1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الانتخابات الأمريكيةـ مشاهير الرياضة في معترك السياسة

٢٣ أكتوبر ٢٠٢٤

مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية في شهر نوفمبر/تشرين الثاني القادم، يستمر التداخل بين السياسة والرياضة. لكن هل يُحدث تأييد بعض نجوم الرياضة لمرشح ما فرقا؟ وكيف يستغل المرشحون هذه التأييدات لصالحهم؟

هاريس في حديث مع ستيف كاري.
حصلت كامالا هاريس على تأييد نجم كرة السلة ستيف كاري، والتقت مؤخرًا بالمنتخب الوطني الأمريكي.صورة من: IMAGO/Lawrence Jackson/White House

في ركن أزرق (يُشار به إلى الحزب الديمقراطي)، يظهر ستيف كاري نجم كرة السلة في المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي. وفي ركن أحمر (يُشار به إلى الحزب الجمهوري)، يظهر دانا وايت رئيس بطولة القتال النهائي المعروفة بـ "يو إف سي" في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري.

وإذا كانت الخطوط الفاصلة بين السياسة الأمريكية والرياضة قد أصبحت غير واضحة خلال العقد الأخير، فإنها قد تلاشت تماما في التحضير للانتخابات الرئاسية الأمريكية المقرر إجراؤها في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني 2024.

لقد أصبح الرياضيون من مختلف أنواع الرياضات والخلفيات مسيسين بشكل متزايد في السنوات الأخيرة، وذلك سواء من خلال تأييد مرشح ما أو الاحتجاج. أو بكل بساطة دعوة الناس إلى ممارسة حقهم في التصويت.

لكن هل سيكون لأي من ذلك تأثير ملموس في انتخابات الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني؟

بيتينا ويلكينسون، أستاذة مساعدة في قسم السياسة والشؤون الدولية بجامعة "ويك فورست" في ولاية كارولينا الشمالية، تعتقد أن الإجابة على ذلك السؤال هي نعم.

وقالت بيتينا في مقابلة مع (DW) "يتمتع الرياضيون المحترفون بقوة كبيرة، لاسيما أولئك الناجحين منهم والذين صنعوا لأنفسهم اسما. فغالبا ما يكون لديهم متابعون على وسائل التواصل الاجتماعي أكثر من رئيس الولايات المتحدة".

وتابعت ويلكنيسون التي درست النشاط الرياضي، وتستعد لنشر كتاب حول هذا الموضوع مع زميلتها ليزا كيانغ في وقت لاحق من هذا العام:"ينظر الأفراد إلى الرياضيين المحترفين بإعجاب لأن هويتهم مرتبطة بهم".

ألقى دانا وايت خطابا في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري.صورة من: Jasper Colt/picture alliance

وأردفت:"إذا كنت من عشاق كرة السلة..وأتابع لاعبا معينا وأراه رائعا ومميزا، فإن قوله لي إن هذا الأمر مهم. فهذا يعني أنه من المرجح أن أقوم بذلك".

تأييد الرياضيين

ولا يقتصر الأمر على ستيف كاري ودانا وايت، إذ أن هناك العديد من نجوم الرياضة في الولايات المتحدة، الذين أعلنوا عن مواقفهم السياسية قبل المعركة الانتخابية بين المرشحين كامالا هاريس ودونالد ترامب.

فقد قال لاعب الغولف المحترف جون دالي:"إننا جميعا في جولات الغولف نريد عودة الأب ترامب". على الرغم من أنه من غير الواضح إلى أي حد يتحدث نيابة عن الآخرين. كما أن دونالد ترامب حظي أيضا بدعم هاريسون بوتكر لاعب فريق كانساس سيتسي تشيفز.

وقال بوتكر في مقابلة خص بها قناة "فوكس نيوز" الأمريكية :"أنا أدعم الرئيس الذي سيكون الأكثر تأييدا للحياة، وأعتقد أن دونالد ترامب هو الرئيس الأكثر تأييدا للحياة".

في المقابل، سعت كامالا هاريس إلى الحصول على تأييد عدد من الرياضيين، فقد تلقت دعم بيلي جين كينغ (التنس)، وترويت (سباح بارالمبي)، وأسطورة الدوري الأمريكي للمحترفين إيرفين "ماجيك" جونسون. وانضم الجميع إلى مجموعة "رياضيون من أجل هاريس"، التي رأت النور في سبتمبر/أيلول الماضي.

 وقال جونسون:"لكل الرياضيين، لا تخافوا من استخدام منصاتكم. إننا نحتاج منكم جميعا المشاركة. شاركوا هذه الرسالة مع أصدقائكم بأن نائبة الرئيس هاريس لديها أجندة من شأنها دفع البلاد إلى الأمام".

وترى بيتينا ويلكينسون أن تأييد الرياضيين قد  يؤثر على التصويت، وربما حتى على الولايات "المتأرجحة". وتعتقد بيتينا أن دعوة الرياضيين الناس لممارسة حقهم في التصويت قد يكون له أيضا تأثير أعمق.

وأشارت ويلكينسون في هذا الصدد إلى مبادرة "أكثر من مجرد تصويت"، التي أطلقها لاعب السلة الأمريكي الشهير ليبرون جيمس، وتقودها حاليا لاعبة كرة السلة النسائية  نيكا أوغوميكي.

وفي البداية، كانت هذه المبادرة تهدف إلى دعم إصلاح العدالة الجنائية بعد مقتل جورج فلويد وبريونا تايلور. بيد أن تركيز المبادرة تغير تحت قيادة لاعبة السلة النسائية نيكا أوغوميكي.

أهمية العوامل الديموغرافية

وقالت نيكا أوغوميكي:"لقد شهدت الرياضة النسائية نموا مذهلا على مدار مسيرتي، التي استمرت 13 عاما في الدوري الأمريكي للمحترفات. لكن خلال نفس الفترة، شاهدت المشرعين وهم ينتهكون حقوقي وحقوق كل رياضة تساهم في بريق هذه الفرق والدوريات".

وتابعت المتحدثة ذاتها كلامها بالقول:"لا يمكننا الوقوف مكتوفي الأيدي بينما تتلاشى حريات النساء. لهذا السبب، فإنني أتولى زمام المبادرة لتثقيف وتحفيز الناس على التحرك بخصوص هذه القضية".

وليبرون جيمس ونيكا أوغوميكي رياضيان من أصحاب البشرة السوداء. وأوضحت بيتينا ويلكينسون أن الدراسات، التي أجرتها من زملائها تظهر باستمرار أن العرق والجنس يلعبان دورا مهما في نشر الرسائل السياسية.

وقالت بيتينا ويلكينسون :"يكتسي العرق أهمية في بعض الأحيان. فإذا كان لديك على سبيل المثال رياضي أسود البشرة يدلي بتصريح حول إصلاح العدالة الجنائية، فمن المرجح أن الأفراد السود سيكونون أكثر ميلا لتغيير مواقفهم".

وأضافت:"لكن المثير للاهتمام أن هذا ليس صحيحا دائما. فعندما يدلي رياضي أبيض، على سبيل المثال، ميغان رابينو (لاعبة كرة قدم أمريكية شهيرة) بتصريح حول إصلاح العدالة الجنائية وزيادة الوعي بعنف الشرطة، فإنهم كانوا أقل تقبلا له. وفي الواقع، كان له تأثير عكسي".

ترامب وهاريس يدركان قوة الرياضة

ونظرا للفوارق الضئيلة والأهمية التي تُوليها الحملات الانتخابية الأمريكية للإعلانات، فإنه ليس من المستغرب أن كلا المرشحين كامالا هاريس ودونالد ترامب قد أدركا قوة الرياضة في التأثير على الناخبين.

ففي وقت سابق من هذا الشهر، أطلقت حملة دونالد ترامب إعلانات تُهاجم موقف هاريس بخصوص قضايا المتحولين جنسيا، خلال مباريات الدوري الوطني لكرة القدم الأمريكية، وكرة القدم الجامعية.

وبالمثل، أطلقت حملة هاريس لافتات معلقة على طائرات خلال سلسلة من المباريات الأخيرة، حيث استهدفت بعناية مباريات ومواقع في ولايات "متأرجحة". ويُعتقد أن تلك الرسائل قد تُحدث الفارق.

وقالت بيتينا ويلكينسون:"نعلم أن أولئك الذين لديهم هوية رياضية قوية، هم أكثر عرضة للتأتر وتغيير مواقفهم بخصوص موضوع ما، إذا ما عبر رياضي محترف عن موقفه بشأن ذلك الموضوع".

وأردفت:"لذا، فمن المنطقي أن تعرض كامالا هاريس إعلانات في المباريات. ومن المنطقي كذلك أن يقوم دونالد ترامب بنفس الشيء".

وتابعت المتحدثة ذاتها كلامها بالقول:"عندما يرى فرد تلك الإعلانات، فإنه يعتقد أن الدوري الوطني لكرة القدم الأمريكية مُرتبط بهذا المرشح المعين". وأضافت:"ها أنا ذا (الفرد) في المباراة، وبالتالي فإن هويتي مرتبطة بالدوري. وهذا ما يؤثر بشكل كبير على الانفتاح للتصويت لمرشح ما".

بيد أن مثل هذه التكتيكات قد تأتي بنتائج عسكية أيضا، فقد وجدت بيتينا ويلكينسون أن هذا ينطبق بشكل خاص على الناخبين المحافظين البيض، والذين يرون في الرياضة وسيلة للهروب من الواقع، ويشعرون بالسوء من تداخل السياسة مع الرياضة.

وفي هذا الصدد، قالت بيتينا ويلكينسون "بغض النظر عما إذا كانت الحملة تدعم ترامب أو هاريس، فإنهم لا يحبون اختلاط الرياضة بالسياسة، وتكون لديهم ردود فعل غاضبة للغاية إزاء ذلك".

من الواضح أن كلمات الرياضيين وأفعالهم، سواء من خلال تأييد مرشحين أو تشجيع المشاركة، سيكون لها دور في الانتخابات المقبلة. وقد لا تكون العامل الحاسم بمفردها، غير أنه في الانتخابات كما هو الحال في الرياضة، فإن المكاسب الصغيرة مهمة.

أعده للعربية: ر.م

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW