1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ريشارد فاغنر: موسيقار صنع تاريخ مدينة

ريك فولكير (إعداد شمس العياري)١٨ يونيو ٢٠٠٧

قبل ما يناهز المائة عام عندما قدم الموسيقار الألماني ريتشارد فاغنر إلى بايرويت لم يكن يعلم أن اسمه سيظل مرتبطا باسم المدينة طوال هذا الزمن، كما لم يكن بإمكانه التنبؤ بأن ذريته سترث مهنته وموهبته على مدى السنين.

مهرجان ريتشارد فاغنر للموسيقى في بايرويت عام 2003صورة من: picture-alliance/dpa

ارتبط اسم مدينة بايرويت الألمانية بإسم الموسيقار الألماني الشهير ريتشارد فاغنر (1813-1883) الذي جعل من المدينة قبلة لعشاق المسرح والموسيقى الكلاسيكية، ففي كل صيف وعلى مدى شهر كامل تستقطب المدينة الآلاف من الزوار من هواة الموسيقى ورجال الفن والسياسة والإعلام الذين يتهافتون على مهرجان فاغنر السنوي للموسيقى الذي تنفذ بطاقاته قبل سنوات طويلة من بدايته.

حكاية حب وامتنان متبادل

ريشارد فاغنرصورة من: dpa

بعد كفاح مرير وخيبات أمل متعددة انتقل الموسيقار الألماني ريتشارد فاغنر إلى بايرويت، التي تقع في شمال ولاية بافاريا، جنوبي ألمانيا. في مدينة بايرويت تمكن ريتشارد فاغنر، وهو في التاسعة والخمسين من عمره، من تحقيق حلم طالما راوده سنين طويلة تمثل في تجسيد رؤى موسيقية جريئة في ذلك الوقت، رفضت التقيد بقواعد تقليدية كان يعتبرها خانقة لموهبته الإبداعية. مما دفع بالموسيقار الذي تبلورت في شخصيته عناصر الموسيقى والمسرح وقوة الكلمة إلى البحث عن مسرح جديد، بعد أن تبين له بأن المسارح الموسيقية المعروفة آنذاك لا تسع طموحاته الفنية، عندها قرر ريتشارد فاغنر وبالتحديد عام 1872 بناء دار أوبرا في مدينة بايرويت حسب ذوقه الفني.

وفي نفس السنة وضع فاغنر حجر الأساس لدار أوبرا في شمال مدينة بايرويت على ربوة خضراء، وعلى حجر الأساس نقش الموسيقار كلمات تاريخية عكست تطلعاته وطموحاته الإبداعية: "هنا أخبئ سرا، فليحفظه الحجر لمدة مائة عام حتى يكتشفه العالم". وشاءت الأقدار أن صدقت كلماته المنقوشة على حجر أساس دار الأوبرا في بايرويت، فقد أثرت هذه الدار على مدى ما يناهز المائة وثلاثين عاما على الحياة الثقافية في مدينة بايرويت تأثيرا كبيرا وأصبحت مسرحا لأشهر الأعمال الموسيقية على الإطلاق التي تتغنى بالإرث الثقافي الألماني وبالأساطير الجرمانية التي تركت أيضا بصماتها في الأدب الألماني. غير أنه بحلول الحرب العالمية الثانية عام 1945 تم إغلاق دار الأوبرا لسنوات إلى أن تم استئناف مهرجان فاغنر الموسيقي عام 1951 تحت إشراف حفيدي الموسيقار ريتشارد فاغنر وهما فيلاند وفولفغانغ فاغنر.

البحث عن خلف جدير بالمسؤولية الثقيلة

قد تحل كاترينا فاغنر (اليمين) محل والدها فولفغانغ فاغنرصورة من: AP

لا يزال فولفغانغ فاغنر البالغ من العمر 87 عاما يُشرف على إدارة مهرجان فاغنر السنوي للموسيقى منذ أكثر من خمسة وخمسين عاما بعد أن توفي شقيقه فيلاند فاغنر عام 1966، غير أن السؤال عن خلف مناسب لإدارة هذا المهرجان بحكم تقدم سنه ما يزال مطروحا حتى اليوم. بيد أن الأنظار تتجه في الوقت الراهن إلى أصغر بنات فولفغانغ فاغنر وهي كاترينا فاغنر البالغة من العمر 29 عاما لتتولى مهمة الإشراف على المهرجان الذي أسسه جدها الأول قبل أكثر من مائة وثلاثين عاما.

دار الأوبرا بمدينة بايرويتصورة من: AP

وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن كاترينا فاغنر التي نشأت في محيط موسيقي قد درست المسرح في الجامعة الحرة في برلين وعملت هناك كمخرجة مسرحية في المسرح البلدي كما ساهمت في الإشراف على مهرجان فاغنر للموسيقى إلى جانب والدها فولفغانغ فاغنر. وأخرجت عددا من الأوبرات مثل أوبرا "الهولاندي الطائر" في مدينة فورتسبورغ عام 2002 وأوبرا "لوهينغرين" في بودابيست عام 2004. ومن المنتظر أن تتولى كاترينا فاغنر إخراج أوبرا "الشعراء المغنين من مدينة نوربيرغ" خلال المهرجان الموسيقى القادم الذي سينطلق يوم 25 من شهر يوليو/تموز القادم. الجدير بالذكر أن كاترينا فاغنر قد أعادت إخراج الأوبرات التي ألفها ولحنها جدها الأول ريتشار فاغنر بأسلوبها الخاص وقد تكون هذه التجربة حاسمة لتقرير ما إذا كانت كاترينا فاغنر تصلح لخلافة والدها في الإشراف على هذا المهرجان الموسيقي الشهير عالميا أم لا؟

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW