1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

روسيا والاتحاد الأوروبي ـ مصالح استراتيجية وعلاقة صعبة

ديتشه فيله/ وكالات (ب.أ)١٥ مايو ٢٠٠٧

العلاقات بين روسيا ودول الاتحاد الأوروبي ذات طابع استراتيجي. ورغم جهود كبار السياسيين الأوروبيين في المحافظة على علاقة صداقة ودية مع روسيا، إلا أن هذه العلاقة تتسم بالصعوبة

وزير الخارجية الألماني شتاينماير يسعى لإبقاء الحوار مع روسيا أساسا في العلاقات بين الجانب الأوروبي والروسيصورة من: AP

مع اقتراب موعد عقد القمة الروسية-الأوروبية، تزداد حدة الخلافات بين روسيا والاتحاد الأوروبي ليس بخصوص موضوع الطاقة ذو الأهمية المحورية فحسب، بل بخصوص مواضيع سياسية واقتصادية أخرى مثل تصدير اللحوم البولندية إلى روسيا واستقلال كوسوفو عن صربيا وغيرها من الملفات العالقة. ورغم دعوة وزير الخارجية الألماني فرانك-فالتر شتاينماير مؤخراً إلى التعقل في الحوار مع روسيا، إلا أن ذلك لم يمنعه من التحذير من أن "الاتحاد الاوروبي وروسيا يتجهان نحو قمة صعبة هذا الأسبوع". وأكد شتاينماير أن القمة لن تؤدي إلى اتفاق لبدء مفاوضات بشأن معاهدة تعاون جديدة بين الاتحاد الأوروبي وروسيا وأن مجموعة من "النزاعات المتراكمة" بين الجانبين أدت إلى صعوبة في التحضير للقمة. وبالرغم من الصعوبات الحالية، أصر شتاينماير على عقد القمة مع بوتين حسب البرنامج المقرر.

محاولات للتهدئة

#b#

وسيحضر القمة الروسية-الأوروبية التي ستعقد في مدينة سامارا الروسية يوم الجمعة (18 أيار/مايو) كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل فضلاً عن رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروسو. وفي محاولة من شتاينماير لتهدئة المواقف، توجه الوزير الألماني يوم الثلاثاء إلى روسيا لإجراء مباحثات مع نظيره سيرجي لافروف والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تصريحات أدلى بها قبل بدء اجتماعه بالوزير الألماني: "أحمد الله أنه ليس هناك صراع مصالح بين روسيا والاتحاد الأوروبي،" مضيفا أن "هناك اختلاف في وجهات النظر حول طرق حل مشكلات معينة، ولكن هناك إرادة مشتركة لحل هذه الخلافات." ومن الواضح أن الجانب الألماني، الذي يرأس حاليا مجلس الاتحاد الأوروبي، والجانب الروسي أيضاً يحاولان تهدئة الخلافات السياسية بين الجانبين، إلا أن ذلك لا ينفي وجود اختلاف في المصالح الاقتصادية والأمنية بين الجانبين.

إتفاق روسي مع تركمانستان وكازاخستان يغير قواعد اللعبة

الرئيس الروسي بوتين يتمتع حاليا بموقف تفاوضي قوي مقابل الاتحاد الأوروبيصورة من: AP

تتمتع روسيا حالياً بموقف قوي مقابل الاتحاد الأوروبي خصوصا أنها قادرة على التحكم في إمدادات النفط والغاز إلى الدول الأوروبية. وفي هذا السياق، وقعت الحكومة الروسية يوم الأحد الماضي (13 مايو/أيار) اتفاقا مع كل من تركمانستان وكازاخستان بشأن أنبوب لنقل الغاز. وسيزيد هذا الاتفاق من حاجة الاتحاد الأوروبي لروسيا لضمان توريد الغاز إليه، حيث أن الأنبوب الجديد سيمر عبر روسيا إلى الدول الأوروبية بعكس ما كانت الدول الغربية تسعى إليه من تجنب الأراضي الروسية عند بناء هذا الأنبوب. ويبدو أن هذا الأمر هو ما دعا ألمانيا يوم االثلاثاء إلى مزيد من التودد إلى الجانب الروسي سعيا منها للتوصل لاتفاق معها. وفي هذا السياق بين شتاينماير أن "روسيا ليست جاراً كبيراً فحسب بل أيضاً شريك رئيسي في حل الخلافات على المستوى العالمي." وأضاف "أفترض أن روسيا تعلم أن الاتحاد الأوروبي يمكن التعويل عليه كشريك مهم لها." وأصدرت الحكومة الألمانية يوم الثلاثاء بياناً قالت فيه إن الاتحاد الأوروبي "مهتم بعلاقة استراتيجية مع روسيا."

بولندا تضع عراقيل أمام السياسة الألمانية

روسيا وقعت اتفاقا مع كل من كازاخستان وتركمانستان يشكل مصدر قلق للدول الغربيةصورة من: AP

وكانت بولندا استخدمت حقها في النقض ضمن الاتحاد الأوروبي لمنع حصول مفاوضات مع روسيا حول اتفاق شراكة مع الاتحاد الأوروبي خلال القمة المرتقبة. وتعلل بولندا موقفها هذا على أنه رد فعل على الحظر الذي تفرضه روسيا على استيراد اللحوم البولندية. وكان شتاينماير قد دعا كلاً من روسيا والاتحاد الأوروبي إلى العودة إلى" تحكيم العقل" في محاولة منه للتخفيف من تداعيات النزاع القائم بين الجانبين.

وتقول الحكومة البولندية على لسان وزيرة خارجيتها آنا فوتيغا إن التحضير الألماني للقمة يتسم بالضعف، منتقدة عدم اشتمال بنود القمة على إعلان سياسي بشأن أمن توريد الطاقة من قبل روسيا. ويرد شتاينماير بالقول إن المطالب البولندية الخاصة بضمانات أمن الطاقة "لا يمكن أن تتحقق من خلال تحرك أحادي الجانب بل " تتطلب حوارا مستمرا." وتؤيد التشيك وكذلك ليتوانيا موقف بولندا من روسيا.

برنامج الدفاع الصاروخي يقلق روسيا

الرئيس البولندي ياروسلاف كاشينسكي وحكومته من أكثر المتشددين تجاه روسيا ضمن حكومات الاتحاد الأوروبيصورة من: AP

ويقول مراقبون إن روسيا تستغل الخلاف الأوروبي الداخلي حول نشر الصواريخ الدفاعية الأمريكية على الأراضي التشيكية والبولندية في محاولة منها لإشراك نفسها في برنامج الدفاع الصاروخي الذي تسعى الولايات المتحدة لتنفيذه. ومن المحتمل أن مواقف بعض دول أوروبا الشرقية المتشنجة من روسيا تأتي في سياق الخلاف بين الولايات المتحدة وروسيا حول برنامج الدفاع الصاروخي.

ومن بين القضايا الأخرى العالقة بين الجانبين والتي تلقي بظلالها على قمة سامارا المرتقبة؛ النزاع الأخير بين روسيا وإستونيا بشأن إزالة نصب تذكاري روسي في العاصمة الإستونية لتخليد ذكرى جنود الجيش الأحمر الذين قتلوا في الحرب العالمية الثانية. وكذلك الخلاف بين الاتحاد الأوروبي وروسيا بشأن وقف الأخيرة لإمدادات النفط عن مصفاة لتكرير النفط في ليتوانيا. كما أن موقف الدول الغربية إزاء وضع إقليم كوسوفو في صربيا يشكل مصدرا آخر للخلاف بين الجانبين، حيث تهدد روسيا باستخدام حق النقض الفيتو في مجلس الأمن في حال تقدمت الدول الغربية بقرار لتدعيم استقلال إقليم كوسوفو عن الجمهورية الصربية.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW