روسيا تعرقل اعتماد نص أممي بشأن حظر انتشار الأسلحة النووية
٢٧ أغسطس ٢٠٢٢
عرقلت روسيا تبني إعلان مشترك فى ختام مؤتمر الأمم المتحدة للنظر في معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، منددة بالمصطلحات "السياسية"، وخصوصا ما يتعلق بمحطة زابوريجيا للطاقة النووية التي يحتلها الجيش الروسي.
إعلان
فشل اجتماع دولي شاركت فيه 191 دولة موقعة على معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، من التوصل إلى إعلان مشترك. بعد أيام من الاجتماع في مقر الأمم المتحدة في نيويورك منذ الأول من آب/أغسطس. ورغم شهر من المفاوضات وجلسة أخيرة تم تأجيلها لعدة ساعات الجمعة (26 أغسطس/آب 2022) إلا أن "المؤتمر ليس في وضع يسمح له بالتوصل إلى اتفاق"، على ما أعلن رئيس المؤتمر الأرجنتيني غوستافو زلاوفينين، بعد تدخل روسيا. لأن القرارات تُتخذ بتوافق الآراء.
فقد استنكر ممثل روسيا إيغور فيشنفيتسكي عدم وجود "توازن" في مشروع النص النهائي المكون من أكثر من 30 صفحة. وقال "لدى وفدنا اعتراض رئيسي على فقرات معينة سياسية مسيئة"، وكرر أن روسيا ليست الدولة الوحيدة التي لديها اعتراضات على النص بشكل عام.
وأشارت مصادر قريبة من المفاوضات إلى أن روسيا عارضت بشكل خاص الفقرات المتعلقة بمحطة زابوريجيا للطاقة النووية التي يحتلها الجيش الروسي. وشدد النص الأخير المطروح على الطاولة واطلعت عليه وكالة فرانس برس، على "القلق البالغ" بشأن الأنشطة العسكرية حول محطات الطاقة الأوكرانية، وبينها زابوريجيا، و "فقدان أوكرانيا للسيطرة" على هذه المواقع و"التأثير الكبير على الأمن".
إيران تتسلم الرد الأمريكي.. بداية إحياء الاتفاق النووي؟
23:15
كما جرت مناقشة عناصر حساسة أخرى بالنسبة لبعض الدول خلال هذه الأسابيع الأربعة، ولا سيما البرنامج النووي الإيراني والتجارب النووية لكوريا الشمالية. يذكر أنه في مؤتمر المراجعة الأخير في عام 2015، فشلت الأطراف أيضًا في التوصل إلى اتفاق بشأن القضايا الجوهرية.
واعتبرت بياتريس فين، مديرة منظمة "الحملة الدولية للقضاء على الأسلحة النووية" (آيكان)، في تصريح الجمعة لوكالة فرانس برس أن "ما هو إشكالي حقًا هو أنه مع النص أو بدونه، هذا لا يؤدي إلى خفض مستوى التهديد النووي في الوقت الحالي". وأضافت أن مسودة النص كانت "ضعيفة جدا ومنفصلة عن الواقع"، مشيرة إلى عدم وجود "التزامات ملموسة بنزع السلاح".
وفي افتتاح المؤتمر، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن العالم يواجه تهديدا "لا مثيل له منذ ذروة الحرب الباردة". وحذر من أن "خطوة واحدة غير محسوبة" قد تؤدي إلى "الإبادة النووية".
هكذا تبدو تشيرنوبل بعد أكثر من 30 عاما على الكارثة النووية
تعتبر كارثة تشيرنوبيل، أكبر كارثة نووية شهدها العالم. وحتى اليوم لا تزال منطقة تشيرنوبيل منطقة محظورة، لكنها تحولت إلى قبلة للسياح. جولة مصورة تطلعكم على وضع تشيرنوبيل بعد أكثر من ثلاثين عاما على الكارثة النووية.
صورة من: DW/D.Kaniewski
كل من يرغب في زيارة تشيرنوبيل والمناطق المحظورة المحيطة بها، والممتدة على طول ثلاثين كيلومترا، عليه بداية التسجيل لدى السلطات عبر وكالة الأسفار. وعند نقطة التفتيش يتم فحص جوازات السفر. أول محطة هنا هي قرية Salissja التي كان يعيش فيها قبل كارثة تشيرنوبيل ثلاثون ألف شخص، قبل أن يتم إجلاؤهم بالكامل بعد ذلك. واليوم عاد بعض السكان للعيش مجددا في القرية.
صورة من: DW/D.Kaniewski
المحطة الثانية هي قرية كوباتشي الواقعة ضمن منطقة عشرة كيلومترات والتي تعرضت لثلوث شديد بالنويدات المشعة. السياح هنا بإمكانهم قياس درجة الإشعاع بواسطة مقياس الجرعات، الذي يمكنهم الحصول عليه مقابل خمسة حتى عشرة يورو. ويتولى المرشدون شرح وحدات القياس المختلفة للسياح. الأجهزة تصدر إشارات بصوت عال في أماكن مختلفة هنا وهناك، كدليل على ارتفاع نسبة الإشعاع.
صورة من: picture-alliance/C.Junfeng
الوجهة المقبلة هي مفاعل تشيرنوبيل نفسه. فبالقرب من محطة الإطفاء السابقة وفي الهواء الطلق تُعرض المعدات التي تم استخدامهما لإزالة العواقب التي نجمت عن انفجار المفاعل النووي. لكن تم التوصل فيما بعد إلى أن هذه الأجهزة العملاقة نفسها تعطلت بسبب النشاط الإشعاعي العالي الناتج عن الكارثة.
صورة من: DW/D.Kaniewski
قبالة المبنى رقم أربعة يوجد نصب تذكاري "للمصفين"، وهم المشاركين في مكافحة الحرائق وعمليات التنظيف بعد الكارثة.
وفي وسط المبنى يوجد المفاعل الذي حدث فيه الانفجار. والمفاعل اليوم مغلف بالخرسانة المسلحة. وقد تجاوزت نسبة الإشعاعات بعد الانفجار في أبريل عام 1986 آلاف أضعاف النسبة المسموح بها. وقد شارك آنذاك حوالي ستة مائة ألف "مصف" في عملية إزالة الأضرار التي خلفتها أكبر كارثة نووية في العالم.
صورة من: DW/D.Kaniewski
قبل الدخول إلى المنشأة يتعين فحص نسبة النشاط الإشعاعي على ملابس كل شخص. وإذا كانت النسب عالية جدا يتم إجراء محاولة لتنظيف الثياب. وإذا فشل الأمر لا يسمح بالدخول.
صورة من: picture-alliance/AA/V. Shtanko
بعد عملية فحص الإشعاعات يتم تقديم وجبة الغذاء في مقهى المحطة النووية، وتتكون الوجبة من حساء ولحم وسلطة وكومبوت وعصير وخبز. ويحصل النباتيون على وجبات من القرع والفواكه. ويتم جلب كل المواد الغذائية إلى المناطق المحظورة. أما سعر الوجبة فهو 100 هريفنا أوكرانية، أي ما يعادل ثلاثة يورو.
صورة من: DW/I. Sheiko
تأسست مدينة بريبيات عام 1970، وقبل الكارثة النووية كان يعيش في هذه المدينة، التي تبعد بكيلومترين عن مفاعل تشيرنوبيل 50 ألف شخص. وتُظهر هذه الصورة " البيت الأبيض" الذي كان يقطنه القادة الكبار بالمدينة وبمحطة تشيرنوبيل النووية.
صورة من: DW/D.Kaniewski
آخر محطة في الزيارة هي لمنشأة سرية بالقرب من محطة تشيرنوبيل النووية. ويتعلق الأمر بمحطة الرادار "دوغا" التي كانت جزءا من نظام الدفاع الجوي السوفياتي وتتولى مهمة رصد انطلاق الصواريخ العابرة للقارات. وبسبب أصواتها المزعجة أطلق عليها البعض اسم "نقار الخشب".
صورة من: DW/I. Sheiko
Fuchs Semjon
بالقرب من مدينة بريبيات يمكنك ملاقاة ثعلب أصبح معروفا بالمنطقة، واسمه سيميون. وهذا الثعلب يحب السياح لأنهم يطعمونه، لكن ينصح بعدم المسح على جلده، ليس فقط بسبب احتمال وجود جسيمات مشعة في جلده، بل أيضا لتفادي خطر عضته. فسيميون وإن كان يبدو لطيفا، فإنه يبقا حيوانا مفترسا.
إعداد: لوري شايكو/ هشام الدريوش