زعماء الاتحاد المسيحي يحذرون من الانزلاق نحو اليسار
١٠ سبتمبر ٢٠٢١
هاجم المرشح المسيحي لمنصب المستشار أرمين لاشيت ووزيرة الدفاع ورئيس الحزب البافاري ماركوس زودر المرشح الاشتراكي لمنصب المستشار أولاف شولتس بسبب رد فعل "غير لائق" منه على تفتيش وزارته، وحذروا من انزلاق ألمانيا نحو اليسار.
إعلان
أعلن الحزب المسيحي الديمقراطي قبل أسبوعين من الانتخابات الاتحادية عن خطته لضمان الأمن في المستقبل من خلال تزويد الجيش الألماني "بوندسفير" بطائرات مسلحة بدون طيار، وزيادة صلاحيات الشرطة. واتهم كل من المرشح المسيحي لمنصب المستشار أرمين لاشيت، ووزيرة الدفاع أنغريت كرامب-كارينباور مرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وزير المالية الحالي أولاف شولتس بالقيام برد فعل غير لائق على تفتيش وزارته.
وقال لاشيت اليوم الجمعة (العاشر من أيلول/سبتمبر 2021) خلال تقديمه "أجندة لأمن ألمانيا" في برلين: "حين يتم تفتيش إحدى الوزارات ثم تخاطب الادعاء العام بما ينبغي عمله بشكل أفضل، فلا يعرف هذا إلا في الدول الشعبوية، لا بد من تجنب أي شيء يعطي الانطباع بأنه ليس لدينا قضاء مستقل".
كان المحققون فتشوا أمس الخميس مقر وزارتي المالية والعدل اللتين يتولاهما وزيران من الحزب الاشتراكي الديمقراطي في برلين، على خلفية تحقيقات قام بها مكتب المدعي العام في أوسنابروك ضد مكتب الجمارك المختص بقضايا غسل أموال. وبحسب مكتب المدعي العام فقد تمت مصادرة الوثائق خلال عمليات التفتيش في برلين. وقل شولتس لاحقا لقناة "فيلت" الإخبارية إن التحقيقات كانت موجهة ضد موظفين مجهولين في كولونيا. وقال شولتس اليوم الجمعة على هامش اجتماع لوزراء المالية والاقتصاد في دول اليورو بدولة سلوفينيا على خلفية تحقيقات مكتب المدعي العام إنه سيكون هناك تعاون جيد كما ينبغي أن يكون، مبينا بالقول: "حتى لو تم الإبلاغ عن ذلك فقط فسوف ينجح التحقيق، وهناك تعاون الآن بهذه الطريقة".
في الوقت نفسه، أشار شولتس إلى أنه زاد من عدد موظفي وحدة مكافحة غسل الأموال وأن البنية التحتية الرقمية قد تم تحسينها أيضا. من جانبه تحدث السياسي المالي في الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري، هانز ميشيلباخ، عن "محاولات تبرئة مثيرة للشفقة من جانب وزير المالية.
مسائية DW: انتخابات البوندستاغ.. ماذا وراء تراجع شعبية حزب ميركل؟
21:40
تحذيرات من انزلاق ألمانيا نحو اليسار
وحذر زعيم حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي أرمين لاشيت مرة أخرى من تحالف حكومي محتمل بين الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر واليسار، مبينا أن هذه الأحزاب الثلاثة قريبة من بعضها البعض في السياسة المالية والاجتماعية والاقتصادية، مشيرا إلى أنه في الانتخابات العامة المقبلة يوم 26 من الشهر الجاري سيوضع الأمر على المحك ليكتشف الجميع: "ما هو الأجمل للبلاد".
من جانبه، حذر ماركوس زودر رئيس الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري، الشقيق الأصغر لحزب المستشارة الألمانية ميركل، في بداية خطاب أمام حزبه في نورنبيرغ الجمعة، أيضاً بشدة من انزلاق ألمانيا نحو اليسار بعد الانتخابات العامة المقبلة. وقال زودر على خلفية إقامة تحالف محتمل بين الحزب الاشتراكي الديمقراطي واليسار والخضر: "الاستطلاعات ليست كافية لاستقراء النتائج، إلا أن تهديدا بحدوث انهيار سياسي أمر واقع".
وأضاف زودر واعدا بتكاتف الحزبين الشقيقين المسيحي الديمقراطي والمسيحي الاجتماعي البافاري خلال الأسبوعين الأخيرين من الحملة الانتخابية: "نريد أرمين لاشيت مستشارا لألمانيا بدلا من أولاف شولتس أو أنالينا بيربوك"، وتابع قائلا وسط تصفيق مندوبي حزبه في المؤتمر العام له: "لا أرغب في أن أكون ضمن المعارضة".
وأكد زودر بالقول: "سنظهر لليسار أننا لم نستسلم بعد". وأوضح زودر أن اليسار الألماني ما يزال هو الخليفة الرسمي لحزب الوحدة الاشتراكي الذي كان يحكم ألمانيا الشرقية من قبل. وأضاف أنه حتى يومنا هذا لم يتمكن سياسيو هذا الحزب من إحداث قطيعة مع نظام الظلم في جمهورية ألمانيا الديمقراطية سابقا. وقال زودر إن الأمر لا يتعلق بالتاريخ فحسب، بل يتعلق أيضا بالحاضر والمستقبل، مبينا بالقول: "المعادلة التي يتبعها اليسار هي: ضرائب أعلى وديون أعلى وبيروقراطية أكثر وأمن أقل".
وكان الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري قد أكد اختيار ماركوس زودر رئيسا له بأغلبية كبيرة. كان زودر المرشح الوحيد للمنصب وحصل على 600 من أصوات المندوبين الصحيحة، وعددهم 685 مندوبا، بنسبة 87.6 %. تعد هذه نتيجة أسوأ مما كانت عليه الانتخابات الداخلية السابقة التي عقدت في تشرين أول/ أكتوبر 2019 حيث حصل زودر فيها على 91.3% من أصوات مندوبي الحزب.
ز.أ.ب/خ.س (د ب أ، رويترز)
مناظرات المرشحين للمستشارية.. تقليد يحسم الفوز أم عروض إعلامية؟
في أول مناظرة بينهم، يطرح المحافظ لاشيت نفسه كـ"وريث شرعي" لخلافة المستشارة ميركل، فيما يقدم الاشتراكي شولتس نفسه كـ"شبيه ميركل" واستمرارية لعملها، أما مرشحة الخضر الشابة بيربوك فتحاول إثبات وجودها في "سباق الكبار".
صورة من: Michael Kappeler/dpa Pool/dpa/picture alliance
مناظرة ثلاثية
تواجه المرشّحون الثلاثة لخلافة أنغيلا ميركل مساء الأحد (29 أغسطس/أب 2021) في أوّل مناظرة تلفزيونيّة بينهم ضمن ثلاث مناظرات تنظم قبل الانتخابات التشريعية. وجمعت المناظرة لأول مرة ثلاثة مرشحين بدلا من إثنين، وضمت كلاً من مرشّح حزب ميركل الاتحاد المسيحي المحافظ أرمين لاشيت، ومرشّح الحزب الاشتراكي الديمقراطي أولاف شولتس ومرشّحة حزب الخضر أنالينا بيربوك.
صورة من: SvenSimon/dpa/picture alliance
نقاش مفتوح على مدار ساعتين
احتدم النقاش المفتوح بين المرشحين، مع التركيز على الموضوعات المالية مثل الضرائب والمعاشات التقاعدية، بالإضافة إلى موضوع حماية البيئة والتحالفات المستقبلية المتوقعة بعد الانتخابات والسياسة الخارجية الألمانية بما فيها الوضع في أفغانستان.
صورة من: RTL/dpa/picture alliance
أرمين لاشيت .. الوريث الشرعي لميركل؟
سعى المرشح المحافظ أرمين لاشيت لإحياء حملته الانتخابية خلال مناظرة ساخنة مع منافسيه الرئيسيين بعد أن أظهرت استطلاعات الرأي تخلف حزبه عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي. لاشيت يطرح نفسه وريثا شرعيا للمستشارة ميركل، فعمد إلى تبديل مواقفه وارتكب هفوات بعثت شكوكا في مؤهلاته لإدارة الأزمات، سواء في ظل تفشي وباء كوفيد-19 أو خلال الفيضانات.
صورة من: RTL/dpa/picture alliance
ضحكة كلفته كثيرا!
باتت صدقية لاشيت (60 عاماً) في أدنى مستوياتها بعدما صُوّرَ ضاحكاً خلال مراسم أقيمت تكريما للمنكوبين جراء الفيضانات، وضبِط مرتكبا سرقة أدبية في كتاب أصدره. وشنّ لاشيت هجوماً خلال المناظرة، في محاولة منه لقلب نتيجة استطلاعات الرأي التي تتوقّع خسارته في الانتخابات التي تُجرى في 26 أيلول/ سبتمبر.
صورة من: Marius Becker/dpa/picture alliance
أنالينا بيربوك.. المرشحة الشابة
تبادل أرمين لاشيت الهجمات مع مرشحة حزب الخضر أنالينا بيربوك (40 عاما)، التي اتهمت الاتحاد الديمقراطي المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي بعدم القيام بأي شيء يذكر للتصدي لتغير المناخ خاصة في ظل الفيضانات المدمرة التي شهدتها ألمانيا هذا الصيف.
صورة من: RTL/dpa/picture alliance
تراجع شعبية الخضر!
يمر دعاة حماية البيئة بحالة ركود منذ بداية الصيف بعيدا عن الحماسة وزيادة شعبيتهم عقب إعلان ترشيح أنالينا بيربوك في نيسان/أبريل. فالعديد من الأخطاء مثل تأييدهم زيادة سعر البنزين التي لا تحظى بشعبية في بلد تشغل فيه السيارة مكانة بارزة، أو فرض قيود على الرحلات الجوية الرخيصة، بالإضافة إلى اتهام بيربوك بـ"السرقة الأدبية"، أدى كل ذلك إلى تراجع شعبيتهم وفق استطلاعات الرأي الأخيرة.
صورة من: Bernd von Jutrczenka/dpa/picture alliance
أولاف شولتس .. شبيه ميركل؟
عزز أولاف شولتس (63 عاما) حظوظه في المناظرة مراهناً على كفاءته وخبرته، وهو وزير المالية ونائب المستشارة في الحكومة الائتلافية الحالية. في حين أن منافسيه لم يشغلا حتى الآن أي منصب في الحكومة الاتحادية. وما يدعم شولتس أنه لم يرتكب أخطاء خلال حملته الانتخابية حتى الآن، في حين أن خصميه ارتكبا الكثير من الأخطاء. ورأت مجلة دير شبيغل أن "أولاف شولتس بات يشبه ميركل".
صورة من: RTL/dpa/picture alliance
الاشتراكيون يتقدمون في استطلاعات الرأي
كشف استطلاع جديد للرأي نشرته صحيفة "بيلد" يوم الأحد قبيل المناظرة، أن الحزب الاشتراكي الديموقراطي تمكن من تعزيز تقدمه حاصدا 24 بالمائة من نوايا التصويت، مقابل 21 بالمائة فقط للمحافظين، بعدما كانوا يحظون بنسبة 34 بالمائة قبل ستة أشهر. وتخطى الاشتراكيون الديموقراطيون المحافظين لأول مرة منذ 15 عاما. أما الخضر، فلا تتخطى نسبة التأييد لهم 17 بالمائة.
صورة من: Carsten Koall/dpa/picture alliance
شولتس يفوز في المناظرة
أظهر استطلاع أجراه مركز معهد فورزا لاستطلاعات الرأي مباشرة بعد المناظرة، أن أولاف شولتس خرج منها فائزا على منافسيه لاشيت وبيربوك. وأظهر الاستطلاع المبكر أن 36 في المائة من الناخبين الذين شملهم الاستطلاع يعتقدون أن شولتس فاز متقدما على مرشحة حزب الخضر أنالينا بربوك التي حصلت على 30 في المائة وعلى أرمين لاشيت الذي حصل على 25 في المائة.
صورة من: Bernd von Jutrczenka/dpa/picture alliance
ميركل تدعم رئيس حزبها وتبتعد عن السياسة
أبدت المستشارة ميركل دعماً قوياً لرئيس حزبها لاشيت وأعربت عن "قناعة تامة" في ترشحه لخلافتها على رأس المستشارية. وأثنت ميركل على الصفات الإنسانية للاشيت، ودافعت عن قرارها النأي بنفسها عن الحملة الانتخابية، وقالت إنّ المسؤولين السياسيين "الذين يضعون حداً لعملهم السياسي، ينبغي عليهم تجنب" التدخل في الحملات.
صورة من: Michael Kappeler/dpa/picture alliance
نهاية حقبة ميركل
تشهد ألمانيا انتخابات في 26 سبتمبر/أيلول ولينتهي عهد المستشارة ميركل بعد 16 عاما في المنصب وأربعة انتصارات متتالية في الانتخابات العامة. وأدى رحيل ميركل الوشيك إلى إضعاف الدعم لتحالفها المحافظ. ولو ترشيحت ميركل (67 عاما) لولاية خامسة، يعتقد المراقبون أنها كانت ستنجح حيث ما زالت شعبيتها كبيرة جدا وتحظى بتقدير وتأييد قوي لدى الناخبين.
صورة من: Sean Gallup/Getty Images
مناظرات كبرى بين المرشحين الأوفر حظاً
المناظرات التلفزيونية بين المرشحين لمنصب المستشار حديثة العهد في ألمانيا. وبدأت عام 2002 مع مشرح الاشتراكيين المستشار السابق غيرهارد شرودر ومنافسه مرشح المحافظين ورئيس وزراء ولاية بافاريا آنذاك إدموند شتويبر ضمن برنامج "ريبرو أ ر د" التلفزيوني.
صورة من: ARD/ZDF/dpa/picture-alliance
الخلاف السياسي لا يفسد في الود قضية
لكن يبدو أن هذه المناظرة التي حسمت الانتخابات لصالح شرودر لم تفسد في الود قضية، فبعد أن أنهيا المشوار السياسي بات الاثنان يلتقيان عائليا خلال المناسبات، ومنها حفل افتتاح مهرجان ريتشارد فاغنر الموسيقي عام 2019.
صورة من: Lueders/AAPimages/picture alliance
تقليد مستمر في مختلف الانتخابات
وأصبحت المناظرات بين المرشحين تقليدا في الانتخابات العامة وفي الانتخابات المحلية في ألمانيا، ويتابعه الملايين من الناخبين. في الصورة المناظرة الكبرى بين المستشار شرودر ومنافسته أنغيلا ميركل عام 2005، والتي فازت لاحقا بمنصب المستشار.
صورة من: picture-alliance/dpa
التركيز على المواضيع السياسية
على عكس الولايات المتحدة، لا يتم النظر إلى المناظرات الكبرى في ألمانيا كـ"عرض كبير" للمرشحين، حيث يتم التركيز على المواضيع السياسية الداخلية وليس على شخصية المرشح أو أموره العائلية. في الصورة المناظرة الكبرى التي جمعت المستشارة ميركل ومنافسها مرشح الاشتراكيين فرانك فالتر شتاينماير عام 2009.