روسيا وتركيا تتفقان على تعزيز الحوار ومكافحة الإرهاب
١ يوليو ٢٠١٦
اتفق وزيرا خارجية روسيا وتركيا سيرغي لافروف ومولود جاوش اوغلو الجمعة في سوتشي على تعزيز الاتصالات العسكرية، كما اتفقت الدولتان على تعزيز التعاون في مكافحة الإرهاب، ويسير تطبيع العلاقات الروسية التركية بوتيرة سريعة.
إعلان
اتفق وزيرا خارجية روسيا وتركيا سيرغي لافروف ومولود جاوش اوغلو اليوم الجمعة (1 يوليو/تموز 2016 ) في سوتشي على تعزيز الاتصالات العسكرية، لاسيما حول سوريا، في لقائهما الأول لاستئناف الحوار بين البلدين بمبادرة من أنقرة، بعد أزمة دبلوماسية خطيرة.
وقال جاوش اوغلو في ختام الاجتماع "بإمكاننا التحدث مع روسيا في كل المسائل إيجابا أو سلبا، لأن الحوار الذي انقطع استؤنف وعادت علاقاتنا إلى ما كانت عليه سابقا".
وكان لافروف قال في مستهل الاجتماع الذي عقد على هامش الجمعية العمومية لمنظمة التعاون الاقتصادي للبحر الأسود، "نأمل آن يعيد هذا اللقاء العلاقات إلى طبيعتها". وأضاف وزير الخارجية الروسي كذلك أن البلدين قررا إعادة إطلاق "مجموعة العمل حول مكافحة الإرهاب" التي كانت "مجمدة" منذ تشرين الثاني/نوفمبر. وتابع أن "الاتصالات العسكرية" ستزداد عمقا.
وتتعارض مواقف موسكو وأنقرة حيال سوريا مع دعم روسيا عسكريا الرئيس بشار الأسد، في حين تشجع تركيا على إسقاطه من خلال دعمها فصائل مسلحة.
تقارب تركي روسي حثيث
ومن المتوقع أن يبحث البلدان "القضايا الأكثر صعوبة،" وضمنها "عدم السماح للمنظمات الإرهابية في سوريا باستخدام الأراضي التركية" قاعدة خلفية لها، بحسب لافروف.
ويذكر أن الرئيس فلاديمير بوتين اتهم، أثناء الأزمة الناجمة عن إسقاط مقاتلة روسية بصاروخ تركي على الحدود مع سوريا، علنا الرئيس التركي وعائلته بالاستفادة من تهريب النفط الذي يقوم به تنظيم "داعش" الإرهابي.
وتحادث بوتين ونظيره التركي الأربعاء للمرة الأولى منذ بداية الأزمة الدبلوماسية. وجرت المحادثة الهاتفية، بعد أشهر من الانتقادات العنيفة، بعد أن بعث الزعيم التركي برسالة اعتذار إلى بوتين.
وقال وزير الخارجية التركي إن اردوغان قد يتوجه إلى سوتشي في أب/أغسطس للاجتماع ببوتين. وكان المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قال انه في أسوأ الأحوال فان اللقاء قد يكون على هامش قمة مجموعة العشرين أوائل أيلول/سبتمبر في الصين.
وفي أولى مؤشرات احتواء التوتر، أمر بوتين برفع العقوبات المفروضة في مجال السياحة وبـ"تطبيع" العلاقات التجارية مع أنقرة.
كما اتفق وزير الخارجية الروسي لافروف ونظيره التركي أوغلو على استئناف التعاون في أنشطة مكافحة الإرهاب في الاجتماع الذي عُقد في مدينة سوتشي جنوبي روسيا حيث قال لافروف إن تركيا وروسيا " شكلتا مجموعة عمل ثنائية لمكافحة الإرهاب. وعلى مدى الأشهر السبعة الماضية، كان عملها مجمدا لأسباب معروفة، ولكن اليوم اتفقنا على استئناف ذلك".
وشدد وزير الخارجية الروسي لافروف اليوم الجمعة على أن العمل المشترك بين روسيا وتركيا يكتسب أهمية إضافية بعد تطبيع العلاقات بين البلدين. وأضاف لافروف "أعتقد أن الاتصالات من خلال قنوات أخرى ستتطور أيضا بما في ذلك بين جيشي البلدين مع الأخذ بعين الاعتبار أعمال قواتنا الجوية وفقا لدعوة من الحكومة السورية ومع الأخذ بعين الاعتبار حقيقة أن تركيا هي عضو التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية".
وقال رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف إن حكومة بلاده مستعدة للتفاوض مع تركيا على أي مستوى، وأنه شخصيا مستعد للمشاركة في تلك المفاوضات. وأضاف ميدفيديف في مقابلة تلفزيونية أوردتها وكالة " انترفاكس" اليوم أن أعضاء الحكومة الروسية سيجرون محادثات مع نظرائهم في الجانب التركي، وأنه مستعد للمشاركة في تلك المفاوضات.
م.أ.م/ ي.ب (د ب أ، أ ف ب، رويترز)
بعد صداقة حميمة.. توتر وعداء بين "القيصر" و"السلطان"
تشهد العلاقات الروسية التركية أسوأ أزمة دبلوماسية منذ الحرب الباردة إثر إسقاط تركيا للمقاتلة الروسية. ويدور اختبار قوة عنيف بين رئيسي البلدين رغم روابط الصداقة السابقة، وهو ما بات يعتبر مواجهة بين "السلطان" و"القيصر".
صورة من: Reuters/Umit Bektas
يدور حاليا خلاف بين تركيا وروسيا بعد أن أسقطت أنقرة مقاتلة روسية على الحدود السورية في 24 تشرين الثاني/ نوفمبر 2015. ويدور اختبار قوة عنيف بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب إردوغان رغم روابط الصداقة التي كانت تجمع بينهما، وهو ما يهدد العلاقات بين البلدين التي باتت توصَف كمواجهة بين "السلطان" و"القيصر". تاريخ الصورة: 15/ 11/ 2015 في قمة مجموعة العشرين بأنطاليا التركية.
صورة من: picture alliance/ZUMA Press
أنقرة تقول إن المقاتلة الروسية انتهكت المجال الجوي التركي وتم تحذيرها مرارا. وتقول موسكو إن الطائرة كانت فوق سوريا حيث تقوم روسيا بحملة جوية لدعم الرئيس الأسد في الحرب المستمرة منذ نحو خمس سنوات. وتقول روسيا إنها تستهدف تنظيم "داعش"، في حين يقول مسؤولون غربيون إن عددا قليلا جدا من الغارات الجوية الروسية تستهدف التنظيم وإن معظمها تضرب جماعات المعارضة السورية التي يدعمها الغرب.
صورة من: picture-alliance/dpa/Anadolu Agency
وشن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هجوما شديدا على تركيا محذرا إياها من أنها "ستندم على ما فعلته" ومؤكدا أن قيامها بإسقاط المقاتلة الروسية على الحدود السورية عملية غدر لن تنساها روسيا أبدا. واتهم الجيشُ الروسي الرئيسَ التركي رجب طيب أردوغان وعائلته بـ"الضلوع" في شراء النفط من تنظيم "داعش".
صورة من: Reuters
ولم يتأخر الرئيس التركي بالرد على ما وصفه بأنها اتهامات "غير أخلاقية" من جانب روسيا إليه والى أفراد عائلته بأنهم يستفيدون من المتاجرة بالنفط مع تنظيم "داعش"، متهما بدوره موسكو بالضلوع في هذه التجارة. وقال أردوغان: "لدينا إثباتات بأن روسيا متورطة في تجارة النفط مع داعش".
صورة من: Reuters/U. Bektas
استدعت تركيا السفير الروسي لدى أنقرة بعد نشر صور لعسكري روسي يحمل قاذفة إطلاق صواريخ على سفينة عسكرية روسية أثناء مرورها في مضيق البوسفور. ووصفت أنقرة صور العسكري الروسي بـ "الاستفزاز" في أوج الأزمة الدبلوماسية بين موسكو وأنقرة منذ إسقاط سلاح الجو التركي الطائرة الروسية. ونشرت عدة وسائل إعلام تركية صورة الجندي الروسي وهو يحمل قاذفة إطلاق صواريخ على كتفه على بارجة روسية.
صورة من: Youtube/komik videolar
فرضت روسيا الغاضبة عقوبات على تركيا ومنها إعادة العمل بنظام التأشيرة للمواطنين الأتراك ابتداءً من أول عام 2016، وحظر استيراد الخضر والفواكه التركية. وقالت أنقرة إنها ستفرض عقوبات على روسيا إذا اقتضت الضرورة لكنها لا تزال مستعدة لإجراء محادثات مع موسكو.
صورة من: picture-alliance/dpa
يتوقع البنك الأوروبي للإعمار والتنمية أن أثر العقوبات على تركيا سيكون "ملحوظاً لكن ليس بشكل كبير على إجمالي الناتج المحلي التركي"، أما بالنسبة لروسيا فسيبقى التأثير "محدودا" إلا إذا تأثرت صادرات الطاقة فعندها سيكون سلبيا، لأن تركيا ثاني سوق لصادرات الغاز الروسية. إردوغان قال إن بلاده يمكنها إيجاد مزودي طاقة آخرين غير روسيا. ويرتبط اقتصادا البلدين بشدة خصوصا في مجالات الطاقة والسياحة والبناء.
صورة من: picture-alliance/dpa
البنوك التركية ستُستثنى من العقوبات الروسية لتتفادى بذلك حملة تشنها موسكو قد تسبب خسائر لتركيا تصل إلى تسعة مليارات دولار انتقاما من إسقاط الطائرة الروسية.
صورة من: picture-alliance/epa/S. Suna
وأعلنت روسيا أنها انتهت من برنامج لإعادة نحو 9 آلاف مواطن كانوا في رحلات سياحية في تركيا، وذلك في أعقاب التوترات التي أثارها إسقاط تركيا للطائرة العسكرية روسية. وبحلول يوم الإثنين 07 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، لم يبقَ سوى نحو 10 سائحين في تركيا من إجمالي 9 آلاف روسي.
صورة من: AP
من ناحية أخرى اتهم العراق تركيا بانتهاك سيادته بنشر قوات مدججة بالسلاح في معسكر قرب خط الجبهة في شمال العراق. لكن أنقرة قالت إن وجود تركيا في الموصل يهدف إلى المساهمة في قتال العراق ضد تنظيم "داعش" وإنه سيستمر بالتنسيق مع العراق. ومن غير الواضح ما إذا كانت روسيا تنوي إثارة الشكاوى العراقية في مجلس الأمن أو ما إذا كان الوفد الروسي يريد من المجلس أن يتخذ إجراءات.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sirnak
قالت وسائل إعلام تركية إن أنقرة أوقفت بارجة روسية في ميناء سامسون (شمال) على البحر الأسود بسبب نقص في الوثائق في حين سمح لثلاث بوارج أخرى بمغادرة الميناء. (الصورة رمزية).
صورة من: AFP/Getty Images
وفي ظل حرب الاتهامات بين روسيا وتركيا عقد وزير الخارجية الروسي لافروف اجتماعا مع نظيره التركي تشاووش أوغلو استغرق 45 دقيقة في بلغراد. وبعد اللقاء قال تشاووش أوغلو: "عبرنا عن حزننا وقدمنا تعازينا في مقتل الطيار الروسي". من جانبه، قال لافروف إنه لم يسمع منه شيئا جديدا بخصوص إسقاط مقاتلة تركية للطائرة الحربية الروسية.
صورة من: Reuters
لافروف: "لن نحارب تركيا لكن سنرد على إسقاط الطائرة". وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف جدّد التأكيد على أن تركيا استهدفت الطائرة الروسية وهي داخل المجال الجوي السوري. ووصف إسقاط الطائرة بأنه "أقرب ما يكون إلى استفزاز متعمد".
صورة من: Reuters/D. Balibouse
أوغلو: لن نعتذر عن إسقاط المقاتلة الروسية. فيما أعلن الرئيس أردوغان أنه حزين لإسقاط الطائرة الروسية، رفض رئيس وزرائه تقديم أي اعتذار لروسيا. وتطالب موسكو باعتذار رسمي من أنقرة عن إسقاط مقاتلتها الذي أدى لمقتل أحد طياريها إلى جانب عسكري روسي شارك في عملية خاصة لإنقاذ الطيار الثاني. لكن تركيا رفضت الاعتذار قائلة إنها تصرفت دفاعا عن حدودها. من جهته وصف أوغلو الاتهامات الروسية بأنها "دعاية سوفييتية".