1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

زاراتسين يواجه الفصل من حزبه

٣٠ أغسطس ٢٠١٠

فيما نددت الحكومة الألمانية بتصريحاته العنصرية وقررت قيادة حزبه الاشتراكي فصله، قدّم المسؤول البنكي زاراتسين كتابه الجديد في برلين مدافعا عن موضوعاته المثيرة للجدل ومعترفا أن نص الكتاب تعدّل أربع مرات قبل طبعه.

تيلو زاراتسين أمام ملصق كبير لكتابه "ألمانيا تلغي نفسها" قبل تقديمه في مؤتمر صحافي في برلينصورة من: AP

على مدى ساعة ونصف الساعة تقريبا حاول عضو مجلس إدارة البنك المركزي تيلو زاراتسين، وهو يعرض كتابه الجديد "ألمانيا تلغي نفسها" أمام عدد غفير من الصحافيين والمراسلين والمصورين الألمان والأجانب، الدفاع عن نفسه أمام الاتهامات التي جوبه بها من جانب مختلف الأطراف والأحزاب والاتحادات الاجتماعية ووصفته بـ "المعادي للأجانب والمسلمين" وبـ "العنصري" و"المعادي للسامية".

أطروحات مثيرة للجدل

ويستند زاراتسين في مقولات كتابه الجديد على أن ألمانيا "تسير على طريق إلغاء نفسها نوعيا لا عدديا" بسبب تدفق الأجانب غير المتعلمين ومن نتقصهم الكفاءات إليها، خاصة المسلمين، ومنهم الأتراك والعرب بالتحديد، الأمر الذي سيؤدي في رأيه إلى خفض مستوى الذكاء في البلاد، وبالتالي مستوى التعليم والإنتاجية. وسبق ذلك تقديم الباحثة الاجتماعية نيكلا كيلك، التركية الأصل، كتاب زاراتسين فدافعت عن أطروحاته، وبررت استنتاجاته الخاصة زاعمة أنها علمية وموضوعية ونافية صحة الاتهامات الموجهة إليه.

وفرّق مؤلف الكتاب بين الأجانب القادمين من الدول الأوروبية الشرقية والهند والصين وفيتنام من جهة، وبين المهاجرين القادمين من العالم الإسلامي، معتبرا أن الفئة الأولى تندمج في المجتمع الألماني على مستوى اللغة وسوق العمل بدءا من الجيل الثاني، بينما لا يحصل الأمر ذاته مع الفئة الثانية حتى في الأجيال التالية. ورأى زاراتسين في عرضه للكتاب أن السبب موجود في المسلمين كمجموعة لا كأفراد، وأن المجتمع الألماني لا يتحمل أي مسؤولية عن ذلك.

اتحادات المسلمين في ألمانيا تندد بمقولات زاراتسين

رئيس الحزب الاشتراكي زيغمار غابرييل: قيادة الحزب أجمعت على فصل زاراتسينصورة من: AP

ونددت اتحادات تركية وعربية بشدة بتصريحات زارتسين. وقال رئيس المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا أيوب أكسل كولر إن أسم زاراتسين "أصبح يجسد صورة الألماني الكريه". وأضاف أن المذكور أصاب من خلال تصريحاته العنصرية والمعادية للإنسانية سمعة بلدنا بأضرار كبيرة. وحض القوى والأحزاب الديمقراطية ومجموعات المجتمع المدني على إدانته وفضحه اجتماعيا.

وقال عضو قيادة مجلس الإسلام في ألمانيا برهان كشيشي، إن الروابط الإسلامية في ألمانيا "تشعر منذ فترة بوجود عداء ضمني للإسلام، ما يزيد القلق من انتشاره من خلال أطروحات زاراتسين. من ناحيتها وصفت بربارة يونغ، المسؤولة السابقة لشؤون الأجانب في برلين، كتاب زاراتسين بـ "كاريكاتير من التذاكي" مضيفة أن المسلمين ليسوا بشرا من الدرجة الثانية. وتجمع عدد من المتظاهرين أمام مبنى "بيت الصحافة" للاحتجاج ضد عقد زاراتسين مؤتمرا صحافيا فيه لتقديم كتابه الجديد وشارك فيها بعض مسؤولي الاتحادات المسلمة.

زاراتسين يدعو إلى قراءة كتابه قبل الحكم عليه

وعندما سئل عن الانتقادات الموجهة إليه، حتى من المستشارة أنغيلا ميركل التي حضّت مجلس إدارة البنك المركزي على اتخاذ موقف منه، قال زاراتسين إن جميع من انتقده لم يقرأ كتابه بعد، وعليه فعل ذلك ليتأكد من أن العكس هو الصحيح رافضا الرد على انتقاد ميركل له للسبب ذاته. وأوضح أيضا أنه لم يرتكب ما يسبب استقالته أو إقالته من منصبه أو من عضويته من حزبه الاشتراكي الديمقراطي. وكشف أيضا بأن النص الأصلي الذي كتبه عدّل أربع مرات على أيدي آخرين قبل طباعته، الأمر الذي ترك انطباعا بأن التعديل ركّز على الأرجح على تليين لهجته إزاء المهاجرين والمسلمين.

واعترف ردا على سؤال لدويتشه فيلّه أن الهجرة والاندماج عملية معقدة جدا ولا تنتهي، إنما رفض القول بأنه نسي التذكير بإهمال الحكومات الألمانية المتعاقبة لهما منذ عقود ولافتا إلى أنه خصّص جزءا كبيرا من كتابه لهذه المسألة. وعن السبب في تطرقه إلى مسائل لا علاقة لها بعمله كوزير مالية سابق لولاية برلين ولعمله الحالي في البنك المركزي الألماني، قال إنه يهتم بهذه الأمور منذ دراسته الجامعية، وأن اهتمامه بالتاريخ والاجتماع إلى جانب الاقتصاد رافقه طوال هذه المدة. وعندما سئل عن سبب ذكره وجود "هوية جينية" واحدة لليهود وللباسكيين، ما سبّب له اتهامات بمعاداة السامية من جانب وزير الخارجية غيدو فيسترفيله ومسؤولين آخرين، أجاب بأنه لم يفعل أكثر من الاستناد إلى نتائج دراستين حول تحاليل جينية أجرتها جامعة نيويورك الأميركية على عينة من اليهود المنتشرين في مختلف أنحاء العالم لمعرفة ما إذا كان يجمعهم إرث جيني مشابه. ونفى وجود منحى معاد للسامية لديه.

غابرييل: الحزب الاشتراكي قرر فصل زاراتسين

متظاهرون تجمعوا أمام مكان عقد المؤتمر الصحافي ورفع أحدهم صورة لزاراتسين وتحتها كلمة "اصمت"صورة من: AP

إلى ذلك أكد رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي، سيغمار غابرييل، أن قيادة الحزب بحثت في اجتماعها الأسبوعي الدوري في قضية زاراتسين وقرّرت بصورة جماعية العمل على فصله من الحزب وإحالة الأمر إلى الهيئات المختصة حسب ما ينص عليه النظام الداخلي. وقال غابرييل إن المذكور "وضع نفسه بنفسه خارج قيم الحزب"، مضيفا أن حزبه لم يعد يرى مكانا له في مجلس إدارة البنك المركزي، ويحض مجلس الإدارة على اتخاذ الخطوات اللازمة في حقه.

وتجدر الإشارة هنا إلى وجود إشكالية في عملية عزل زاراتسين من منصب عضو مجلس إدارة البنك المركزي، إذ أن لرئيس الدولة فقط حق تعيين أو عزل أي عضو في المجلس تبعا لطلب يقدّم إليه. ويشترط العزل وجود واحد من سببين: إما أن يكون العضو مريضا وغير قادر على القيام بواجباته، أو أن يكون "ارتكب مخالفة كبيرة لها تبعات" دون تحديد واضح لفحوى المخالفة. لكن نظام مجلس إدارة البنك يطلب من أعضائه الستة "التصرف بما يحفظ سمعة البنك وثقة الرأي العام فيه"، وبالتالي قد تكون هذه هي الحجة التي سيستند إليها البنك لتقديم طلب عزله تماشيا مع اتهام الحكومة لزاراتسين بتلطيخ سمعة البنك المركزي الألماني بشكل غير مقبول.

وصرّح مصدر في البنك بعد اجتماع طويل لمجلس إدارته في فرانكفورت رفضه الشديد لكلام زاراتسين حول المهاجرين المسلمين مشيرا إلى الضرر الكبير الذي سيلحق بسمعة البنك وصورته. وقال المصدر إن المجلس سيعقد مع زاراتسين اجتماعا على وجه السرعة للاستماع إلى وجهة نظره لكي يقرر على الأثر الخطوات التالية التي سيتخذها.

اسكندر الديك

مراجعة: طارق أنكاي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW