قالت مصادر روسية وأخرى من المعارضة السورية إن محافظة دير الزور المتاخمة للحدود السورية العراقية تعرضت لهجمات جوية مكثفة وقصف بصواريخ كروز استهدفت مواقع الجهاديين وصهاريج نفط، ما أسفر عن مقتل المئات.
إعلان
قال وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو اليوم الجمعة (20 تشرين الثاني/نوفمبر) إن أكثر من 600 من مقاتلي المعارضة السورية قتلوا في ضربة بصواريخ كروز أصابت هدفا في محافظة دير الزور.
ولم يتضح متى نفذت هذه الغارة الصاروخية. وأضاف شويجو أن روسيا ضاعفت عدد مقاتلاتها التي تشارك في العملية بسوريا إلى 69. وأظهرت لقطات من الوزارة 16 صاروخا تطلق من على متن ثلاث سفن.
وقال قائد القوة الجوية الروسية في سوريا اليوم الجمعة إن سلاح الجو الروسي نفذ 394 طلعة وأصاب 731 هدفا في سوريا في الأيام الثلاثة الأخيرة. وأضاف أن أسطول الطيران الحربي الروسي في سوريا تلقى دعما بثماني قاذفات من طراز سوخوي 34 ووحدة مقاتلات إس.واي-27إس.إم3.
وأظهر مقطع فيديو آخر نشرته وزارة الدفاع اليوم الجمعة عبارتي "من أجل أفرادنا" و"من أجل باريس" مكتوبة على قنبلة. وقال وصف من وزارة الدفاع إنها رسالة من الطيارين الروس في قاعدة حميميم الجوية في سوريا إلى متشددي تنظيم "الدولة الإسلامية".
الأسد في سوريا: باقٍ أم راحل؟
مازال قادة العالم منقسمين حول مستقبل الأسد، ففيما تعارض فرنسا وبريطانيا وتركيا ودول الخليج بقاءه، تطالب بذلك روسيا وإيران. أما إدارة اوباما فتريد العمل مع الجميع لإزاحته وألمانيا مستعدة للحوار مع الجميع ومن ضمنهم الأسد.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
التقى الرئيسان الأميركي والروسي باراك أوباما وفلاديمير بوتين في الأمم المتحدة للبحث في حلول للأزمة السورية ، لكنهما لم يحققا أي تقدم بخصوص دور الرئيس بشار الأسد. وترى الولايات المتحدة أن الأسد جزء من المشكلة، فيما تصفه روسيا بأنه جزء من الحل.
صورة من: Reuters/M. Segar
ووصف الرئيس أوباما في خطاب أمام الجمعية العام للأمم المتحدة الأسد بأنه "مستبد يقتل الأطفال". وقال إن "الولايات المتحدة مستعدة للعمل مع أي دولة بما في ذلك سوريا وإيران لتسوية النزاع". وحمل أوباما بعنف على الرئيس السوري لأنه "يلقي البراميل المتفجرة لقتل أطفال أبرياء".
صورة من: Reuters/Mikhail Klimentyev
تبادل الرئيسان الروسي والأميركي الأنخاب وتصافحا على غداء لكن الهوة بين موقفيهما حول مستقبل الأسد مازالت واسعة. وقال الرئيس الروسي إن "عدم التعاون مع الجهة السورية التي تكافح الإرهاب وجها لوجه سيكون خطأ فادحا". وأضاف "علينا أن نعترف أن لا احد سوى القوات المسلحة للرئيس السوري يقاتل فعليا الدولة الإسلامية".
صورة من: Reuters/Mikhail Metzel
أكد رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض في المنفى خالد خوجة أن "لا احد يمكنه الصفح" عن ممارسات نظام الرئيس السوري بشار الأسد". وأضاف خوجة "ما يجري في سوريا هو إبادة تتم تحت أنظار العالم"، وتساءل " أتعتقدون أن النظام يقاتل تنظيم الدولة الإسلامية؟ الإحصاءات تقول غير ذلك".
صورة من: Reuters/M. Dabbous
أعلنت المستشارة أنغيلا ميركل أن الرئيس السوري بشار الأسد يجب أن يشارك في أي مفاوضات تهدف إلى إنهاء النزاع المستمر في بلاده منذ أكثر من أربع سنوات. فيما دعا وزير خارجيتها فرانك-فالتر شتاينماير إلى إشراك إيران في مساعي حل النزاع باعتبار أنّ: "إيران فاعل إقليمي رئيسي مطلوب لحل الأزمة.... سيمكننا إنجاح الأمر فقط عندما نأتي بكافة الأطراف الفاعلة المهمة على طاولة واحدة الآن".
صورة من: Getty Images/A. Berry
من جانبه، دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى تشكيل "جبهة موحدة" للتصدي للمتطرفين في الشرق الأوسط. وقال روحاني إن "اخطر واهم تهديد يواجه العالم اليوم هو أن تتحول المنظمات الإرهابية إلى دول إرهابية". ولمح روحاني إلى مستقبل ومصير بشار الأسد عن طريق إجراء انتخابات، وقال "نحن نؤيد دعم السلطة من خلال أصوات الناس بدلا من الأسلحة".
صورة من: picture-alliance/Geisler-Fotopress
الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند دعا إلى التعامل مع روسيا وإيران لإنهاء الصراع في سوريا، وقال للصحفيين "روسيا وإيران تقولان إنهما ترغبان في لعب دور أكبر في حل سياسي. نحتاج للعمل مع هذين البلدين ولأن نبلغهما أن ذلك الحل أو الانتقال يجب أن يحدث.. لكن بدون بشار الأسد".
صورة من: Reuters/A. Jocard
أكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أنه يتعين الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد وتنظيم الدولة الاسلامية حتى لو انتهي الأمر بأن يلعب الأسد دورا مؤقتا في أي حكومة انتقالية، مضيفا "نريد سوريا بدون تنظيم الدولة الإسلامية وبدون الأسد.. لأنه بصراحة لا مستقبل للشعب السوري في بلد يوجد فيه أي منهما ".
صورة من: Reuters/Stefan Rousseau
تركيا من جانبها لا زالت تعارض انتقالا سياسيا في سوريا يكون فيه دور لبشار الأسد. وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو في تصريح لصحيفة حريت التركية: "مقتنعون بأن بقاء الأسد في السلطة خلال الفترة الانتقالية لن يجعلها انتقالية. نعتقد أن هذا الوضع سيتحول إلى أمر واقع دائم".
صورة من: Reuters/Umit Bektas
السعودية ودول خليجية أخرى ثابتة على معارضتها لبقاء الأسد. ودعا وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي إلى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية "دون أي تدخل أجنبي" فيما اعتبر وزير خارجية قطر إنه يوجد توافق دولي عام مع روسيا بشأن دعوتها إلى محاربة تنظيم الدولة الإسلامية لكنه حذر من أن خطة الرئيس بوتين لا تعالج السبب الأساسي للأزمة في سوريا وهو الرئيس بشار الأسد.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
10 صورة1 | 10
وفي بيان منفصل قالت وزارة الخارجية الروسية إن وزير الخارجية سيرجي لافروف ونظيره الأمريكي جون كيري تحدثا هاتفيا لمناقشة الحاجة لجهود مشتركة للتصدي لتنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا والحاجة لمباحثات بين دمشق والمعارضة.
من جانبه ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن ثمانية أشخاص على الأقل لقوا حتفهم جراء أكثر من خمسين غارة جوية استهدفت اليوم الجمعة محافظة دير الزور في شرق سوريا، وأدت إلى تدمير عشرات صهاريج نقل النفط. وفي محيط مطار دير الزور العسكري، قتل ثمانية عناصر من قوات النظام و22 من مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" على الأقل، خلال اشتباكات عنيفة بين الطرفين اليوم الجمعة، بحسب المرصد.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس "من المرجح أن تكون الطائرات التي شنت الغارات روسية نظرا لكثافة القصف"، مضيفا "تعد هذه المرة الأولى التي تشهد فيها دير الزور وريفها قصفا جويا بهذه الكثافة".
وأدت الغارات التي طالت وفق المرصد أحياء في مدينة دير الزور وبلدات في محيطها ومدن عدة في المحافظة بينها البوكمال بالإضافة إلى حقول نفطية، إلى "تدمير عشرات الآليات وصهاريج نقل النفط".