زلزال سوريا ـ الأمم المتحدة تسعى لجمع 400 مليون دولار
١٥ فبراير ٢٠٢٣
أطلقت الأمم المتحدة نداءً طارئًا لجمع نحو 400 مليون دولار لمساعدة ضحايا الزلزال في سوريا على مدى ثلاثة أشهر، فيما شبهت خبيرة جيولوجية أمريكية زلزالي تركيا وسوريا بأكبر تجربة نووية من نوعها في العالم.
إعلان
قال أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة "اليوم أُعلن أن المنظمة الدولية أطلقت نداءً إنسانيًا لجمع 397 مليون دولار للسكان الذين وقعوا ضحايا الزلزال الذي اجتاح سوريا. ستغطّي المساعدات فترة ثلاثة أشهر"، لافتًا إلى أن المنظمة تعمل على إطلاق نداء مماثل للتبرع لضحايا الزلزال في تركيا. ودعا غوتيريش كل الدول الأعضاء إلى "تمويل كامل ومن دون تأخير" لهذه الجهود من أجل تأمين "مساعدة إنسانية يحتاج إليها نحو خمسة ملايين سوري، تشمل المأوى والرعاية الطبية والغذاء".
مخاوف من تفاقم الأزمة
وقال غوتيريش إن "الحاجات هائلة" و"نحن ندرك جميعنا أن المساعدات المنقذة للحياة لا تصل بالسرعة والحجم اللازمين". وتابع "بعد أسبوع من الزلازل المدمرة، يعاني ملايين الأشخاص في كل أنحاء المنطقة من أجل البقاءعلى قيد الحياة، من دون مأوى، وفي ظل درجات حرارة متجمدة". وأضاف غوتيريش "يجب ألا تتفاقم المعاناة الإنسانية التي سببتها هذه الكارثة الطبيعية بالحواجز التي وضعها أشخاص" مكرّرا دعوته إلى السماح للمساعدات بأن تنقل "عبر كل الطرق من دون أي قيود". وكان غوتيريش أعلن الإثنين أنّ الرئيس السوري بشّار الأسد وافق على فتح معبرين حدوديين إضافيين بين تركيا وشمال غرب سوريا الذي لا يخضع لسيطرة قواته وذلك من أجل إدخال مساعدات إنسانية للمتضرّرين من الزلزال.
من جهته، شدّد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مكالمة هاتفية مع غوتيريش الثلاثاء "على ضرورة أن يحترم نظام الأسد التزامه" في ما يتعلّق بالمعبرين الإضافيين وهما باب السلامة والراعي. ونقل بيان لوزارة الخارجية الأميركية عن بلينكن تأكيده على مسامع غوتيريش على وجوب ضمان عمل هذين المعبرين الإضافيين "بما في ذلك من خلال تفويض من مجلس الأمن الدولي إذا لزم الأمر".
"أكبر تجربة نووية في العالم"
في سياق متصل، قالت جاكي كابلان أورباخ، أستاذة الجيولوجيا في جامعة ويسترن واشنطن إنه يمكن مقارنة الزلزالالمزدوج الذي ضرب تركيا الأسبوع الماضي بأكبر تجربة نووية في العالم. وأضافت جاكي في تصريحات لوكالة الأناضول التركية للأنباء "إنه حدث غير عاد إلى حد ما في هذا الجزء من جنوب تركيا، فعلى الرغم من تعرضه للزلازل، لم يشهد زلزالا بهذا الحجم منذ فترة. ومع ذلك، فهي منطقة نشطة للغاية من الناحية الزلزالية".
وأكدت أن هناك زلازل كبيرة بمرور الوقت، وقالت إن نمو السكان بمرور الوقت أدى إلى مزيد من الضحايا بعد هذه الزلازل. كما أكدت أن الزلازل وقعت على عمق قريب جدا من السطح، مما زاد المأساة سوءا. وأضافت: "وهذا يزيد اهتزاز الأرض، مما يجعلها تجربة أكثر عنفا".
212 ساعة تحت الأنقاض
في الوقت نفسه تمكنت فرق الإغاثة التركية من إنقاذ مسنة تركية تبلغ من العمر 77 عاما، في ولاية أدي يامان، وذلك بعد مضي 212 ساعة على وقوع الزلزال. وتم إسعاف المسنة ونقلها إلى المستشفى على الفور.
ح.ز/ ا.ف (أ.ف.ب / د.ب.أ)
من إيران إلى المغرب.. تاريخ أسوأ الزلازل في المنطقة
زلازل كثيرة شهدتها منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خلال العقود الماضية. لكن أكثر دولتين تعرّضتا للهزات المدمرة هما تركيا وإيران حيث عاش السكان رعبا حقيقيا خلالها.
صورة من: BULENT KILIC/AFP
زلزال أرزينجان- تركيا
عام 1939 شهدت تركيا زلزالا مدمرا ضرب محافظة أرزينجان شرق البلاد يوم 27 ديسمبر/كانون الأول. يعد هذا الزلزال هو أعنف زلزال يضرب تركيا على مدار حوالي أربعة قرون. بلغت قوته 7.8 على مقياس ريختر وتسبب بمقتل حوالي 33 ألف شخص وقع هذا الزلزال المدمر في الواحدة صباحا وأدى إلى هدم المدينة القديمة بالكامل.
صورة من: AP Photo/picture alliance
زلزال الأصنام- الجزائر
وقع في شهر أكتوبر 1980 في مدينة الأصنام (الشلف حاليا) في شمال الجزائر. يعد الزلزال الأسوأ في الجزائر خلال القرن الماضي. بلغت قوته 7.3 درجة. خلف ما يزيد عن 10 آلاف قتيل ومئات الآلاف الجرحى. وقع في الواحدة ظهرا ويعد الأقوى في زلازل المنطقة الجنوبية من البحر المتوسط على مدار قرنين.
صورة من: Tim Graham/robertharding/picture alliance
زلزال رودبار/منجيل- إيران
ضرب محافظة رودبار شمالي البلاد صيف 1990، وتحديدا مدينتي رودبار ومنجيل. بلغت قوته 7.4 درجة. رقم القتلى كان هائلا ويقدر ما بين 35 و 50 ألفا، فضلا عن عشرات الآلاف الجرحى والمشردين. وقع بعد منتصف الليل بقليل وخلف دمارا كبيرا للغاية ويعد أكثر الزلزال دموية في تاريخ إيران خلال القرن الماضي.
صورة من: AFP/picture-alliance/dpa
زلزال إزميد- تركيا
وقع عام 1999 في مدينة أزميد عاصمة محافظة قوجه ايلي شمال غرب البلاد. يعرف كذلك بزلزال مرمرة. تسبب بمقتل حوالي 18 ألف شخص بينما تقول مصادر أخرى إن الرقم أعلى. حدث الزلزال في الثالثة صباحاً وبلغت درجته 7.6 درجة. أدى إلى نشوب حريق واسع في المصفاة النفطية ما أدى إلى طلب المساعدة الدولية وإلى تأثير كبير على الاقتصاد التركي.
صورة من: picture-alliance / dpa
زلزال بومرداس - الجزائر
وقع في أقصى شمال الجزائر شهر مايو 2003، في ولاية بومرداس وولاية الجزائر. بلغت قوته 6.8 درجة وخلف ما بين 2000 إلى 3000 آلاف قتيل فضلاً عن مئات الجرحى. وقع في السابعة مساءً. وصلت تداعيات الزلزال إلى العاصمة الجزائر وأدى إلى تهدم آلاف المباني بالكامل، ما دفع السلطات الجزائرية إلى تغيير قوانين البناء في عدة مناطق.
صورة من: Mohamed Messara/picture-alliance/dpa
زلزال بم - إيران
عانت إيران من زلازل كثيرة في العقود الماضية، وصل عدد الخطيرة منها إلى سبعة. من أخطرها زلزال مدينة بم في جنوب إيران شهر ديسمبر عام 2003. بلغت قوته 6.6 درجة، عدد القتلى وصل إلى 34 ألفا، كثير منهم من الأطفال. وقع في الخامسة صباحا وتسبب بدمار هائل في البنى التحتية وعلى رأسها المدارس والمستشفيات.
صورة من: Nasrallah/EPA/picture alliance/dpa
زلزال الحسيمة - المغرب
وقع في فبراير 2004 عند الساعة الثانية صباحا. تسبب بمقتل حوالي 630 شخص ومئات الجرحى فضلا عن تدمير عدة ممتلكات. توجد مدينة الحسيمة في شمال المغرب، ووصل الضرر إلى قرى وبلدات صغيرة. بلغت قوته 6.3 درجة.
صورة من: Karim Selmaoui/picture-alliance/dpa
زلزال كهرمان مرعش- تركيا وسوريا
ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا ليلة السادس من فبراير 2023 في الرابعة صباحا. خلّف لحد الآن أكثر من 17 ألف قتيل. وقد حدث تحديدا في غرب غازي عنتاب التركية. زاد من حجم المأساة تداعيات الحرب الأهلية السورية ما صعّب إيصال المساعدات وفرق الإنقاذ خصوصا إلى مناطق المعارضة. بلغت درجته 7.8 درجة ما جعل سكان دول مجاورة يحسون به.