أعلنت فراوكه بيتري زعيمة "حزب البديل من أجل ألمانيا" المعادي للمهاجرين واليورو أنها تؤيد منح المواطنين الحق في حيازة الأسلحة ووسائل الدفاع عن النفس وذلك كرد فعل على سلسلة هجمات شهدتها ألمانيا الشهر الماضي.
إعلان
عبرت زعيمة حزب يميني ألماني عن تأييدها لمنح المواطنين الحق في حيازة الأسلحة ووسائل الدفاع عن النفس وذلك عقب سلسلة من الهجمات العنيفة الشهر الماضي.
ويحظى حزب "البديل من أجل ألمانيا" المناهض للهجرة بتأييد شعبي متنام في البلاد لأسباب من بينها أزمة المهاجرين في أوروبا، في ظل وصول أعداد كبيرة من اللاجئين إلى القارة خلال العام المنصرم. ويشغل الحزب حاليا مقاعد في ثمانية من بين برلمانات الولايات الألمانية البالغ عددها 16.
وقالت فراوكه بيتري زعيمة الحزب لمجموعة فونك الإعلامية في مقابلة نشرت اليوم السبت (20 آب/أغسطس) "يتزايد شعور الكثيرين بعدم الأمان. يجب أن يكون كل مواطن ملتزم بالقانون في موقف يؤهله للدفاع عن نفسه وأسرته وأصدقائه". وأضافت "نعلم جميعا كم من الوقت يستغرقه وصول الشرطة إلى المكان خاصة في المناطق ذات الكثافة السكانية المنخفضة".
وتشتهر بيتري بخطاباتها النارية أمام أنصار حزبها وأثارت الغضب هذا العام عندما دعت إلى السماح للشرطة الألمانية باستخدام الأسلحة ضد المهاجرين الذين يدخلون البلاد بشكل غير شرعي.
ورفضت بيتري دعوات لتشديد قوانين السلاح قائلة إن الأمر سيؤثر على المواطنين المحترمين وليس من يشترون الأسلحة عبر ما يعرف باسم "الشبكة المظلمة" والتي لا يمكن الدخول إليها إلا عبر أجهزة خوادم خاصة.
وتعتبر ألمانيا من الدول الأوروبية الأكثر صرامة فيما يتعلق بحيازة الأسحلة. إذ يجب على حاملي السلاح الناري الحصول على ترخيص يتطلب بشكل عام أن يكون سن حامله 18 عاما على الأقل، كما أن عليه أيضا أن يقدم سببا لحيازة السلاح إلى جانب دخول حامل السلاح إلى دورات تدريبية بشأن استخدامه كما يشترط أيضا أن يكون عضوا في أحد نوادي الرماية.
بيد أن تعرض نساء لهجمات في كولونيا في رأس السنة ووقوع ثلاثة هجمات أدى إلى تنامي الشعور بالقلق ودفع الألمان إلى السعي لامتلاك وسائل الدفاع عن النفس. وتشير الإحصاءات الاتحادية إلى أن عدد الألمان الذين تقدموا بطلبات الحصول على ما يعرف باسم "ترخيص الأسلحة النارية الصغيرة" وتشمل المسدسات ورذاذ الفلفل ارتفع بنسبة 49 % في النصف الأول من العام إلى 402301.
لكن تراخيص الأسلحة النارية الصادرة عن الجهات المعنية تراجعت إلى 1.894 مليون حتى نهاية يونيو حزيران بالمقارنة مع 1.898 مليون قبل ذلك بعام.
ح.ع.ح/هـ.د(رويترز)
صدمة وحزن وخوف وإرهاب... أسبوع دام في ألمانيا
شهدت ألمانيا خلال أسبوع واحد فقط عمليات قتل وترهيب وهجمات إرهابية، ثلاثة منها نفذها لاجئون قدموا إليها حديثا، واثنان منهما تبناهما تنظيم "داعش". جولة مصورة توثق أسبوعا من الإرهاب والحزن والخوف في عدة مدن ألمانية.
صورة من: Getty Images/J. Simon
لا يزال الحزن يخيم على مدينة ميونيخ الألمانية، حيث تضع امرأة وردة في المكان الذي شهد يوم الجمعة الماضي عملية قتل عشوائية مروعة، راح ضحيتها تسعة أشخاص، أغلبهم في مقتبل العمر. العملية التي نفذها شاب ألماني-إيراني، قيل إنه يعاني من اضطرابات نفسية، راح ضحيتها فتيان وشباب، غالبيتهم من أصول مهاجرة (ثلاثة أتراك وثلاثة ألبان كوسوفو ويوناني). ذنبهم الوحيد أنهم كانوا في المكان والوقت غير المناسبين!
صورة من: GGetty Images/AFP/C. Stache
بحر من الورود أمام مركز أولمبيا التجاري في ميونيخ، حيث مسرح عملية القتل الجماعي العشوائي، حداداً على أرواح الضحايا وسط تساؤلات عمّا دفع الجاني، الذي لم يتجاوز عمره 18 عاما، إلى هذه الجريمة؟ التحريات تشير إلى حد الآن أن الشاب، الذي ولد في ألمانيا لأبوين قدما من إيران في التسعينات كطالبي لجوء، قد خطط لعمليته طويلاً و"جيداً".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Meyer
وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير اضطر في غضون ثلاثة أيام إلى قطع عطلته كان يقضيها مع زوجته في الولايات المتحدة الأمريكية. المرة الأولى كانت مطلع الأسبوع عقب عملية إرهابية نفذها لاجئ في 17 من عمره في قطار في مدينة فورتسبورغ، والمرة الثانية عقب عملية القتل الجماعي العشوائي في ميونيخ. الوزير قرر بعدها التخلي نهائيا عن إجازته والبقاء في ألمانيا.
صورة من: Getty Images/J. Simon
في غضون ذلك، لا تزال صور دماء تغطي أرضية عربة في القطار الذي شهد عملية إرهابية في مدينة فورتسبورغ الألمانية عالقة في أذهان الكثيرين في ألمانيا. العملية، التي نفذها فتى لاجئ في 17 من عمره، أسفرت عن إصابة أسرة قدمت من هونغ كونغ سائحة في ألمانيا بجروح بليغة وامرأة ألمانية ذنبها الوحيد أنها كانت في طريق الإرهابي عند محاولته الفرار من القطار. العملية تبناها فيما بعد تنظيم "داعش".
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Hildenbrand
وفيما تزداد المخاوف من ألمانيا من عمليات دامية كتلك التي شهدتها باريس ونيس وبروكسل واسطنبول وأنقرة وغيرها، تبقى التساؤلات قائمة عما دفع بفتى قدم فاراً من أفغانستان (أو باكستان) ليجد ملجأ وأسرة تحتضنه في ألمانيا إلى القتل؟ الكثيرون صدموا لكم الكراهية التي يكنها هذا الشباب خاصة بعدما نشر "داعش" فيديو يظهر فيه الفتى وهو يهدد ويتوعد فيه الألمان بالقتل والانتقام.
صورة من: picture-alliance/dpa/Amak
وما لبث الناس يتنفسون الصعداء بعد عملية ميونيخ التي بثت الذعر في القلوب خوفا من عمليات إرهابية منسقة كتلك التي شهدتها باريس في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي وأسفرت عن مصرع 130 شخصا وجرح المئات، هاهي ألمانيا تشهد بعد يوم فقط جريمة أخرى اهتزت لها مدينة رويتلينغن، حيث قام لاجئ سوري في مقتل العمر بقتل مقتل امرأة وجرح خمسة آخرين بسكين كبير.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
حالة من الذعر تسود رويتلينغن، المدينة الصغيرة الهادئة في جنوب ألمانيا، بعد الجريمة البشعة. وفيما تتواصل التحقيقات مع الجاني لمعرفة دوافعه، تؤكد السلطات الألمانية على عدم الاشتباه بالإرهاب والعنف بشكل عام في طالبي اللجوء، لافتة إلى أن أغلب العمليات الإرهابية التي شهدتها أوروبا في الآونة الأخيرة لم تكن من فعل لاجئين.
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Schmidt
لكن تحذيرات السلطات الألمانية من عدم وضع اللاجئين في قفص الاتهام قد لا تجد آذانا صاغية، على الأقل لدى البعض، بعد هجوم أنسباخ الانتحاري الذي شُن مساء يوم الأحد، أي في نفس اليوم الذي شهدت فيه روتلينغن عملية القتل بسكين، والذي نفذه لاجئ سوري آخر (27 عاما). العملية الإرهابية التي أسفرت عن مقتل المنفذ وجرح 15 شخصا، أربعة منهم في حالة خطيرة، كان هدفها الانتقام من ألمانيا وتبنتها داعش.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Karmann
وفيما تشير التحريات الأولى إلى ضلوع "داعش" في العملية التي نفذها اللاجئ السوري الذي فجر نفسه ليل الأحد الاثنين في بلدة أنسباخ الألمانية، يبقى من المؤكد أنه أراد قتل أكبر عدد ممكن من الناس، إذ أنه تحول إلى مهرجان للموسيقى جاءه زوار من كل حدب وصوب. ولولا أن رجال الأمن منعوه من الدخول، ويقوم بتفجير نفسه عندها، لكانت الحصيلة أثقل بكثير.
صورة من: DW/N.Niebergall
يواخيم هيرمان، وزير داخلية ولاية بافاريا الألمانية - التي شهدت ثلاث عمليات قتل وترهيب من إجمالي أربع عمليات خلال أسبوع واحد - يقول إن الهجمات الأخيرة أثارت تساؤلات بشأن قانون اللجوء الألماني والأمن في مختلف أرجاء البلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Karmann
وإن لم يصدر أي تعليق بعد عن المستشارة الألمانية أو وزير داخليتها بشأن عزمهما تشديد قانون اللجوء الذي قدم بموجبه العام الماضي أكثر من مليون لاجئ، أغلبيتهم من السوريين، إلا أن المخاوف الأمنية تبقى قائمة، حيث كثفت الشرطة من تواجدها في كل المرافق العامة الحساسة. ولكن الأكيد أن ما حدث في ألمانيا خلال أسبوع، لن يمّحي من ذاكرة العديد من الناس.. أملا في ألاّ يستغلها اليمنيون المتطرفون لصالحهم!