ناشد رئيس البرلمان الأوروبي مارتين شولتز الملك السعودي سالمان للإفراج فورا عن المدون السعودي رائف بدوي. كما ذكر أيضا بحالة الشاب علي النمر. جاء ذلك خلال تسليم جائزة سخاروف لإنصاف حيدر نيابة عن زوجها المسجون.
إعلان
في مبنى البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ الفرنسية تسلمت إنصاف حيدر، زوجة المدون السعودي رائف بدوي، المسجون في المملكة بتهمة الإساءة للإسلام، جائزة سخاروف بالنيابة عنه اليوم الأربعاء (16 كانون الأول/ ديسمبر 2016). ووصفت حيدر زوجها بأنه "صوت حر في بلد الفكر الواحد"، وقالت وسط تصفيق حاد من النواب وقوفا إن زوجها "ليس مجرما ولا مغتصبا" بل "هو صوت حر في بلد الفكر الواحد".
وقالت إنصاف حيدر، اللاجئة حاليا إلى كندا، "تمنيت لو أن زوجي يتسلم بنفسه الجائزة" التي وضعت على كرسي فارغ. وأضافت "في عالمنا العربي، الفكر الحر والمتنور يعتبر إساءة للإسلام" وتابعت إن "المجتمع (السعودي) يعيش في ظل نظام ديني لا يطلب من الناس إلا أن يكونوا مطيعين".
وفضل البرلمان الأوروبي منح جائزته إلى رائف بدوي على مرشحين آخرين هما تحالف المعارضة السياسية في فنزويلا والمعارض الروسي بوريس نيمتسوف الذي اغتيل. وقبل تسليم الجائزة قال رئيس هذا البرلمان مارتن شولتز "أناشد هنا الملك سلمان العفو عن رائف بدوي والإفراج عنه على الفور بدون أي شروط".
كما ذَكَّر شولتز بقضية الشاب السعودي علي محمد النمر، الذي حكم عليه بالإعدام لمشاركته في تظاهرات "الربيع العربي" في 2012 ولم يكن قد تجاوز الـ17 من العمر حينذاك. وقال "هذه ليست سوى بعض انتهاكات الحقوق الإنسانية"، داعيا السعودية إلى "وقف هذا القمع المنهجي". وأضاف شولتز إن "أي تجارة للنفط أو الأسلحة لن تمنعنا من العمل من أجل حقوق الإنسان".
ضحايا حرية التعبير في السجون العربية
مازال يقبع في السجون العربية أشخاص بسبب آرائهم أو مواقفهم أو حتى ميولهم السياسية المعارضة. ورغم الانتقادات الموجهة لدولهم بانتهاك حقوق الإنسان، وحملات التضامن الواسعة معهم في الداخل والخارج يواجه بعضهم أحكاما بالإعدام.
صورة من: DW/J.M. Oumar
مازال المدون رائف بدوي، صاحب أشهر قضية تخص انتهاكات حقوق الإنسان في السعودية، قابعا في السجن رغم كل الضغوط والحملات الدولية المتعاطفة معه. وحكم على رائف بالسجن عشر سنوات، والجلد ألف جلده. واعتقل بدوي، المؤسس المشارك للشبكة الليبرالية السعودية، في العام 2012 بتهمة الاساءة للإسلام وتأسيس موقع على الانترنت.
صورة من: privat
قضية أشرف فياض، هي أحدث قضايا حرية التعبير في السعودية. أشرف شاعر فلسطيني مقيم في السعودية، اعتقل وحكمت عليه محكمة سعودية بالإعدام بتهمة الترويج لأفكار إلحادية وسب الذات الإلهية. وأدانت الأكاديمية الألمانية للفنون في برلين الحكم بإعدام فياض، وطالبت الحكومة الألمانية بالتدخل للإفراج عنه.
صورة من: Instagram/Ashraf Fayadh
يواجه الشاب علي النمر، وهو من الأقلية الشيعية في السعودية، حكما بالإعدام. وقال أحد أفراد عائلته إن السعودية تبدو "جادة جدا" في تنفيذ العقوبة. وكانت السلطات السعودية قد ألقت القبض عليه عام 2012 خلال مشاركته في مظاهرات وكان عمره آنذاك لا يتجاوز 16 سنة.
صورة من: picture-alliance/CITYPRESS 24
منذ أيام أطلقت السلطات المغربية سراح الناشط أسامة الخليفي بعد قضائه عقوبة الحبس بتهم منها التغرير بقاصر. أسامة الخليفي هو أحد مؤسسي حركة 20 فبراير بالمغرب ويقول إن التهم الموجهة له ملفقة. ولازال هناك سجناء رأي في المغرب من بينهم هشام منصوري، وهو صحفي تحقيقات حكم بحبسه في مارس/ آذار الماضي بتهمة الزنا، ويقول منتقدون إنها محاولة لإسكاته.
صورة من: AP Photo/A. Bounhar
يتواصل سجن الناشط السياسي ورجل الدين الشيعي البحريني الشيخ علي سلمان، زعيم جمعية الوفاق المعارضة، بتهمة التحريض على النظام والدعوة إلى الإطاحة به، رغم الاحتجاجات الشعبية والاتهامات للحكومة بـ"خنق" المعارضة. كما قضت محكمة بحرينية هذا الشهر بسجن المعارض مجيد ميلاد لعامين بتهمة التحريض العلني على عصيان القانون. وميلاد هو عضو بارز في جمعية الوفاق.
صورة من: Reuters/H. I Mohammed
إسراء الطويل، ناشطة ومصورة صحفية مصرية اختفت قسريا لأكثر من أسبوعين في بداية يونيو/ حزيران هذا العام. ثم ظهرت مع بدء محاكمتها بتهمتي "الانضمام لجماعة إرهابية محظورة أنشئت على خلاف القانون" و"بث أخبار كاذبة من شأنها تكدير الأمن والسلم العام." يذكر أن إسراء أصيبت بطلق ناري في مظاهرة في 25 يناير العام الماضي.
صورة من: privat
علاء عبد الفتاح ناشط يساري مصري، من أشهر معتقلي الرأي في مصر. وهو بجانب الناشط المحبوس أيضا أحمد ماهر، من أبرز المشاركين في ثورة 25 يناير. حكم على علاء بالسجن خمس سنوات بتهمة الاعتداء على ضابط شرطة، وتنظيم مظاهرة دون ترخيص، وإتلاف الممتلكات العامة. ولازالت الدعوات تتواصل داخل مصر وخارجها من أجل الإفراج عنه.
صورة من: picture-alliance/AP/Ravy Shaker
في قضية مثيرة للجدل، قضت محكمة مصرية في فبراير/ شباط الماضي بالسجن المؤبد على أحمد دومة في القضية التي تعرف إعلاميا بـ "أحداث مجلس الوزراء". وهي نفس القضية المحبوس فيها أيضا علاء عبدالفتاح وأحمد ماهر ومحمد عادل. ودومة هو ناشط سياسي بارز سُجن وحوكم مرات عديدة منذ عهد مبارك وحتى الآن.
صورة من: picture-alliance/dpa
في موريتانيا وفي حكم اعتبر وقتها سابقة من نوعها، حكم على المدوّن محمد شيخ ولد محمد ولد امخيطير بالإعدام، بعد اتهامه بالإلحاد، بسبب مقال إنتقد فيه نظام الطوائف الطبقي في بلاده مشبها إياه بعصر فجر الاسلام. لكن موريتانيا، التي تطبق الشريعة لم تنفذ حكما بالإعدام أو الجلد منذ ثلاثة عقود. الكاتبة: سهام أشطو
صورة من: DW/J.M. Oumar
9 صورة1 | 9
ومن جانبها قالت منظمة العفو الدولية، المدافعة عن حقوق الإنسان، الأربعاء إن "جائزة البرلمان الأوروبي تكشف عدم تحرك الاتحاد الأوروبي إزاء انتهاكات حقوق الإنسان في السعودية". وأضافت المنظمة في بيان إن "خطوة البرلمان الأوروبي تتناقض بقوة مع صمت الدبلوماسية الأوروبية التي لم تخفق حتى اليوم في التصدي لانتهاكات حقوق الإنسان في السعودية فحسب بل لم تدع إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن رائف بدوي".