قصفت مروحيات روسية الثلاثاء مواقع لتنظيم "الدولة الإسلامية" في محيط مدينة تدمر في وسط سوريا غداة إعلان موسكو بدء سحب الجزء الأكبر من قواتها من سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض.
إعلان
قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان المحسوب على المعارضة ومقره لندن رامي عبد الرحمن اليوم الثلاثاء (15 مارس/آذار 2016) لوكالة فرانس برس إن مروحيات روسية ومقاتلات يرجح أنها روسية تقصف مواقع تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في محيط تدمر" في ريف حمص الشرقي، مشيرا إلى أن قوات النظام السوري حققت تقدما لتصبح على بعد أربعة كيلومترات من المدينة الأثرية.
وبدأت معركة استعادة تدمر الأسبوع الماضي حيث أحرز الجيش تقدما ملحوظا بغطاء جوي روسي. وتعد هذه العملية، وفق عبد الرحمن، "معركة حاسمة لقوات النظام، كونها تفتح الطريق أمامها لاستعادة منطقة البادية وصولا إلى الحدود السورية العراقية شرقا". وقال مصدر ميداني سوري إن "الجيش السوري سيطر على تلة (...) غرب تدمر في ريف حمص الشرقي اثر اشتباكات عنيفة مع مسلحي تنظيم "داعش" وتحت غطاء الطائرات المروحية والحربية للقوات الروسية".
وبدأت موسكو اليوم بدء عملية سحب قواتها على الأرض بعد إصدار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أومره بسحب الجزء الأكبر من القوات الروسية بعد أن "أنجزت" مهمتها في سوريا، حسب قوله. بيد أن مسئولا عسكريا روسيا أكد الثلاثاء من قاعدة حميميم الجوية في اللاذقية (غرب) أن موسكو ستواصل ضرباتها ضد ما وصفها بـ "الأهداف الإرهابية" في سوريا.
من جهتها ذكرت وكالة الإعلام الروسية أن وزارة الدفاع الروسية قالت إنها سجلت 15 انتهاكا لاتفاق وقف الاقتتال في سوريا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. ونقلت الوكالة أيضا عن الوزارة قولها إن روسيا لم تشن أي ضربات جوية على الجماعات التي تؤيد الهدنة في سوريا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
م.أ.م/ أ.ح (رويترز، أ ف ب)
منشآت طبية ومدارس تحت رحمة القصف في سوريا
لم تسلم المنشآت الطبية والمدارس من نيران القصف في شمال سوريا، وهو ما يتسبب في سقوط قتلى معظمهم من المدنيين. الأمم المتحدة نددت بشدة بهذه الضربات ووصفتها بـ"الانتهاكات الفاضحة للقانون الدولي".
صورة من: Getty Images/AFP/T. Mohammed
أنقاض مستشفى تعرضت للقصف بالقرب من منطقة معرة النعمان في محافظة ادلب. منظمة أطباء بلا حدود قالت إن سبعة أشخاص على الأقل قتلوا وفقد ثمانية آخرون جراء هذا القصف، الذي يتهم المرصد السوري لحقوق الإنسان روسيا بالوقوف ورائه.
صورة من: Getty Images/AFP
من بين المفقودين في القصف الذي تعرضت له مستشفى معرة النعمان أيضا موظفون تابعون لمنظمة أطباء بلاحدود. وحسب شهود عيان فإن أربعة صواريخ سقطت على هذه المستشفى في انتهاك واضح للقوانين الدولية التي تمنع استهداف منشآت مدنية كالمستشفيات والمدارس.
صورة من: Reuters/Social Media Website
الصيدليات بدورها لم تسلم من القصف، كما هو الحال هنا في مدينة حريتان الواقعة على بعد 10 كيلومترات شمال غرب حلب. وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت في وقت سابق أن القصف الجوي الأخير، الذي استهدف خمس مؤسسات طبية على الأقل، أسفر عن مقتل نحو خمسين مدنيا بينهم أطفال.
صورة من: Reuters/A. Ismail
الغارات على مستشفيات في شمال سوريا رأى فيها البعض على أنها قد ترقى لجرائم حرب، مثلما صرح وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، والذي طالب أيضا بإجراء تحقيق بخصوص هذه الغارات. هاموند أضاف بهذا الخصوص ".. ينبغي على روسيا أن توضح موقفها، وتظهر بتصرفاتها أنها ملتزمة بإنهاء الصراع وليس تأجيجه".
صورة من: Reuters/K. Ashawi
صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) أوضح أن أطفالا قتلوا أيضا في القصف الذي استهدف مؤسسات طبية شمال سوريا. وذكرت اليونيسيف بأن ثلث المستشفيات وربع المدارس في سوريا لم تعد قادرة على العمل بسبب الأضرار الناتجة عن القصف المستمر منذ خمسة أعوام.
صورة من: picture-alliance/dpa/S.Taylor
حي الكلاسة في حلب كان هدفا لمجموعة من الغارات الجوية حولته لأنقاض، وهو ما دفع بالآلاف إلى مغادرة المدينة والنزوح إلى الحدود التركية. ونددت أنقرة بشدة بالضربات الجوية، واتهمت موسكو بأنها "تقصف بدون أي تمييز بين المدنيين والأطفال والعسكريين". في حين نفت موسكو أكثر من مرة الاتهامات.