زلزال تركيا وسوريا- ارتفاع حصيلة الضحايا وتضاؤل فرص الإنقاذ!
١٠ فبراير ٢٠٢٣
رغم تراجع الأمل بالعثور على ناجين، تتواصل جهود إنقاذ ضحايا الزلزال الذي أودى بحياة نحو 22 ألف شخص في تركيا وسوريا. وتستمر الجهود الدولية لإيصال المساعدات إلى البلدين، خصوصًا سوريا، مع إعلان واشنطن تعليق بعض العقوبات.
إعلان
يتراجع الأمل بالعثور على أحياء تحت الأنقاض في المناطق التي ضربها الزلزال في تركيا وسوريا بعد أكثر من مئة ساعة على الزلزال العنيف الذي قضى فيه أكثر من 21700 شخص على الأقل حسب آحدث حصيلة، في إحدى أسوأ الكوارث في هذه المنطقة منذ قرن.
وتفيد الأرقام الرسمية الأخيرة بأن الزلزال الذي بلغت قوته 7,8 وتبعته أكثر من مئة هزة ارتدادية أسفر عن ما لا يقل عن 21719 قتيلًا، 18342 في تركيا و3377 في سوريا، والعدد مرشح للارتفاع في ظل وجود كثير من الضحايا تحت الأنقاض.
على جانبي الحدود، تهدمت آلاف المساكن. وتضاعف فرق الانقاذ والإغاثة الجهود بحثًا عن ناجين، رغم انقضاء الساعات الاثنين والسبعين الأولى الحيوية، فيما يزيد البرد الصقيعي من صعوبات الوضع. ويتابع السكان -المضطرون إلى المبيت في خيام أو سيارات وهم يبكون- عمل المسعفين الذين يحاولون تحديد مكان ناجين محتملين بواسطة مسيّرات وكاميرات كشف تعمل بالطاقة الحرارية.
على صعيد المساعدات، دخلت قافلة أولى من المساعدة مؤلفة من ست شاحنات الخميس إلى مناطق سيطرة فصائل المعارضة في شمال غرب سوريا من تركيا عبر معبر باب الهوى الحدودي، على ما أفاد أحد مراسلي وكالة فرانس برس. وأوضحت المنظمة الدولية للهجرة أن القافلة تحمل بطانيات وفرشًا وخيمًا ومستلزمات طوارئ ومصابيح تعمل بالطاقة الشمسية لتغطية حاجات ما لا يقل عن خمسة آلاف شخص.
إلا أن منظمة الخوذ البيضاء ، الدفاع المدني العامل في المناطق الخارجة عن سيطرة دمشق، أعربت عن "خيبة املها" معتبرة أن "المساعدات الأممية التي يجري الحديث عن دخولها لشمال غربي سوريا هي مساعدات دورية، وتوقفت خلال الأيام الأولى من الزلزال، والآن تم استئنافها".
وتُنقل المساعدات الإنسانية المخصصة لشمال غرب سوريا عادة من تركيا عبر باب الهوى، نقطة العبور الوحيدة التي يضمنها قرار صادر عن مجلس الأمن حول المساعدات العابرة للحدود. وأعلنت الخارجية التركية أنها تعمل على فتح معبرين آخرين "مع المناطق الخاضعة لسيطرة حكومة" دمشق "لأسباب إنسانية". وكانت الأمم المتحدة أعلنت الثلاثاء أن نقل المساعدات عبر معبر باب الهوى تأثر بتضرر الطرقات بسبب الزلزال.
دخول أول قافلة مساعدات إلى شمال سوريا
02:33
مساعدات دولية
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس ادهانوم غيبريسوس الخميس إنه "في طريقه إلى سوريا"، بينما أعلنت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر مريانا سبولياريتش في تغريدة مساء الخميس وصولها إلى حلب في سوريا مشددة على أن "المجتمعات المحلية التي أنهكتها سنوات من القتال العنيف باتت مشلولة الآن جراء الزلزال". وتخشى المنظمات الإنسانية خصوصًا انتشار وباء الكوليرا الذي عاد للظهور قبل فترة في سوريا.
وأرسل الاتحاد الأوروبي مساعدات أولى إلى تركيا بعد ساعات على الزلزال الإثنين. إلا انه لم يعرض إلا مساعدة محدودة لسوريا عبر برنامج المساعدات الإنسانية المعمول بها أساسًا بسبب العقوبات الدولية المفروضة على هذا البلد منذ بدء الحرب فيه العام 2011.
والأربعاء طلبت سوريا رسميًا مساعدة الاتحاد الأوروبي وطلبت المفوضية الأوروبية من الدول الأعضاء تلبية هذا الطلب. وزار المفوض الأوروبي لتنسيق مساعدات الاتحاد الأوروبي يانيش لينارسيتش، غازي عنتاب في جنوب شرق تركيا للقاء مسؤولين ومنظمات إنسانية تنشط في شمال غرب سوريا، على ما أعلنت المفوضية.
وأعلن البنك الدولي الخميس تقديم مساعدة قدرها 1,78 مليار دولار لتركيا، فيما كشفت واشنطن أنها ستخصص 85 مليونًا لتركيا وسوريا. وأعلنت وزارة الخزانة الأمريكية أيضًا الرفع المؤقت لبعض العقوبات المفروضة على سوريا بهدف نقل المساعدات بأسرع وقت ممكن إلى السكان المنكوبين.
من جانبها أعلنت ألمانيا عزمها زيادة المساعدات الإنسانية التي تقدمها في سوريا 26 مليون يورو (28 مليون دولار) لتلبية الاحتياجات المتزايدة للسوريين. وخصصت فرنسا مساعدة طارئة للشعب السوري بقيمة 12 مليون يورو. من جهتها أعلنت لندن الخميس مساعدة مالية إضافية قدرها 3,4 ملايين يورو على الأقل لتصل مساعدتها الإجمالية إلى 4,3 ملايين يورو مخصصة للخوذ البيضاء.
م.ع.ح/ع.ج.م (أ ف ب، رويترز)
مشاهد من الزلزال المدمر في جنوب تركيا وشمال سوريا
لا يمكن بعد توقع الحجم الكامل للكارثة، فعدد القتلى والجرحى يتزايد ويتزايد. والمساعدات في طريقها لتركيا وسوريا بعدما ضرب زلزال مدمر منطقة جنوب شرق تركيا وشمالي سوريا موقعا آلافا من القتلى والجرحي وأضرارا كبيرة في البلدين.
صورة من: Louai Beshar/AFP
حجم الكارثة لا يمكن معرفته الآن
بقوة 7,8 درجات على مقياس ريختر وعلى عمق حوالى 17,9 كيلومترا، وفقا لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، ضرب زلزال مرعب منطقة جنوب شرقي تركيا وشمالي سوريا في ساعة مبكرة من صباح الاثنين (6 فبراير/ شباط 2023)، ما أسفر عن دمار شديد ومقتل أكثر من 2700 شخص في البلدين، بحسب معطيات غير نهائية مساء الاثنين. ولا تكفّ الحصيلة عن الارتفاع، إذ لا يزال عدد كبير جداً من الأشخاص تحت الأنقاض.
صورة من: Mahmut Bozarslan/AP Photo/picture alliance
الزلزال يباغت الناس في نومهم
وقع الزلزال والناس نياما، عند الساعة 04:17 بالتوقيت المحلي (01,17 بتوقيت غرنيتش). وكان مركزه في منطقة بازارجيك بمحافظة قهرمان مرعش على بعد 60 كيلومترا من الحدود السورية. وأعقبه عشرات الهزات الارتدادية، ثم ضرب زلزال جديد بقوة 7,5 درجات عند الساعة 10,24 بتوقيت غرينتش جنوب شرق تركيا. وشعر بالزلزال سكان في كل من لبنان وسوريا والأراضي الفلسطينية واليونان وقبرص وأرمينيا وجورجيا والعراق وبعض مناطق مصر .
صورة من: Erkan Kama/AA/picture alliance
أردوغان يعلن الحداد العام
وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الحداد العام في عموم البلاد لمدة 7 أيام. وجاء في التعميم الذي وقع عليه أردوغان، مساء الاثنين: "نتيجة الزلازل التي ضربت بلدنا في 6 شباط/ فبراير 2023، تقرر الحداد الوطني لمدة 7 أيام، وتنكيس الأعلام داخل البلاد وفي الممثليات الخارجية حتى الأحد 12 فبراير"، وفقا لوكالة أنباء الأناضول التركية.
صورة من: Depo Photos/ABACA/picture alliance
"أقوى" زلزال في سوريا منذ نحو 30 عاما
وفي سوريا المجاورة تسبب الزلزال في سقوط أبنية في محافظات عدة على رؤوس قاطنيها، بينما لا تزال المئات من العائلات تحت الأنقاض. وتعلن الحكومة السورية تباعاً عن عدد الضحايا فيما تستمر عمليات البحث عن ناجين تحت الأنقاض. ونقل عن مدير عام المركز الوطني لرصد الزلازل رائد أحمد قوله "هذا الزلزال هو الأقوى... منذ العام 1995".
صورة من: Omar Albam
حصيلة ضخمة مؤقتة في سوريا للضحايا
وفي أنحاء سوريا قتل 1300 شخص على الأقل جراء الزلزال، في حصيلة غير نهائية لوزارة الصحة السورية وفرق إغاثة. وأعلنت وزارة الصحة مقتل 593 وإصابة 1411 آخرين في حصيلة غير نهائية في مناطق سيطرة الحكومة في محافظات حلب واللاذقية وحماة وطرطوس. كما أفادت منظمة الخوذ البيضاء العاملة في مناطق الشمال الخارجة عن سيطرة دمشق بمقتل 700 شخص وإصابة أكثر من ألفين آخرين. فيما تستمر عمليات البحث عن ناجين تحت الأنقاض.
صورة من: Louai Beshar/AFP
استغاثة الخوذ البيضاء بمناطق المعارضة
وفي مناطق سيطرة الفصائل المسلحة والمعارضة بشمال وشمال غرب سوريا، رجّحت منظمة الخوذ البيضاء (الدفاع المدني العامل في المناطق الخارجة عن سيطرة دمشق) "ارتفاع عدد الوفيات بشكل كبير لوجود مئات العائلات تحت الأنقاض". ودعت المنظمة وسط ظروف مناخية قاسية "جميع المنظمات الإنسانية الدولية إلى التدخل السريع لإغاثة المنكوبين وتلبية احتياجاتهم".
صورة من: Mohammed Al-Rifai/AFP
أوضاع كارثية وتصدع آلاف المباني
سنوات الحرب الطويلة تسببت في تصدّع آلاف الأبنية في محافظات عدة خصوصاً تلك التي شهدت معارك ضارية وقصفاً جوياً. ودفعت موجات النزوح المتكررة والفقر المدقع سوريين كثر إلى السكن في مباني متضررة أو شبه مدمرة. وتشهد مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في إدلب وحلب أوضاعا كارثية وعائلات تنتظر سماع أخبار عن أفرادها، بينما انهمك عمال الإغاثة في نقل المصابين وانتشال الضحايا من تحت ركام الأبنية.
صورة من: Ghaith Alsayed/AP Photo/picture alliance
قلعة حلب ومواقع آثارية تتعرض للضرر
وفي حلب، ثاني مدن سوريا، بقيت عشرات العائلات منذ وقوع الزلزال فجرًا في الحدائق العامة رغم تساقط أمطار غزيرة، خشية حصول هزات ارتدادية. وتضرّرت قلعة حلب وعدد من المواقع الأثرية الأخرى، وفقاً للمديرية العامة للآثار والمتاحف.
صورة من: AFP
شولتس "مصدوم" ويقدم مساعدات
وغرّد المستشار الألماني أولاف شولتس (أرشيفية) على تويتر: "نتابع الأنباء عن الزلزال في المنطقة الحدودية بين تركيا وسوريا وسط حالة من الصدمة .. نحن نحزن مع الأقارب ونقلق مع المدفونين (تحت الأنقاض). وسترسل ألمانيا مساعدة بالطبع". أما وزيرة الخارجية بيربوك فكتبت: "استيقظنا على أخبار مروعة من تركيا و سوريا. خواطري مع أقارب ضحايا هذا الزلزال المرعب.. سنرسل على وجه السرعة مساعدات بالتعاون مع شركائنا".
صورة من: Michael Kappeler/dpa/picture alliance
ماكرون: صور فظيعة من تركيا وسوريا
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن فرنسا "مستعدة لتوفير مساعدة عاجلة للسكان" في تركيا وسوريا. وكتب ماكرون الاثنين في تغريدة "تردنا صور فظيعة من تركيا وسوريا بعد زلزال بقوة غير مسبوقة. نتعاطف مع العائلات التي خسرت أفرادا". (صورة من الأرشيف)
صورة من: Getty Images/AFP/O. Kose
الاتحاد الأوروبي يرسل فرق إنقاذ
وأرسل الاتحاد الأوروبي فرق إنقاذ إلى تركيا، وكتب المفوض الأوروبي المكلف بإدارة الأزمات يانيش لينارسيتش على تويتر: "إثر الزلزال الذي وقع في تركيا فعلّنا آلية الدفاع المدني في الاتحاد الأوروبي (..) وتوجهت فرق من هولندا ورومانيا" للمشاركة في عمليات البحث والإنقاذ. وأوضح ناطق باسم المفوضية الأوروبية أن هذه المساعدة تأتي بناء على طلب من تركيا.
صورة من: IHA agency via AP/picture alliance
حلفاء الناتو يحشدون الدعم لتركيا
وأعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ، عن تضامنه وأعلن الدعم للدولة العضو تركيا بعدما ضربها زلزال مدمر. وكتب ستولتنبرغ على تويتر "التضامن الكامل مع الحليف تركيا عقب هذا الزلزال المريع". وأضاف "يحشد حلفاء الناتو الدعم"، مشيرا إلى أنه تواصل مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووزير الخارجية مولود تشاوش أوغلو.
صورة من: Stoyan Nenov/REUTERS
بوتين مستعد لمساعدة سوريا وتركيا
وعرض الرئيس فلاديمير بوتين تقديم مساعدة لسوريا وتركيا. ولروسيا وجود عسكري قوي في سوريا، وبوتين حليف وثيق للأسد وله علاقة قوية مع أردوغان. وذكر بوتين برسالته لأردوغان "تقبلوا خالص عزائنا في الضحايا والدمار واسع النطاق... نحن مستعدون لتوفير المساعدة الضرورية في هذا الشأن". وفي رسالة مماثلة، أبلغ بوتين نظيره السوري أن روسيا تشاطر "من فقدوا أحباءهم الحزن والألم"، مضيفا أن موسكو مستعدة لتقديم المساعدة.
صورة من: Reuters/Sputnik/M. Klimentyev
أبو الغيط يدعو لتقديم الإغاثة بعيدا عن التسيس
كما دعا أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، المجتمع الدولي إلى تقديم الإغاثة الطارئة للمناطق المنكوبة في الشمال السوري. وقال المتحدث الرسمي باسمه في بيان: إن أبو الغيط أعرب عن تعازيه لأسر الضحايا وتمنياته بالشفاء العاجل للمصابين في سوريا وتركيا. وأضاف أن الجامعة تناشد منظمات الإغاثة الدولية والإنسانية بالتحرك الفوري لمواجهة تداعيات هذه الكارثة من منظور إنساني بعيدا عن أي تسييس. صلاح شرارة