وثائقي عن ترامب يطيح بمدير عام "بي بي سي" ورئيسة الأخبار
صلاح شرارة د ب أ، رويترز، أ ف ب
٩ نوفمبر ٢٠٢٥
أطاحت طريقة تحرير خطاب لترامب بالمدير العام ورئيسة الأخبار في قناة "بي بي سي" البريطانية، وذلك بعد موجة انتقادات حادة طالت القناة بشأن تحيّزها التحريري، بما في ذلك قضايا أخرى تتعلق بإسرائيل وحرب غزة، ومجتمع الميم.
في رسالة داخلية، قال دافي إن استقالته "قرار شخصي تمامًا"، لكنه أقر بوقوع "أخطاء" خلال فترة ولايته، مؤكدًا أنه يتحمّل المسؤولية الكاملة عنها. صورة من: OLI SCARFF/AFP
إعلان
في تطور مفاجئ هزّ أروقة الإعلام البريطاني، أعلن المدير العام لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) تيم دافي، والرئيسة التنفيذية للأخبار ديبورا تورنيس، استقالتيهما اليوم الأحد (التاسع من نوفمبر/ تشرين الثاني 2025)، على خلفية انتقادات حادة طالت المؤسسة بشأن تحيّزها في تغطية عدد من القضايا، أبرزها طريقة تحرير خطاب للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وثائقي مثير للجدل
الشرارة التي فجّرت الأزمة كانت وثائقيًا بثّته "بي بي سي"، تناول خطاب ترامب في 6 يناير/ كانون الثاني 2021، قبل اقتحام أنصاره مبنى الكابيتول، وتم بثه قبل أسبوع من الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة.
منتقدون اتهموا المؤسسة العريقة، الممولة من خلال رسوم الترخيص، بتحريف السياق، إذ تم حذف جزء من الخطاب دعا فيه ترامب إلى "تظاهر سلمي"، ما جعل المقطع يبدو وكأنه تحريض مباشر على العنف.
وفي الفيلم الوثائقي الذي أنتجه برنامج "بانوراما" وبثته بي.بي.سي، ظهر ترامب وهو يقول لأنصاره "سنذهب إلى مبنى الكابيتول" وإنهم "سيقاتلون بكل ما أوتوا من قوة" وهو التعليق الذي أدلى به في جزء مختلف من خطابه. وقال منتقدون إن طريقة تحرير الخطاب في وثائقي "بي بي سي" كانت مضللة.
من جانبه قال ترامب، تعليقا على استقالة مدير عام بي بي سي، عبر منصته الاجتماعية تروث سوشال إنه تم كشف "صحافيين فاسدين"، مضيفا أن "هؤلاء أشخاص غير أمناء للغاية حاولوا التدخل في الانتخابات الرئاسية. وفوق كل ذلك، فهم من بلد أجنبي، يعتبره الكثيرون حليفنا الأول. وهذا أمر سيء للديموقراطية".
اعتراف بالمسؤولية
وفي رسالة إلى هيئة العاملين، قال دافي إن استقالته بعد خمس سنوات "قرار خاص بي تماما". وأضاف: "بشكل عام، تقدم بي بي سي أداء جيدا، لكن هناك بعض الأخطاء التي حدثت وبصفتي المدير العام، يجب أن أتحمل المسؤولية الكاملة".
وتابع في بيان نُشر على الموقع الإلكتروني للشبكة "مثل جميع المؤسسات العامة، بي بي سي ليست مثالية ويجب أن نكون دائما منفتحين وشفافين وخاضعين للمساءلة". وأوضح أنه "يعمل حاليا على تنسيق الأوقات الدقيقة مع المجلس لضمان انتقال منظم لخليفته خلال الأشهر المقبلة".
أما الرئيسة التنفيذية للأخبار تورنيس، فقالت إن الجدل حول الوثائقي "ألحق ضررًا بالمؤسسة التي أحبها"، مشيرة إلى أن المسؤولية النهائية تقع على عاتقها بصفتها رئيسة قسم الأخبار.
أما الرئيسة التنفيذية للأخبار في بي بي سي ديبورا تورنيس، فقالت إن الجدل حول الوثائقي "ألحق ضررًا بالمؤسسة التي أحبها"، مشيرة إلى أن المسؤولية النهائية تقع على عاتقها بصفتها رئيسة قسم الأخبار.صورة من: Leon Neal/Getty Images
الضغط تصاعد بعد نشر صحيفة "ديلي تلغراف" وثيقة داخلية أعدها المستشار الإعلامي السابق مايكل بريسكوت، تضمّنت قائمة من الأخطاء التحريرية، من بينها طريقة عرض خطاب ترامب، وتغطية قضايا المتحولين جنسياً، إضافة إلى اتهامات بالتحيّز ضد إسرائيل في خدمة "بي بي سي العربية".
إعلان
حياد "بي بي سي" على المحك
الواقعة أثارت تساؤلات حول مدى التزام "بي بي سي" بالحياد السياسي، خاصة في تغطيتها للأحداث الكبرى مثل الحرب في غزة، وقضايا الهوية الجندرية، والخطاب السياسي الأمريكي. برنامج "بانوراما" الشهير كان في قلب العاصفة، بعد أن أظهر ترامب وكأنه يدعو للعنف، بينما تم حذف دعوته للسلام.
الوثيقة أثارت تساؤلات حول مدى التزام "بي بي سي" بالحياد السياسي، خاصة في تغطيتها للأحداث الكبرىصورة من: Vuk Valcic/SOPA Images/Sipa USA/picture alliance
وفي تشرين الأول/أكتوبر تلقت الشبكة عقوبة من هيئة مراقبة وسائل الإعلام البريطانية بسبب البرنامج "المضلل بشكل كبير"، والذي تبين لاحقا أن الراوي الطفل فيه هو ابن نائب وزير الزراعة السابق في حكومة حماس.
وتأتي استقالة دافي لتفتح الباب أمام مراجعة داخلية شاملة في "بي بي سي"، وسط دعوات لإعادة النظر في معايير التحرير والحياد.
"تحيّز مؤسساتي في طريقة تغطية القضايا الحساسة"
من جانها قالت وزيرة الثقافة والإعلام والرياضة البريطانية ليزا ناندي إن تعديل مقطع خطاب ترامب هو أحد المخاوف العديدة بشأن المعايير التحريرية لدى بي بي سي. وأضافت في مقابلة مع تلفزيون بي بي سي أن "المسألة لا تقتصر على برنامج بانوراما فحسب، رغم أنها بالغة الخطورة، فهناك عدد من الاتهامات الخطيرة جدا، وأخطرها هو وجود تحيز مؤسساتي في طريقة تغطية القضايا الحساسة في بي بي سي".
وعبرت الوزيرة ناندي عن قلقها إزاء اتجاه المعايير التحريرية واللغة المستخدمة في التقارير وبأن تكون "غير متسقة" سواء تعلق الأمر بـ"إسرائيل أو غزة... أو المتحولين جنسيا أو بهذه القضية المتعلقة بالرئيس ترامب".
تحرير: عبده جميل المخلافي
اقتحام الكابيتول ـ مشاهد صادمة من الهجوم على قلب الديمقراطية الأمريكية
لفترة طويلة، حرض ترامب أنصاره على نتائج الانتخابات، واصفا إياها بـ"المزورة"، وكانت النتيجة احتشاد الآلاف منهم، وقام بعضهم باقتحام الكونغرس وتعطيل جلسة المصادقة على الانتخابات مؤقتا. هنا بعض مشاهد الحدث الذي تابعه العالم.
صورة من: Leah Millis/REUTERS
ما قبل العاصفة
احتشد عدد من مؤيدي ترامب المتعصبين خارج مبنى الكابيتول الأمريكي (الكونغرس) الأربعاء (6 يناير/كانون الثاني 2020)، حيث حاولت قوات الأمن إبعادهم عن مبنى الكابيتول (الكونغرس) وهو مقر المجلس التشريعي للولايات المتحدة الأمريكية.
صورة من: Olivier Douliery/AFP/Getty Images
الصدامات الأولى
خلال اجتماع للكونغرس لمناقشة تثبيت فوز الرئيس المنتخب جو بايدن اقتحم المئات من أنصار الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب مبنى الكونغرس (كابيتول) ووقعت المواجهات الأولى مع رجال الشرطة الذين كانوا يحمون المبنى.
صورة من: Stephanie Keith/REUTERS
اقتحام الكابيتول
الحشود الغاضبة المؤيدة لترامب والتي تزايدت باستمرار تمكنت من كسر طوق الحماية الأمنية التي تفرضها الشرطة وحراس المبنى واقتحمت مبنى الكابيتول.
صورة من: Win McNamee/Getty Images
اقتحام قاعة الاجتماعات
تمكن بعض المتظاهرين من التوغل داخل مبنى الكونغرس ووصلوا إلى القاعة التي يجتمع فيها مجلس الشيوخ
صورة من: Win McNamee/Getty Images
محاولة وقف تقدم المشاغبين
قوات الامن حاولت وقف المشاغبين وفرضت طوقا أمنيا حولهم من أجل التمكن من اخلاء المجتمعين في مجلس الشيوخ إلى بر الأمان من خلال مخارج الطوارئ.
صورة من: Manuel Balce Ceneta/AP Photo/picture alliance
تسلق الجدران
بعض المهاجمين تسلقوا الأسوار والجدران للوصول إلى داخل المجلس وإلى قاعة الاجتماعات.
صورة من: Win McNamee/Getty Images
رفع السلاح أمام المقتحمين
غرفة الاجتماعات الأخرى في مبنى الكونغرس والتي يجتمع بها عادة مجلس النواب كانت هدفا أيضا لمقتحمي المبنى، حيث حاولت الشرطة ابعاد المقتحمين برفع السلاح.
صورة من: J. Scott Applewhite/AP Photo/picture alliance
اقتحام مكاتب بعض النواب
وبالرغم من جميع المحاولات الأمنية نجح المشاغبون في اقتحام العديد من الغرف داخل مبنى الكابيتول وشقوا طريقهم نحو مكاتب النواب.
صورة من: Saul Loeb/AFP/Getty Images
منصة نانسي بيلوسي
أحد المتسللين نجح في أخذ منصة زعيمة الديمقراطيين في مجلس النواب نانسي بيلوسي وتبدو عليه ملامح السعادة بما قام به
صورة من: Win McNamee/Getty Images
البحث عن مخبأ
قاعات الجلسات أخليت كما يقول أحد الصحفيين المتواجدين، فيما حاول المجتمعون البحث عن مخبأ، كما تم توزيع أقنعة الوقاية من الغاز على المجتمعين.
صورة من: Andrew Harnik/AP Photo/picture alliance
الغاز المسيل للدموع
لجأت قوات الأمن إلى استخدام الغاز المسيل للدموع لتفريق الحشود الغاضبة التي اقتحمت المكان.
صورة من: Andrew Caballero-Reynolds/AFP/Getty Images
تدخل الحرس الوطني
بعد عملية الاقتحام التي تابعها العالم، وتدخل قوات من الحرس الوطني، تمت السيطرة على الوضع. وفرض عمدة واشنطن موريال بوزر حظرا للتجوال يشمل كامل المدينة. وعاد الكونجرس للاجتماع للمصادقة على انتخاب جو بايدن. (إعداد: كريستين تساير/علاء جمعة )
صورة من: Spencer Platt/Getty Images
ترامب يتعهد بمغادرة البيت الأبيض
عقب هذه الأحداث المثيرة وغير المسبوقة، وبعد مصادقة الكونجرس على فوز بايدن، ونتيجة للضغوط التي موست على الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، تعهد الأخير بمغادرة البيت الأبيض في نهاية ولايته، غير أنه استمر رغم ذلك في مزاعمه بحصول تزوير انتخابي، وكتب في بيان "حتى لو كنت أعارض تماما نتيجة الانتخابات، والوقائع تدعمني، سيكون هناك انتقال منتظم في 20 كانون الثاني/يناير". (إعداد: كريستين تساير/علاء جمعة)
صورة من: Tasos Katopodis/Getty Images
مشهد من "جمهوريات الموز"
شكلت مشاهد اقتحام مقر الكونغرس، التي تابعها الملايين عبر العالم، ضربة قاسية لصورة الولايات المتحدة كمنارة للديموقراطية. وقد وصف الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش ما حدث يليق بـ"جمهوريات الموز وليس بجمهوريتنا الديموقراطية". وسارع الكثير من الساسة الأمريكيين وقادة العالم إلى التنديد بما حدث والبعض وصفا بـ"المشاهد الصادمة" و"المحزنة".