زعيمة الخضر تطالب باستقبال عراقيات وأطفالهن من ضحايا "داعش"
٢٨ ديسمبر ٢٠١٩
لا القوانين العراقية ولا الأعراف الإيزيدية تعترف بأن الأطفال لأمهات إيزيديات اغتصبن من مقاتلي داعش ينتمون للإيزيديين. وتطالب زعيمة الخضر الحكومة الألمانية باستقبال هؤلاء، وتعتزم في حالة الرفض طرح الموضوع في البوندستاغ.
إعلان
تريد أنالينا بيربوك، زعيمة حزب الخضر، من البرلمان الألماني (بوندستاغ) أن يقرر في مصير عدة مئات من النساء والأطفال الأيزيديين من العراق، إذا لم تجلب الحكومة الاتحادية هؤلاء الأشخاص إلى ألمانيا، حسبما قالت لصحيفة "شفبيشه تسايتونغ" في عدد اليوم السبت (28 كانون الأول/ ديسمبر 2019).
ومنذ الصيف الماضي تطالب زعيمة حزب الخضر، بدعم من الرئيس السابق لكتلة حزب ميركل فولكر كاودر ونائب رئيس البرلمان الحالي الاشتراكي توماس أوبرمان، الحكومة الألمانية بالمبادرة لاستقبال عدة مئات من نساء من الأقلية الإيزيدية في شمال العراق تم اغتصابهن من قبل مقاتلي تنظيم ما يسمى "الدولة الإسلامية" (داعش) وولدن منهم أطفالا لا تعترف بهم لا القوانين العراقية ولا العرف الاجتماعي الإيزيدي في المنطقة بأنهم إيزيديين لأن اسمائهم ودينهم يرتبطون بآباءهم. كما أن الأمهات لا يمكنهن العودة إلى مناطقهن بعد التحرر من "داعش" إلا إذا تخلين عن أبنائهن.
وأكدت بيربوك للصحيفة: "هذا هو بالضبط السبب في أننا نقترح استقبال هذه المجموعة الخاصة لأسباب إنسانية. إنهم نساء وأطفال معرضون للخطر بشكل خاص"، مضيفة أنه في حال رفضت الحكومة المبادرة، فإنها ستطرح الموضوع للتصويت عليه في البرلمان الألماني.
وكانت القيادية في حزب الخضر قد زارت معسكرا للنازحين الإيزيديين في شمال العراق في حزيران/ يونيو الماضي والتقت هناك بالعديد من النساء اللواتي تعرضن للأسر والخطف وللاغتصاب من قبل مقاتلي داعش. وحملن من مقاتلي التنظيم الإرهابي وولدن أطفالا لا تعترف بهم لا القوانين الوضعية العراقية ولا العرف الاجتماعي الإيزيدي. لذلك يعاني هؤلاء من العزلة في المجتمع ورفض المحيط الاجتماعي لهم.
كما يعاني الكثير من النساء من تبعات ما بعد الصدمة، في ظل نظام قمعي دموي مثل النظام الداعشي، حيث تعرضن باستمرار لعمليات غسيل المخ ويحتاج هؤلاء النساء وأولادهن إلى علاج طبي. لكن أوضاع معسكرات النازحين في شمال العراق لا تسمح لا بالعلاج الطبي ولا توفر ظروفا ملائمة للتعامل مع النساء المصدومات.
وقالت بيربوك في حديثها لصحيفة "شفبيشه تسايتونغ": "سنراجع وزارة الداخلية الاتحادية بهذا الخصوص ونفاتحها مرة أخرى بالأمر، وفي حال رفض الحكومة الاتحادية لمبادرتنا أو عدم فعل شيء، سنقوم بطرح المبادرة على البرلمان الألماني ـ البوندستاغ.
يذكر أن وزارات الداخلية في بعض الولايات قد أعلنت عن موافقتها واستعدادها لاستقبال عدد من هؤلاء النساء العراقيات المقيمات في معسكرات النازحين في شمال العراق مع أطفالهن.
في رحلتهن الطويلة إلى التعافي من آثار الصدمة، اختارت بعض النساء والفتيات الإيزيديات الناجيات من الإبادة الجماعية والعبودية الجنسية، التي ارتكبها "داعش" بحقهن، الملاكمة. وسيلة تساعدهن أيضاً على استعادة الثقة بأنفسهن.
صورة من: DW/F. Campana
"أخوات الملاكمة"
تم إطلاق برنامج "أخوات الملاكمة" في أواخر عام 2018 من قبل لوتس فلاور، وهي منظمة غير حكومية بريطانية في كردستان العراق. على مدار خمسة أيام في الأسبوع تجتمع نساء وفتيات إيزيديات في دورة تدريبية لمدة ساعتين في مخيم روانجا. العديد منهن تعرضن للعنف الجسدي والنفسي والجنسي أثناء احتجازهن من قبل تنظيم "داعش" قبل وصولهن المخيم.
صورة من: DW/F. Campana
تأهيل.. جسدي ونفسي
لم تكن الملاكمة أول نشاط بدني تدرجه منظمة لوتس فلاور للنساء والفتيات داخل مخيم روانجا، لكنه كان الأكثر شعبية. وتقول فيان أحمد، المديرة الإقليمية للفريق: "لقد فكرنا أنه سيكون من الجيد لو عملنا على تأهيل النساء على المستويين الجسدي والنفسي".
صورة من: DW/F. Campana
تجاوز الطاقة السلبية
"في كثير من الأحيان عندما أمارس الملاكمة، تقفز إلى ذهني اللحظات التي كنت أشعر فيها بالألم والاكتئاب بداخلي وأحاول التخلص منها من خلال الملاكمة"، تقول حسنة سعيد يوسف. تعيش حسنة وعائلتها في مخيم روانجا منذ أن هاجم داعش قريتها في سنجار في عام 2014. وعندما علمت عائلتها باقتراب داعش من منطقتهم، فروا إلى الجبال واختبأوا هناك لمدة أسبوع، حتى تمكنوا من الوصول إلى المخيم.
صورة من: DW/F. Campana
شغف الرياضة منذ الصغر
لطالما أحبت حسنة سعيد يوسف، البالغة من العمر 18 عاماً، الرياضة. ومنذ صغرها كانت تمارس رفع الأثقال مع عمها في صالة الألعاب الرياضية المؤقتة في المنزل، لكن الملاكمة، كما تقول، شيء مميز. على الرغم من رغبتها في أن تصبح طبيبة ذات يوم، لكنها تقول: "في الوقت نفسه، لا أريد أن أترك الملاكمة".
صورة من: DW/F. Campana
ترحيب بعد الرفض
في البداية، لم تكن الكثير من العائلات في المخيم على استعداد للسماح للفتيات بحضور دروس الملاكمة. لكن بعد عدة أسابيع تنقل خلالها موظفو منظمة لوتس فلاور من منزل إلى منزل لشرح فوائد هذا النشاط البدني، بدأت الأمور تتغير. وتقول فيان أحمد: "لم نعتقد أن يلقى الموضوع هذا الترحيب الكبير خلال هذه الفترة القصيرة".
صورة من: DW/F. Campana
داخل الحلبة
في أبريل/ نيسان، عملت بعض النساء على تدريب أنفسهن في دروس الملاكمة، حتى يتسنى لهن تعليم الملاكمة للنساء والفتيات الأخريات داخل مخيمات أخرى في المنطقة. وبدأت حسنة سعيد يوسف تعليم الملاكمة للفتيات داخل مخيمها.
صورة من: DW/F. Campana
فرصة ثانية
عندما لا تكون هناك دروس للملاكمة، بإمكان الفتيات حضور دروس اللغة الإنجليزية أو " حكايات الأخوات" ، وهي حلقة دراسية للرواية المرئية. البعض منهن يكملن تعليمهن الثانوي بسبب انقطاعهن على الدراسة، بعد الهجوم على قراهن في عام 2014 من قبل داعش. والآن أصبح لديهن فرصة أخرى لإكمال تعليمهن. إعداد: فهرنيزا كامبانا (دهوك، كردستان العراق)/ ترجمة: إيمان ملوك