زوج المسيحية آسيا بيبي لـDW: "لا نشعر بالأمان في أي مكان"
٣ نوفمبر ٢٠١٨
رغم تبرئتها من تهمة التجديف من قبل المحكمة العليا في باكستان، إلا أن مصير آسيا بيبي يبقى غامضا ولا تزال في السجن بانتظار قرار طعن إسلاميين بقرار المحكمة. زوج بيبي تحدث حصريا مع DW عن معاناة العائلة المسيحية في باكستان.
إعلان
لا يزال مصير آسيا بيبي، الباكستانية المسيحية التي برأتها المحكمة العليا في باكستان من تهمة التجديف، يراوح مكانه السبت (الثالث من تشرين الثاني/ نوفمبر 2018) بعد أن أجازت الحكومة لإسلاميين متشدّدين الطعن بقرار تبرئتها ووضعتها على قائمة الممنوعين من السفر.
وكان وكيل الدفاع عن بيبي المحامي سيف الملوك، الذي أنقذ موكّلته من حكم بالإعدام أصدرته بحقها محكمة أدنى قبل ثماني سنوات، غادر البلاد في ساعة مبكرة من صباح السبت بعد تلقّيه تهديدات. فيما انتقد زوج بيبي السبت الاتّفاق الذي تم التوصل إليه بين الحكومة والإسلاميين.
وقال زوج المتهمة التي برأتها المحكمة العليا آسيا بيبي، عاشق المسيح في مقابلة مع DW تعليقا على الاتفاق بين الحكومة الباكستانية والجماعات الإسلامية المحتجة على تبرئة آسيا: "ما كان يجب التوصل إلى مثل هذا الاتفاق". وأضاف "من السيئ إيجاد سابقة ترمي إلى الضغط على القضاء"، معتبراً أنّ "الحكومة أخطأت" بالرضوخ لضغط المتظاهرين الإسلاميين.
وكانت المحكمة العليا برّأت الأربعاء بيبي التي صدر عليها حكم بالإعدام في 2010، ممّا أثار احتجاجات أصوليين إسلاميين تسبّبت بشلل البلاد لثلاثة أيام بعد أن قطعوا الطرق وعرقلوا حركة المرور في مدن رئيسية. وأوقف المتظاهرون تحرّكهم الاحتجاجي ليل الجمعة بعد أن توصّلت الحكومة لاتّفاق مثير للجدل يقضي بوضع بيبي على قائمة الممنوعين من السفر وتتعهد فيه عدم الاعتراض على طعن في قرار التبرئة تم تقديمه أمام المحكمة العليا في وقت سابق.
وقال المحامي غلام مصطفى شودري الذي يُمثّل قاري سلام، مقدّم الدعوى ضد بيبي، لوكالة فرانس برس "طلبنا من المحكمة العليا أن تضع آسيا بيبي على قائمة مراقبة الخروج في أسرع وقت كي لا تتمكن من مغادرة البلاد". وأضاف "نخشى أن يتم تسفيرها جوّاً من البلاد لذا طلبنا من المحكمة عقد جلسة في وقت قريب"، مؤكّداً أنّه "سيستخدم كافة الوسائل القانونية لضمان أن يتم إعدام آسيا بيبي شنقاً طبقاً للقانون".
فيما انتقد محامي آسيا بيبي، سيف الملوك ووسائل إعلام باكستانية الحكومة لإذعانها للمتشدّدين الإسلامين بعد الخطاب الصارم الذي وجّهه لهم رئيس الحكومة عمران خان في أعقاب قرار المحكمة. وقال ملوك إنّ غضب الإسلاميين المتشددين "مؤسف لكنّه لم يكن غير متوقّع". وأضاف "ما هو مؤلم هو ردّ الحكومة، لأنها عاجزة عن تطبيق حكم أصدرته أعلى محكمة في البلاد"، مؤكّداً أنّ "الكفاح في سبيل العدالة يجب أن يستمرّ".
كما ندّدت صحيفة دون، أعرق الصحف الباكستانية، بالاتّفاق ووصفته بأنه "استسلام جديد". وكتبت في افتتاحية تقول: "استسلمت حكومة أخرى في وجه المتشدّدين الدينيين العنيفين الذين لا يؤمنون لا بالديمقراطية ولا بالدستور". وقال ملوك إنّ "حياة بيبي ستراوح مكانها تقريباً، إن كانت داخل سجن أو في حبس انفرادي بسبب مخاوف أمنية"، حتى اتّخاذ قرار بشأن الطعن.
يذكر أن التجديف تهمة بالغة الخطورة في باكستان، حيث يمكن لمجرد اتّهامات غير مؤكّدة بإهانة الإسلام أن تؤدّي إلى الموت على أيدي متشدّدين. والمحامي ملوك نفسه غادر باكستان في ساعة مبكرة السبت قائلاً إنّه "تلقّى تهديدات من أصوليين إسلاميين ومحامين آخرين". وقال المحامي البالغ من العمر 62 عاما لوكالة فرانس برس قبل إقلاع طائرته إلى أوروبا "في ظلّ السيناريو الحالي، لا يمكنني أن أعيش في باكستان". وأضاف "أنا بحاجة إلى البقاء على قيد الحياة إذ يجب أن أواصل المعركة القضائية من أجل آسيا بيبي".
ح.ع.ح/ع.ش (DW، أ.ف.ب)
صروح أثرية في مواجهة الحروب والتشدد الديني
بعد سيطرة حركات متشددة على مدن أثرية، كما حصل في العراق وسوريا، حذرت منظمات دولية من ضياع كنوز أثرية وإسلامية، تدمرها الحروب وتعمل معاولها فيها، أفكار متشددة تعتبر أن وجود آثار حضارات مضت يشكل "تهديداً للإسلام" نفسه.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Al-Rubaye
أعلنت القوات العراقية أن تنظيم "داعش" السني المتطرف فجر منارة الحدباء التاريخية وجامع النوري الكبير الذي شُيد عام 1172 وشهد الظهور العلني الوحيد لزعيم التنظيم أبو بكر البغدادي في المدينة القديمة بغرب الموصل. تفجير المسجد الذي يحمل قيمة رمزية كبيرة للتنظيم، اُعتبر بمثابة إقرار بـ"هزيمة" التنظيم.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Al-Rubaye
اثأر سقوط مدينة تدمر الأثرية تحت سيطرة تنظيم "داعش" مخاوف من أن تلقى مدينة التاريخ هذه مصير كثير من المواقع الأثرية في سوريا، والتي انتهت إلى التدمير والحرق والنهب خلال المعارك بين فصائل المعارضة السورية وقوات النظام. بعد سيطرة "داعش" قال الأزهر في بيان له أن الدفاع عن تدمر هو "معركة الإنسانية بأكملها".
صورة من: picture-alliance/CPA Media/Pictures From History/D. Henley
جراء الحرب الأهلية في سوريا دمرت مواقع أثرية يرجع تاريخ بعضها لأكثر من 5000 عام، فقد أحرقت نيران هذه الحرب سوق حلب القديم، الذي يمثل أحد أقدم الأسواق في العالم، ولم تسلم قلعة الحصن بحمص من تدمير هذه الجماعات بعد أن استخدمها تنظيم "داعش" كمخبأ للقناصة.
صورة من: Reuters
بلدة معلولة، التي تستمد شهرتها من الأديرة التاريخية، وقعت هي الأخرى ضحية حركة "النصرة" المتشددة عام 2013، ونهب مسلحو التنظيم صلبانا وأيقونات أثرية وباب دير سركيس. وخلال سيطرتهم على البلدة هرب أغلب سكانها المسيحيين.
صورة من: picture-alliance/akg-images/Hedda Eid
تتعاظم هذه المخاوف بعد أن دمر تنظيم "داعش" مدينة الحضر الأثرية في العراق بعد ان سيطر عليها، كما دمر مقاتلوه مدينة نمرود جوهرة الإمبراطورية الأشورية التي تأسست في القرن الثالث عشر قبل الميلاد، إضافة إلى تدميرهم لكثير من الآثار التي تعود للحقبة الآشورية والمعروضة في متحف مدينة الموصل التي يحتلها التنظيم منذ عام .
صورة من: picture-alliance/dpa/Quelle: Islamischer Staat/Internet
لكن تقرير للأمم المتحدة كشف أن التنظيم لم يدمر جميع التماثيل الآشورية، التي يصفها متطرفو التنظيم بـ"الأصنام"، بل قام ببيع القطع الأثرية الأهم في السوق السوداء لدعم تمويل عملياته المسلحة في العراق وسوريا.
صورة من: picture-alliance/dpa/Quelle: Islamischer Staat/Internet
كان تدمير مدينة الحضر في اطراف الموصل بأعمدتها الشهيرة خسارة كبيرة للتراث الإنساني. نشأت مملكة الحضر في القرن الثاني الميلادي ودامت حوالي مئة عام. واشتهرت بهندستها المعمارية وفنونها وصناعتها، وتنتشر فيها الكثير من النقوش المنحوتة والتماثيل.
صورة من: picture-alliance/Bildagentur-online/Tips Images
عمليات تدمير المواقع الأثرية المدرجة على لائحة التراث الإنساني لمنظمة اليونسكو، لم تقتصر على آثار آشور، وإنما شملت أيضاً مراقد إسلامية مقدسة، كمقام النبي يونس في الموصل، الذي نسفه تنظيم "داعش" لـ"إبعاد الشرك عن الإسلام"، كما تنص رؤية التنظيم الدينية المتشددة.
صورة من: picture-alliance/dpa/EPA
طالما وصفت ليبيا بأنها "خزانة التاريخ" لما تحتويه من مدن أثرية لا تزال شبه كاملة من الحضارتين الإغريقية والرومانية. بعد الحرب الأهلية التي أعقبت سقوط نظام معمر القذافي، قام المتشددون بجرف عدد من الأضرحة أو نبشها في مختلف أنحاء البلاد، انطلاقا من اعتقادهم بأن وجودها "يخالف تعاليم الإسلام".
صورة من: REUTERS
وفي مكان غير بعيد عن ليبيا، وقعت أضرحة الأولياء في مالي وما تحتويه من مخطوطات أثرية هامة ضحية للرؤية الدينية الضيقة، فقد قامت جماعات متشددة على الطريقة الوهابية بتدمير هذه الأضرحة معتبرة أن تكريم الأولياء من "عبادة الأوثان".
صورة من: picture-alliance/abaca
خلال حكم الإخوان المسلمين لمصر تسربت أنباء عن تقديم بعض قيادي التنظيم مقترحاً لبيع الآثار الفرعونية، كما دعت أصوات متشددة أخرى خلال تلك الفترة أيضاً إلى هدم الأهرامات وأبو الهول ونزلة السمان على اعتبار أنها "أصنام".
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Scholz
وفي الآونة الأخيرة بدأ تنظيم "داعش" يعمل بشكل ممنهج على التنقيب عن الآثار في مصر للبحث عن مصدر جديد لتمويل عملياته، وذلك عن طريق تهريب وبيع الآثار التي يعثرون عليها .
صورة من: picture-alliance/dpa
مطلع عام 2014، لحق بمتحف الفن الإسلامي في القاهرة تدمير شامل إثر انفجار قنبلة في مبنى مديرية أمن القاهرة التي تقع أمام المتحف مباشرة. دمر التفجير كثير من الآثار المرتبطة بتاريخ الإسلام نفسه، وقالت الجهات الأمنية إن جماعة الإخوان المسلمين كانت وراء الاعتداء.
صورة من: picture-alliance/dpa
قبل سيطرة تنظيمات متشدد أفرزتها ثورات "الربيع العربي" وقادت إلى تدمير صروح أثرية، كانت حركة طالبان الأفغانية قد سبقت كل هؤلاء مطلع 2001 بتفجيرها لتمثالي بوذا في باميان. وتوافد مئات من عناصر الحركة من ارجاء افغانستان وعملوا طيلة 25 يوما على تدمير التمثالين بالقذائف والمتفجرات، انطلاقاً من الأفكار الوهابية التي يعتنقها مقاتلو الحركة.
صورة من: Getty Images
الأفكار الوهابية قادت هي الأخرى إلى تدمير آثار إسلامية في بلد بعيد عن "الربيع العربي، فقد دقت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية ناقوس الخطر بشأن هدم المواقع الأثرية في السعودية بحجة توسيع الحرمين الشريفين. كما أكد مفتي البلاد أن ما هدم من آثار في الحرمين الشريفين "لا مانع منه، بل إنه من الضرورة"، مشيراً إلى أن توسعة الحرمين تقتضي ذلك.
صورة من: picture-alliance/dpa/Saudi Press Agency/Ho