قالت موسكو إنها أوقفت مؤقتا ضرباتها على جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة لمنح جماعات مسلحة أخرى وقتا للابتعاد عن جبهة النصرة، وتزامن ذلك مع كشف صور بالأقمار الاصطناعية لأضرار جسيمة تكبدتها قاعدة سورية تستعملها روسيا.
إعلان
قالت وزارة الدفاع الروسية في بيان اليوم (الربعاء 25 مايو/ أيار 2016) إنها تلقت طلبات من عدة جماعات مسلحة خاصة في دمشق وحلب تطلب فترة توقف في الضربات الجوية. وقالت الوزارة إنها قررت بعد وضع هذه الطلبات في الاعتبار منح المزيد من الوقت قبل أن تستأنف ضرباتها الجوية ضد مواقع جبهة النصرة.
وفي سياق متصل أظهرت صور التقطت بالأقمار الاصطناعية أن مسلحين من تنظيم "الدولة الإسلامية" شنوا هجوما على قاعدة جوية سورية تستخدمها القوات الروسية ما أدى إلى إصابتها بإضرار جسيمة، حسب ما أفادت أمس الثلاثاء شركة "ستراتفور" الأميركية للدراسات الأمنية والإستراتيجية. إلا أن وزارة الدفاع الروسية سارعت إلى نفي ذلك، وقالت إن الأضرار حدثت قبل أشهر بسبب قتال بين القوات النظامية السورية و"مسلحين من جماعات إرهابية".
ونشرت شركة "ستراتفور" صورا من 14 و17 أيار/ مايو، مشيرة إلى أن الأضرار التي لحقت بقاعدة تي-4 المعروفة كذلك باسم قاعدة "تياس"، وقعت بين هذين التاريخين. وتشير الصور إلى أن أربع مروحيات و20 شاحنة تضررت بسبب حريق داخل القاعدة الواقعة وسط سوريا بين مدينتي تدمر وحمص. وقالت الشركة على موقعها على الانترنت إن "قاعدة تي-4 الجوية تضررت بشكل كبير بسبب قصف مدفعي نفذه تنظيم "الدولة الإسلامية"، وبدت تحديدا أربع مروحيات روسية هجومية من طراز أم.اي-24 وكأنها دمرت تماما".
حلب تدفع الثمن... ولا نهاية للدمار
بعد خمس سنوات على تفجر الصراع في سوريا ما زالت حلب محورا أساسيا للمعارك التي تسببت حتى الآن في مقتل 250 مئات الآلاف وتشريد الملايين بين نازحين ولاجئين. الصور التالية تكشف عن آثارالمعارك التي دمرت المدينة بالكامل.
صورة من: Reuters/A. Ismail
تبرر دمشق وموسكو تكثيف العمليات العسكرية على حلب بوجود جبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، وهي غير مشمولة باتفاق وقف إطلاق النار، مثلها مثل تنظيم "الدولة الإسلامية". فيما تتهم المعارضة الحكومة بتعمد استهداف المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرتها لإخراجهم منها.
صورة من: Reuters/A. Ismail
28 نيسان/أبريل 2016 لقي 30 مدنيا على الأقل، بينهم ثلاثة أطباء، حتفهم إثر قصف جوي استهدف مستشفى القدس في القطاع الذي تسيطر عليه المعارضة في مدينة حلب. ولم يتسن التعرف على هوية الجهة التي نفذت الهجوم.
صورة من: Reuters/A. Ismail
أصيبت ست مستشفيات على الأقل في قصف في الجهتين الشرقية والغربية لحلب خلال الأيام الأخيرة، ما دفع بمجلس الأمن إلى مطالبة جميع الأطراف المتحاربة إلى حماية المستشفيات والعيادات الطبية.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Alhalbi
أسفر التصعيد العسكري في شطري حلب المقسمة بين النظام والمعارضة خلال عشرة أيام عن مقتل أكثر من 250 مدنيا بينهم نحو 50 طفلا، بحسب حصيلة للمرصد السوري.
صورة من: Reuters/A. Ismail
على الرغم من اتفاق وقف الأعمال العدائية بين الأطراف المتحاربة، أشار المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا إلى أنه خلال المعارك الأخيرة قتل في حلب كل 25 دقيقة أحد المواطنين.
صورة من: picture-alliance/AA/B. el Halebi
الأطفال هم الضحيا الأوائل في المعارك الدائرة في سوريا، كما أن طبيب الأطفال الأخير في حلب قتل في القصف الذي استهدف أحد مستشفيات المدينة.
صورة من: Reuters/A. Ismail
هذه الصورة تعود إلى 2013، وقد نشرتها منظمة العفو الدولية وهي تظهر احد أحياء مدينة حلب قبل وبعد بدء الصراع في سوريا
صورة من: US Department of State, Humanitarian Information Unit, NextView License (DigitalGlobe)
الآثار التاريخية تشكل ضحية أخرى للصراع الدموي الدائر في حلب، فقد تعرض الجامع الأموي بحلب عدة مرات للقصف وذلك منذ بدء الصراع، كما دمرت في السنوات الماضية مئذنته التاريخية التي تعود إلى عهود قبل 1000 عام ، بالإضافة إلى تدمير مئذنة جامع العمرى الذي يعتبر أقدم مسجد في العالم.
صورة من: Getty Images/AFP/D. Dilkoff
بالرغم من المعارك الدائرة في حلب، مازال آلاف المدنيين داخل المدينة المدمرة، وهم يأملون في أن يتمكن المجتمع الدولي من إجبار الأطراف المتحاربة على الالتزام بوقف الإعمال العدائية، على الأقل لالتقاط الأنفاس وتفقد بيوتهم المدمرة.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Alhalbi
9 صورة1 | 9
إلا أن الـ"بي بي سي" نقلت عن سيم تاك المحلل في شركة ستراتفور قوله "هذا الانفجار لم يكن عرضيا، وفرص كونه كذلك ضعيفة وتقريبا غير موجودة". وأكد أن هناك أدلة على "مصادر انفجارات مختلفة في المطار، وتظهر أن الروس منيوا بضربة قاسية". وذكر التقرير أن "آماكن انفجارات الذخيرة واضحة" في الصور التي أظهرت كذلك تضرر مقاتلة سورية من طراز ميغ-25.
إلا أن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية ايغور كوناشينكوف قال إن "المعدات الجوية وقطع السيارات والعديد من الحفر الناجمة عن انفجار قنابل، موجودة منذ أشهر عديدة". وأضاف أنها "ناجمة عن قصف شديد لهذا المطار بين القوات الحكومية السورية ومسلحي الجماعات الإرهابية". وفي 15 أيار/ مايو قالت وكالة "أعماق" التابعة لتنظيم "داعش" أنه تمّ تدمير أربع مروحيات روسية قتالية و20 شاحنة تحمل صواريخ في قاعدة تي-4 جراء حريق، إلا أنها لم تكشف عن تفاصيل. وأدى التدخل الروسي إلى إعطاء زخم كبير للقوات السورية في حربها ضد المعارضة المسلحة.