فيما تواصل موسكو غاراتها الجوية في سوريا، عقد مسؤولون عسكريون روس وأمريكيون اجتماعا للتنسيق وتفادي أي حادث طارئ في الأجواء السورية؛ كما سيلتقي الرئيس الروسي مع نظيره الفرنسي في باريس لبحث الأزمة السورية.
إعلان
يلتقي الرئيس الروسي فلادمير بوتين اليوم الجمعة (الثاني من تشرين الأول/ اكتوبر) في باريس نظيره الفرنسي فرنسوا أولاند لبحث النزاع السوري ودخول روسيا الجبهة العسكرية فيه، والتي تؤكد أنها تستهدف "تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة وغيرها من المجموعات الارهابية"، في حين تشتبه واشنطن وحلفاؤها في سعي روسيا لنجدة النظام السوري الحليف تحت غطاء محاربة "الإرهاب".
وبغرض التنسيق وتفادي أي حوادث بين أسلحة الجو المختلفة، أجرت موسكو وواشنطن أمس الخميس اجتماعا عسكريا لم يرشح شيء عنه كما "لم يتم تحديد أي موعد جديد"، بحسب وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون).
وشنت روسيا أمس الخميس لليوم الثاني غارات جديدة في سوريا مؤكدة أنها تسعى إلى ضرب تنظيم "الدولة الإسلامية".
وفي بياناتها أكدت وزارة الدفاع الروسية أنها استهدفت لليوم الثاني على التوالي تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) وجاء في البيان "دمر الجيش مقرا عاما لتنظيم الدولة الإسلامية ومستودع ذخيرة في ادلب (شمال غرب)" ومركزا لصناعة سيارات مفخخة في شمال منطقة حمص (وسط) ومعسكرا في حماه (وسط). ومساء شنت غارات جديدة على التنظيم المتطرف في حماه وادلب".
لكن واشنطن ومجموعات متمردة ومنظمة سورية غير حكومية قالت إن الغارات الروسية تركز على مجموعات متمردة تهدد نظام الرئيس بشار الأسد وليس فقط تنظيم "داعش". وردا على ذلك قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في الأمم المتحدة إن الغارات الروسية تماما مثل ما هي غارات التحالف تستهدف "تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة وباقي المجموعات الإرهابية".
وردا على سؤال بشان مدى شعور واشنطن بالتناغم مع موسكو بشان اهداف الغارات قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إنه هناك تناغم في "المفهوم، لكننا لم نصل بعد حد ضمان السلامة والأمن وتقاسم المسؤولية"، وأعلن عن مباحثات عسكرية روسية أمريكية "في الأيام القادمة".
وإزاء مفاجاة التحرك الروسي تتعرض الإدارة الأمريكية إلى انتقادات نواب جمهوريين بينهم جون ماكين الذي اتهم روسيا بقصف معارضين سوريين دربتهم وكالة الاستخبارات الأمريكية.
وأعلنت مجموعة معارضة مدعومة من الولايات المتحدة هي "صقور الجبل" لفرانس برس أنها تعرضت لصواريخ الطيران الروسي في محافظة ادلب. حيث استهدفت الغارات الروسية أمس الخميس مقرات لجيش الفتح الذي يضم جبهة النصرة (فرع القاعدة في سوريا) ومجموعات سلفية على غرار "أحرار الشام".
ومن جانبها دعت وزارة الخارجية التركية روسيا إلى الوقف الفوري لهجماتها على المعارضة السورية والمدنيين والتركيز على قتال تنظيم "داعش" وقالت إن التحركات العسكرية الروسية في سوريا تمثل تصعيدا جديدا وستؤجج المزيد من التطرف والتشدد.
ع.ج/ ح.ز (أ ف ب، رويترزن د ب أ)
الأسد في سوريا: باقٍ أم راحل؟
مازال قادة العالم منقسمين حول مستقبل الأسد، ففيما تعارض فرنسا وبريطانيا وتركيا ودول الخليج بقاءه، تطالب بذلك روسيا وإيران. أما إدارة اوباما فتريد العمل مع الجميع لإزاحته وألمانيا مستعدة للحوار مع الجميع ومن ضمنهم الأسد.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
التقى الرئيسان الأميركي والروسي باراك أوباما وفلاديمير بوتين في الأمم المتحدة للبحث في حلول للأزمة السورية ، لكنهما لم يحققا أي تقدم بخصوص دور الرئيس بشار الأسد. وترى الولايات المتحدة أن الأسد جزء من المشكلة، فيما تصفه روسيا بأنه جزء من الحل.
صورة من: Reuters/M. Segar
ووصف الرئيس أوباما في خطاب أمام الجمعية العام للأمم المتحدة الأسد بأنه "مستبد يقتل الأطفال". وقال إن "الولايات المتحدة مستعدة للعمل مع أي دولة بما في ذلك سوريا وإيران لتسوية النزاع". وحمل أوباما بعنف على الرئيس السوري لأنه "يلقي البراميل المتفجرة لقتل أطفال أبرياء".
صورة من: Reuters/Mikhail Klimentyev
تبادل الرئيسان الروسي والأميركي الأنخاب وتصافحا على غداء لكن الهوة بين موقفيهما حول مستقبل الأسد مازالت واسعة. وقال الرئيس الروسي إن "عدم التعاون مع الجهة السورية التي تكافح الإرهاب وجها لوجه سيكون خطأ فادحا". وأضاف "علينا أن نعترف أن لا احد سوى القوات المسلحة للرئيس السوري يقاتل فعليا الدولة الإسلامية".
صورة من: Reuters/Mikhail Metzel
أكد رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض في المنفى خالد خوجة أن "لا احد يمكنه الصفح" عن ممارسات نظام الرئيس السوري بشار الأسد". وأضاف خوجة "ما يجري في سوريا هو إبادة تتم تحت أنظار العالم"، وتساءل " أتعتقدون أن النظام يقاتل تنظيم الدولة الإسلامية؟ الإحصاءات تقول غير ذلك".
صورة من: Reuters/M. Dabbous
أعلنت المستشارة أنغيلا ميركل أن الرئيس السوري بشار الأسد يجب أن يشارك في أي مفاوضات تهدف إلى إنهاء النزاع المستمر في بلاده منذ أكثر من أربع سنوات. فيما دعا وزير خارجيتها فرانك-فالتر شتاينماير إلى إشراك إيران في مساعي حل النزاع باعتبار أنّ: "إيران فاعل إقليمي رئيسي مطلوب لحل الأزمة.... سيمكننا إنجاح الأمر فقط عندما نأتي بكافة الأطراف الفاعلة المهمة على طاولة واحدة الآن".
صورة من: Getty Images/A. Berry
من جانبه، دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى تشكيل "جبهة موحدة" للتصدي للمتطرفين في الشرق الأوسط. وقال روحاني إن "اخطر واهم تهديد يواجه العالم اليوم هو أن تتحول المنظمات الإرهابية إلى دول إرهابية". ولمح روحاني إلى مستقبل ومصير بشار الأسد عن طريق إجراء انتخابات، وقال "نحن نؤيد دعم السلطة من خلال أصوات الناس بدلا من الأسلحة".
صورة من: picture-alliance/Geisler-Fotopress
الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند دعا إلى التعامل مع روسيا وإيران لإنهاء الصراع في سوريا، وقال للصحفيين "روسيا وإيران تقولان إنهما ترغبان في لعب دور أكبر في حل سياسي. نحتاج للعمل مع هذين البلدين ولأن نبلغهما أن ذلك الحل أو الانتقال يجب أن يحدث.. لكن بدون بشار الأسد".
صورة من: Reuters/A. Jocard
أكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أنه يتعين الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد وتنظيم الدولة الاسلامية حتى لو انتهي الأمر بأن يلعب الأسد دورا مؤقتا في أي حكومة انتقالية، مضيفا "نريد سوريا بدون تنظيم الدولة الإسلامية وبدون الأسد.. لأنه بصراحة لا مستقبل للشعب السوري في بلد يوجد فيه أي منهما ".
صورة من: Reuters/Stefan Rousseau
تركيا من جانبها لا زالت تعارض انتقالا سياسيا في سوريا يكون فيه دور لبشار الأسد. وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو في تصريح لصحيفة حريت التركية: "مقتنعون بأن بقاء الأسد في السلطة خلال الفترة الانتقالية لن يجعلها انتقالية. نعتقد أن هذا الوضع سيتحول إلى أمر واقع دائم".
صورة من: Reuters/Umit Bektas
السعودية ودول خليجية أخرى ثابتة على معارضتها لبقاء الأسد. ودعا وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي إلى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية "دون أي تدخل أجنبي" فيما اعتبر وزير خارجية قطر إنه يوجد توافق دولي عام مع روسيا بشأن دعوتها إلى محاربة تنظيم الدولة الإسلامية لكنه حذر من أن خطة الرئيس بوتين لا تعالج السبب الأساسي للأزمة في سوريا وهو الرئيس بشار الأسد.