ريبيري ومنافسة قوية في طريق استعادته لمكانه كأساسي
هـ.د٨ فبراير ٢٠١٦
عاد فرانك ريبيري نجم بايرن ميونيخ لاستئناف التدريبات مع فريقه بعد تعافيه من إصابة أبعدته لفترة طويلة. ورغم مكانة ريبيري الكبيرة فإنه الآن سيدخل في منافسة قوية لاستعادة قدراته واسترجاع مكانته كأساسي في تشكيلة البافاري.
إعلان
تنفس جمهور بايرن ميونيخ عامة وعشاق فرانك ريبيري خاصة الصعداء بعد اقتراب الدولي الفرنسي السابق من العودة للعب من جديد بعد إصابة أبعدته لمدة طويلة عن الملاعب. ريبيري شارك زملائه تدريبات اليوم الإثنين (الثامن فبراير/ شباط)، التي خاضها لاعبو بايرن ميونيخ تحت قيادة مدربهم بيب غوارديولا. "جميل أن يعود فرانكي (فرانك ريبيري) مجددا للعب"، يقول آريين روبن في حوار مع قناة بايرن ميونيخ ويضيف: "الفريق بحاجة إليه، ونحن تنتظرنا أشهر صعبة وأخرى جميلة."
بدوره أثنى الحارس مانويل نوير على ريبيري بالقول "ريبيري لاعب متميز، ونحن لازلنا في حاجة إليه، والكل يعرف ماذا قدم لبايرن ميونيخ وما يمكن تقديمه للمجموعة إذا استعاد عافيته".
وكان ريبيري قد أصيب بتمزق عضلي حاد في الساق خلال مباراة فريقه ضد دينامو زغرب الكرواتي في شهر ديسمبر الماضي في دوري أبطال أوروبا، وذلك بعد عودته إلى الملاعب إثر غياب دام تسعة أشهر لإصابات مختلفة في الركبة والظهر.
عودة ريبيري ستشعل المنافسة
عودة ريبيري ستفيد بالتأكيد فريق بايرن ميونيخ وتجعله يملك الكثير من الخيارات في خط الوسط، وهو أمر مطلوب خصوصا وأن النادي البافاري لا زال هذا الموسم ينافس على جبهات مختلفة: الدوري المحلي ودوري أبطال أوروبا وكأس ألمانيا، ويحتاج إلى لاعبين كبار بحجم ريبيري وغيره؛ لتقوية حظوظه في الذهاب بعيدا في المنافسة على الألقاب.
بيد أن طريق الجناح الفرنسي إلى العودة ليكون أساسيا لن تكون مفروشة بالورود في ظل وجود لاعبين متألقين يلعبون في نفس مركز ريبيري مثل دوغلاس كوستا وكينغسلي كومان. فقد برهن البرازيلي كوستا منذ التحاقه بالبيت البافاري بداية الموسم على تمتعه بمهارات عالية، تمكنه من المراوغة ببراعة ومن تمرير الكرة بدقة إلى زملائه، فضلا عن قوته في التسديد على المرمى، ولياقته البدنية العالية. إضافة إلى ذلك فإن كوستا لا يتعدى الرابعة والعشرين من عمره، بينما تجاوز ريبري وروبن الثلاثين.
وما ينطبق على دوغلاس كوستا ينطبق أيضا على كينغسلي كومان، الذي استعاره بايرن ميونيخ من يوفنتوس لسد الفراغ الذي خلفته إصابة ريبيري وروبن. وبالرغم من أن الدولي الفرنسي لا يتعدى عمره 19 عاما إلا أنه أظهر إمكانيات كبيرة وقدرة عالية على الانسجام في فريق كبير بحجم بايرن ميونيخ.
دوغلاس مختلف عن ريبيري
في حوار مع موقع يوروسبوت الألماني امتدح المدرب غوارديولا اللاعب الفرنسي الشاب كومان، مذكراً بأنه "لا أحد كان يعرف ما كان ينتظرنا عندما جئنا به من اليوفي." ويضيف غوارديولا: "لكنه لعب بشكل جيد... وهو حين يخسر الكرة، يحاول مرة بعد أخرى. وقد استوعب جيداً سلوكنا الدفاعي."
رغم كل هذا الثناء على الوافدين الجديدين دوغلاس وكومان يبقى فرانك ريبيري علامة مميزة في الفريق البافاري، وتبقى خبرته مطلوبة خصوصا في المسابقات الكبيرة مثل دوري أبطال أوروبا. وفي مقارنة بين ريبيري وكوستا سبق للمدافع جيروم بواتينغ أن صرح لموقع "فوكوس" الألماني بالقول "فرانك لاعب من الطراز العالمي، وفعل الكثير لبايرن ميونيخ، صحيح أن كوستا قدم عروضا جميلة، لكن يبقى هناك اختلاف بين دوغلاس وريبري".
لكن وبغض النظر عن اللاعب الذي سيتمكن من فرض نفسه أساسيا في تشكيلة غوارديولا، فإن المنافسة القوية على ذلك ستجعل اللاعبين يقدمون أحسن ما عندهم، وستسمح للمدرب بإراحة أحد اللاعبين الثلاثة بحيث يكون لديه في كل مباراة جناحان في أوج اللياقة.
تعرف على أعمدة نجاح فريق بايرن ميونيخ
عن جدارة واستحقاق كبيرين أحرز فريق بايرن ميونيخ بطولة الدوري الألماني قبل نهايتها. والفضل في هذا النجاح يعود إلى عدة أشخاص. نستعرض في هذه الجولة المصورة أهم أعمدة نجاح بايرن ميونيخ داخل المستطيل الأخضر وخارجه.
صورة من: picture-alliance/dpa
المدرب الاستراتيجي
استطاع بيب غوارديولا خلال فترة زمنية قصيرة أن يفرض مفهومه التدريبي واستوعب لاعبو الفريق البافاري تكتيكات الإسباني الذكي وأهمها: امتلاك الكرة بكثرة، والتمريرات القصيرة المتقنة والأنيقة. ومنها أيضا شن هجمات بدون توقف حتى لو كان الفريق متقدما على منافسه بثلاثة أهداف أو أربعة لصفر. لذلك ترى معظم لاعبي الفرق المنافسة يجرون فقط خلف لاعبي بايرن، ولا يقومون بعملية التحام وصراع معهم على الكرة.
صورة من: Getty Images
اللاعب الشامل
سواء في مركز الظهير الأيسر أو الظهير الأيمن أو حتى كلاعب خط وسط مدافع، منذ هذا الموسم، دائما يقدم فيليب لام أداء بمستوى عالمي في جميع الأماكن التي يوضع فيها، باستثناء مركز قلب الدفاع وحراسة المرمى لأنه قصير القامة قليلا. في الدوري الألماني، لمع نجمه بشدة في فبراير / شباط حتى أنه سجل هدفا في مرمى نورنبرغ، بعدما كان صائما عن التسجيل منذ هدفه في سان باولي في ديسمبر 2010.
صورة من: Getty Images
الجدار
كحارس لفريق بايرن ميونيخ تعود مانويل نوير الآن على أن يبقى متفرجا في معظم الأوقات أثناء مباريات البوندسليغا. ففي الموسم الجاري من النادر جدا أن تصل الكرة للاعبي الفرق المنافسة داخل منطقة جزاء نوير، فمدافعو بايرن هم في العادة من يملكون الكرة هنا. مع هذا فمانويل نوير يقظ دائما ومتواجد على الفور في المكان المناسب واللحظة المناسبة. لم يدخل مرماه هذا الموسم سوى 12 هدفا فقط، وهو رقم يتحدث عن نفسه.
صورة من: Getty Images
المغناطيس
عندما جاء خافي مارتينيز قبلب سنة ونصف إلى بايرن، كانت من لهم معرفة بالدوري الأسباني هم في فقط أساسا من يعرفون ميزات القوة لدى هذا اللاعب الإسباني، الذي دُفع فيه مبلغ 40 مليون يورو. أما اليوم فالجميع يدرك تماما مدى أهمية هذا اللاعب بالنسبة لمنظومة الفريق البافاري. مارتينيز هو المغناطيس الهادئ، الذي يلتقط الكرات سواء عندما يضعه غوارديولا في مركز قلب الدفاع أو كلاعب وسط مدافع.
صورة من: Getty Images/Afp/Christof Stache
اللاعب الأمنية
"إما هذا أو لا أحد": عبارة قالها غوارديولا قبل بداية الموسم عن تياغو الكانتارا، الذي يعرفه منذ أن كان مدربا لبرشلونة. واشترى بايرن اللاعب الإسباني مقابل 25 مليون يورو، وبإمكانهم اليوم أن يشعروا بأنهم محظوظون لأنهم استطاعوا ضم جوهرة أخرى إلى عقدهم. تياغو يمكنه توجيه دفة المباراة من خلال نظرته الرائعة للملعب ونجح في تسجيل هدف بطريقة رائعة، جلب به الفوز على شتوتغارت في الوقت المحتسب بدلا من ضائع.
صورة من: picture-alliance/dpa
العائد
لم يشارك باستيان شفاينشتايغر كثيرا في مباريات هذا الموسم فقد كان اللاعب الدولي مصابا لفترة طويلة جدا. والآن ها هو في طريق عودته إلى سابق قوته، وعاد مجددا للإمساك بزمام المباريات على أرضية الملعب. زملاؤه يبنون تحركاتهم عليه، ويمكن أن تكون خبرته بقيمة الذهب في بقية الموسم وخاصة في دوري أبطال أوروبا.
صورة من: picture-alliance/dpa
الجلاد
كماهجم داخل منطقة جزاء الفريق المنافس يقوم ماريو مانجوكيتش بدور لا يحتاجه بيب غوارديولا في منظومة لعبه. رغم ذلك فإن المهاجم الكرواتي، صاحب الـ17 هدفا في الدوري هذا الموسم، يعد المهاجم الأكثر خطورة لدى بايرن.كما أنه سجل هدفين أيضا في دوري أبطال أوروبا وثلاثة في كأس ألمانيا. ورغم نسبة تهديفه العالية فمن المتوقع غالبا أن يرحل مانجوكيتش في الصيف القادم عندما يأتي روبرت ليفاندوفسكي إلى بايرن.
صورة من: Bongarts/Getty Images
الجناحان الطائران
وبينما يتمركز مانجوكيتش في المنتصف منتظرا الكرات لتحويلها إلى أهداف في مرمى الخصوم، يكثف الهولندي أرين روبن والفرنسي فرانك ريبري هجماتهما الخطيرة من على الجانبين. روبين سجل عشرة أهداف وصنع ستة أخرى. أما ريبري فسجل ثمانية أهداف ومرر عشر تمريرات حاسمة. مستواهما عالمي وكلاهما ذو قدرة رائعة على السيطرة على الكرة، لدرجة لا تسمح للمنافسين بإيقافهم أبدا طوال المباراة.
صورة من: Getty Images
المهاجم السريع
وإذا لم ينجح كل هؤلاء في التسجيل، يتكفل توماس مولر بإحراز الأهداف. فالمهاجم السريع يحمّس زملائه بمنتهى القوة وهو مسؤول عن تحقيق أجواء جيدة في الفريق. وبالإضافة إلى ذلك فإن مولر الهداف الخطير وصاحب الساقين الرقيقتين لديه إحساس لا يخطئ المكان الذي يجب أن يتواجد فيه لكي يسبب أعلى مستوى من الخطورة للخصم.
صورة من: Getty Images
المخطوف
كثيرا ما قام بايرن ميونيخ بخطف (شراء) أفضل اللاعبين لدى أقوى منافسيه. وقد نجح بايرن في خطف ماريو غوتزه من بوروسيا دورتموند مقابل 37 مليون يورو، وخطف معه أمل خصمه في الفوز باللقب. وقد حدثت زوبعة بسبب انتقال غوتزه "المهاجم غير الصريح"، الذي سجل هدفا في مرمى بوروسيا دورتموند، فريقه القديم. وسيلحق بماريو غوتزه إلى بايرن ميونيخ الصيف القادم ماكينة الأهداف روبرت ليفاندوفسكي مهاجم دورتموند الحالي.
صورة من: Reuters
الصف الثاني
إذا غاب أي لاعب من لاعبي الصف الأول للفريق البافاري، فهناك من يحل مكانه من اللاعبين الدوليين الجالسيين على مقعد البدلاء، وعلى أتم الاستعدادات لملء الفراغ، وبنفس القدر من الجودة تقريبا. البايرن لا يعرف كلمة "لاعب احتياطي"، فيما عدا حارس المرمى توم شتاركه، والمدافع دييغو كونتينتو والناشيء بيير إميل هويبيرغ. أما البقية فكلهم نجوم، معظمهم دوليون في منتخباتهم.
صورة من: picture alliance/Pressefoto Ulme
المدير: زامر المتذمر
وحتى لا يحدث أي تهاون داخل بايرن ميونيخ هناك ماتياس زامر. فالرجل الذي يشغل منصب المدير الرياضي للفريق يجد دائما ما يضايقه حتى لو كان بايرن فائزا على المنافس 9-0. فهو يضع إصبعه على الجروح، حتى لو لم تكن هناك جروح. وبطموحه الهائل ورغبته المطلقة في الفوز دائما وتحسين المستوى باستمرار، تناسب شخصية ماتياس زامر ميونيخ عامة وليس بايرن فقط.
صورة من: picture-alliance/dpa
الراعي السابق
في الخلفية يظهر أُولي هونيس، صانع بايرن، الذي حكم عليه مؤخرا بالسجن لمدة ثلاث سنوات ونصف بسبب قضية تهرب ضريبي بقيمة حوالي 27 مليون يورو. وقد استطاع هونيس أن يجلب إلى الفريق أنسب العناصر، وجعل من بايرن ميونيخ فريقا أكثر روعة وقوة.