زعماء العالم يُحيون في إسرائيل الذكرى الـ75 لتحرير أوشفيتز
٢٣ يناير ٢٠٢٠
تتوجه وفود من نحو 50 دولة إلى القدس اليوم لإحياء الذكرى الخامسة والسبعين لتحرير معسكر الموت في أوشفيتز واتخاذ موقف واضح ضد معاداة السامية. وسيحتضن مركز ياد فاشيم التذكاري للهولوكوست هذا التجمع.
إعلان
يحتشد في إسرائيل اليوم (الخميس 23 يناير/ كانون الثاني 2019) وفود من حوالي خمسين دولة لإحياء ذكرى مرور 75 عاماً على تحرير معسكر أوشفيتز النازي حيث قتل أكثر من 1.1 مليون شخص معظمهم من اليهود.
وخلال الحفل الذي سيقام في مركز النصب التذكاري للمحرقة النازية "ياد فاشيم"في القدس، ستمنح الفرصة لرؤساء روسيا وفرنسا وألمانيا ونائب الرئيس الأميركي مايك بنس وولي العهد البريطاني الأمير تشارلز لإلقاء خطبهم. ويحضر الحفل أيضاً ملوك إسبانيا وبلجيكا وهولندا.
وسيعمل على تأمين الحدث الذي يعتبر أكبر تجمع دولي يعقد في إسرائيل على الإطلاق، أكثر من 10 آلاف شرطي، أي ثلث عدد قوة الشرطة. ومن المنتظر أن يشدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، كما غيره من الزعماء في خطبهم، من تجدّد سيناريوهات معاداة السامية.
أما بولندا حيث يقع معسكر أوشفيتز الذي تم تحريره على يد الجيش الأحمر السوفييتي، فتحيي في 27 الجاري ذكرى المحرقة التي قضى فيها ستة ملايين يهودي على أيدي القوات النازية.
وفي القدس سيركز المتحدثون على المحرقة وإرثها، كما سيتناولون مستجدات الأحداث السياسية في المنطقة خاصة مع تزامن الحدث في القدس في ظل تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران.
ويجري هذا الحدث قبل بضعة أسابيع من الانتخابات الإسرائيلية العامة المقرّرة في الثاني من آذار/ مارس المقبل.
وربط رئيس الوزراء الإسرائيلي هذا الأسبوع بين "الحل النهائي" الذي وضعه النازيون لإبادة يهود أوروبا والتهديد الذي تشكّله إيران.
وقال نتانياهو في شريط فيديو نشر على موقع "يوتيوب" إنّ "ثلث الشعب اليهودي قضى حرقا في المعسكرات النازية ولم يكن بإمكاننا القيام بأي شيء حيال ذلك".
وأضاف "أقيمت دولة إسرائيل، لكن محاولات تدمير الشعب اليهودي لم تتوقف، تعلن إيران كل يوم أنها تريد أن تزيل إسرائيل عن وجه الأرض".
وأكد رئيس الوزراء أن "الدرس الأول من أوشفيتز هو أن نوقف الشرّ بمجرد أن يبدأ، وإيران شرّ كبير جداً (...) يمكن أن يزداد مع السلاح النووي".
ويتمتّع نتانياهو بدعم قوي من الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي انسحب في 2018 من الاتفاق النووي الإيراني. ولم يتردد ترامب في زيادة الضغط على إيران وصولاً إلى إصداره الأمر باغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الجنرال قاسم سليماني بغارة جوية في بغداد في 3 كانون الثاني/ يناير الجاري.
وينظر إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أنه سيكون لاعباً رئيسياً في لقاءات القدس. وأصبح بوتين لاعباً رئيسياً في الشرق الأوسط منذ 2015 حين أرسل قوات لدعم الرئيس السوري بشار الأسد الذي تدعمه إيران أيضاً.
وينظم احتفال الخميس من قبل الملياردير المقرب من الكرملين ورئيس المؤتمر اليهودي الأوروبي موشيه كانتور. وسيلقي بوتين الذي يصل إلى القدس مع زير خارجيته سيرغي لافروف إحدى الخطب الرئيسية.
وانسحب الرئيس البولندي أندريه دودا من المشاركة بسبب حرمانه من إلقاء خطبة في الحفل. وتوترت العلاقات بين موسكو ووارسو منذ أن ضمت روسيا شبه جزيرة القرم في أوكرانيا في العام 2014، ولحق ذلك خلافات عدة حول التاريخ.
وأثار الرئيس بوتين الشهر الماضي غضب وارسو عندما اتهم بولندا بالتواطؤ مع الزعيم النازي أدولف هتلر، وأنها تصرفت بطريقة معادية للسامية في أوج الصراع المدمر.
لوحات من الهولوكوست - لوحات توثِّق الإبادة النازية لليهود
عاشوا الرعب والتعذيب في معسكرات الاعتقال النازية او هاربين من حملات الابادة ورسموا معاناتهم باللون والخطوط . بقي بعضهم على قيد الحياة ونقل لوحاته وذكرياته الأليمة معه، فيما غادر بعضهم الحياة ولم تبق سوى لوحاته الفنية.
صورة من: Collection of the Yad Vashem Art Museum, Jerusalem
هل ممكن أن يصنع الرعب والإرهاب فنا جميلا؟ يحاول المعرض الفني الذي يقام في برلين تحت شعار "فن من الهولوكوست" الإجابة عن هذا السؤال اكبر جريمة في التاريخ الإنساني خلال الحكم النازي مورست بحق اليهود، ورغم ذلك استطاع بعض الفنانين خلال وجودهم في المعسكرات النازية رسم وتخليد لحظات حياتهم في مادة فنية ، كما في لوحة "شارع في غيتو في مدينة وودج" لجوزيف كونر الذي نجا من المحارق.
صورة من: Collection of the Yad Vashem Art Museum, Jerusalem
استعار المعرض في برلين 100 لوحة فنية من متحف ياد فاشيم من إسرائيل. وعرضت اللوحات أعمال 50 فنانا يهوديا نجا 26 منهم من المحارق، فيما لقي الفنانون الآخرون المعروضة أعمالهم حتفهم على يد النازية، ومنهم فيلكس نوسباوم الذي يعد من أشهرهم، والذي توفي في سنة 1944 في معسكر أوشفيتز. الصورة هي لوحته الشهيرة "اللاجئ" التي رسمها في سنة 1939 في بروكسل التي عرضت في برلين.
صورة من: Collection of the Yad Vashem Art Museum, Jerusalem
عرضت أعمال فنية للرسامة شارلوته سالومون التي رسمت لوحات ومخطوطات تجاوزت الـ 700 عمل وثقت فيها حياتها في مجموعة فنية تحت عنوان "حياة أم مسرح؟". نُقلت شارلوته وكانت حاملا من معسكرات الاعتقال النازية في جنوب فرنسا إلى معسكر أوشفيتز في سنة 1943 وقتلت هناك فور وصولها.
صورة من: Collection of the Yad Vashem Art Museum, Jerusalem
أما الفنانة نيللي تول فنجت من الموت من المحارق والمعسكرات النازية بعد أن اختبأت مع أمها عند عائلة مسيحية آوتهما في مدينة لفيف الأوكرانية. ورسمت نيللي في غرفتها المقفلة لوحات باستعمال ألوان جواش (وهي من الألوان المائية المعتمة). وجاءت نيللي التي تبلغ من العمر اليوم 81 عاما خصيصا من محل إقامتها في الولايات المتحدة إلى برلين لحضور المعرض الفني.
صورة من: Collection of the Yad Vashem Art Museum, Jerusalem
وُلد الفنان ليو بروير في مدينة بون وشارك في الحرب العالمية الأولى مع الجيش الألماني. وفي سنة 1934 وبعد عام على وصول هتلر إلى الحكم هرب إلى مدينة لاهاي الهولندية ومن ثم إلى بروكسل وعمل هناك رساما لغاية سنة 1940 حيث اودع في معسكر الاعتقال بسانت سيبرين جنوب فرنسا. استطاع بروير الاحتفاظ بمخطوطاته وأعماله المائية، وبعد خروجه من الاعتقال عاد إلى مدينته بون ليعيش فيها حتى وفاته في سنة 1975.
صورة من: Collection of the Yad Vashem Art Museum, Jerusalem
كانت بيدريش فريتا تدير مرسما في معسكر الاعتقال تيريزين، وكانت مهمتهم الرسمية تنفيذأعمال دعائية للنازية، لكن فريتا ورفاقها استطاعوا رسم بعض اللوحات بصورة سرية عن رعب الحياة في المعسكر. وفي سنة 1944 قبض عليها متلبسة وأرسلت إلى معسكر أوشفيتز لتموت هناك. وبعد التحرير من النازية كشف عن 200 عمل فني لها كانت قد خبأتها في الجدران أو تحت الأرض.
صورة من: Collection of the Yad Vashem Art Museum, Jerusalem
ليو هاس لم يكن معروفا لكونه شارك بيدريش فريتا في رسم الكثير من الأعمال الفنية التي وثقت جرائم النازية فحسب، بل لكونه شارك أيضا وبطلب من النازية في تزوير أوراق نقدية تابعة لقوات الحلفاء في عملية أطلق عليها تسمية "عملية بيرنهارد". ليو هاس نجا من الموت وتبنى بعد تحريره الطفل توماس ابن بيدريش فريتا واستطاع العثور على 400 عملا فنيا كان قد خبائها أثناء الاعتقال في تيريزين.
صورة من: Collection of the Yad Vashem Art Museum, Jerusalem
كان بافيل فانتل ضمن قائمة الفنانين في معسكر الاعتقال في تيريزين، على الرغم من أنه كان مدير المستوصف الخاص لمرضى التيفوئيد في المعسكر كونه قد درس الطب. وقبض عليه أيضا في المعسكر متلبسا برسم لوحات عن الجرائم النازية وأرسل إلى معسكر أوشفيتز ليعدم هناك في سنة 1945. بعد التحرير عُثر على نحو 80 عملا لفانتل في معسكر تيريزين.
صورة من: Collection of the Yad Vashem Art Museum, Jerusalem
أما الفنان ياكوب ليبشيتس فكان يدرس في معهد الفنون في فيلنيوس قبل الحرب العالمية الثانية. وفي سنة 1941 أجبر على العيش في غيتو كاوناس وهناك انضم إلى مجموعة من الفنانين التي رسمت أعمال فنية عن الحياة في غيتو كاوناس وبصورة سرية. توفي ليبشيتس في سنة 1945 وبعد التحرير عادت زوجته وابنته إلى غيتو كاوناس لإنقاذ أعماله الفنية التي خبأها في مقبرة الغيتو.
صورة من: Collection of the Yad Vashem Art Museum, Jerusalem
استطاع الفنانون توثيق الخراب والعنف في المعسكرات النازية، وتمكنوا أيضا من رسم عالم آخر في لوحاتهم الفنية مغاير لما يعيشونه في الواقع، كما في لوحة "سقوف المباني في الشتاء" لموريتس مولر. ينعقد معرض "فن من الهولوكوست" على قاعات المتحف التاريخي في برلين ويستمر لغاية الثالث من نيسان/ أبريل 2016.
صورة من: Collection of the Yad Vashem Art Museum, Jerusalem
10 صورة1 | 10
وحثت بولندا بوتين "على عدم استخدام ذكرى ضحايا المحرقة في الألعاب السياسية". وسيدشن بوتين في القدس النصب التذكاري لتكريم ضحايا حصار النازيين للينيغراد - سانت بطرسبورغ حالياً - والذي خلّف مئات آلاف القتلى بينهم نحو 70 ألف يهودي.
ويتزامن الحدث التاريخي في إسرائيل مع شلل سياسي تعيشه الدولة العبرية التي سيتوجه ناخبوها مطلع آذار/مارس إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في ثالث انتخابات في أقل من عام.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن نتانياهو ومنافسه الرئيسي بيني غانتس لا يزالان متقاربين وربما لن يستطيع أحدهما وللمرة الثالثة على التوالي من الفوز بالأغلبية.