1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

رياح التغيير تهب على الإعلام الجزائري

٣ مايو ٢٠١١

يرى قسم كبير من الإعلاميين الجزائريين أن قطاعهم يشهد حالة فوضى "مبرمجة"، ساهمت فيها أطراف عدة من داخل السلطة وخارجها، لا تكترث لتنظيم المهنة وتعزيز حرية التعبير وتحسين وضع الصحفيين والارتقاء بمستوى الاعلام الجزائري.

نصب تذكاري يخلد شهداء حرية الصحافة في الجزائرصورة من: DW

يجمع متتبعون لواقع الإعلام الجزائري منذ بداية تسعينيات القرن الماضي إلى الآن بأنه ظل يراوح في مكانه دون أن يتقدم ويساهم في تعزيز حرية الرأي والتعبير بأطر قانونية ومؤسساتية تضمن الممارسة الحقيقية للوظيفة الإعلامية من قبل الصحفيين. فالأزمة الأمنية والسياسية التي عرفتها البلاد انعكست بطريقة سلبية جدا على واقع المهنة ودورها في قيادة الرأي العام و بناء دولة المؤسسات، وفق سياسة إعلامية جديدة يشارك في وضعها أصحاب المهنة.

ويسعى الصحفيون الجزائريون عبر آليات عديدة، منها النقابات ومبادرات جماعية، إلى وضع حد للفوضى التي يشهدها قطاع الاعلام. وكانت آخر محاولاتهم عريضة رفعوها إلى رئيس الجمهورية يطالبون فيها بتنظيم المهنة، وإعطاء قطاع الإعلام الأولوية التي يستحقها. وقد جاء الرد سريعا من الرئيس خلال خطاب ألقاه في 15 ابريل/ نيسان المنصرم؛ قرر فيه رفع التجريم عن الكتابات الصحفية وإطلاق حوار بين أهل المهنة والسلطات. حوار يشكك بعض الصحفيين في جدواه وفي قدرة النظام على تحقيق الإصلاح المنشود، إذا ما تم إسناد المهمة لنفس الأشخاص الذين أمعنوا في قمع الصحافة والصحفيين خلال السنوات الماضية.

الاحتجاج في اليوم العالمي لحرية التعبير

صحافيون جزائريون يقدمون "المبادرة الوطنية من أجل كرامة الصحفي" التي رفعت للرئيس بوتفليقةصورة من: DW

لم ينتظر الصحفيون المنضوون تحت لواء "المبادرة الوطنية من أجل كرامة الصحفي" ما ستقرره السلطات العليا في البلاد من إصلاحات بعد خطاب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وأعلنوا خلال اجتماعهم الأسبوعي يوم 27 أبريل/ نيسان تشكيل ست ورشات عمل من أجل تحسين الأوضاع المهنية والاجتماعية للصحفيين.

ويقول الصحفي رياض بوخدشة أحد الناشطين في المبادرة لدويتشه فيله "إن ظروف ممارستنا للمهنة صعبة ومُهينة جدا، لكن في المقابل هناك إرادة قوية لدى الصحفيين لتغيير واقعهم المزري" ويضيف "أنه ورغم الإشارات الايجابية من جانب وزارة الاتصال لحل بعض المشاكل المطروحة، فإن قرار تنظيم وقفة احتجاجية بساحة حرية التعبير يوم 03 مايو/ أيار الجاري هو تأكيد على رفضنا المطلق لواقعنا المهني والاجتماعي والتمسك بمطالبنا".

عبد الرزاق بوالقمح عضو المكتب التنفيذي لفيدرالية الصحافيين الجزائريينصورة من: DW

ويرى عضو المكتب الوطني للفيدرالية الوطنية للصحفيين الجزائريين عبد الرزاق بوالقمح أن الجزائر تشهد "فوضى إعلامية، فكل يوم تقريبا نسمع عن ميلاد جريدة جديدة، وغلق أخرى، فهناك غموض كبير يلف عملية اصدار الجرائد في الجزائر"، ويضيف في حديثه لدويتشه فيله "إن الوزارة المسؤولة لا تملك قاعدة بيانات لعدد الجرائد والمجلات في الجزائر، فهذه الجرائد تفتح وتغلق دون علمها، مما يعني أن هناك أطرافا أخرى تدير القطاع بدل الوزارة".

ويتساءل بوالقمح عن الجدوى من هذا العدد الكبير من الجرائد، الذي يصل إلى نحو 90 صحيفة يومية وأكثر من 200 مجلة شهرية وأسبوعية، وفيما إذا كانت فعلاً حاجة إليها، فهي حسب بوالقمح "تكاد تكون بنفس الخط الافتتاحي، ولا تعكس بأي حال التنوع الإيديولوجي والسياسي الموجود في الشارع الجزائري".

وفي المقابل يعتقد توفيق بحجار، مدير جريدة "السلام" الحديثة الميلاد، أن الساحة الإعلامية لازالت قادرة على استيعاب عناوين جديدة، مشيرا إلى سوق الإعلانات الذي لازال واعدا في الجزائر.

استغلال الصحافة للدعاية والتجارة

الصحافي الجزائري رياض بوخدشة أحد المشاركين في "المبادرة الوطنية من أجل كرامة الصحافي"صورة من: DW

ومن واقع خبرته في اصدار الجرائد، تحدث بوحجار عن أهم العراقيل التي تواجهها الجرائد الصغيرة غير المدعومة من أطراف في السلطة، ومنها جريدته "الوسط" التي تم إيقافها مؤخرا، قائلا "معاناة الصحف الصغيرة تكمن في احتكار الإعلان العمومي من طرف مؤسسة واحدة، ونقص الصحفيين المحترفين، بالإضافة إلى الممارسات الاحتكارية التي تمارسها بعض الجرائد الكبرى التي تملك شركات للتوزيع".

وفي السنوات الأخير برزت ممارسات جديدة على واقع الإعلام الجزائري، مثل تملك رجال الأعمال والمقاولين لصحف تم شراؤها بالمليارات من أصحابها، وذلك بغية تسويق أنفسهم وإنجاح صفقاتهم التجارية، والتربح من ريع الإعلانات التي توزعها الوكالة الوطنية للنشر والإشهار، والتي تخضع في الغالب لمعايير لا علاقة لها بقوة سحب الجريدة وانتشارها.

وانعكس هذا الوضع على الممارسة المهنية، حيث تضطر صحف جادة ومهنية إلى التوقف أو تغيير خطها لضمان استمرارها. ولهذا يطالب عدد كبير من الصحفيين بأن يقتصر إصدار الصحف على مهنيي القطاع كما ينص على ذلك قانون 1990.

توفيق بوحجار مدير صحيفة" السلام"صورة من: DW

ويجمع متتبعون لواقع الإعلام الجزائري منذ بداية تسعينيات القرن الماضي إلى الآن بأنه ظل يراوح في مكانه دون أن يتقدم ويساهم في تعزيز حرية الرأي والتعبير بأطر قانونية ومؤسساتية تضمن الممارسة الحقيقية للوظيفة الإعلامية من قبل الصحفيين.

فالأزمة الأمنية والسياسية التي عرفتها البلاد انعكست بطريقة سلبية جدا على واقع المهنة ودورها في قيادة الرأي العام و بناء دولة المؤسسات، وفق سياسة إعلامية جديدة يشارك في وضعها أصحاب المهنة.

ويرى هؤلاء المراقبون أن النقاش الدائر بين الصحفيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي واللقاءات المباشرة في إطار المبادرات التي أطلقوها، تؤكد حرصهم الشديد على تحقيق هذا الهدف.

الجزائر - توفيق بوقاعدة

مراجعة: عارف جابو

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW