرتفعة تطل على باخموت". وقال بريغوجن إن الجناحين الشمالي والجنوبي، اللذين تحرسهما القوات الروسية النظامية، ينهاران. لكن وزارة الدفاع الروسية تنفي ذلك.
ولم يتسن لرويترز التحقق بشكل مستقل من الوضع في المنطقة.
وفي تصريحات نُشرت اليوم، قال قائد الأسطول الروسي في البحر الأسود إن الأسطول عزز دفاعاته وسط موجة من ضربات أوكرانية بالطائرات المسيرة استهدفت قاعدته الرئيسية وهي ميناء سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم.
انفجارات وتحطم مروحية روسية في القرم
على جانب آخر، تحطمت مروحية تابعة للجيش الروسي اليوم خلال تدريبات في شبه جزيرة القرم الأوكرانية التي ضمتها روسيا ما أدى إلى مقتل طيارَيها الاثنين على ما أعلنت وزارة الدفاع التي ترجح أن يكون الحادث ناجما عن عطل فني.
وأوضحت وزارة الدفاع الروسية في بيان "اليوم خلال رحلة تدريب مخطط لها في منطقة جانكوي في القرم تحطمت مروحية من طراز ام اي-28" ولم تكن تحمل ذخائر، مشيرة إلى أن الحادث لم يؤد إلى "أضرار على الأرض". وأضافت "قُتل الطياران (...) والسبب الأولي (..) يشير إلى خلل فني".
وغالبا ما تتعرض شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو العام 2014، منذ الصيف الماضي لهجمات تنسب إلى كييف التي لا تعلن مسؤوليتها عنها عموما. وسجلت انفجارات عدة في منشآت عسكرية روسية في القرم. وانفجر مستودع ذخائر في قاعدة جانكوي العسكرية في آب/اغسطس 2022 ما ألحق بها دمارا واسعا.
وأكدت وزارة الدفاع الأوكرانية في آذار/مارس أن صواريخ كروز روسية من طراز كاليبر دمرت في جانكوي في انفجار لكن موسكو نفت أن يكون حصل ذلك مشددة على أنها صدت هجوما بمسيرات.
روسيا تنتقد "خطوة عدائية" لبريطانيا
أعلنت وزارة الخارجية الروسية الجمعة أنها تعتبر قرار المملكة المتحدة تزويد أوكرانيا صواريخ بعيدة المدى خطوة "شديدة العدائية". وجاء في بيان للخارجية الروسية "نعتبر هذا القرار خطوة شديدة العدائية من جانب لندن، ترمي إلى ضخ مزيد من الأسلحة إلى أوكرانيا، ما يؤدي إلى تصعيد خطير".
وتحدث زيلينسكي اليوم مع رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك وشكره على تعهده بإرسال صواريخ كروز بعيدة المدى.
وباعلانها أنها ستزوّد أوكرانيا بصواريخ "ستورم شادو"، باتت المملكة المتحدة أول دولة توفر أسلحة بهذا المدى الطويل إلى كييف. وسبق للبريطانيين والفرنسيين أن استعانوا بهذا الصاروخ الذي يمكن استخدامه في ظروف قصوى، في منطقة الخليج والعراق وليبيا.
وأكدت موسكو "يتضح أن بريطانيا مستعدة لتجاوز كل الحدود وأخذ النزاع إلى مستوى جديد بالكامل على صعيد الدمار وإزهاق الأرواح". وقالت روسيا إنها "ستتخذ كل الإجراءات اللازمة للقضاء على التهديدات" الناجمة عن الصواريخ الجديدة".
ع.ح./ص.ش. (رويترز، د ب أ، أ ف ب)
في صور.. باخموت مدينة تنزف ..حصن أوكرانيا المنيع أمام روسيا
تحتدم المعارك حول وسط مدينة باخموت شرق أوكرانيا مع تبادل أوكرانيا وروسيا التصريحات بخوض معارك ضارية. الجولة المصورة تسرد قصة المدينة الاستراتيجية منذ بداية الحرب.
صورة من: Libkos/AP/picture alliance
معارك ضارية
مع احتدام المعارك في باخموت شرق أوكرانيا، تبادلت أوكرانيا وروسيا التصريحات بإيقاع خسائر فادحة في صفوف الطرف الآخر..فما قصة المدينة؟ ولماذا تعد حصن أوكرانيا المنيع أمام الروس؟
صورة من: Narciso Contreras/Anadolu Agency/picture alliance
مدينة قبل الكارثة
تعود هذه الصورة إلى ربيع العام الماضي وترمز إلى العائلة والطفولة في باخموت. بيد أنه في مايو / آيار الماضي، اقتربت المعارك من المدينة وتعرضت لهجمات بالمدفعية وغارات جوية من قبل القوات الروسية ما خلف دمارا كبيرا لحق بالكثير من المباني.
صورة من: JORGE SILVA/REUTERS
"فقدنا كل شيء"
تعرضت التجمعات السكنية في شرق باخموت للقصف الروسي للمرة الأولى في ربيع العام الماضي. وبسبب المعارك، نزح الكثير من سكان باخموت ومنهم السيدة هالينا التي قالت للصحافيين وهي تقف أمام منزلها المدمر " لقد شُرّدنا وفقدنا كل شيء وجرى تدمير كل شيء ولا مجال للعودة".
صورة من: Aris Messinis/AFP/Getty Images
عناق أمام أنقاض المدارس
استهدفت الهجمات الروسية المدارس في باخموت. وفي يوليو / تموز الماضي، تعرضت مدرسة للتدمير، لكن لحسن الحظ لم يسفر القصف عن سقوط ضحايا. وأمام أنقاض المدرسة، تبادلت معلمتان العناق وسط حالة من الأسى.
صورة من: Diego Herrera Carcedo/AA/picture alliance
المباني التاريخية لم تسلم من القصف
خلال القصف الروسي، تعرضت الكثير من البنايات التاريخية في باخموت للتدمير مثل قصر الثقافة وبناية تعود إلى القرن التاسع عشر ومدرسة ثانوية عريقة خاصة بالفتيات. وجرى تدمير الكثير من المباني الحديثة التي تعد أبرز ملامح باخموت.
صورة من: Dimitar Dilkoff/AFP/Getty Images
النزوح عن باخموت
مع اشتداد المعارك، بقى قرابة أربعة آلاف شخص من باخموت بحلول السابع من مارس / آذار الجاري فيما كان يصل تعداد سكان المدينة قبل الحرب إلى 73 ألفا. وكان ألكسندر هافريس من بين السكان الذين قرروا النزوح عن باخموت حيث توجه وعائلته إلى العاصمة كييف بحثا عن الأمان.
صورة من: Metin Aktas/AA/picture alliance
هدنة هشة
غادر أكثر من 90 في المائة من سكان باخموت والمناطق المحيطة بها. لكن من اضطر إلى البقاء معظمهم مرضى وكبار السن واجهوا ظروفا مأساوية إذ لا يوجد سوى صيدلية واحدة ومحلات تجارية قليلة تفتح أبوابها لساعات قليلة خلال أوقات الهدنة. وعلى وقع ذلك، قدمت منظمات إغاثة ومتطوعون مساعدات إنسانية لمن بقي في باخموت.
صورة من: ANATOLII STEPANOV/AFP/Getty Images
حياة تحت القصف
رغم اشتداد المعارك، اضطر البعض للبقاء داخل باخموت ومنهم هذه السيدة الحامل وزوجها حيث التقطت هذه الصورة لهما أواخر يناير / كانون الثاني الماضي أمام أحد الملاجئ في المدينة. ويحتاج من يريد الدخول إلى باخموت للحصول على تصريح.
صورة من: Raphael Lafargue/abaca/picture alliance
حالة خوف مستمرة
بسبب الهجمات الروسية المتواصلة، يضطر الكثير من سكان باخموت إلى الاختباء داخل الملاجئ خاصة كبار السن ومنهم السيدة المسنة فالينتينا بوندانيركو البالغة من العمر 79 عاما التي لا تستطيع النظر من شرفة منزلها لفترات طويلة خوفا على حياتها.
صورة من: Daniel Carde/Zumapress/picture alliance
الحياة اليومية في القبو
رغم مغادرة أفراد الأسرة إلى أوروبا، إلا أن نينا وزوجها قررا البقاء في باخموت. وفي ذلك، قالت نينا "لقد اعتدنا على سماع صوت دوي الانفجارات". وأكدت نينا أنها وزوجها لن يغادرا المدينة ما دام الجيش الأوكراني موجودا في باخموت.
صورة من: Oleksandra Indukhova/DW
تدهور الوضع الإنساني
تفاقم الوضع الإنساني في باخموت مع بدء القوات الروسية هجومها في الأول من أغسطس / آب الماضي. وعلى وقع ذلك، تعرضت شبكات الكهرباء والهواتف المحمولة للتدمير بسبب القصف فيما بات الحصول على مواد غذائية أمرا صعبا حتى أن بعض المتطوعين أصيبوا في الهجمات.
صورة من: Diego Herrera Carcedo/AA/picture alliance
هجمات بالمدفعية الثقيلة
أبرز المعارك حول باخموت دارت بين وحدات المدفعية. وحسب تقديرات الجيش الأوكراني فإنه جرى استخدام المدفعية والذخيرة الثقيلة خلال المعارك. وتعرضت باخموت لهجمات من مجموعة "فاغنر" الروسية. ورغم ذلك، يبدي الجيش الأوكراني مقاومة باسلة.
صورة من: Bulent Kilic/AFP/Getty Images
علم أوكرانيا.. من باخموت إلى الكونغرس الأمريكي
تفقد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في 20 من ديسمبر / كانون الأول الجنود الأوكرانيين في باخموت. وقد أخذ معه علما أوكرانيا يحمل توقيعات الجنود الأوكرانيين الذين يحاربون في باخموت. وبعد يومين، زار واشنطن حيث قام بإهداء العلم إلى رئيس مجلس النواب الأمريكي آنذاك نانسي بيلوسي.
صورة من: Carolyn Kaster/AP Photo/picture alliance
علاج المصابين على جبهات القتال
تواجه الأطقم الطبية التابعة للجيش الأوكراني ظروفا صعبة حيث تضطر إلى علاج المصابين على جبهات القتال. وتعمل هذه الأطقم على إنقاذ المصابين رغم نقص الإسعافات والإمدادات الطبية. ولا يتوقف الأمر على ذلك، بل تعمل هذه الأطقم على ضمان نقل الحالات الحرجة إلى المناطق الآمنة.
صورة من: Evgeniy Maloletka/AP Photo/picture alliance
مدينة تحت الأنقاض
بسبب القصف واحتدام المعارك، تعرضت 80 في المائة من المنازل في باخموت للتدمير، وفقا للسلطات الأوكرانية. هذه الصورة التقطت في أواخر ديسمبر / كانون الأول الماضي وتظهر تصاعد الأدخنة من المباني المدمرة.
صورة من: Libkos/AP/picture alliance
دمار هائل
في يناير/ كانون الأول الماضي، التقطت الأقمار الاصطناعية صورا لمدينة باخموت تظهر حجم الدمار الذي لحق بها. وجاء في التعليق: "ظلت المدينة مركزا لمعارك طاحنة بين الوحدات الروسية والأوكرانية خلال الأشهر الماضية وتكشف هذه الصور حجم الدمار الذي لحق بالبنايات والبنية التحتية في باخموت".
صورة من: Maxar Technologies/picture alliance/AP
مدينة أشباح
تضررت معظم مباني مدينة باخموت كثيرا بسبب التدمير حيث انهارت الأسقف وجدران المنازل ولم تنجو من القصف إلا واجهات الأبنية. وتظهر هذه الصورة التي التقطت من طائرة مسيرة في 13 من فبراير / شباط الماضي حجم الدمار الذي لحق بالمدينة والتي تحولت إلى ما يشبه مدينة أشباح فيما تغطي الثلوج الأنقاض.
صورة من: AP Photo/picture alliance
الدفاع عن "قلعة باخموت"
مع اشتداد المعارك، تعهد زيلينسكي بالدفاع عن "قلعة باخموت" وهو الأسم الذي أطلقه على المدينة حيث هدد "بتدمير" القوات الروسية التي تطوق المدينة. ورغم ذلك، لم يستبعد مسؤولو حلف "الناتو" احتمال سقوط باخموت في أيدي الروس. دميترو كانيفسكي/ م.ع/ م.أ.م