زهران علوش.. القائد القوي لجبهة المعارضة الرئيسية في دمشق
٢٥ ديسمبر ٢٠١٥
يعد مقتل قائد "جيش الإسلام" زهران علوش ضربة للسعودية التي قد تكون دعمته ماليا ولجهات استخباراتية غربية ربما راهنت عليه، كوسيلة من وسائل مواجهة الجماعات الأكثر تشدداً، خاصة وأن علوش على خلاف فكري مع تنظيمي "داعش"والقاعدة.
إعلان
بعد وقوع هجوم بالأسلحة الكيميائية في اغسطس آب 2013 على أحد ضواحي دمشق بوقت قصير، والذي اتهمت المعارضة السورية ودول عربية وغربية عديدة قوات النظام السوري بارتكابه، أعلن أكثر من ثلاثين فصيلاً من فصائل المعارضة الإسلامية الرئيسية في المنطقة الاتحاد تحت راية ما يعرف بـ"جيش الإسلام". وبات "جيش الإسلام" الأكثر تنظيماً بين الجماعات المسلحة السورية ويتولى بالفعل إدارة الغوطة الشرقية منذ عام 2013.
وبرز فصيل "لواء الإسلام" ومؤسسه زهران علوش بوصفه الفصيل الأقوى بين تلك الفصائل لقيادة القوة الموحدة الجديدة.
وأفادت مصادر أمنية سورية وأخرى في صفوف المعارضة بمقتل علوش وخمسة من مساعديه في غارة جوية على ريف دمشق، وقال تقرير على موقع "شبيغل" الألماني أن الغارة كانت روسية. وقالت مصادر المعارضة إن علوش قتل أثناء اجتماعه مع قادة آخرين للمعارضة في منطقة مرج بالغوطة التي كانت هدفاً لهجوم كبير للقوات السورية في الأسابيع القليلة الماضية.
وقبل تأسيسه لـ"جيش الإسلام" شكل علوش "لواء الإسلام" بالاشتراك مع أبيه عبد الله وهو داعية سلفي سوري مقيم في السعودية. وعلوش على خلاف فكري مع تنظيمي "الدولة الإسلامية" والقاعدة وتبنى توجهاً إسلامياً أكثر اعتدالاً. وأطلق سراح علوش من السجون السورية في بداية الحرب الأهلية في عام 2011، عندما سمحت الحكومة بإطلاق سراح العديد من الشخصيات المتشددة من سجونها في إطار عفو عام.
ولم يتفوق "جيش الإسلام" على الجيش السوري الحر الذي يميل إلى العلمانية ببسط سيطرته على معظم مناطق العاصمة السورية دمشق فحسب، بل تفوق كذلك على جبهة النصرة المتشددة التابعة لتنظيم القاعدة. وأفادت تقارير آنذاك بأن المملكة العربية السعودية ضخت ملايين الدولارات لتمويل "جيش الإسلام"، كوسيلة من وسائل مواجهة الجماعات الأكثر تشدداً. ومع ذلك فقد بات يُنظر إلى الجماعة الموحدة نفسها، على أنها معارضة للديمقراطية وداعمة للسلفية.
وكان علوش من أشد المنتقدين للائتلاف الوطني السوري، التيار الرئيسي الذي يمثل حكومة المنفى المدعومة من الغرب، وغالباً ما كان يسخر من الانقسامات الداخلية التي يواجهها هذا المجلس.
الأسد في سوريا: باقٍ أم راحل؟
مازال قادة العالم منقسمين حول مستقبل الأسد، ففيما تعارض فرنسا وبريطانيا وتركيا ودول الخليج بقاءه، تطالب بذلك روسيا وإيران. أما إدارة اوباما فتريد العمل مع الجميع لإزاحته وألمانيا مستعدة للحوار مع الجميع ومن ضمنهم الأسد.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
التقى الرئيسان الأميركي والروسي باراك أوباما وفلاديمير بوتين في الأمم المتحدة للبحث في حلول للأزمة السورية ، لكنهما لم يحققا أي تقدم بخصوص دور الرئيس بشار الأسد. وترى الولايات المتحدة أن الأسد جزء من المشكلة، فيما تصفه روسيا بأنه جزء من الحل.
صورة من: Reuters/M. Segar
ووصف الرئيس أوباما في خطاب أمام الجمعية العام للأمم المتحدة الأسد بأنه "مستبد يقتل الأطفال". وقال إن "الولايات المتحدة مستعدة للعمل مع أي دولة بما في ذلك سوريا وإيران لتسوية النزاع". وحمل أوباما بعنف على الرئيس السوري لأنه "يلقي البراميل المتفجرة لقتل أطفال أبرياء".
صورة من: Reuters/Mikhail Klimentyev
تبادل الرئيسان الروسي والأميركي الأنخاب وتصافحا على غداء لكن الهوة بين موقفيهما حول مستقبل الأسد مازالت واسعة. وقال الرئيس الروسي إن "عدم التعاون مع الجهة السورية التي تكافح الإرهاب وجها لوجه سيكون خطأ فادحا". وأضاف "علينا أن نعترف أن لا احد سوى القوات المسلحة للرئيس السوري يقاتل فعليا الدولة الإسلامية".
صورة من: Reuters/Mikhail Metzel
أكد رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض في المنفى خالد خوجة أن "لا احد يمكنه الصفح" عن ممارسات نظام الرئيس السوري بشار الأسد". وأضاف خوجة "ما يجري في سوريا هو إبادة تتم تحت أنظار العالم"، وتساءل " أتعتقدون أن النظام يقاتل تنظيم الدولة الإسلامية؟ الإحصاءات تقول غير ذلك".
صورة من: Reuters/M. Dabbous
أعلنت المستشارة أنغيلا ميركل أن الرئيس السوري بشار الأسد يجب أن يشارك في أي مفاوضات تهدف إلى إنهاء النزاع المستمر في بلاده منذ أكثر من أربع سنوات. فيما دعا وزير خارجيتها فرانك-فالتر شتاينماير إلى إشراك إيران في مساعي حل النزاع باعتبار أنّ: "إيران فاعل إقليمي رئيسي مطلوب لحل الأزمة.... سيمكننا إنجاح الأمر فقط عندما نأتي بكافة الأطراف الفاعلة المهمة على طاولة واحدة الآن".
صورة من: Getty Images/A. Berry
من جانبه، دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى تشكيل "جبهة موحدة" للتصدي للمتطرفين في الشرق الأوسط. وقال روحاني إن "اخطر واهم تهديد يواجه العالم اليوم هو أن تتحول المنظمات الإرهابية إلى دول إرهابية". ولمح روحاني إلى مستقبل ومصير بشار الأسد عن طريق إجراء انتخابات، وقال "نحن نؤيد دعم السلطة من خلال أصوات الناس بدلا من الأسلحة".
صورة من: picture-alliance/Geisler-Fotopress
الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند دعا إلى التعامل مع روسيا وإيران لإنهاء الصراع في سوريا، وقال للصحفيين "روسيا وإيران تقولان إنهما ترغبان في لعب دور أكبر في حل سياسي. نحتاج للعمل مع هذين البلدين ولأن نبلغهما أن ذلك الحل أو الانتقال يجب أن يحدث.. لكن بدون بشار الأسد".
صورة من: Reuters/A. Jocard
أكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أنه يتعين الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد وتنظيم الدولة الاسلامية حتى لو انتهي الأمر بأن يلعب الأسد دورا مؤقتا في أي حكومة انتقالية، مضيفا "نريد سوريا بدون تنظيم الدولة الإسلامية وبدون الأسد.. لأنه بصراحة لا مستقبل للشعب السوري في بلد يوجد فيه أي منهما ".
صورة من: Reuters/Stefan Rousseau
تركيا من جانبها لا زالت تعارض انتقالا سياسيا في سوريا يكون فيه دور لبشار الأسد. وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو في تصريح لصحيفة حريت التركية: "مقتنعون بأن بقاء الأسد في السلطة خلال الفترة الانتقالية لن يجعلها انتقالية. نعتقد أن هذا الوضع سيتحول إلى أمر واقع دائم".
صورة من: Reuters/Umit Bektas
السعودية ودول خليجية أخرى ثابتة على معارضتها لبقاء الأسد. ودعا وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي إلى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية "دون أي تدخل أجنبي" فيما اعتبر وزير خارجية قطر إنه يوجد توافق دولي عام مع روسيا بشأن دعوتها إلى محاربة تنظيم الدولة الإسلامية لكنه حذر من أن خطة الرئيس بوتين لا تعالج السبب الأساسي للأزمة في سوريا وهو الرئيس بشار الأسد.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
10 صورة1 | 10
ورغم أنه كان ينظر لعلوش على أنه متشدد على الصعيد المحلي فإنه لم يكن يحمل أي اجندات دولية، على عكس تنظيم القاعدة والجماعات الأخرى.
لكن موقع مجلة "شبيغل" الألماني كشف أن علوش كان على اتصال بأجهزة مخابرات غربية كحليف محتمل ضد تنظيم "الدولة الإسلامية". وفي مقابلة أجرتها معه صحيفة"ديلي بيست" الشهر الجاري، اقترح علوش إمكانية أن تلعب الولايات المتحدة دوراً في حل النزاع السوري. وسحقت ميليشيات جماعة "جيش الإسلام" التي تزعمها علوش جميع الجماعات التابعة لتنظيم "داعش" في المناطق التي تسيطر عليها، مع تركيزها بشكل رئيسي على تكريس جهودها لمحاربة قوات الرئيس بشار الأسد.
واضطلعت جماعته بدور رئيسي في القتال ضد القوات الحكومية في منطقة دمشق وشنت العديد من الهجمات البارزة هذا العام، وذلك لاستنزاف الموارد من احتياطيات الأسد المستنزفة بالفعل. ويسيطر "جيش الإسلام" على ضاحية الغوطة في دمشق، التي شهدت هجوما بالأسلحة الكيميائية في آب/ أغسطس 2013، ما أسفر عن مقتل المئات.
وقُتل عدد من قادة الجماعات المسلحة منذ بدأت روسيا حملة جوية واسعة في 30 من سبتمبر/ أيلول الماضي دعماً لحليفها الرئيس السوري بشار الأسد الذي تعرضت قواته لسلسلة انتكاسات في وقت سابق من العام. بيد أن موسكو تصر على أن غاراتها تتركز على مهاجمة الدولة الإسلامية.