ارتفع عدد ضحايا الزلزال العنيف الذي ضرب شمال سوريا إلى 3500 شخصاً، فيما قالت هيئة إدارة الكوارث في تركيا إن عدد القتلى في البلاد تعدى نحو 20 ألفا حتى مساء الجمعة.
إعلان
بعد مرور أربعة أيام من وقوع الزلزال في منطقة الحدود التركية السورية والذي أودى بحياة عدد من القتلى لم تشهد المنطقة مثله على مدار العقدين الماضيين، تأكد مقتل 23700 شخص في جنوب تركيا وشمال غرب سوريا. وبات مئات الآلاف بلا مأوى يعانون من نقص الغذاء في ظروف الشتاء الصعبة، وواجه القادة في كلا البلدين أسئلة حول طريقة استجابتهم.
ويصنَف الزلزال حاليا في المرتبة السابعة بين أكثر الكوارث الطبيعية فتكا هذا القرن، متجاوزا زلزال وتسونامي اليابان عام 2011 ومقتربا من إجمالي ضحايا زلزال وقع في إيران المجاورة في 2003 وأودى بحياة 31 ألف شخص.
وارتفع عدد قتلى الزلزال في شمال غرب سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة لأكثر من 3500 شخص، وفقا لإحصاءات نشرتها اليوم الجمعة (10 فبراير/ شباط 2023) وسائل الإعلام الحكومية وخدمة الإنقاذ في الشمال الغربي الخاضع لسيطرة متمردين من سوريا التي يقسمها الصراع.
وحذرت مفوضية الأمم المتحدة للاجئين الجمعة من أن الزلزال قد يكون شرد 5.3 ملايين شخص في سوريا. وقال ممثل المفوضية في سوريا سيفانكا دانابالا خلال مؤتمر صحافي عقد في جنيف وشارك فيه من دمشق "هذا رقم ضخم لدى شعب يعاني أساساً من نزوح جماعي".
النظام السوري يلقي باللوم على الحرب الأهلية
وذكرت وسائل إعلام رسمية سورية أن ثلاثة أشخاص انتشلتهم فرق إنقاذ من تحت أنقاض مبنى في بلدة جبلة السورية بعد نحو 110 ساعات من وقوع الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة يوم الاثنين.
وتعمل فرق سورية وروسية على إنقاذ الناس في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في سوريا.
وفي المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في سورياكان ملايين الأشخاص يعتمدون على الإعانات حتى قبل الكارثة.
ويفتقر عمال الإنقاذ هناك للآلات الثقيلة لرفع الأنقاض. وأقرت حكومة الرئيس بشار الأسد بوجود أوجه قصور في جهود الإغاثة، وألقت باللوم على عواقب 12 عاما من الحرب الأهلية والعقوبات الاقتصادية الغربية.
وقالت الرئاسة السورية اليوم الجمعة إن الرئيس بشار الأسد زار مستشفى في مدينة حلب في أول رحلة معلنة إلى المنطقة التي ضربها الزلزال. وتفقد الرئيس وزوجته الأضرار وتحدثا مع بعض الأشخاص.
كما وافقت حكومته على توصيل مساعدات إنسانية تخترق خطوط المواجهة للحرب الأهلية الدائرة منذ 12 عاما في البلاد في خطوة قد تعجل بوصول المساعدة لملايين الأشخاص اليائسين. لكن برنامج الأغذية العالمي قال إن مخزونه من مواد الإغاثة بدأ ينفد في شمال غرب سوريا الذي تسيطر عليه المعارضة. تركيا.. أعداد متزايدة من الضحايا
وفي تركيا، لاتزال أعداد الضحايا في ارتفاع مستمر. وقالت هيئة إدارة الكوارث في تركيا إن عدد القتلى في البلاد نحو 20 ألفا حتى مساء الجمعة.
وتتدفّق المساعدات الإنسانية الدولية على تركيا، وأعلنت ألمانيا خصوصاً الجمعة إرسال 90 طنا من المواد جوّاً، لكنّ الوصول إلى سوريا التي يخضع نظامها لعقوبات دولية، أكثر تعقيداً بكثير.
وزار الرئيس التركي أردوغان الجمعة منطقة أديامان (حصن منصور) التركية، وقال هناك إن استجابة الحكومة لم تكن بالسرعة المطلوبة. وأوضح "على الرغم من أن لدينا أكبر فريق بحث وإنقاذ في العالم في الوقت الحالي، لكن الحقيقة هي أن جهود البحث ليست بالسرعة التي نريدها". ومضى يقول إن أعمال نهب للمتاجر حدثت في بعض المناطق.
توقيف متعهد مبنى أثناء هروبه
وجرى الجمعة إيقاف متعهدّ مبنى مؤلف من 12 طابقًا انهار جرّاء الزلزال لدى محاولته مغادرة البلد، حسبما أفادت وكالة الأناضول التركية الرسمية للأنباء. ويقدّر أن يكون 800 شخص تحت أنقاض مبنى رونيسانس السكني الذي يضمّ 250 شقة في هاتاي في جنوب شرق تركيا. وأوقف الرجل في مطار إسطنبول قبل أن يحاول مغادرة البلد إلى مونتينيغرو وبحوزته مبلغ كبير. وانهار بالكامل المبنى السكني الفاخر الذي كان يقدّمه على شبكات التواصل الاجتماعي على أنه "ركن من أركان الجنّة". وأشارت وسائل إعلام تركية إلى أن لاعب كرة القدم الغاني كريستيان أتسو الذي يلعب لصالح نادي هاتايسبور والمدير الرياضي للفريق تانر سافوت، من بين العالقين تحت أنقاض هذا المبنى.
وتحاول فرق الإنقاذ البحث عن ناجين في المكان. ويندد الاعلام التركي منذ الاثنين ببعض المتعهدين الذين كانوا يستخدمون مواد رديئة أو لم يحترموا معايير السلامة.
فرح بإنقاذ رضع وأطفال في تركيا
وتكللت جهود عمال الإنقاذ بالعثور على رضيع عمره عشرة أيام فقط، ظل حيا لأربعة أيام مع والدته في مبنى منهار. واستقبل المسعفون الطفل التركي ياجيز أولاس ببطانية دافئة ونقلوه إلى مركز طبي ميداني في سامانداج، بمقاطعة هاتاي، اليوم الجمعة. وأظهرت صور فيديو من وكالة إدارة الكوارث التركية عمال الطوارئ وهم ينقلون والدته التي كانت ضعيفة وشاحبة في حالة ذهول لكنها تدرك ما يجري.
وأنعش إنقاذ عدد من الأطفال معنويات الطواقم المنهكة التي تبحث عن ناجين. وأظهرت مقاطع مصورة نشرتها أجهزة التصدي للكوارث أنه تم إنقاذ سبعة أطفال على الأقل اليوم الجمعة وألهم صمودهم المذهل فرق البحث التي أنقذت أيضا عددا من البالغين من تحت الانقاض.
وعملت أطقم إنقاذ، من بينها فرق متخصصة من عشرات البلدان، طوال الليل وسط أنقاض آلاف المباني المحطمة وفي درجات حرارة شديدة البرودة.
حزب العمال المحظور يقرر وقف عملياته
لكن الزلزال الذي ضرب تركيا أعاد رسم المشهد السياسي، إذ أعلن حزب العمال الكردستاني المحظور الجمعة تعليق "عملياته" موقتاً في تركيا، بحسب مسؤول عسكري من الحزب.
ونقلت وكالة فرات للانباء المقربة من الحزب الذي تعتبره أنقرة منظمة إرهابية، عن القيادي فيه جميل بايق قوله "ندعو جميع قواتنا المنخرطة في أعمال عسكرية: أوقفوا العمليات العسكرية في تركيا، في العواصم والمدن". وأضاف: " قررنا عدم تنفيذ أي عملية طالما لم تهاجمنا الدولة التركية".
ع.ح./ص.ش. (رويترز، أ ف ب، د ب أ)
مشاهد من الزلزال المدمر في جنوب تركيا وشمال سوريا
لا يمكن بعد توقع الحجم الكامل للكارثة، فعدد القتلى والجرحى يتزايد ويتزايد. والمساعدات في طريقها لتركيا وسوريا بعدما ضرب زلزال مدمر منطقة جنوب شرق تركيا وشمالي سوريا موقعا آلافا من القتلى والجرحي وأضرارا كبيرة في البلدين.
صورة من: Louai Beshar/AFP
حجم الكارثة لا يمكن معرفته الآن
بقوة 7,8 درجات على مقياس ريختر وعلى عمق حوالى 17,9 كيلومترا، وفقا لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، ضرب زلزال مرعب منطقة جنوب شرقي تركيا وشمالي سوريا في ساعة مبكرة من صباح الاثنين (6 فبراير/ شباط 2023)، ما أسفر عن دمار شديد ومقتل أكثر من 2700 شخص في البلدين، بحسب معطيات غير نهائية مساء الاثنين. ولا تكفّ الحصيلة عن الارتفاع، إذ لا يزال عدد كبير جداً من الأشخاص تحت الأنقاض.
صورة من: Mahmut Bozarslan/AP Photo/picture alliance
الزلزال يباغت الناس في نومهم
وقع الزلزال والناس نياما، عند الساعة 04:17 بالتوقيت المحلي (01,17 بتوقيت غرنيتش). وكان مركزه في منطقة بازارجيك بمحافظة قهرمان مرعش على بعد 60 كيلومترا من الحدود السورية. وأعقبه عشرات الهزات الارتدادية، ثم ضرب زلزال جديد بقوة 7,5 درجات عند الساعة 10,24 بتوقيت غرينتش جنوب شرق تركيا. وشعر بالزلزال سكان في كل من لبنان وسوريا والأراضي الفلسطينية واليونان وقبرص وأرمينيا وجورجيا والعراق وبعض مناطق مصر .
صورة من: Erkan Kama/AA/picture alliance
أردوغان يعلن الحداد العام
وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الحداد العام في عموم البلاد لمدة 7 أيام. وجاء في التعميم الذي وقع عليه أردوغان، مساء الاثنين: "نتيجة الزلازل التي ضربت بلدنا في 6 شباط/ فبراير 2023، تقرر الحداد الوطني لمدة 7 أيام، وتنكيس الأعلام داخل البلاد وفي الممثليات الخارجية حتى الأحد 12 فبراير"، وفقا لوكالة أنباء الأناضول التركية.
صورة من: Depo Photos/ABACA/picture alliance
"أقوى" زلزال في سوريا منذ نحو 30 عاما
وفي سوريا المجاورة تسبب الزلزال في سقوط أبنية في محافظات عدة على رؤوس قاطنيها، بينما لا تزال المئات من العائلات تحت الأنقاض. وتعلن الحكومة السورية تباعاً عن عدد الضحايا فيما تستمر عمليات البحث عن ناجين تحت الأنقاض. ونقل عن مدير عام المركز الوطني لرصد الزلازل رائد أحمد قوله "هذا الزلزال هو الأقوى... منذ العام 1995".
صورة من: Omar Albam
حصيلة ضخمة مؤقتة في سوريا للضحايا
وفي أنحاء سوريا قتل 1300 شخص على الأقل جراء الزلزال، في حصيلة غير نهائية لوزارة الصحة السورية وفرق إغاثة. وأعلنت وزارة الصحة مقتل 593 وإصابة 1411 آخرين في حصيلة غير نهائية في مناطق سيطرة الحكومة في محافظات حلب واللاذقية وحماة وطرطوس. كما أفادت منظمة الخوذ البيضاء العاملة في مناطق الشمال الخارجة عن سيطرة دمشق بمقتل 700 شخص وإصابة أكثر من ألفين آخرين. فيما تستمر عمليات البحث عن ناجين تحت الأنقاض.
صورة من: Louai Beshar/AFP
استغاثة الخوذ البيضاء بمناطق المعارضة
وفي مناطق سيطرة الفصائل المسلحة والمعارضة بشمال وشمال غرب سوريا، رجّحت منظمة الخوذ البيضاء (الدفاع المدني العامل في المناطق الخارجة عن سيطرة دمشق) "ارتفاع عدد الوفيات بشكل كبير لوجود مئات العائلات تحت الأنقاض". ودعت المنظمة وسط ظروف مناخية قاسية "جميع المنظمات الإنسانية الدولية إلى التدخل السريع لإغاثة المنكوبين وتلبية احتياجاتهم".
صورة من: Mohammed Al-Rifai/AFP
أوضاع كارثية وتصدع آلاف المباني
سنوات الحرب الطويلة تسببت في تصدّع آلاف الأبنية في محافظات عدة خصوصاً تلك التي شهدت معارك ضارية وقصفاً جوياً. ودفعت موجات النزوح المتكررة والفقر المدقع سوريين كثر إلى السكن في مباني متضررة أو شبه مدمرة. وتشهد مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في إدلب وحلب أوضاعا كارثية وعائلات تنتظر سماع أخبار عن أفرادها، بينما انهمك عمال الإغاثة في نقل المصابين وانتشال الضحايا من تحت ركام الأبنية.
صورة من: Ghaith Alsayed/AP Photo/picture alliance
قلعة حلب ومواقع آثارية تتعرض للضرر
وفي حلب، ثاني مدن سوريا، بقيت عشرات العائلات منذ وقوع الزلزال فجرًا في الحدائق العامة رغم تساقط أمطار غزيرة، خشية حصول هزات ارتدادية. وتضرّرت قلعة حلب وعدد من المواقع الأثرية الأخرى، وفقاً للمديرية العامة للآثار والمتاحف.
صورة من: AFP
شولتس "مصدوم" ويقدم مساعدات
وغرّد المستشار الألماني أولاف شولتس (أرشيفية) على تويتر: "نتابع الأنباء عن الزلزال في المنطقة الحدودية بين تركيا وسوريا وسط حالة من الصدمة .. نحن نحزن مع الأقارب ونقلق مع المدفونين (تحت الأنقاض). وسترسل ألمانيا مساعدة بالطبع". أما وزيرة الخارجية بيربوك فكتبت: "استيقظنا على أخبار مروعة من تركيا و سوريا. خواطري مع أقارب ضحايا هذا الزلزال المرعب.. سنرسل على وجه السرعة مساعدات بالتعاون مع شركائنا".
صورة من: Michael Kappeler/dpa/picture alliance
ماكرون: صور فظيعة من تركيا وسوريا
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن فرنسا "مستعدة لتوفير مساعدة عاجلة للسكان" في تركيا وسوريا. وكتب ماكرون الاثنين في تغريدة "تردنا صور فظيعة من تركيا وسوريا بعد زلزال بقوة غير مسبوقة. نتعاطف مع العائلات التي خسرت أفرادا". (صورة من الأرشيف)
صورة من: Getty Images/AFP/O. Kose
الاتحاد الأوروبي يرسل فرق إنقاذ
وأرسل الاتحاد الأوروبي فرق إنقاذ إلى تركيا، وكتب المفوض الأوروبي المكلف بإدارة الأزمات يانيش لينارسيتش على تويتر: "إثر الزلزال الذي وقع في تركيا فعلّنا آلية الدفاع المدني في الاتحاد الأوروبي (..) وتوجهت فرق من هولندا ورومانيا" للمشاركة في عمليات البحث والإنقاذ. وأوضح ناطق باسم المفوضية الأوروبية أن هذه المساعدة تأتي بناء على طلب من تركيا.
صورة من: IHA agency via AP/picture alliance
حلفاء الناتو يحشدون الدعم لتركيا
وأعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ، عن تضامنه وأعلن الدعم للدولة العضو تركيا بعدما ضربها زلزال مدمر. وكتب ستولتنبرغ على تويتر "التضامن الكامل مع الحليف تركيا عقب هذا الزلزال المريع". وأضاف "يحشد حلفاء الناتو الدعم"، مشيرا إلى أنه تواصل مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووزير الخارجية مولود تشاوش أوغلو.
صورة من: Stoyan Nenov/REUTERS
بوتين مستعد لمساعدة سوريا وتركيا
وعرض الرئيس فلاديمير بوتين تقديم مساعدة لسوريا وتركيا. ولروسيا وجود عسكري قوي في سوريا، وبوتين حليف وثيق للأسد وله علاقة قوية مع أردوغان. وذكر بوتين برسالته لأردوغان "تقبلوا خالص عزائنا في الضحايا والدمار واسع النطاق... نحن مستعدون لتوفير المساعدة الضرورية في هذا الشأن". وفي رسالة مماثلة، أبلغ بوتين نظيره السوري أن روسيا تشاطر "من فقدوا أحباءهم الحزن والألم"، مضيفا أن موسكو مستعدة لتقديم المساعدة.
صورة من: Reuters/Sputnik/M. Klimentyev
أبو الغيط يدعو لتقديم الإغاثة بعيدا عن التسيس
كما دعا أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، المجتمع الدولي إلى تقديم الإغاثة الطارئة للمناطق المنكوبة في الشمال السوري. وقال المتحدث الرسمي باسمه في بيان: إن أبو الغيط أعرب عن تعازيه لأسر الضحايا وتمنياته بالشفاء العاجل للمصابين في سوريا وتركيا. وأضاف أن الجامعة تناشد منظمات الإغاثة الدولية والإنسانية بالتحرك الفوري لمواجهة تداعيات هذه الكارثة من منظور إنساني بعيدا عن أي تسييس. صلاح شرارة