1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

زونين أليه ـ شارع العرب البرليني همزة وصل مع الثقافة الغربية

٩ أكتوبر ٢٠٠٧

إذا أردت التعرّف على حياة العرب في برلين فإن شارع زونين أليه البرليني ضالتك إلى ذلك. عرب من مختلف دول العالم العربي يعيشون هناك بعاداتهم وطقوسهم وتقاليدهم جنباً إلى جنب مع مكونات الثقافة الغربية.

عرب من عشرين دولة يعيشون في برلين حاملين معهم عاداتهم وتقاليدهم وحتى مستلزمات حياتهم اليوميةصورة من: picture alliance/dpa

شارع زونين أليه Sonnenallee في الضاحية البرلينية نويكولن Neukölln يعتبر مثالاً حياً وواقعياً لتعايش الثقافة العربية مع الغربية. وهو يعد في الوقت نفسه عامل جذب لكل من زار برلين، لدرجة أنه أضحى معلماً هاماً من معالم المدينة التي اشتهرت بتنوعها الثقافي الفريد.

إذا ما سُئل المواطن المقيم في أي دولة عربية عن برلين فإن أول ما يتبادر إلى ذهنه هو جدارها الشهير، الذي كان يعتبر رمزاً صارخاً للنظام الشيوعي. وأما من يزورها فإنه يُبهر بما تقدمه المدينة بشكل يتناسب مع ثقافته المتمثلة بالمأكل والمشرب والتسوق وحتى بممارسة شعائره الدينية. ولا نأتي بجديد إن قلنا بأن برلين منذ تاريخ نشأتها كانت وما تزال نقطة جذب للغرباء الباحثين عن رزق لهم. فقد شهدت المدينة تدفق الشعوب السلافية إليها من الشرق، ومن ثم هجرة فرنسية واسعة من الغرب. إلا أن هذا التدفق بلغ ذروته في فترة مابعد الحرب العالمية الثانية، حينها استقطبت برلين اليد العاملة الأجنبية لعدم توفرها في ألمانيا آنذاك. فقدِم إليها يوغسلاف وإيطاليون وأتراك سعياً وراء رزقهم.

شارع زونين أليه في برلين ... أحد المعالم السياحية العربية في برلينصورة من: picture alliance/dpa

أما الهجرة العربية إليها فقد جاءت متأخرة بعض الشيء. بدأت في منتصف القرن الماضي. وقد بدأت هذه الهجرة من قِبل العرب الذين جاؤوا طلباً للتحصيل العلمي واستقروا فيها فيما بعد، مع التنويه إلى أن هذه الهجرة كانت عشوائية وفردية. إلا أن هذه الهجرة أصبحت مع مرور الوقت شبه منظمة، وهذا يعود إلى ظروف المنطقة العربية المتدهورة التي حملت الكثيرين وخاصة من دول المشرق إلى ترك ديارهم والبحث عن لقمة العيش أو الملاذ الآمن.

الشيشة و الفلافل مُنتج عربي باستحقاق!

المنتج العربي الأكثر رواجاً في العالم الغربي... طبعاً لأصحاب الذوق الرفيعصورة من: picture alliance/dpa

يعيش اليوم في برلين نحو نصف مليون مواطن أجنبي جلّهم من الجالية التركية (مع مراعاة أن الأجانب الذين يحملون الجنسية الألمانية يبقون خارج هذه الإحصائيات)وأما العرب فيأتون في المرتبة الثانية بعد الأتراك ويقدر عددهم بحوالي ثلاثين إلى أربعين ألفاً.

مع مرور الوقت انخرط الكثيرون منهم في صفوف المجتمع البرليني –ولو بشكل نسبي- الأمر الذي استدعى ولادة تبادل تجاري رافقه تبادل ثقافي. فبتنا نرى الألمان يمارسون بعض الطقوس والعادات التي تُوصف بأنها "عربية" رغبة منهم في شم عبق "ألف ليلة وليلة" وسحر الشرق الأخاذ؛ فالمقاهي العربية المتزايدة ما فتئت تستقبل مرتاديها ليدخنوا "الشيشة" أو يلعبوا "الطاولة"، وباتت الفلافل معروفة ومفضلة لديهم وكذا "الشاورما" والحلويات الشامية، فضلاً عن محال الموسيقى العربية التي تبيع الأغاني العربية ومستلزمات الرقص الشرقي، وطبعاً دون إغفال الذكر عن دور العبادة التي يزورها بعض الألمان بداعي الفضول.

ابتسم ... فأنت في زونين أليه!

إذا كنت في شارع زونين أليه فعليك أن تبتسم برضاك.صورة من: picture alliance/dpa

إن كل ما أنف ذكره يمكن أن نجده مجتمعاً في شارع واحد يعرفه البرلينيون باسم "شارع العرب" – رسمياً: زونين آليه-، حيث يغلب عليه الطابع العربي المتمثل في هيئة زائريه وباعته، ولافتات محاله المكتوبة باللغة العربية حصراً، حيث تتراص جنباً إلى جنب، فتتجاور دكان البقالة مع دكان بيع المجوهرات، ويختبأ خلف المقهى مطعم صغير، وتعلو بجانب محل الموسيقى ضربة ساطور الجزار أو صوت مقص الحلاق، وتفوح بقرب دكان بيع ملابس المحجبات رائحة تحميص البن العربي. وكل هذه المحال العربية تُولد تناغماً ربما لم نشاهده في بعض شوارع إحدى الدول العربية. بقي أن نذكر لزوار هذا الشارع من العرب المقيمين خارج برلين بأنه بإمكانكم التحدث في هذا الشارع والتسوق فيه باللغة العربية لدرجة أن غير هذه اللغة قد لا تكون مفهومةً "هنا" أحياناً.

محمد سامي الحبال

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW