زعيم الحوثيين يحذر السعودية من مواصلة إغلاق المنافذ
٣٠ نوفمبر ٢٠١٧
غداة مواجهات دامية بين الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع صالح، حذر زعيم الحوثيين السعودية من مواصلة إغلاق منافذ اليمن، متوعداً بـ"خطوات حساسة" للرد، وذلك في كلمة ألقاها في صنعاء في ذكرى المولد النبوي.
إعلان
حذر زعيم حركة أنصار الله اليمنية عبد الملك الحوثي الخميس (30 تشرين الثاني/نوفمبر 2017) السعودية من مواصلة إغلاق منافذ اليمن الغارق في الحرب، في كلمة ألقاها في ذكرى المولد النبوي في تجمع بوسط العاصمة، متوعداً بـ"خطوات حساسة" للرد. وقال الحوثي في خطاب القاه عبر تلفزيون المسيرة "نحذر قوى العدوان من الاستمرار في إغلاق المنافذ"، مضيفاً "نؤكد على حقنا بالإقدام على خطوات حساسة ونحن نعرف مكامن الوجع الشديد التي يمكن أن نستهدفها" في حال استمرار الحصار الذي يفرضه التحالف العسكري بقيادة السعودية على اليمن منذ مطلع الشهر الجاري.
ويذكر أن التحالف العربي بقيادة السعودية عزز حصاره على اليمن بعد اعتراض صاروخ أطلقه الحوثيون قرب مطار الرياض في 4 تشرين الثاني/نوفمبر. لكنه خففه جزئياً الأسبوع الفائت بعد ضغوط دولية كبرى على السعودية، ما أعتبرته الأمم المتحدة غير كاف.
وكان 14 من الحوثيين وأنصار الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح قد قتلوا الأربعاء في مواجهات مسلحة في صنعاء حول مسجد الصالح، الأكبر في اليمن، بوسط العاصمة بعدما سعى الحوثيون إلى السيطرة عليه عشية إحياء ذكرى المولد النبوي الخميس، بحسب المصادر. وحاول الحوثيون السيطرة على المسجد استعداداً لتجمع الخميس لأنصارهم في ميدان السبعين المجاور، فرفض حراس المسجد المؤيدون لصالح ما أدى إلى مواجهات مسلحة أسفرت عن مقتل خمسة من عناصر قوات صالح وتسعة من الحوثيين بينهم قيادي بحسب مصادر طبية.
ويهدد الخلاف الداخلي بفض التحالف الهش في المعسكر الذي يسيطر على العاصمة ويقاتل حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي يلقى دعم تحالف عسكري عربي بقيادة سعودية.
خ. س/ ي. ب (أ ف ب)
ويتواصل انقسام اليمن.. حلفاء الأمس أعداء اليوم!
بينما يتعرض تحالف صالح- الحوثيين لأزمة تقوض الخلافات كذلك المعسكر الذي تدعمه الرياض، بقيادة هادي، بعد إنشاء سلطة موازية له في عدن بقيادة عيدروس الزبيدي، لتشتعل من جديد دعوات إلى الانفصال في أوساط الحراك الجنوبي.
صورة من: Reuters
من العاصمة السعودية الرياض، رفضت حكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي "رفضا قاطعا" تشكيل سلطة موازية في جنوب اليمن المستقل سابقا. وكان مسؤولون يمنيون قد شكلوا الخميس (11 مايو/أيار 2017) سلطة موازية تدير جنوب البلاد برئاسة عيدروس الزبيدي، بعدما باتوا معارضين للرئيس هادي، الذي يقيم في الرياض منذ أكثر من عامين بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء.
صورة من: Getty Images/S. Gallup
وعلى غرار ما فعله الحوثيون في صنعاء شكل عيدروس الزبيدي في عدن مجلسا من 26 عضوا، بينهم خمسة محافظين ووزيران في حكومة هادي. والغريب أيضا أن الحوثيين رفضوا المجلس الجديد، ووصفه الناطق باسمهم محمد عبد السلام بأنه "تهديد للوحدة اليمنية" وجزء من "مخطط استعماري".
صورة من: Reuters/F. Salman
وكان هادي قد أقال الزبيدي في 27 نيسان/ أبريل مع وزير الدولة هاني بن بريك، وهو شخصية أخرى في الحراك الجنوبي، المجموعة الانفصالية التي تدعو إلى استقلال الجنوب أو إقامة حكم فدرالي فيه. وأشعلت الإقالات ردود فعل غاضبة في جنوب اليمن حيث خرج آلاف المتظاهرين في الرابع من أيار/ مايو إلى شوارع عدن تنديدا بهادي وتأييدا للزبيدي.
صورة من: Reuters/F. Salman
أنصار الحوثيين ومؤيدو الرئيس السابق على عبد الله صالح في مظاهرة في العاصمة صنعاء في آواخر مارس/ آذار بمناسبة مرور عامين على التدخل العسكرى من جانب التحالف الذي تقوده السعودية، لكن يبدو أن هؤلاء انقسموا الآن أيضا والسبب هو صالح.
صورة من: Getty Images/AFP/M. Huwais
الرئيس السابق، دخل منذ عام 2014 في تحالف مع الحوثيين، بعدما انقلبوا على هادي. غير أن معسكر صالح شن حملة على الحوثيين بعدما دعا عبد الملك الحوثي في آذار/ مارس إلى محاربة من وصفهم بـ"الطابور الخامس" وهو ما فسره مراقبون بأنه إشارة إلى أنصار صالح. ومن ناحيته، قال الصحفي المؤيد لصالح، محمد أنعم، إن "صالح لا يستطيع فك ارتباطه مع الحوثيين، وستكون مغامرة خطيرة عليه إذا فعل ذلك، لأنهم مسيطرون على الأوضاع".
صورة من: picture alliance/epa/Y. Arhab
صالح أعاد في مايو/ أيار 2017 إطلاق دعوته للحوار مع السعوديين قائلا "سنحاور أصحاب الشأن، المملكة العربية السعودية" في الرياض أو منطقة خميس مشيط الحدودية أو حتى في مسقط. فيما أبدت المملكة ارتياحها لابتعاد صالح عن الحوثيين المدعومين من إيران، وهو ما ألمح إليه ولي ولي العهد السعودي بقوله "صالح تحت سيطرة وحراسة الحوثيين (...) وإذا خرج من صنعاء إلى منطقة أخرى فسيكون موقفه مختلفا".
صورة من: Reuters/Mohamed al-Sayaghi
ووسط التحالفات والانقسامات يبقى اليمن وأهله وخصوصا الأطفال أكبر خاسر في بلد كان يطمح إلى الديمقراطية عندما خرج شبابه في مظاهرات ضد حكم صالح عام 2011، واليوم أصبح اليمن مهددا بعدم البقاء ككتلة واحدة. إعداد: صلاح شرارة