روسيا تعتزم مغادرة محطة الفضاء الدولية وواشنطن تدرس الخيارات
٢٦ يوليو ٢٠٢٢
أعلنت روسيا عزمها مغادرة محطة الفضاء الدولية بعد عام 2024 وكشفت عن تحضيرها لمحطة مدارية خاصة بها، فيما قالت واشنطن إن موسكو لم تخطرها رسميا بذلك، معربة عن دهشتها وأسفها، لكن قالت إنها تدرس الـ"خيارات المحتملة".
إعلان
قررت روسيا مغادرة محطة الفضاء الدولية "بعد العام 2024"، وفق ما أفاد الرئيس الجديد لوكالة الفضاء التابعة لموسكو اليوم الثلاثاء (26 تموز/يوليو 2022).
وقال رئيس "روسكوسموس" يوري بوريسوف، الذي تم تعيينه في المنصب في منتصف تموز/يوليو الحالي، لبوتين في تصريحات نشرها الكرملين: "بالطبع، سنفي بكافة التزاماتنا لشركائنا، لكن اتُّخذ قرار مغادرة هذه المحطة بعد العام 2024"، وتابع: "أعتقد أنه بحلول ذلك الوقت، سنبدأ تحضير محطة مدارية روسية"، واصفًا الأمر بأنه "أولوية" البرنامج الفضائي. ورد بوتين بالقول إن هذا "جيد".
لكن بوريسوف لفت إلى أن قطاع الفضاء "في وضع صعب". وأشار إلى أنه سيسعى "لرفع السقف وقبل كل شي، توفير الخدمات الفضائية اللازمة للاقتصاد الروسي"، مشيرًا إلى الملاحة والاتصال ونقل البيانات وغير ذلك.
ويأتي الإعلان في ظل التوتر بين الكرملين والغرب بشأن تدخل موسكو العسكري في أوكرانيا وحزمات العقوبات غير المسبوقة على روسيا. وعملت روسيا والولايات المتحدة جنبًا إلى جنب في محطة الفضاء الدولية الموجودة في المدار منذ العام 1998.
في المقابل، قالت مديرة المحطة الدولية في ناسا روبن غيتنز إن الولايات المتحدة لم تتلقَّ "أي إشعار رسمي" من روسيا بشأن الخطط التي أعلنتها للتو والمتعلقة بمغادرة محطة الفضاء الدولية "بعد العام 2024". وأوضحت غيتنز في مؤتمر صحفي: "لم نتلقَّ أي إشعار رسمي من الشريك (الروسي) في ما يتعلّق بالأنباء الواردة اليوم"، مشيرة إلى أن نظراءها الروس لم يبلغوها عن أي نية من هذا القبيل، كما هو مطلوب بموجب الاتفاقية الحكومية الدولية للمحطة.
من جهته قال المتحدث باسم الوزارة نيد برايس في إفادة صحفية دورية: "اندهشنا من البيان العلني الذي صدر"، عن روسيا وتابع: "إنه تطور مؤسف بالنظر إلى العمل العلمي البالغ الأهمية الذي تم في محطة الفضاء الدولية وكذلك إلى التعاون المهني القيم الذي تم بين وكالتينا للفضاء على مدى السنوات وخاصة في ضوء اتفاقنا الذي تم تجديده بشأن التعاون في مجال الرحلات إلى الفضاء".
قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير في إفادة للصحفيين إن روسيا "لم تخطر الولايات المتحدة رسميا بنيتها الانسحاب
من محطة الفضاء الدولية". وأضافت "ندرس خيارات للتخفيف من الآثار المحتملة على محطة الفضاء الدولية بعد عام 2024 إذا انسحبت روسيا".
وتعتزم "ناسا" إحالة محطة الفضاء الدولية التي تعتبر رمزًا للوحدة في مرحلة ما بعد الحرب الباردة، على التقاعد بعد العام 2030، إذ تسعى إلى تحوّل في آلية عملها من خلال التعاون مع محطات فضاء تجارية. واعتبرت غيتنز أن روسيا قد تكون تنظر في آلية تحوّل خاصة بها. ولدى سؤالها عمّا إذا تريد وضع حد للتعاون الفضائي الأمريكي-الروسي أجابت غيتنز: "كلا، على الإطلاق". واعتبرت أن الروس كانوا "شركاء جيدين على غرار كل شركائنا، ونريد أن نستمر معًا".
واعتُبر إرسال أول رجل إلى الفضاء عام 1961 وإطلاق أول قمر اصطناعي قبل أربع سنوات من ذلك من بين أهم إنجازات برنامج الفضاء السوفياتي وبقي مصدرًا مهمًا للاعتزاز الوطني في روسيا. لكن خبراء يقولون إن وكالة الفضاء الروسية لم تعد إلا ظلًا لعهدها السابق وتعرّضت في السنوات الأخيرة إلى سلسلة انتكاسات تشمل فضائح فساد وخسارة عدد من الأقمار الاصطناعية ومركبات فضائية.
وحل بوريسوف الذي كان نائبًا لرئيس الوزراء ويملك خبرة عسكرية مكان دميتري روغوزين، المعروف بتصريحاته الفظة وسلوكه الغريب.
م.ع.ح/ع.ج.م (أ ف ب، رويترز)
محطة الفضاء الدولية في عامها العشرين.. أرقام وحقائق وصور
في 20 تشرين الثاني/ نوفمبر 1998 أُرسلت الوحدة الأولى لبناء محطة الفضاء الدولية، ولم يصلها أول طاقم من رواد الفضاء إلا بعد ثلاثة أعوام، ومنذ ذلك الوقت لم تكف الأبحاث العلمية على متنها.
صورة من: Reuters/NASA
حجر أساس بوزن 19 طناً
الجزء الأول لمحطة الفضاء الدولية أُطلق إلى الفضاء قبل 20 عاماً وكان وحدة الشحن والنقل والتحكم الروسية "زاريا". وكان وزنها قرابة 19 طناً بطول يتجاوز الـ12 متراً بقليل. وتحمل الولايات المتحدة تكاليف إنتاج "حجر الأساس" للمحطة. لكن شركة روسية قامت ببناء الوحدة الأساسية وتطويرها، أي أن المحطة كانت ثمرة تعاون دولي منذ أيامها الأولى.
صورة من: NASA
سكن جماعي لستة أشخاص
يعيش ستة أشخاص ويعملون في الوقت نفسه على متن محطة الفضاء الدولية، التي تنطلق في الفضاء بسرعة تزيد عن 27000 كم/ ساعة، ما يجعلها تكمل دورة حول الأرض كل 90 دقيقة. وبعد القمر فإن المحطة الفضائية ثاني أكثر الأجرام لمعاناً في سماء الأرض ليلاً، ما يمكن من رؤيتها بالعين المجردة.
صورة من: Reuters/NASA
البعثة رقم 1
كان هذا أول طاقم طويل الأمد في محطة الفضاء الدولية مكوناً من رائد الفضاء الأمريكي وليام شيبرد (وسط الصورة) مع شريكيه الروسيين يوري غيدزينكو (إلى اليسار) وسيرغي كريالكيف (إلى اليمين). وقد انتقلوا في الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني 2000 ومكثوا على متن المحطة أكثر من 136 يوماً.
صورة من: NASA
عقود إيجار لمدة عام تقريباً
في المتوسط تبقى الطواقم على محطة الفضاء الدولية لمدة خمسة أشهر ونصف الشهر. لكن اثنين من المقيمين فيها استمرا لفترة أطول، وهما رائد الفضاء من وكالة "ناسا" الأمريكية سكوت كيلي (الصورة) ورائد الفضاء من وكالة الفضاء الروسية "روسكوسموس" ميخائيل كورنيينكو، فقد مكثا على متن المحطة عاماً كاملاً.
صورة من: picture-alliance/dpa/NASA
جنسيات متعددة
رائد الفضاء الكندي كريس هادفيلد مع غيتاره على متن محطة الفضاء الدولية في احتفاله بأعياد الميلاد عام 2012. منذ بداية مهام المحطة كان على متنها طواقم من 10 دول مختلفة. لكن الولايات المتحدة هي أكثر دولة أرسلت رواد فضاء إليها، وتتبعها روسيا. كما عمل على متنها رواد فضاء من اليابان وألمانيا وإيطاليا وفرنسا وكندا وبلجيكا وهولندا والمملكة المتحدة.
صورة من: Reuters/NASA
النقل حتى باب المحطة
يصل رواد الفضاء إلى المحطة والمؤون والمستلزمات المطلوبة لبقائهم وعملهم عبر سفن شحن فضائية. في الصورة يظهر المكوك الفضائي أتلانتس وهو يلتحم بالمحطة الدولية. وبقي أتلانتس في الخدمة حتى عام 2011. أما اليوم فوسيلة رواد الفضاء الوحيدة للانتقال إلى المحطة هي كبسولات سويوز الروسية.
صورة من: Getty Images/NASA
جولة قصيرة في الفضاء الرحب
خلال السنوات العشرين من عمر المحطة قام رواد الفضاء بأكثر من 210 عمليات تحليق خارجها في الفضاء، التي يطلق عليها رواد الفضاء تسمية "نشاط خارج المركبة". في الصورة رائد الفضاء مايك هوبكينز وهو ينظر إلى المحطة من الخارج في الرابع والعشرين من كانون الأول/ ديسمبر 2013.
صورة من: Reuters/NASA
تجهيزات غريبة
تبرز من محطة الفضاء الدولية العديد من الأذرع الآلية التي تحركها الروبوتات. وهذا الذراع الظاهر في الصورة يُسمى بـ Canadarm2 ويبلغ طوله قرابة 20 متراً ومزود بسبعة مفاصل آلية. ويمكن له رفع وزن يصل إلى 100 ألف كيلوغرام، أو رائد فضاء أيضاً، كما يظهر رائد الفضاء ستيفن روبنسون هنا في هذه الصورة.
صورة من: Reuters/NASA
أول قائد ألماني
يقضي رواد المحطة قرابة 35 ساعة أسبوعياً في إجراء أبحاثهم. رائد الفضاء الألماني ألكسندر غيرست كان للمرة الأولى على متن المحطة عام 2014. وقام آنذاك بمراقبة وتحليل التغيرات التي تطرأ على جسم الإنسان في انعدام الجاذبية. أما مهمته الثانية على متن المحطة فكانت في حزيران/ يونيو 2018. ومنذ أكتوبر/ تشرين الأول 2018 بات أول قائد ألماني للمحطة الفضائية.
صورة من: Getty Images/ESA/A. Gerst
قوة تحمل جبارة
عندما ينتهي الوقت المقرر لهم في محطة الفضاء الدولية، يعود رواد الفضاء إلى الأرض عبر كبسولات سويوز الروسية. آخر جزء من المسافة بين الفضاء والأرض يقطعها الرواد معلقين بمظلة عملاقة، فمرحباً بهم في الأرض من جديد!
بريغيته أوسترات/ ع.غ